يهود ضد الصهيونية / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الثلاثاء 19/10/2021 م …




ليسوا سواء،ولا هم على قلب رجل واحد،ولهذا فشلت الصهيونية في احتوائهم ضمن مشروعها القاضي بالتهام فلسطين،بالتنسيق مع القوى العظمى وصهاينة العرب،الذين خرجوا علينا مؤخرا  بنطاق الدين الإبراهيمي الهرطقي،ولذلك نجد جماعات وحركات دينية يهودية تقف بكل ما أوتيت من عزم ضد الصهيونية ومستدمرة إسرائيل الخزرية الإرهابية التلمودية الآيلة إلى الزوال بإذن الله.

يعد السامريون المقيمون في جبل جرزيم “الحبل الشمالي “في مدينة نابلس ،أبرز المعارضين لليهود أنفسهم وللصهيونية ،ويغضبون في حال أطلق عليهم لقب اليهود،وينسفون رواية  شطط الصهيونية ،ويؤكدون ان هيكل سليمان موجود عندهم في جبل جرزيم ،وليس في القدس تحت المسجد الأقصى.

تعادي طائفة ناطوري كارتا وتعني بالآرامية حراس المدينة، الصهيوينة ومستدمرة الخزر، وقال حاخامهم الراحل موشي هيرش في حوار صحفي أجريته معه على هامش مؤتمر ضم غالبية صهاينة العالم، ونظمه معهد الأمن الإنساني التابع لجامعة الدول العربية  في عمّان عام 1997 ،أن شارون سرق اليهود من الرب وباعهم للصهيونية.

تتكون هذه المنظمة من اليهود الأرثوذكس المعادين للصهيونية ومستدمرة الخزر،وتأسست في القدس عام 1935 من يهود شرقيين مثل المجر وليتوانيا ،وهاجروا إلى فلسطين قبل قيام مستدمرة الخزر،ويطلق عليهم “يشوب”أي يهود ما قبل الصهيونية،ويعارضون  إقامة دولة يهودية ،لأنها ستزيد من معاناة اليهود،وكانت  الحركة تنظر إلى الرئيس الفلسطيني المغدور بالسم ياسر عرفات،أنه رئيس كل سكان فلسطين ،وكان الحاخام هيرش في عهده وزيرا للشؤون اليهودية،وينتشرون في كل من القدس ولندن ونيويورك ومونتريال  وفيينا،ولهم نشاط ملحوظ ضد الصهيونية ومستدمرة إسرائيل،ويرفعون في نشاطاتهم الرموز الفلسطيني وفي مقدمتها العلم والكوفية.

من الحركات اليهودية التي سجلت معارضة شرسة للصهيونية ومستدمرة الخزر جماعة “القلب الطاهر” التي تتمركز في غواتيمالا بعد هروبها من كندا عام 2014 بسبب سوء معاملة الأطفال وزواج القاصر،وتقدموا عام 2018 بطلب لجوء سياسي إلى إيران،وأشارت الوثائق المقدمة إلى المحكمة الفيدرالية الأمريكية عام 2019،أن قادة هذه المنظمة الحسيدية،طلبوا من إيران اللجوء إليها وأقسموا يمين الولاء للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي،وتم مؤخرا رصد عشرات العائلات منهم يتواجدون في مطار غواتيمالا في طريقهم إلى كردستان العراق  المحاذية لإيران،وجرت اتصالات بين الحكومة الإسرائيلية ونظيرتها الغواتيمالية لمنع تلك العائلات من المغادرة.

وعلى إثر ذلك قامت السلطات الغواتيمالية  بإحتجاز من يحملون الجنسية المريكية منهم،ويقال ان مجموعة صغيرة منهم نجحت في الوصول إلى مدينة أربيل العراقية،التي يعتقدون انها مدينة بابل التواراتية،ويحاول أعضاء آخرون شق طريقهم جوا من غواتيمالا أو السفر في البداية إلى المكسيك والسلفادور قبل الإنتقال إلى العراق.

يخشى قادة مستدمرة الخزر أن تستخدم إيران هؤلاء اليهود،وتتعامل معهم على انهم رهائن تطالب مقابلهم اطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في المعتقلات الصهيونية،وفي حال نجاح إيران في عقد صفقة تبادل أسرى مع مستدمرة الخزر،فإن صفقة شاليط المشهورة التي أجبرت مستدمرة الخزر على اطلاق 1027 معتقلا فلسطينيا مقابله ،ستكون لعبة أطفال مع صفقة الإيرانيين،وأسس هذه الطائفة الحاخام شلومو هيلبرانس في ثمانينيات القرن المنصرم ،ومعروف ان مستدمرة الخزر تشن حربا شرسة كل من يعارض سياستها  ويؤيد فلسطين ويعارض الصهيونية يهوديا كان ام غير ذلك.

ومن ضمن اليهود المعارضين للصهيونية ومستدمرة الخزر،صوت يهودي للسلام،وينشط أعضاء هذه الحركة في الجامعات الأمريكية لكشف التوجهات الصهيونية،وإنقاذ يهود امريكا من التضليل الصهيوني،ويذكر أن منظمة “J.STREET” التي تعني بالعربية الشارع اليهودي ،قد انشقت عن المنظمة الصهيونية الأم في أمريكا “الإيباك”،وبات شعارها:اللهم إحم إسرائيل من قادتها.

وكذلك فإن منظمة “هعيدا هحريديت” التي تأسست عام 1921،وتعارض الصهيونية ومستدمرة الخزر ،تتصدر قائمة المعارضين وتقاطع الإنتخابات الإسرائيلية وترفض المكتسبات الحكومية ،ولا يتحدثون العبرية  كونها كما يقولون لغة الصهيونية،ويعارضون بطبيعة الحال إقامة الكيان الصهيوني،لكنهم ورغم ذلك لا يتصلون بالفلسطينيين مطلقا ولا يؤازرونهم  ولا يقيمون أي نشاط مؤيد لهم.

“فوضوين ضد الجدار” ايضا  حركة يهودية معارضة للصهيونية ومستدمرة اخزر ،تأسست عام 2003 وتتعاون مع الفلسطينيين في اطار نضالهم الشعبي ضد الجدار والحصار والإحتلال والإعتداءات العسكرية المتكررة،وتنظم حراكات اجتماعية داخل مستدمرة الخزر .

هناك أيضا حركة “ترابط” التي تعد نفسها حركة يهودية عربية ،تعمل ضد مستدمرة الخزر والصهيونية،ولا ننسى بطبيعة الحال  حركة “زوخروت” التي تعمل على توعية المستدمرين اليهود بالقضية الفلسطينية،وتأسست عام 2002،وتذكر بإستمرار بواقع فلسطين قبل قيام مستدمرة الخزر عام 1948.

بقي السؤال :هل إطلع العرب على هذا الملف وحاولوا الإتصال بهؤلاء كي يحشدوا ضد مستدمرة الخزر،كونهم شهودا من داخل البيت ؟الجواب على ذلك كلّا بالتاكيد.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.