أوكوس والصاروخ الصيني ومناورات القلق في البحر الأحمر … التلويح بالقوّة العسكرية لمواجهة الاستراتيجية الايرانية / المحامي محمد احمد الروسان

المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) – السبت 13/11/2021 م …




*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية … 

في الشكل والمضمون، وفي العمق الاستراتيجي، رسالة تحالف أوكوس: أنّ أميركا جادة بمقاومة الهيمنة الصينية، حيث الشراكة الجديدة مع أستراليا وبريطانيا تخدم المصالح الأميركية، على الرغم من الغضب الفرنسي، والصراع البريطاني الأمريكي الخفي(صفقة تزويد أستراليا غواصات أميركية تعمل بالطاقة النووية).

قطعاً الجميع تابع ورشات الميديا العالمية للدول الخصوم، والدول الحلفاء لواشنطن على حد سواء، في استنكار صفقة كارتلات الحكم في أمريكا، عبر اعلان الناطق الرسمي باسمها في وقته، الرئيس الأميركي جو بايدن لتعميق الشراكة الاستراتيجية للولايات المتحدة مع أستراليا والمملكة المتحدة، كقوّة موازنة للصين، بحيث أشارت إلى أنّ شراكة أوكوس، بالتطوير المشترك للغواصات الأسترالية التي تعمل بالطاقة النووية، على عكس الغوّاصات التي تعمل بالديزل، والتي كانت باريس تخطط لبنائها في كانبيرا، وخسارة فرنسا بلغت جرّاء الالغاء مائة مليار يورو على الأقل.

عميق مفاصل الدولة الأمريكية الغارقة في وحل مصالحها، وشبكة مصالح المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، ترى هذه الكارتلات الاقتصادية والحربية، أنّ صعود تحالف أوكوس، يستحق التوتر، ان كان دائماً، وان كان مؤقتاً مع فرنسا، حيث تحاول الولايات المتحدة الأمريكية، الحفاظ على توازن عسكري ملائم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فأستراليا ليست جزءً من حلف الناتو، لكنها حليف للولايات المتحدة، تتعرض لضغوط قسرية من الصين، فقد فرضت بكين تعرفة جمركية على المواد الغذائية والمواد الخام الأسترالية، بعد أن دعا رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، إلى إجراء تحقيق في أصول فيروس كورونا، كما اعتقلت الصين مواطنين أستراليين لشبهة التجسس، وطالبت المسؤولين المنتخبين والصحافة الحرّة في أستراليا، بوقف انتقاد النظام السياسي الصيني.

رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، لم يستسلم لتهديدات الصين بشأن التجارة معها، وأحد الدروس المستفادة لبكين هنا، هو أنّ مثل هذه التكتيكات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تكشف لدول أخرى، عن المعاملة المبيّتة لها، حيث يمتد انتشار الصين الاقتصادي والعسكري في جميع أنحاء العالم.

 الكارتل الحربي والاقتصادي في أمريكا، يصف استراتيجية بكين المتفاقمة، بانّها سياسة فرق تسد، وتتعاون مع الفدرالية الروسية في مسارات ومسارب ذلك، ومبادرة أوكوس تظهر التضامن الغربي، وأضاف هذا الكارتل الأمريكي الثنائي، أنّ التركيز على الغوّاصات، كمبادرة أولى يرسل كذلك الرسالة الصحيحة.

واشنطن دي سي، ترى في التعزيز البحري الصيني وخاصةً الأخير غير عادي، وطموح بكين المعلن يتصاعد، وهو السيطرة على تايوان، والسيطرة على المياه المتنازع عليها في غرب المحيط الهادئ، لذلك نلحظ أنّ واشنطن أنّها لا تريد الخيار العسكري مع ايران، بقدر ما تلوّح بهذا الخيار العسكري، بعبارة أخرى التلويح بالقوّة العسكرية لمواجهة الاستراتيجية الايرانية، الرامية لكسب الوقت واستثماره لأستكمال استعدادها لتملك السلاح النووي – هكذا ترى أمريكا، وما مناورات البحر الأحمر الأمريكية الأسرائيلية مع الدول المطبّعة مع الكيان الصهيوني، الاّ ضمن هذا السياق، التلويح بالقوّة كرسالة ردع لأيران، قبل عودة الأخيرة الى مفاوضات فينا أواخر الشهر الحالي لدفعها الى تنازلات، في ضرورة تعديل الاتفاق النووي لعام 2015 م، وهي مناورات القلق بالنسبة لأسرائيل مما يجري في اليمن وانتصارات صنعاء في مأرب والساحل الغربي، ومناورات الضرورة بالنسبة لأمريكا ، والعرب المشاركين ملحقين بها فقط، كونه أي حرب مع ايران المستفيد منها هو الصين وروسيّا، ضمن الظروف والمعطيات الحالية في المشهد الدولي، ما بعد اعادة التموضع الولاياتي الأمريكي في الأفغانستان وشبه القارة الهندية.

