ليالي الأنس ام الزمن الجديد في فيينا؟ من 5+1 الى 5+2! / ديانا فاخوري

ديانا فاخوري ( الأردن ) – الثلاثاء 30/11/2021 م …




من منتجاتها شرارة الحرب العالمية الأولى باغتيال أرشيدوق النمسا .. ومنها خرج كليمنت ميترنيخ، نجم مؤتمر فيينا (1815) الى جانب الفرنسي شارل تاليران حيث تم بحث تركة بونابرت فتشكّلت خارطة طريق أوروبا الأخرى، ليظهر بعدها بيسمارك قارعاً الطبول على سفوح الألزاس واللورين (1870 ) توطئةً للحرب العالمية الأولى ومشتقاتها من سايكس ـ بيكو ووعد بلفور الى فيرساي وسان ريمو فمؤتمر القاهرة (عام 1921).
 
ومنها جاء أدولف هتلر، زعيم ألمانيا النازية، ومؤسس حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني (الحزب النازي الذي حكم ألمانيا النازية في الفترة ما بين عامي 1933 و1945). وقد اختارته مجلة تايم واحدًا من بين مائة شخصية تركت أكبر أثر في تاريخ البشرية في القرن العشرين.
من إبداعاتها يوهان شتراوس الذي جاء يطلب اللجوء السياسي في سوريا .. و دمشق ترحب؟ وها هو يعكف على اعادة صياغة سمفونيته المعروفة “الدانوب الأزرق” لتصبح “بردى العائد” .. يصر شتراوس على المجيء الى دمشق ليرى “بردى” وهو يصب في الجنة فيدعو آدم وحواء الى ليلة عرس على ضفاف النهر ليتطهرا من الخطيئة .. وكان شتراوس في الطبعة الاولى لسمفونية “الدانوب الأزرق” قد تصور أن مياه النهر تصب عند قدمي السيدة العذراء .. ومنها خرج سيغمند فرويد، وقد توغل في اللاوعي البشري، مفكراً حراً اختص بدراسة الطب العصبي فاسس علم ومدرسة التحليل النفسي واشتهر بنظريات العقل واللاواعي.
وهي بلد المستشار برونو كرايسكي الذي أعرب عن غضبه واستنكاره وشجبه للوصاية الصهيونية علي فلسطين – وصاية “اسرائيل” على الله ..
كنت قد كتبت، في حزيران عام 2015، ان توقيع الاتفاق الايراني الأمريكي في فيينا، سواء تم في موعده أو تأخر، يذكرنا بنجاح كيسنجر في اتمام المصالحة الأمريكية الصينية في سبعينات القرن الماضي .. أيآ كانت السيناريوهات، إن الاتفاق النووي مع ايران – ودخولها عصر القنبلة الاقتصادية و سوق الذهب الأسود و الأسواق العالمية عامة – يأتي ضمن السياق الأمريكي الصيني حيث تقود الصين الهجمة الاقتصادية الى جانب المنافسة السياسية والعسكرية المتنامية التي يخوضها بوتين و رفاقه رفضآ للتفرد الأمريكي يردفها تكتل البريكس في تصديه للاحتكارات الأمريكية وهيمنتها على الأسواق والأسعار والثروات!
وأكرر اليوم أن الايرانيين هم حاكة السجاد العجمي ولاعبو الشطرنج .. وهم من توج العشق بين التاريخ والايديولوجيا بزواج أثمر اللحظة التكنولوجية النووية .. وهم الشعب الأول في التاريخ الذي بنى حضارة فارس منذ قرابة 7000 سنة قبل الميلاد لتكون الحضارة الأولى التي عرفها الانسان .. أما الولايات المتحدة الأمريكية فمواليد عام 1776م  ولا يمتد تاريخها لأكثر من 245 عام!
 
من شاه ايران الی اوباما .. وليتفكر المؤمنون!!
 
كررتها، ربما للمرة الالف، ان فسطاط الخير والمقاومة بين (بتشديد الياء) بمشروعه للمقاومة العربية ضد الصهيونية والامبريالية (نعم “الامبريالية” ولو كره الكارهون، او “خشبنا” المتملقون) وفلسطين في القلب، والقدس قلب القلب .. وان فسطاط الشر الصهيواعروبيكي الغربي النيوعثماني بين (بتشدبد الياء) ايضا بادواته الخونجية القاعدية الداعشية وكافة المشتقات لتفتيت وتشظية وتفكيك المنطقة و شعوبها، وتدمير الحضارة والتاريخ والجغرافيا، واحراق الارض والغابات!
 
اما اليوم فاذكركم، وليتفكر المؤمنون، بما قاله شاه ايران – صديق الحكام العرب – منذ عدة عقود: “من هنا، اي من ايران، الی مصر ليس هناك بشر”! .. وبما قاله اوباما عام 2015: “قصتكم ليست مع ايران، قصتكم مع انفسكم”!
واياً تكن نتائج المفاوضات الجارية في فيينا منذ يوم الاثنين في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، فإيران “رابح رابح” ودولة الاحتلال الصهيوني ومعها زاحفو التطبيع الجدد “خاسر خاسر” .. قد تنجح المفاوضات ويتم رفع العقوبات بكافة أشكالها وفقاً لنص الاتفاق الذي انسحبت منه أمريكا فتتدفّق على ايران مِئات المِليارات، وتسترد الخسائر التي تكبدتها خلال هذه المدة والتي تقدّر بنحو مائتين وأربعين مليار دولار، كما قد تتعهد امريكا بعدم الخروج من الاتفاق مرة أخرى. اما اذا فشلت المفاوضات فيستمر الانسحاب (خروجاً على الاتفاق الأصلي) وإيران، كما أعلن “الاسرائيليون”، قاب شهرين – شهرين فقط – من صنع القنبلة النووية (هدية اخرى لإيران)، وربما يؤدي هذا الى حرب عالمية باردة تؤكد، من جديد، ثقل العبء “الاسرائيلي” على أمريكا خاصة بعد انسحابها من افغانساان وفي ضوء (او لعلها عتمة) الاتفاقات الاستراتيجية الإيرانية مع الصين، مع روسيا، ومع آسيا الوسطى والمركزية الى جانب الخطوة الاخيرة في قمة تركمانستان عشق آباد – نفط – غاز- مياه.
اما البرنامج الصاروخي الإيراني، فتنتشر فروعه على ضفاف البحر المتوسط والبحر الأحمر وفوق مياه الخليج، وصولاً لباب المندب .. وأما الوضع الإقليمي فيسجل إخفاقات أمريكية فضائحية في كل ساحات الاشتباك من حزب الله في لبنان، الى اليمن والمفاجأة المأربية، الى سيف لقدس المسلول في فلسطين!
فهل تؤرخ فيينا للزمن الجديد!؟
 
محاولات دول المحور الصهيواعروبيكي تجويعنا بلقمة الخبز وبالدولار .. محاولات الحصار والتدمير والقصف الوحشي قد تؤدي بِنَا للنزف .. لكنه نزف ولادة .. اما نزفهم فنزف احتضار .. فلا تدعوا الخب يخدعكم ، وتعالوا ليوم مرحمة و كلمة سواء ..
 
وجهوا البنادق الی تل ابيب ..
واقراوا: “نصر من الله، وفتح قريب”!
 

الدائم هو الله، ودائمة هي فلسطين ..

 

نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..

ديانا فاخوري
كاتبة عربية اردنية

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.