مقاطعة المنتجات الأمريكية .. الخطوة الأولى لتعديل المسار / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الخميس 28/10/2021 م …




لا شك أن الدعم الأمريكي اللامحدود لمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية،بعد إنهيار الإمبراطورية البريطانية ،التي تعهدت بدعم من أعداء الأمة وفي مقدمتهم أبناء مردخاي،قد عمّق من عذاباتنا ،بسبب معاناتنا من زراعة هذا الكيان البغيض في قلب الوطن العربي،وممارسته الإرهاب بكل أشكاله.

وبناء على ما تقدم فإن المطلوب منّا جميعا ،مقاطعة المنتجات الأمريكية،والتحول قدر الإمكان من مستهلكين إلى منتجين،ولكن قبل الغوص بالتفاصيل علينا تقديم كشف مبسط للدعم المالي الأمريكي لمستدمرة الخزر،والذي بدأ في العام 1949 من قبل البنك الأمريكي للتصدير بقيمة 135 مليون دولار لتحقيق الرخاء وتشجيع الهجرة،تلاه  دعم مركب عام 1951  إشتمل على دعم بقيمة 65 مليون دولار وقرض بقيمة 30 مليون دولار وسندات بقيمة 73 مليون دولار لتوطين المهاجرين.

ذروة الدعم المالي الأمريكي للمستدمرة ومعه بطبيعة الحال الدعم العسكري والسياسي،كانت صيف العام 1967 بناء على نتائج مهزلة حزيران التي حسمتها المستدمرة في ست ساعات،دون أن يعلم الأمريكيون حقيقة تلك المسرحية التي كانت بعنوان “سلّم وإستلم”في كافة الجبهات،وتم تسجيل نصر مزور للصهاينة ،علما بأنه لو وقعت مواجهات حقيقية بين الجماهير العربية  وجيش الحفاضات الصهيونية لإنتصرت الجماهير.

آنذاك قررت أمريكا واهمة أن مستدمرة إسرائيل هي ذراعها العسكري في الشرق الأوسط،وتطور الدعم العسكري عام 1971 ،ورأينا كيف أن امريكا أقامت جسرا جويا لدعم الصهاينة خلال حرب تشرين المجيدة عام 1973 ،والتي حوّلها المقبور السادات من نصر إلى هزيمة بالتنسيق مع أبناء مردخاي ،وبات معظم المسؤولين الأمريكيين يعملون لخدمة المصالح الإسرائيلية بعيدا عن مصالح بلدهم،وكنت أقول لهم أنني أتمنى لقاء مسؤول امريكي يعمل لمصلحة أمريكا بعيدا عن المصالح الإسرائيلية.

اليوم يشهد الدعم الأمريكي لإسرائيل تراجعا ملحوظا بسبب انهاك المستدمرة لأمريكا وجرها لحروب عبثية في أفغانستان والعراق والحرب ضد الإرهاب،علاوة على قيام اليهود بإضعاف أمريكا وبيع أسرارها للصين،ولذلك رأينا المطبعين التهويديين الجدد أبناء الهرطقة الإبراهيمية ،يرتمون في حضن المستدمرة ،ويدعمونها بسفه،لتعويض النقص في الدعم الأمريكي.

حاولت أمريكا جادة تعطيل حركة النماء والنمو في المنطقة ،من خلال منع أي حالة نهضوية عندنا ،كي تبقى الغلبة للمستدمرة ،وتصبح منطقتنا مرتعا لأمريكا وقد نجحت،ففي ثمانينيات القرن المنصرم منعت السعودية من زراعة القمح،بعد أن أصبحت السعودية مصدرا لهذه المادة المهمة وتقدم المساعدات للفقراء في العالم،ورأينا القاتل الإقتصادي ” جون هوبكينز” كيف عمّق الفساد في منطقتنا ،علاوة على الإنقلابات العسكرية التي نظمتها أمريكا في المنطقة،وقيامهم برمي قمحهم وتفاحهم في البحر طعاما للسمك كي لا تنخفض الأسعار.

وللتذكير فإن أمريكا ومن قبيل الرشوة الملغومة قامت بتصدير طحين كتب عليه “هدية من الشعب الأمريكي”،تبعها لاحقا هدايا متفجرة أخرى تمثلت في إحتلال الدول وتدميرها وقتل الشعوب من خلال قاذفات البي 52 ،والقنابل الذرية التي سقطت على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين إبان الحرب الكونية الثانية ،التي أفضت إلى إستسلام اليابان،ولا ننسى بطبيعة الحال سياسة العقوبات الأمريكية.

رغم قتامة الأوضاع فإن بالإمكان تعديل المسار وإعادة رسم المشهد بما يتلاءم مع مصالحنا،في حال إنتهجنا نهج المقاطعة الجادة المنبثقة عن عمل جمعي ممنهج،والعمل المؤسسي في الداخل الأمريكي،من خلال لوبيات عربية-إسلامية مدعومة وامتلاك مفاتيح انتخابية ومراكز صنع قرار،وعندها ستتغير نظرة الأمريكيين إلينا ،وسيأتوننا زاحفين كما قال لي عضو كونغرس أمريكي غداة إحتلال العراق.

هناك بارقة أمل في هذا المجال تتمثل في بزوغ فجر عربي جديد بعنوان “BUP“،تعمل عالميا بعد حركة “BDS“العالمية لمقاطعة إسرائيل،وهذا يتطلب منا توعية تجارنا بمخاطر الإستمرار في إستيراد المنتجات الأمريكية ،خاصة في ظل الإنفتاح الإقتصادي العالمي،والأهم من ذلك هو تحويل المرأة إلى محور هذه المقاطعة ،إنطلاقا من دور المرأة الأساس في البيت والمجتمع.

إن التواجد الأمريكي العسكري بعد إستفحال الهيمنة الإقتصادية،يمثل رعبا لكافة المجتمعات ،لأن ذلك عبارة عن حرب دائمة،وكذلك إذلال للجميع ،وانحلال اخلاقي كما حدث في الفلبين وفيتنام وكوريا،ولا نغفل بطبيعة الحال أن القدم الأمريكي يخفي تحته وجودا صهيونيا إقتصاديا وعسكريا .

نختم أن العملية التي نحن بصددها لن تنجح إلا بالتوعية وبالإستناد على المرأة ،والأهم من ذلك التحول إلى الإنتاج ومغادرة خندق الإستهلاك،ووجود دعاة مقاطعة جادين ،ويعملون بصخب،ويتوجب إستثمار معاناة الجميع من الهيمنة الأمريكية،لإنجاح المقاطعة.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.