اسعد العزوني يكتب: من خلال زيارتهم لعجلون وقلعتها … خريجو الجامعة الأردنية في السبعينيات يعيدون إكتشاف الوطن الجميل

الادن العربي – الأحد 17/10/2021 م …




كتب اسعد العزوني …

* تأسست عجلون عام 2000 ق.م،وأمر صلاح الدين ببناء قلعتها عام1184م

* إسم عجلون مشتق من إسم أحد ملوك مؤاب إسمه عجلون وقيل أن عجلون إله كنعاني بحسب الصباغ

* عجلون حاضنة الأدباء والعلماء وزارها الرحالة وأبرزهم إبن بطوطة

موقع مار إلياس في عجلون  هو مسقط رأس النبي إلياس

* عجلون  غابة وارفة الظلال وحديقة ورود وواحة ماء .

* ثورة الجبل عام 1839 م ضد حكم إبراهيم باشا إنطلقت من عجلون

* قلعة عجلون ضمن زنّار دفاعي يضم قلاع الكرك والشوبك والعقبة لإحكام السيطرة على فلسطين والقدس

* البروفيسور ملاعبة: الأردن شجرة زيتون دائمة الخضرة في كل الاتجاهات ،ويجب الإستثمار في زراعة أشجار السماق والصنوبر لقيمتها الاقتصادية.

 * ظاهر عمرو: الأردن جنة ومتحف مفتوح والسياحة هي الحل للمشاكل الإقتصادية .

جريا على سنّتهم الحميدة التي إستنّوها منذ سنوات بهدف إعادة إكتشاف الوطن الجميل،وإزالة شوائب التشوية عن تاريخ هذا الوطن،نظّم خريجو الجامعة الأردنية في سبعينيات القرن المنصرم يوم السبت الماضي رحلة سياحية علمية إستكشافية إلى محافظة عجلونن الأبية ،التي تعد حديقة ورود الأردن المنسية والمهملة،مع إنها أيقونة البلدان وجنة الجنات وناسها من أطيب الناس، وشارك في تلك الرحلة الميمونة كل من:عصام عجاج، ظاهر عمرو،نزار سرطاوي،نبيل كناكرية،  موسى العقاد،محمود البسومي، سامر الصالح، علي المنها، اسحق الجيلاني،اسامة منصور،محمود الشيخ ياسين،ابراهيم شداد، حافظ بشناق، عبد الناصر كناكرية،محمود الجعبري،  جميل المشاقي،محمد الحراحشة،نمر بياري إحسان الجندي وعبد الله رابعة، فيما كان “قيصر الصحراء” البروفيسور أحمد ملاعبة وأنا كاتب هذه السطور ضيفا الشرف في تلك الرحلة.

** عجلون وقلعتها

تشتهر عجلون زينة البلدان التي تأسست عام 2000 ق.م، بقلعتها التاريخية التي تسمى أيضا قلعة الربض،وهي محاطة بالجبال المرتفعة التي تعرف بسلسلة جبال عجلون،وعرفها الأقدمون بإسم “جلعاد” ،وهي تسمية سامية تعني الصلابة والخشونة،ويعتقد أن الإسم هذا جاء نسبة إلى راهب سكن جبل عوف في منطقة القلعة، فيما يذهب البعض في القول أن أصل تسمية عجلون ،مشتق من لفظ سامي قديم نسبة إلى احد ملوك مؤاب إسمه عجلون عاش قبل الميلاد.

** المؤرخ مصطفى الدباغ وعجلون

يقول المؤرخ الكبير د.مصطفى الدباغ في كتاب “بلادنا فلسطين”،إن إسم عجلون مشتق من جذر سامي مشترك ،يفيد العجل صغير البقر والإستدارة،والواو والنون في آخر الإسم للتصغير حسب الطريقة الآرامية ،فيكون المعنى الصغير المستدير أو العجل الصغير.

ولا يستبعد الدباغ أن يكون العجل إسما لإله كنعاني،كان يؤمن به الكنعانيون ضمن معتقداتهم الخرافية الأسطورية،ذلك أن مناطق فلسطين وبلاد الشام كانت تهتم بتربية الأغنام والبقر. 

