سماحة السيد حسن نصر الله: حزب القوات أكبر تهديد للمسيحيين في لبنان وهدفه الحرب الأهلية
* الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، يتحدث عن التطوّرات الأخيرة في لبنان بعد كمين الطيونة، ويقول إنّ حزب القوات اللبنانية “يحاول صناعة عدوّ وهمي للمسيحيين وإبقاءَهم قَلِقين على وجودهم”.
قال الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، إنّ “البرنامج الحقيقي للقوات اللبنانية هو الحرب الأهلية التي ستؤدي إلى تغيير ديمغرافي”.
وفي كلمة له بشأن التطورات الأخيرة في لبنان بعد كمين الطيونة، أكد السيد نصر الله أن هناك “حزباً يريد أن يجعل أهلنا في عين الرمانة وفرن الشباك يعتقدون أنّ أهل الضاحية أعداء لهم”، مشيراً إلى أنّ ” بعض مسؤولي القوات أطلقَ اسم “المقاومة” على من حملوا السلاح في وجوه المتظاهرين”.
ولفت إلى أنّ “رئيس هذا الحزب (القوات) يحاول صناعة عدو وهمي للمسيحيين، وإبقاءَهم قَلِقين على وجودهم”، موضحاً أنّ “الهدف من إثارة هذه المخاوف هو تقديم هذا الحزب نفسه على أنه المدافع الرئيسي عن المسيحيين”.
وأكد السيد نصر الله أنّ هذا الحزب هو “القوات اللبنانية، وهو الذي لم نسمّه من قبلُ، ولم نُرد أي توتر مع أحد”، مشيراً إلى “أننا لم نردّ على هذا الحزب على الرغم من كل السباب والشتائم التي كان يوجّهها إلينا”.
وشدَّد الأمين العام لحزب الله على أنّ “ما حدث أمرٌ مفصلي في مرحلة جديدة بالنسبة إلينا بشأن التعاطي مع الشأن الداخلي”، لافتاً إلى أنّه “على الرغم من أنّ شهداء الخميس هم من حزب الله وحركة أمل، فإن رئيس حزب القوات ركّز على حزب الله” فقط.
وأوضح أنّ “ما ظهر من تسليح وتدريب وهيكليات، يؤكد أنّ هناك ميليشيا مقاتلة”، معتبراً أنّ حزب القوات “يهمه حدوث صِدام عسكري وحرب أهلية، لأن ذلك يخدمه خارجياً”.
سلّمنا رقابنا ودماءنا في الطيونة إلى الجيش والدولة
وقال السيد نصر الله إنّ حزب القوات “عرض عام 2017 خدماته على الوزير السعودي السابق ثامر السبهان من أجل خوض حرب أهلية”، لافتاً إلى أنّ رئيس حزب القوات سمير جعجع “غدر بحليفه (رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق) سعد الحريري في أثناء توقيف الأخير في السعودية”.
وكشف أنّ سمير جعجع “حرّض بعض الحلفاء القدامى قبل أشهر على المواجهة مع حزب الله”، مشيراً إلى أنّ “حزب القوات لا يترك لغة الحرب القديمة ولغة التقسيم، وهو الذي حضّر مسرح الجريمة الأخيرة” في الطيونة.
وأكد الأمين العام لحزب الله أنّ “حديث جعجع عن “ميني 7 أيار مسيحي” يُدان فيه رئيس حزب القوات نفسه”، موضحاً أنّ “كل ما صدر عن حزب القوات ورئيسه، الخميس الماضي، هو تبنٍّ كامل للمعركة والمجزرة”.
وأشار السيد نصر الله إلى “أننا لم نتّخذ إجراءات أمنية ووقائية يوم الخميس الماضي بسبب حساسية المنطقة”، مضيفاً “أننا سلّمنا رقابنا ودماءنا إلى الجيش والدولة اللبنانيَّين”.
حزب القوات أمّن الغطاء لـ”النُّصرة” والتكفيريين
وكشف السيد نصر الله أنّ حزب القوات اللبنانية هو الذي “أمّن الغطاء لـ”النُّصرة” والتكفيريين في لبنان وسوريا”، لافتاً إلى أنه “يمكنكم سؤال المناطق المسيحية في سوريا عن كيفية تصرف حزب الله لحماية المسيحيين”.
وتساءل “مَن كان مع أهل قرى جرود عرسال، ومَن كان مع “الثوار” (في إشارة إلى جبهة “النصرة”) الذين كان يساندهم حزب القوات؟”، مضيفاً أنّ “حزب الله هو من دافع آنذاك عن المسيحيين قبل أن يُسمَح للجيش اللبناني بالتدخُّل”.
وأوضح السيد نصر الله “أننا “ما عم نربّح حدا جميل”، لكن يجب أن ننقل الواقع والحقائق”، مشيراً إلى “أننا، بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، منعنا دخول أي مسلح من حركة أمل وحزب الله إلى مناطق المسيحيين”.
