ماذا وراء كثافة المناورات الواسعة لجيش الاحتلال مؤخراً؟ / د. هاني العقاد
د. هاني العقاد ( فلسطين ) – الإثنين 22/11/2021 م …
مناورات مكثفة لجيش الاحتلال لم تعهد خلال الفترات السابقة ولم تمر فترة تدريب غير اعتيادي لقوات الاحتلال باختلاف قطاعاتها كالتي نشاهدها الان وكأن الاحتلال يجهز لحرب كبيرة تشترك فيها كافة قطاعات الجيش دون استثناء. من الواضح ان دولة الكيان تدرك تماما ان هذه المناورات بإمكانها ان ترفع قدرة جيشها على المواجهة وخاصة القوات البرية التي فشلت في أي مواجهة منذ حرب 2006 مع حزب الله وليس هذا فقط وانما تعزز معنويات تشكيلات جيشها امام أي مواجهة على أي جبهة كانت فالجبهات الساخنة متعددة أمام إصرار هذا الكيان على ممارسة الاحتلال والاستعمار والتهويد وتدمير الأرض الفلسطينية وقلع الهوية السياسية والجغرافية لكل فلسطيني يعيش على هذه الأرض بغض النظر عن مكانه داخل العمق الفلسطيني المحتل او داخل القدس والضفة الغربية وقطاع غزة تلك الأرض التي احتلها دولة الكيان عام 1967. الغريب في امر المناورات هذه انها تجري في وقت متقارب جدا وفي عدة أماكن بحرية وبرية وجوية وسيبرانية خارجية وداخلية وفي أماكن مكتظة بالمدنيين والمواقع المدنية تحاكي هذه المناورات في مجملها الدخول في حرب واسعة وعلى عدة جبهات في ان واحد كما وتحاكي حروب مفاجئة قد تنشب هنا لسبب او اخر.
اعتماد ميزانية الكيان والبدء بتطبيق “خطة تنوفا” التي وفرت المال لجيش الاحتلال للبدء بالتدريبات ليست السبب الرئيس وراء كثافة المناورات وإعادة تأهيل وحدات جيش الاحتلال , اربع مناورات كبيرة انتهت دولة الكيان من اثنتين منها وبقيت اثنتين , مناورة “العلم الأزرق ” في إشارة الي علم دولة الكيان مناورة غير اعتيادية جرت بمشارك كافة وحدات القوات الجوية كافة من 11 دولة منها عربية وغربية فقد كشف النقاب عن مشاركة كل من القوات الجوية في الامارات العربية والبحرين والأردن وعمان والولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وألمانيا واليونان وبريطانيا والهند وإيطاليا بستة طائرات من كل دولة بما فيها طائرات متقدمة ومتطورة وادخلت إسرائيل والامارات العربية المتحدة طائرات F35 في المناورة , وانطلقت هذه المناورات من قاعدة “عوفديا” الجوية جنوب فلسطين المحتلة واستمرت لأكثر من عشرة أيام وارسلت سبع دول اخري مراقبين لها لحضور المناورة منها رومانيا وفنلندا وكوريا الجنوبية واستراليا واليابان وهولندا وكرواتيا وتم استقبالهم في القاعدة العسكرية “بلماحيم” .تقول دولة الاحتلال ان هذه المناورات تتناول مختلف الاحتمالات، خصوصاً من قبل التهديد الإيراني وانها تطال كافة الجبهات وليس تحديدا ايران كما انها تهدف لتعزيز التعاون الاستراتيجي والدولي واكتساب وتبادل الخيرات عبر الية دمج طائرات الجيل الرابع والخامس في مواجهة سيناريوهات معقدة وعدد من التهديدات بالإضافة الي طلعات جوية تكتيكية مشتركة واستخدام تكنولوجيا جوية متطورة.