تمثل عجلون حديقة ورود الأردن المهملة،حلقة الوصل بين بلاد الشام وساحل البحر الأبيض المتوسط ،وتطل على المسجد الأقصى ،وهي منطقة إستراتيجية بين العراق ومصر ،وهذا ما جعل القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي ،يوجه عز الدين أسامة بن قلاوون أحد قادته العسكريين ،ببناء القلعة على قمة جبل عوف عام 1184م،لتنضم إلى زنّار القلاع في الأردن وهي قلعة الكرك وقلعة العقبة  وقلعة الشوبك،وهذا الزنّار يهدف إلى فرض السيطرة الكاملة على فلسطين والقدس ،ولحراسة القوافل التجارية أيضا من إعتداءات الفرنجة.

وعلاوة على طبيعة عجلون الخلّابة ،فإنها تعد حاضنة للأدباء والمبدعين والعلماء أمثال الأديبة عائشة الباعونية والعالم إسماعيل العجلوني ،وزارها العديد من الرحالة أبرزهم إبن بطوطة الذي أشاد بها وأفاض في مدحها.

** أودية عجلون

إضافة إلى قلعتها التاريخية ،فإن عجلون تشتهر بالعديد من المعابر الرئيسية ،أهمها:وادي كفرنجة ووادي راجب ووادي الريان ،وقد تم بناء قلعة الربض لرصد تحركات الفرنجة الغزاة من على ارض فلسطين وخصوصا حصن كوكب الهواء، وإستغلال مناجم الحديد في الجبل الاخضر في عجلون،والتي يتواجد فيها مناجم مغارات وردة.

تدعم القلعة أربعة أبراج مربعة فتحت في جدرانها نوافذ صغيرة ضيقة للسهام.

** الزلازل تضرب القلعة

تعرضت قلعة عجلون في الفترة ما بين 1837-1927،إلى عدة زلازل مدمرة ،وقد تم إعادة ترميمها من قبل وزارة السياحة،وهي تطل أيضا على غور الأردن من بحيرة طبريا حتى البحر الميت.

** مواقع أثرية في عجلون 

هناك العديد من المواقع الأثرية في  عجلون  مثل موقع مار إلياس ،وهي مسقط رأس النبي إلياس ،الذي تحتضن مقامه قرية النبي إلياس الواقعة بين مدينة قلقيلية وبلدة عزّون بفلسطين شرق المتوسط بنحو عشر كيلومترات.

تطل هذه الكنيسة على بيسان وطبريا وجبل الشخ،وتم إعتمادها منطقة حج مسيحي،وهناك أيضا في قرية ليستب “مار إلياس”مسجد ليستب الأثري أحد أقدم مساجد الأردن التاريخية.

** عجلون حديقة ورود الأردن المهملة

تعد عجلون الغابة وارفة الظلال حديقة ورود الأردن المهملة،ولها نصيب الأسد من الأمطار والثلوج ،وفيها عدد كبير من العيون والينابيع لكن أهلها يعانون من الفقر والعطش على مدار العام،وتم تأسيس محمية  غابات عجلون مؤخرا على مساحة 13 ألف كم2،وتحيط بها أشجار البلوط والصنوبر والخروب،وفيها العديد من الحيوانات النادرة مثل الضبع المخطط وخز الزان والنيص المتوج.

تمتاز عجلون بطبيعتها الزاهية ومكنوناتها الأثرية وتنوعها الحضاري والبيئي  والمناخي،فمن قمم الجبال إلى الأودية التي تنساب منها المياه العذبة والعيون الجارية، فالسهول والهضاب،وكذلك المناطق الشفا غورية إلى الجبلية والأودية والهضاب والسهول.