وتابع أن “ما فعلناه عام 2000 نعتبره مساراً صحيحاً، ولم نتعرض حتى لعملاء الاحتلال الإسرائيلي الذين عذّبونا وقتلونا”، موضحاً أنّ “كل مَن أوقفناهم سلّمناهم إلى الجيش اللبناني، ولم نحاكم حتى الذين قتلونا”.
وأكد السيد نصر الله أنه “حتى أنصار حزب القوات اللبنانية يعيشون في مناطقنا، ولم نتعرّض لهم”.
أكبر تهديد للوجود المسيحي في لبنان هو حزب “القوات”
وشدّد السيد نصر الله على أنّ “أكبر تهديد للوجود المسيحي في لبنان وأمن المجتمع المسيحي هو حزب القوات”، لافتاً إلى أنّ مشروع هذا الحزب هو “إقامة كانتونات، وما زال التفكير في مشروعه قائماً”.
واعتبر أنّ “حزب القوات يمثّل تهديداً لأنه تحالف مع “داعش” و”النصرة”، اللذين سمّاهما (حزب القوات) المعارضة”، مؤكداً أن “مَن هجّر المسيحيين في العراق هو الجماعات الإرهابية الوهابية، والتي كانت تديرها السعودية”.
وقال السيد نصر الله إنّه “لو انتصر “داعش” و”النصرة” لَـما كان بقي أي مسيحي في سوريا، قبل أن ينتقلا إلى لبنان”، مشيراً إلى أنّ “تحالف رئيس حزب القوات مع “داعش” و”النصرة” كان تهديداً عظيماً جداً لسوريا ولبنان”.
وطمأن السيد نصر الله المسيحيين إلى “أنّنا لا نمثل أي تهديد أو خطر عليكم، بل الخطر عليكم هو حزب القوات ورئيسه”.
أول من وقف في وجه التفاهم مع التيار الوطني الحر كان حزب “القوات”
وأكد السيد نصر الله “أننا تجاوبنا مع كل طرح حوار في البلد، وأنجزنا التفاهم مع التيار الوطني الحر عام 2005″، مشدداً على أنّ “همنا الأساسي كان منع الفتنة السنية الشيعية التي كان يسعى إليها حزب القوات اللبنانية”.
وكشف السيد نصر الله أن “أول من وقف في وجه التفاهم مع التيار الوطني الحر كان حزب القوات ورئيسه”، لافتاً إلى أنّ “حزب القوات اللبنانية يرفض أي تواصل أو أي نسيان لخطوط التماس من الوجدان، قبل الأرض”.
وشدّد على أنّ حزب القوات اللبنانية “لم يدع أي مسعى لإلغاء التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني إلا وفعله”، مشيراً إلى “أنّنا رحّبنا بالتفاهم الذي توصل إليه التيار مع حزب القوات في معراب لأننا نؤيد التواصل”.
وأضاف السيد نصر الله أنه “على الرغم من أنّ قانون الستين الانتخابي ليس من مصلحتنا، فإننا قبلنا به من أجل مصلحة المسيحيين”، مؤكداً أنّ من نسف القانون الأرثوذكسي الانتخابي هو “حزب القوات اللبنانية، وليس نحن”.
وأوضح “أننا لم نضع أي شرط على رئيس الجمهورية في الانتخابات”، مشيداً بالوزير سليمان فرنجية لأنه “وقف معنا في الانتخابات، وكان وفياً وصاحب موقف أخلاقي كبير جداً”.
الهيكل العسكري لحزب الله وحده يضمّ 100 ألف مقاتل
ونصح السيد نصر الله حزبَ القوات ورئيسه “بالتخلي عن فكرة الاقتتال والحرب الداخلية”، متمنياً من الجميع “نُصحهما بذلك”.
وأكد أنّ “مسؤولي حزب القوات اعترفوا، في تصريحاتهم، بأنهم ميليشيا مسلَّحة”، مشدداً على أنّ “حزب الله لم يكن في المنطقة أقوى مما هو عليه الآن”.
وخاطب رئيس حزب القوات بالقول ” خُذ علماً بأن الهيكل العسكري لحزب الله وحده يضم 100 ألف مقاتل”، لكنه لفت إلى أنّ “هؤلاء المقاتلين لم نجهّزهم لحرب أهلية، بل لندافع عن بلدنا في وجه الأعداء”.
وحذّر السيد نصر الله جعجع قائلاً “لا تُخطئوا الحساب “واقعدوا عاقلين” وتأدَّبوا، وخذوا العِبَر من حروبكم وحروبنا”.
وطالب “الدولة وكل اللبنانيين بالوقوف في وجه هذا السفّاح والمجرم من أجل منع الحرب الأهلية”، موضحاً “أننا قلنا للمرة الأولى رقم المقاتلين لدينا من أجل منع الحرب الأهلية، وليس للتهديد بها”.
عناصر الجيش هم جُزء من المعادلة الذهبية التي نتمسّك بها
وفيما يخص كمين الطيونة، قال السيد نصر الله إنه “يحقّ لنا التظاهر سلمياً كغيرنا، وأقمنا لجنة مؤلفة من 2000 شخص، ولم تكن دعوة شعبية”، موضحاً “أننا لم نوجّه أي دعوة شعبية، ولم يكن في نيتنا أيُّ اقتحام او اعتداء، بل كانت مجرد تظاهرة سلمية”.