المناورة الثانية والتي جاءت تحت اسم “رياح شرقية” في منطقة ايلات ووادي عربة التي أعلن عنها بعد انتهاء التدريب البري المشترك مع قوات المارينز الأمريكي من سلاح المشاة وانطلقت الأسبوع الماضي واستمرت من الاحد حتى الأربعاء، اما عن التدريب المشترك بين قوات الاحتلال والمارينز فقد جري بالتدرب على أساليب المواجهة في الأماكن المفتوحة والمبان في قواعد جيش الاحتلال في الجنوب. المناورة الرابعة وهي مناورات ستبدأ هذا الأسبوع في الجليل الأسفل وستجري أيضا بالاشتراك مع قوات الاحتياط وكجزء من زيادة الاستعدادات في القيادة الشمالية لجيش الاحتلال. هذه ما استطعنا حصرة من مناورات خلال متابعة الاعلام العبري الا ان هناك مناورات مؤكد انها تجري بشكل سري بعيداً عن الاعلام ويمنع على وكالات الاعلام تناول أي جانت منها لأنها مناورات تحاكي سيناريوهات قريبة الوقوع ودقيقة الأهداف وتختص هذه المناورات باشراك قوات مساندة لقوات خاصة تعمل في الدول المجاورة وخلف الخطوط الخطرة.
تتابع دولة الاحتلال كل المتغيرات على الأرض في كافة دول الإقليم والمناطق الساخنة بالإقليم بالإضافة الي غزة وتدرس باستمرار مدي تأثيرهذه التغيرات على حالة الاحتلال وعملياته المستمرة في العمق العربي والفلسطيني وإذا ما كانت تشكل تهديد حقيقي لمشروع الكيان اليهودي ام أنها تغييرات عادية لا تأثير لها. علي ما يبدو ان دولة الكيان تجهز لسناريوهات محتملة لمهاجمة النووي الايراني إذا ما فشلت محادثات فينا وتجهز لتلقي ردة فعل إيرانية في حال مهاجمة مفاعل إيران النووية وهذا ما وراء مشاركة قوات أمريكية وخليجية عربية في معظم المناورات التي جرت بمشاركة قوات البحرية الامريكية والقوات الجوية الهجومية والمساندة. ولعل استعدادات دولة الكيان لتفجر جبهات لها ارتباطات مع إيران كانت من ضمن التدريبات التي جرت خلال هذه المناورات وخاصة ان جيش الاحتلال يتوقع تفجر جبهة الشمال مع حزب الله وسقوط الالاف الصواريخ من قبل حزب الله في اليوم وذهب التوقعات الي ابعد من ذلك بدخول جبهة غزة على خط المواجه وهذا ما جعل تدريبات الجيوش المشاركة تتدرب إدارة المواجهة علي أكثر من جبهة في ان واحد وصد أكثر من هجوم صاروخي في ان واحد.
سيناريوهات الحرب الواسعة محتملة لكون دولة الكيان ترسل تهديدات متوالية لإيران وتتوقع ان لا تبقي جبهة لبنان وغزة ساكنة وباردة الي الابد , والمعروف ان دولة الكيان هي من تفجر وتبدا الحرب عادة من منطق الضربات الاستباقية ,لذا فانا اعتقد ان بداية الحرب التي تتجهز لها إسرائيل ستكون من صناعتها وهي تخطط لتفجيرها وإدخال بعض دول الإقليم فيها لتجسد علي الأرض الحلف العسكري الذي تقوده منذ فترة وبالتي تكون هذه الحرب بمثابة حرب الخاسر فيها العرب وليس دولة الكيان لأنها عادة ما تستخدم مثل هذه الحرب لفتح أسواق لسلاحها المتنوع والذي جربته علي الفلسطينيين بالإضافة لتسويق منتجات التكنولوجيا الحربية التي تعتقد انه تتفوق بها علي الكثير من دول العالم المصنعة لهذه التكنولوجيا.
التعليقات مغلقة.