** ثورة الجبل عام 1839 

شهدت عجلون عام 1839 م ثورة الجبل ضد حكم محمد علي ممثلا بإبنه إبراهيم باشاووكلائه من الإقطاعيين والفرسان الذين لا يتقنون اللغة العربية،وكانت جزءا من ثورة شاملة ضد حكم إبراهيم باشافي المنطقة ،وبدأت الثورة ب 200 فارس و2000 راجل ،متظاهرين بالإحتفال بالأعياد والغناء والأهازيج ،حتى وصلوا القلعة ،وتمكنوا من إبادة كافة جنود القلعة،وقيل ان تلك الثورة كانت بدعم من قبل العثمانيين،وتم إختيار عجلون مدينة للثقافة الأردنية عام 2013.

** في الطريق إلى عجلون

غادرنا إلى عجلون وفي ذهني ألف سؤال وسؤال عن سبب إهمال الحكومات المتعاقبة للشمال ،وخاصة محافظة عجلون،ولماذا لا يصمد المستثمرون في الأردن،ويكونون لقمة سائغة لدول الإقليم؟

** تحدث البروفيسور أحمد ملاعبة في البداية عن علاقته بالسيد ظاهر عمرو صاحب المبادرات الوطنية التي تخدم تسويق الأردن،من خلال فعاليات شركة المروى للمياه  في الحلابات،وكان الداعم الرسمي لنشاطات  كلية الملكة رانيا  للسياحة والتراث ،وتبرع بمليون عبوة مياه إبان التصويت على البتراء ،مؤكدا أن السيد عمرو لعب دورا كبيرا في إنجاح البتراء ضمن حملة الكلية التي كان البروفيسور ملاعبة عميدها انذاك.

وعرّج ملاعبة في حديثه على الزرقاء  وتاريخ بلد شبيب الحميري وأبو زيد الهلالي،والتي خرج منها يزيد بن معاوية من زوجته المسيحية،

واكد أن السيد عمرو أسهم كثيرا في دعم تنمية محافظة الزرقاء ،بعد تأسيس مشروعه الإستثماري الوطني في الحلابات،كما تحدث عن البقعة وعين الباشا ،موضحا أن البقعة كانت جبلا بإرتفاع 1200 مترا ،لكنه تكسر بفالقين وهبط،وأن البقعة وردت في القرآن الكريم وهي موطن أصحاب الأيكة،أي الغابة الكثيفة الممتدة من البقعة حتى البحر الميت،وكان فيها أسودا حتى القرن 19،وأن يرقا وعيرا يعتقد انهما أسماء بنتي النبي شعيب ،الذي زوّج إبنته يرقا للنبي موسى.

وطالب البروفيسور ملاعبة بتنشيط ودعم وتشجيع السياحة في المنطقة،مؤكدا أن عدد المواقع  الأثرية  المكتشفة في الأردن سيصل قريبا إلى نصف مليون ،وأن الأردن كان قبل عام غابة شجرية وارفة الظلال وواحة مائية غزيرة،وقال أن طريق عمّان إربد هي  طريق رومانية قديمة بناها  الإمبراطور الروماني تراجانوس عام 106م وتمتد حتى العقبة.

** مدينة جرش

طالب البروفيسور ملاعبة بحماية محافظة  جرش وأشجارها،وحذر في الوقت نفسه إبان مرونا بحادث سير مؤلم على الطريق،من وجود البسطات على جانبي الطريق،وقال أن رحلة الينابيع تبدأ من جرش وأن نهر الزرقاء ينبع من عمّان،وأنه ينافس الأنهار الكبرى التي تمر عبر الأراضي العربية،وان النهر إشتهر بمدينة عمّان والرصيفة،موضحا أن اكثر من 1300 إسما مأخوذة من إسم “ساركي” او زراقي مع الزمن مثل الزرقاء وأزرق ،مطالبا بتشجيع الإستثمار في حوض الزرقاء من خلال زراعة أشجار السمّاق ،كون السماق الأردني يعد الأجود في العالم.

ونوه أن عجلون هي أم السماق ،موضحا أننا لو إهتممنا بزراعة السماق لأصبحنا أغنى من دول النفط،وأيضا زراعة شجر الصنوبر البري سجل نجاحا في الأردن،لافتا أن حوض الزرقاء يضم 40 مدينة برونزية أهمها السخنة وحسية وابو الزيغان وجرش الرومانية ،وقال أنه كان نهرا فأصبح سهلا فواديا ،محملا مستدمرة إسرائيل الخزرية  المسؤولية الكاملة في تحويل نهر الأردن إلى صحراء النقب لزراعة أشجار غير مهمة مثل الأفوغادو.