وفي تقنية الغواصات الثماني أو أكثر، التي تعمل بالطاقة النووية والتي ستساعد كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، أستراليا في بنائها، يصعب على البحرية المعادية اكتشافها، لأنّها تسافر مسافات طويلة للاستطلاع أو منع الملاحة البحرية عند الحاجة والضرورة، فهي يمكن أن تظل مغمورة بسرعات عالية لفترات أطول من القوارب التي تعمل بالديزل، والتي تحتاج إلى الصعود إلى السطح بشكل دوري لحرق الوقود.

وبالمحصّلة والنتيجة، تخلق مشاركة التكنولوجيا الأميركية بعض المخاطر، لكن فوائد توسيع القاعدة الصناعية الدفاعية عبر الحلفاء المقربين كبيرة، وهذا ما تؤمن به الدولة العميقة الأمريكية، وأمريكا وكارتلات الحكم فيها ترى، أنّ المهم من هذه الشراكة تقويض تحالف خمس عيون  FIFE EYESمجموعة الدول الناطقة باللغة الإنجليزية، والتي تضم نيوزيلندا وكندا، إلى جانب أميركا وبريطانيا وأستراليا.

فتحالف خمس عيون، يدور حول تبادل المعلومات الاستخباراتية، والتي ستستمر وتتعمّق، ومع ذلك كندا لا تريد غواصات نووية، ونيوزيلندا، التي اتخذت موقفاً أكثر ليونة تجاه الصين من الدول الأخرى في المجموعة، تقول إنها لن تسمح للغواصات الأسترالية بدخول مياهها الإقليمية.

تيّار كبير في مؤسسات الولايات المتحدة مؤثر الى حد ما يقول: ينبغي على واشنطن ألاّ تتجاهل غضب فرنسا بسبب خسارة صفقة دفاعية كبيرة، لكن أستراليا رأت أن هذا اتفاق أفضل، وحرص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على التأكيد على الاستقلال الاستراتيجي عن الولايات المتحدة، بما في ذلك تجاه الصين وروسيا وإيران.

خلاصة الرسالة الأمريكة الموجّهة إلى أوروبا من تحالف أوكوس، هي أنّ الولايات المتحدة، جادة في مقاومة الهيمنة الصينية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وأنه لا يمكن لأوروبا أن تلعب لعبة فرق تسد الصينية بشأن القضايا الاقتصادية والاستراتيجية من دون عواقب على علاقتها مع الولايات المتحدة، والأبعد من ذلك استراتيجياً: واشنطن تريد شطب أوروبا.

بدأت خطة أوكوس تتشكل سراً منذ أن استلم جوزيف بايدن منصبه، لكن طرحها الآن يناسب هدف بايدن بإظهار أن الولايات المتحدة لا تزال حليفاً عسكرياً قوياً، على الرغم من انسحابها الفوضوي من أفغانستا.، وإنّ الهدف من المبادرة هو تعزيز الاستقرار الاستراتيجي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ ورسم كيفية تتطوره، ومن الواضح أن التركيز غير المذكور، لجهود مشاركة التكنولوجيا العسكرية الحسّاسة مع اثنين من الحلفاء الرئيسيين، يستهدفها – أي الصين وتحالفها مع الروسي.

والهدف على المدى القصير، لتحالف المحيطين الهندي والهادئ، هو مساعدة أستراليا، في الاستعداد لبناء غوّاصة هجوم نووي، والتي ستكون منصة إطلاق أسلحة خفية تحت البحر، في وقت تكون فيه السفن السطحية مكشوفة بشكل متزايد للصواريخ المضادة للسفن الصينية، وتخطط استراليا على بناء أكثر من عشر غوّاصات على مدار عقدين من الزمن قادمين.

والتأثير الأعمق هو أن الدول الثلاث ستتعاون، خارج المشروع الفرعي، على مجموعة واسعة من التقنيات العسكرية الجديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية، والصواريخ فوق الصوتية، والأسلحة السيبرانية، والأنظمة الجديدة تحت سطح البحر، ويمكن لهذا التحالف التكنولوجي الثلاثي أن يحرك قطاع الدفاع الأميركي المنعزل والبطيء الحركة أحياناً، كما يأمل فريق جوزيف بايدن.