وأضاف أنه “جرى إطلاق شعارات واستفزازات وهو خطأ، لكن بعد ذلك بدأ إطلاق النار وسقط شهداء”، لافتاً إلى أنّ “الأجهزة الأمنية أبلغت إلينا أنّ الشهداء قُتِلوا برصاص حزب القوات اللبنانية”.
وتابع أنه “بعد إطلاق النار على التظاهرة وسقوط الشهداء، عمد شبان إلى جلب السلاح لردّ المعتدين”، مؤكداً أننا، نحن المقتولين ظلماً، نريد تحقيقاً جاداً وسريعاً، ومعرفة كيف حدثت المجزرة، ونريد محاسَبة المسؤولين”.
وشدّد السيد نصر الله على “أننا نريد أن نعرف إذا كان الجندي، الذي أطلق النار على متظاهرين مدنيين، تصرّف انفرادياً أو بأوامر”، مشيراً إلى أنّه يجب أن “نكون حريصين على مؤسسة الجيش اللبناني، على الرغم مما جرى مع حوادث سابقة”.
وأكد السيد نصر الله أنّ مؤسسة الجيش هي “الضمانة الوحيدة في بقاء لبنان ووحدته. وإذا “فرط” الجيش ينهار البلد”، موضحاً أنّ “مشروع حزب القوات اللبنانية، المدعوم أميركياً وإسرائيلياً، هو وقوع صِدام بين حزب الله والجيش”.
واعتبر أنّ عناصر الجيش اللبناني “هم إخواننا وأعزاؤنا، وجُزءٌ من المعادلة الذهبية التي نتمسّك بها”، لافتاً إلى “أنّتا سلّمنا الجيش اللبناني مسؤولية التحقيق في حادثة خلدة، وخلال أيام ينتهي، وتتمّ محاكمة 18 موقوفاً”.
كما أكد أنّ “المسار الصحيح لشهداء مجزرة الطيونة هو التحقيق ومحاسَبة القتلة”، واعداً بأنه “إذا حدث أيّ تسييس في التحقيق، فلكل حادث حديث. ونحن لا نترك دم شهدائنا على الأرض”.
حزب “القوات” أول المستغلين لتفجير مرفأ بيروت
وأكد السيد نصر الله “أننا معنيون بملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، ولدينا شهداء فيه، وحريصون جداً على معرفة الحقيقة، لأنه تمَّ استهدافنا منذ اللحظات الأولى لتفجير المرفأ”.
وأضاف أنه “حين يتحول مسار العدالة إلى مسار آخر وإلى استنسابية واستهداف سياسي، لا يحق لنا السكوت”، كاشفاً أنّ “حزب القوات اللبنانية هو أول المستغلين لتفجير مرفأ بيروت، ولن ننكفئ عن (معرفة) هذا الملف”.
وشدّد السيد نصر الله على “أنّنا كنّا الأجرأ في هذا الملف، لأنه كان هناك ترهيب في التعاطي مع هذه المسألة”، لافتاً إلى “أننا حين أخذنا الأمر على عاتقنا لم يكن أحد يتّهمنا قبل أن تقوم قناة “أم تي في” بتلقيم أحد الشهود”.
وأضاف أن “على من يتهمنا الإتيان بدليل، وهناك جهات طمأنتنا إلى عدم وجود علاقة لنا” بالأمر، مشيراً إلى أنّ “أكثر من يتحمّلون مسؤولية تفجير المرفأ هم القضاة الذين أذنوا بدخول مادة النيترات إليه”.
وطالب السيد نصر الله القيّمين على “دولة القانون والمؤسسات بأن.. تصرَّفوا وتحمّلوا المسؤولية، فالوقت انتهى، وحان وقت المعالجة”.
الاقتصاص من القتلة مسارٌ ماضون فيه
وتوجّه السيد نصر الله إلى أهالي الشهداء السبعة في مجزرة الطيونة، قائلاً لهم “كنتم في مستوى المسؤولية والانتماء، وصبرتم، على الرغم من الاستفزاز”، مؤكداً أنّ “الاقتصاص من القتلة مسارٌ ماضون فيه، وأن شهداء المجزرة يوازون شهداء المقاومة”.
وقال لأهالي الشهداء “علينا المحافظة على الهدف الذي استُشهد من أجله آلاف الشهداء، وهو لبنان آمن ومستقر”، لافتاً إلى أن “أميركا تريد حرباً أهلية كما فعلت في دول أخرى، وتريد سلب سِلمنا الأهلي”.
من جهة ثانية، توجَّه السيد نصر الله إلى رئيس حزب القوات اللبنانية وعناصرها، متسائلاً “في حال وقعت الحرب، فهل ستساعدكم إسرائيل التي تقف “على إِجر ونص”، أم أميركا والسعودية؟”.
التعليقات مغلقة.