بعد تناولنا طعام الإفطار على شاطىء سيل الزرقاء الملوثـ قال ملاعبة أن سفوح جبال المنطقة تعج بالقبور الرومانية ،وفي الطريق إلى عجلون أوقفت محطة أمنية الحافلة لتفقد الكمامات ،وقلت في نفسي :أين أنتم من الإنتخابات النيابية ومهرجان جرش وحفلة عمرو ذياب في العقبة؟وإستمعنا إلى أغاني المطرب العبداللات عن جرش ودحنونها،وإلى أغنية “أصبح عندي الآن بندقية ..إلى فلسطين خذوني معكم”،فقلت في نفسي أن البندقية الفلسطينية صودرت ،وإن حدود فلسطين العربية عصية على النملة ،حتى أن سلطة اوسلو دخلت المزاد.

وقال البروفيسور ملاعبة إننا الآن أمام بوابة عمان التي بنيت بمناسبة قدوم الإمبراطور الروماني هدريانوس الذي أمر بإكمال حفر نفق اليرموك/ديكابولوس،الذي يعد أعظم أعجومةعلى الأرض لم يتم التصويت عليها،وهو يدل على عظمة التاريخ في الأردن ،ويصل إلى بيسان،موضحا ان حضارة نهر الزرقاء تمتد لسبعين ألف عام ،ومنها المدن الباقية فيلادلفيا (عمان) وجرش (جراسا) ،مؤكدا اننا عاجزون عن كتابة تاريخنا.

وتابع ان النفق يمتد من بحيرة دلي/نبع السرايا القادم من جبل الشيخ بإتجاه بردى والمزة وبلودان والفيجة في سوريا،وإن الرومان كانوا يؤمنون بالأمن المائي ،خاصة وأن جيوش الفرس كانوا يبعدون عنهم 50 كم في الأردن،لذلك قرروا حفر النفق داخل الصخر بإرتفاع 3م وعرض 2م في بعض المناطق،بهدف تغذية مدن الديكابولس،وإستمر حفرة 130 عاما ،متمنيا لو ان الدولة الأردنية عند دخول مئويتها الثانية ،أعلنت عشرة مشاريع إستثمارية عملاقة ،مطالبا بتنظيف وتأهيل النفق ،مؤكدا أن غالبية المسؤولين في الأردن لا يعرفون  جغرافية البلد.

وقال البروفيسور ملاعبة أن قرية يبوس تقع في وادي اليابس وهي أول من تصدت لليهود،وأن الملك المؤسس عبد الله الأول حوله إلى وادي الريان لكثرة المياه فيه.

** دخول جنة الأردن عجلون

دخلنا محافظة عجلون التي تعد جنة الأردن ،وبانت معالم هذه الجنة من خلال الغطاء الشجري الكثيف ،وطالب البروفيسور ملاعبة بتنشيط وتشجيع ودعم الإستثمار في المحافظة من خلال تعديل قوانين الإستثمار حتى لا يهرب المستثمرون،وقال ان حضارتنا بحاجة لإستثمار ،وأن يتم إقامة إستراحات وسدود وبرك صناعية،واصفا الأردن بأنه شجرة زيتون دائمة الخضرة. 

**قلعة عجلون

إستعرض البروفيسور ملاعبة  عصر صلاح الدين الأيوبي الذي أمر ببناء قلعة عجلون عام 1148م،وقال أن التراكيب في المنطقة تبدأ من صحراء سيناء حتى البحر الميت ومنه تمتد إلى لبنان وتعرف بالقوس العربي الافريقي،وهي القباب والقيعان المنتشرة في المنطقة. ،وأنه تم إختيار قمة جبل عوف لبناء القلعة فوقه ،لحماية الحجاج المسلمين والمسيحيين ومراقبة تحركات الفرنجة،موضحا ان عجلون تقابل بيسان في فلسطين،وقال ان المنطقة تمتاز بأشجار السماق والبطيخ والبندورة ،مطالبا بتأسيس بنك للبذور.