مبادرة أو تحالف أوكوس من المفترض أمريكيّاً، أن يكون علاجاً لما يبدو أحيانًا إدماناً أميركياً لأنظمة الأسلحة القديمة، مثل حاملات الطائرات والطائرات المقاتلة، والتي ستكون لها فاعلية متناقصة ضد الجيش الصيني عالي التقنية، ومؤخراً سمعنا الجنرال جون هيتين، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، في جلسة في معهد بروكينغز، من أن البنتاغون كان بطيئاً بشكل لا يصدق في التحديث العسكري.

وحذّر الجنرال هيتين قائلاً: نحن بيروقراطيين للغاية، ونكره المخاطرة للغاية، ويرى محللو الدفاع أن هذا التباطؤ ناتج عن رغبة الخدمات العسكرية والمتعاقدين الدفاعيين وأعضاء الكونغرس في حماية الأنظمة القائمة والوظائف المصاحبة لها، وفي غضون ذلك، تسابق الصين لتحقيق ما قاله هيتين بأنه تحديث نووي غير مسبوق، إلى جانب أنظمة أسلحة جوية وبرية وبحرية وفضائية جديدة.

مبادرة أوكوس تهدف إلى تعزيز الحلفاء في آسيا، والبدء من أستراليا، الذين يواجهون ضغوطاً شديدة من الصين التي تسعى إلى الهيمنة الإقليمية، بينما تراجعت أستراليا، ردت بكين برد فعل اقتصادي حاد وبالتدخل في السياسة الأسترالية، وضغطت أستراليا على البيت الأبيض، بعد فترة وجيزة من تنصيب جوزيف بايدن، لا تتركونا وشأننا في الميدان يا واشنطنن وعلى الفور تقدم فريق جوزيف بايدن بسرعة، بعد التشاور مع بوريس جونسون وجلس اللوردات في لندن، الذي يروّج لبريطانيا أممية من جديد، عبر صراع لندن واشنطن الخفي، وصولاً ليالطا جديدة رقم 2 .

تتطلب الغوّاصات التي تعمل بالطاقة النووية، تقنيات متطورة لم تشاركها الولايات المتحدة إلا مع بريطانيا بموجب اتفاقية 1958م، بحيث تحرس البحرية الأميركية بحرص شديد على هذه الأسرار، وكانت مترددة في البداية في مشاركتها مع دولة أخرى.

وعلى الرغم من أن تحالف أوكوس يربط ثلاث دول ناطقة باللغة الإنكليزية بجذور أنغلو – سكسونية، إلاّ أن الإدارة الأميركية تخطط كذلك لتعميق علاقاتها مع الشراكة الإستراتيجية المعروفة باسم الرباعية، والتي تضم الهند واليابان بالإضافة إلى أستراليا والولايات المتحدة، ويعقد مدراء الاستخبارات في هذه الدول الأربع اجتماعات دورية سريّة.

الاستراتيجية الأمريكية ازاء الصين، لها وجهان لا ثالث لهما، تشبه إلى حد كبير موقف الصين تجاه الغرب، فعلى الجانب التصالحي، اتصل بايدن بالرئيس الصيني شي جينبينغ مراراً، للتأكيد على رغبة الولايات المتحدة في التعاون مع الصين في المجالات التي تتلاقى فيها مصالحهما، مثل تغيّر المناخ ووقف الانتشار النووي، لكن لاحقاً، أعلن جوزيف بايدن عن تحالف عسكري جديد يهدف إلى ردع القوة المتنامية للصي- أوكوس.

أوكوس كمشروع وتحالف عميق، يحظى هذا المشروع بدعم قوي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وهذه إشارات قوية ستساعد في جعل تعهد إدارة جوزيف بايدن بتعزيز الردع الأمريكي في غرب المحيط الهادئ، في أعقاب اعادة التموضع الأمريكي في أفغانستان، والذي سمّاه الامريكي  بالانسحاب الكارثي من أفغانستان، أكثر واقعية، لكن هذا التأكيد ظهر مشكوكاً فيه، بعد الخروج الفوضوي العجول من كابول، لكنه أصبح أكثر تماسكاً الآن مع التحركات الدفاعية الجديدة في آسي، وأقصد مبادرة أوكوس.

