جيش النظام! / سعود قبيلات

 

سعود قبيلات ( الأردن ) السبت 11/6/2016 م …

رأيت، اليوم، جانباً مِنْ نشرة أخبار «التلفزيون الأردنيّ»؛ وذلك رغبةً منّي في معرفة الرسائل الرسميَّة التي يمكن أنْ تُبَثّ، كردّ على الحادث الإرهابيّ الآثم الذي وقع قبل يومين.

فماذا رأيت؟ وماذا سمعت؟

بالإضافة إلى القوالب الخطابيَّة الرسميَّة النمطيَّة التي لا تسمن ولا تغني مِنْ جوع، سمعتُ ورأيتُ الخبر التالي عن سورية:«عشرات المدنيين قُتلوا في حلب بغاراتٍ لطائرات النظام!»

تُرى مِنْ أين استقى «التلفزيون الأردنيّ»، «معلوماته الدقيقة»، تلك، التي قدَّمها بلغةٍ يقينيَّة جازمة؟ هل له مراسل خاصّ في حلب شاهد بعينيه كيف غارت طائرات «النظام» على المدينة، ثمّ ذهب إلى الموقع الذي تمّ قصفه، فتأكَّد أنَّ تلك الطائرات قتلت عشرات المدنيين هناك (وما مِنْ مسلَّحٍ بينهم، بالطبع)؟ أم أنَّه استقاها – كما هو معروف – مِنْ مزاعم الإرهابيين ومِنْ منابرهم الإعلاميَّة العلنيَّة (ومنها – بالطبع – ما يسمَّى «المرصد السوريّ لحقوق الإنسان» الموجود في لندن – وليس في حلب -)، واعتبر تلك المزاعم حقيقة ثابتة لا يرقى إليها الشكّ؟!

بالمقابل، لم يسمع «التلفزيون الأردنيّ» (ولم يرَ) الأخبار التي بثّتها (وتبثّها) مصادر أخرى عديدة (بالصوت والصورة)، وتفيد بأنَّ إرهابييْ «جبهة النصرة» وشقيقاتها، يستهدفون، يوميّاً، أحياء حلب السكنيَة ويقتلون العديد من المدنيين فيها.

المسألة، ببساطة، هي أنَّ كلّاً يأخذ من المصدر الذي يعجبه، ويثق به، ويجد أنَّه أقرب إليه وأنَّ مِنْ واجبه أنْ يدعم روايته ويروّجها.

وبمثل هذا الخطاب الإعلاميّ «المتماسك» الذي يستند إلى مثل هذه المصادر «الموثوقة»، ففي أيّ صفّ يعتقد «التلفزيون الأردنيّ» أنَّه يقف؟ هل هو مع الإرهاب أم مع الذين يحاربونه؟ ثم هل الإرهاب في سوريّة مِنْ صنف يختلف عن الإرهاب في الأردن؟

ومِنْ ناحيةٍ أخرى، ما هي قصَّة «النظام»، هذه؟ هل سحبنا، كدولة أردنيَّة، اعترافنا بالدولة السوريَّة التي يمثّلها – باعتراف «نظامنا» الرسميّ – «النظام» القائم في سورية الآن.. حيث تمثِّل ذلك «النظام»، حتَّى الآن، سفارة عاملة في عمّان.. مثلما تمثّل «نظامنا» سفارة في دمشق.

نعم، بمثل هذه السياسة «الحكيمة» و«الرصينة»، وبمثل هذا الخطاب الإعلاميّ «المهنيّ» و«النزيه» تكون محاربة الإرهاب مسالة جدّيّة وذات صدقيَّة وفعاليَّة!

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.