وبخصوص تسمية القلعة بقلعة الربض ،اوضح ملاعبة أن ذلك جاء نسبة إلى عشائر الربضية  التي كانت تعيش في المنطقة،مؤكدا أن تحركات الفرنجة كانت تصل إلى دمشق خلال عشر دقائق  من خلال إشعال المشاعل،مشيرا إلى ان صلاح الدين نقب حديد وردة في الأردن وإستخدمه في تصنيع المنجنيق والأدوات الحربية،وأن القلعة تعد من إحدى روائع الأردن،لكنها غير مخدومة سياحيا وطالب بترميمها،مبينا انها كانت محاطة بخندق مائي لحميتها من الغزاة.

دخلنا القلعة وصدمنا بإستقبال حراس البوابة غير اللائق لنا،إذ كانوا متجهمي الوجوه وجل همهم هو تحصيل رسم الدخول  لا غير،فقلت لهم :رجاء إبتسموا فأنتم في أهم مكان في الأردن!ولاحظنا وجود حركة سياحية في القلعة محلية وأجنبية،وقدم البروفيسور ملاعبة شرحا وافيا عن وظائف أجزاء القلعة ،مثل إطلاق السهام وكيفية إغلاق القلعة،وكذلك أنفاق أرضية للهروب إبان الحصار ،وكذلك الطلاقيات  التي كانت تصب الزيت الحار على الغزاة في حال إقتربوا من البوابة،وكذلك المنجنيق،وفيها منجم  للحجارة ،وهي بحاجة إلى ترميم،لأن الكثير من احجارها ملقاة على الأرض.

ومن  جهته قال ظاهر عمرو ان الأردن جنة ومتحف مفتوح ،وان السياحة هي الحل لمشاكل الأردن الإقتصادية وتعد أفضل من النفط،علاوة على أن احدا لن يساومنا في آثارنا،خاصة ما يتعلق بمسار الحج ،في حين طالب البروفيسور ملاعبة  بتلفريك وبرك مياه،وقال ان وجود جدارين بقوسين في القلعة  يهدف لإنزال النيران على العدو المقتحم،وان ذلك بمثابة خط دفاع ثان،مشددا انه لولا قلعة عجلون لوصل الفرنجة إلى حضن دمشق لولا ذكاء البطل صلاح صلاح الدين بدمشق،وقد إستمر بناؤها أربعة وتسعون عاما،وهي اكثر قلعة فيها نقاط دفاع ،مطالبا بتفعيل معهد الترميم في الأردن وتوفير الأموال اللازمة له.

ولجنا المتحف ولاحظنا آثار الترميم،ويحتوي على حجارة المنجنيق بكافة الأحجام،والعملات القديمة والفخاريات والتحف وأسرجة الزيت  والزجاجيات والواني والهاونات للطحن والجرار والفسيفساء وقناديل الزيت الفخارية ومعاصر الزيتون ،وأعاد ملاعبة إلى الأذهان ان قلعة عجلون تعد أول حامية إسلامية عسكرية متقدمة لوقف تقدم الفرنجة،وتمتاز بتنوع مبهر في البناء من حيث الحمايات والتسقيف وتوزيع الإضاءة ،وكان يرابط فيها 400 جندي،ولدى صعودنا إلى السطح إستمتعنا  ببانوروما المنطقة الخلابة المطلة على جبال فلسطين من جنين إلى الناصرة مرورا بالقدس ونابلس،ولها أربعة أبراج على زواياها الأربع،وقال ملاعبة أن هناك 80 طاحونة ماء في منطقة وادي الطواحين وغيره في محافظة عجلون من أصل 900 طاحونة مائية في شمال الاردن،وأنهم كانوا يستخدمون الحمام الزاجل في المراسلات. 