 والذي يثير حفيظة واشنطن هو ذاك الصاروخ الصيني، الذي يفجّر نبضة كهرومغناطيسية قادرة على شل الأقتصاد الأمريكي، حيث يعمل علماء صينيون في الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا مركبات الإطلاق، على تصميم صاروخ قادر على إنشاء صدمة أو نبضة كهرومغناطيسية قوية جداً، قادرة على شل الاقتصاد الأمريكي بحسب مصادر استخبارات دولية.

وينطلق الصاروخ الجديد بسرعة تفوق 6 ماخ(ماخ – سرعة الصوت) وقادر على قطع مسافة تقدر بنحو 3000 كم في 25 دقيقة من الطيران، وبحسب معلومات استخبارية تكنولوجية دقيقة، يبحث العلماء منذ خمسينيات القرن الماضي، في مجال التأثيرات الكهرومغناطيسية للأسلحة النووية على الاتصالات والأنظمة الكهربائية(ثمة نجاح في كوريا الشمالية في سياق هذه التقنية).

وقطعت بعض الدول، بحسب المعلومات، مثل أمريكا وروسيا والصين وكوريا الشمالية خطوات واسعة في البحث والتطوير لأنظمة أسلحة النبضات الكهرومغناطيسية، لكن الإضافة الصينية الجديدة تمنح بكين ميزة على منافسها اللدود الولايات المتحدة الأمريكية.

آلية عمل الصاروخ الجديد

ربط الباحثون والعلماء بداية بين انفجارات النبضات الكهرومغناطيسية بالرؤوس النووية، كان الافتراض البسيط خلف ذلك هو انبعاث كمية كبيرة من الإشعاع الناتج عن الانفجار النووي، لكن التطورات اللاحقة لمجال النبضات الكهرومغناطيسية، مثل مشروع الصواريخ المتطورة التابع للقوات الجوية الأمريكيةCHAMP، تحدت هذه الفكرة، الذي يعمل عن طريق مولد الميكروويف، لكن العلماء الصينيين توسعوا في هذا المفهوم، وأضافوا رأسا حربيا كيميائيا متفجراً، لتوليد انفجار كهرومغناطيسي أكبر وأشد، ويؤدي الانفجار الكيميائي إلى ضغط مغناطيس مشحون كهربائيًا يُعرف باسم مولد ضغط التدفق، الذي من شأنه تحويل طاقة الصدمة إلى دفعات قصيرة، ولكنها قوية جداً من الموجات الدقيقة.

توليد الكهرباء من طاقة الصاروخ الذاتية:

يستخدم هذا العمل، لتوليد الكهرباء، التي بدورها تعمل على توليد ضغط التدفق المغناطيسي، حيث تؤدي سلسلة من العمليات إلى قيام الصاروخ بتوليد كميات كهرباء كبيرة دون الحاجة إلى بطاريات، وستستخدم هذه الصواريخ المكثفات الفائقة التي تتميز بكثافة طاقة تزيد 20 مرة عن البطاريات، علاوة على ذلك، يمكن شحن هذه المكثفات أثناء التنقل عن طريق الاستفادة من تحويل طاقة الحرارة إلى كهرباء، حيث يزعم الباحثون الصينيون أن هذا النهج يمكن أن يفرغ قدرًا كبيرًا من الطاقة في غضون 10 ثوانٍ، الأمر الذي يحدث خللا كهرومغناطيسياً عظيماً.

وتقول المعلومات، بعد بحث كبير أجريته، وقاطعت نتائجه كباحث مع أكثر من مصدر، إلى أنّ هذا الصاروخ يمكن أن يؤدي إلى إتلاف نظام الاتصالات، حيث يمكن لإشعاع النبضات الكهرومغناطيسية حرق الأجهزة الإلكترونية في دائرة نصف قطرها 2 كيلومتر، الأمر الذي يشكل خطراً على المؤسسات الاقتصادية بشكل عام، لكن البعض اعتبر أن تأثيرات هذه الأسلحة مبالغ فيها إلى حد كبير.

اذاً: هل تقرع طبول حرب جديدة؟ ستكون هذه الحرب هي الأخيرة ان حدثت، ولن يكون هناك أحداً من البشر، يسجل تاريخها ويعمل على تأريخها، أواكس اسم مختصر أثار ضجّة كبيرة ويشير الى الارتياب.

عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A 

[email protected]

5615721 / 079

 5345541 عمّان     

سما الروسان في 14 – 11 – 2021 م.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.