د. ذوقان عبيدات يكتب: رياح طالبان أم دفع ذاتي؟!
ما نشهده اليوم من سلوك مجتمعي ليس جديدا، ولكنه استئناف جديد لما كان سائدا!
فالأمير الحسن ومجموعة كبيرة من علماء الدين الإسلامي و المسيحي يحذرون من خطاب الكراهية وزيادة الاعتداءات على أماكن العبادة وغيرها، وما يستتبع هذا الخطاب من تطرف وإرهاب، أضف إلى ذلك ما يثار عن المرأة وإعادة بعث قضايا حسمها العالم والأردن من عشرات السنين، وما واجهته برامج دعم المرأة في المناهج، وتقديم صورتها وأدوارها، وأنسنة الحديث عنها هو استسلام كامل لخطاب الكراهية، في ندوة علمية رفض بعضهم إبراز المرأة في الحديث عن حقوق الإنسان بالجمع بين حقوق المرأة وحقوق الإنسان بحجة أن المرأة جزء من إنسان ، هو نتاج لخطاب مجتمعي ذي صلة بتقاليد تحتفظ بشرعية يخشى كثيرون من الحديث عنها.
وفي جلسة صباح اليوم من جلسات مؤتمر صورة الأردن في العالم في مئة عام، تحدثت عن خطاب مجتمعي أردني، وخطاب تربوي وقلت:
إن الخطاب هو مجموعة الأفكار والأقوال والأحكام والقرارات التي تصدر عن أفراد أو جماعات في مجتمعنا، حيث تميز هذا الخطاب بأنه:
-خطاب يقدم إجابات ولا يثير أسئلة، فجميع الإجابات عن جميع الأسئلة موجودة في مكان ما، وما على المواطن إلا أن يعرف عنوان هذا المكان ليحصل على إجابة ثابتة جاهزة، ملزمة ، موثوقة.
فالأردنيون سألوا مصدراً للمعلومات خلال العام حوالي مائتين وعشرين ألف سؤال، وتلقوا عددًا مماثلًا من إجابات حاسمة غير قابلة للنقاش.
إذن ! الإجابات موجودة وجاهزة لكل ما يمكن أن يخطر على بال.
-خطاب يقبل كل جواب دون فحص وتأمل، وهذا القبول يرتبط بثقة مطلقة بصاحب الجواب. وهذا يعني أن مجتمعنا مثالي اكتشف جميع الإجابات، ولم يعد هناك من داع للبحث!!
إنها الثقة بمصدرها ! وهذا هو حق لا نقاش فيه . فالمعلم يمتلك كل الحقيقة ،والكتاب ينقل كل الحقيقة . والأب يمتلك كل الحقيقة، والأم – اعذروني فأنا خلافا لكم – أعتقد أنها تعرف مثلها مثل الأب وهكذا كل الحقائق موجودة عند الكبار وذوي العلم .
-وخطابنا أيضا يفتقر إلى الاقتصاد في اليقين أو التقى المعرفية، فإذا عرفنا استرحنا، وفعلا قد عرف أجدادنا ذلك اليقين منذ مدة، وإنا على خطاهم لسائرون، كما يفتقر خطابنا إلى التواضع الوجودي، فما زلنا نقول: إذا بلغ الرضيع لنا فطاما، أو فنبطش حين نبطش قادرينا ، وأقوال أخرى تعكس أننا أفضل الناس جميعا بل وعلينا مهمة إنقاذهم.
-وخطابنا مع أن هناك فئات خرجت على هذا الخطاب ، أولئك الذين رفضوا أو غنوا في جرش والعقبة والبحر الميت، إلا أنهم تعرضوا إلى هجوم قاس شمل الحكومة التي أذنت لهم بالرقص ونقل الفيروسات، إذن الخطاب نفسه لا غير حاول منع الفرح، بل وانتفض مؤخرا ضد الفنان المسيحي جميل عواد ولسان حالهم يقول لو كنا نعرف ديانته ما أحببناه!!
هل هذه دفع ذاتي أصيل أم رياح طالبانية عابرة ؟ وهل سنواجه نفس الموقف كلما مات مختلف في ديانته ؟
التعليقات مغلقة.