** السير بإتجاه ارحابا

غادرنا قلعة عجلون  بإتجاه إرحابا في الطريق الروماني ،حيث تنتشر الينابيع ،ويوجد في المنطقة غابات ومغارة برقش ووادي الريان ،ومررنا بخربة هرقلا التي دار حولها مؤخرا لغط كبير حول وجود ذهب فيها،وأوضح ملاعبة ان الرومان عاشوا في تلك المنطقة،نافيا أن يكون اليهود قطنوا برقش منذ العهد العصر الحديدي،وقال ان برقش تعني برّ وقشّ وليس إسم ملكة رومانية.

مررنا بوادي زوبيا الشهير،ثم دخلنا غابات برقش ،وقال ملاعبة ان أشجار برقش هي الأقدم في المنطقة وأبرزها شجرة القيقب ،وكنا على مرمى حجر من بيسان بفلسطين،مضيفا ان الأردنيين أطلقوا مقاومة الصهاينة والإنجليز من الشمال ،واعاد إلى الأذهان قيام الشهيد كايد مفلح العبيدات بقيادة 120 فارسا أردنيا إلى فلسطين لمقاومة الغزاة.

وتصادف وحودنا دخول معالي وزير السياحة نايف الفايز منطقة برقش ،تمهيدا لزيارة رئيس الديوان الملكي العامر معالي السيد يوسف العيسوى إلى مغارة برقش،ودار حديث جانبي بين معالى الوزير الفايز والبروفيسور ملاعبة حول إستثمار مغارة برقش ونفق اليرموك/ديكابولس وان الأمر بحاجة إلى خمسة ملايين دينار،فرد عليه الوزير أنه لن يمانع في ذلك في حال تقدم هذا المستثمر، وقال احد الحضور أن المر بحاجة إلى قرار سياسي.

وقدم البروفيسور ملاعبة نبذة  وافية عن مغارة برقش الذي إكتشفها وبذل جهودا كبيرة في تنظيف جزء منها،وبعد ذلك قمنا بدخول مغارة برقش بتسهيل من الدفاع المدين – مركز برقش،وقال السيد عمرو لمعالي الوزير ان المستثمر يريد الأمن والأمان،وأثناء ذلك وصل معالي رئيس الديوان  وتوجه إلى المغارة.

غادرنا مغارة برقش وقال البروفيسور ملاعبة أن أحد الرعاة تحدث عن المغارة عام 1965،وقد قام بإكتشافها وتوثيقها علمياعام 1995،وأحضر فريقا من الباحثين الألمان،وبدا بتسويق المغارة للوزارة لكن أحد المسؤولين كتب انها لاتصلح للسياحة.

** زيارات صحفية للاردن

وبدوره روى ظاهر عمر كيف انه إستضاف وفدا إعلاميا إسبانيا يضم نحو 100 شخص في شركة المروى للمياه في الحلابات ،ووفر على الحكومة أكثر من مليون ونصف المليون يورو دعاية وإعلان في أسبانيا،موضحا انه وبالتنسيق مع افعلامي احمد شاكر إستضاف هؤلاء بعيد تفجيرات عمان الإرهابية عام 1995،ورحب بهم بإسم جلالة الملك والشعب الأردني،ورتّب لهم سهرة كبيرة تخللها عشاء فاخر يتكون من الزرب والمنسف وقلاية البندورة،وانهم شعروا بالأمن والأمان في الصحراء ورقصوا على أغنية وين الملايين.

وأثناء ذلك مررنا بطاحونة عودة في وادي الريان ،وقال ملاعبة  أنهم نجحوا في تشغيلها،ولاحظنا الزيتون المعمر الذي يصل عمر بعضه إلى 6 آلاف عام،وكان الوادي يعد بكروم الرمان والتين ،وكان باعة الرمان يطبخون دبس الرمان على النار.

تناولنا طعام الغداء في محمية عجلون وقبل ذلك قام السيد ظاهر عمر بتقديم درع الخريجين للبروفيسور ملاعبة.كما قدم له نسخة من كتابه بعنوان.. مواقف وعبر..واصفا ملاعبة بأنه ثروة وطنية وقومية.

 


قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.