لايستحق حتى الحجر … العطية يعوي والقافلة تسير !! / بديع عفيف

 

 

بديع عفيف ( الخميس ) 5/2/2015 م …

 

كرر وزير الخارجية القطري خالد العطية، أمس، خلال منتدى استضافته مجلة «أتلانتك» في الخارجية الأميركية، موقف “قطر” من أن “التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم داعش في سورية، يجب أن يوسع هجماته لتشمل قوات الجيش العربي السوري”. أجل، أحياناً يكون الصمت عن الكلام أفضل. ولكن مثل كلام العطية لا يمكن المرور فوقه دون ردّ وتوضيح، وأكثر؛

السؤال البديهي أولاً، لمصلحة من يكون ضرب الجيش العربي السوري؟! حتى الآن ليس هناك من مستفيد من إضعاف الجيش العربي السوري (أو العراقي والمصري…) سوى الكيان الإسرائيلي والتنظيمات التي يربّيها هذا الكيان بتمويل قطري وتسهيل تركي ودعم سعودي، وهي تعيث فساداً وتخريباً في المنطقة.

ربما وفي فرحة وجوده في “الجنّة” الأمريكية، أراد العطية التعبير أكثر عن ولائه المطلق لإسرائيل وحليفتها وحاميتها الولايات المتحدة؟! ربما نحن لا نعرف ولا نفهم شعور الذل والخضوع الذي يفرضه الوجود العربي تحت المظلة الأمريكية الإسرائيلية لأننا لم ولن نقبل به أو بممارسته علينا، أو بمثل هذا العيش.. كما أنّ العطية لا يفهم ولا يستوعب معنى الشعور بالمقاومة، وأهمية المقاومة، وقيمة الجيوش العربية؛ السوري والمصري والعراقي والجزائري… الخ، لأنه لا يعرف عنها، ولم يعشها يوماً، ولم يرغب بالعيش بالكرامة التي يحفظها وجود مثل هذه الجيوش.

الأمر الآخر، أن العطية يبدو كمن استفاق من نومه متأخراً، وقد انطلق القطار مسرعاً إلى المحطة الأخيرة، فركب القطار العائد بالاتجاه الاخر، وعليه، كلما أسرع ذلك القطار كلما ابتعد العطية عن هدفه؛ العطية يعيش أوهاماً وكوابيس وهلوسات قديمة.. ضربُ الجيش العربي السوري؟! يبدو أن العطية يصدّق فعلاً ما كانت تبثه داعرة الإعلام “جزيرة” الدوحة من أنّ النظام السوري “سيسقط بعد أسبوعين..”، وأن موعد الأسبوعين أصبح أكثر من أربع سنوات، ولم يسقط النظام ولا الدولة السورية!! كم مرّة علينا أن نكرر أن “بنك وقناة تلفزيونية” لا يصنعان دولة، ليفهم العطية؟!!

لا ندري إذا كان ما يردده العطية وقاحة أم غباء، أم أمنيات وأضغاث أحلام، لكننا متأكدين أن الحكومة القطرية وقيادتها ثابتة على الخيانة وتدمير كل مقومات صمود الأمة وتشويه كل مرتكزات وعناصر نهضتها.. والهجوم المستمر على سورية وجيشها وقيادتها وشعبها في ظل كلّ هذا الوضوح في الأوضاع في المنطقة وخطورتها، إنما يأتي في هذا السياق التدميري الذي تريده وترعاه إسرائيل.. والأيام بيننا..!!

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.