الفخار المكسور في وداع المسؤولين / جمال العلوي

 

جمال العلوي ( الأردن ) الخميس 16/6/2016 م …

ظاهرة الفخار المكسور ،في وداع المسؤولين نمط جديد في التعبير عن السخط والغضب من شاغل الموقع، حين يحين وقت رحيله وهي ظاهرة أظنها جديدة على مجتمعنا في المعنى السياسي للظاهرة .

أخر هذه الحالات جرت في احدى الجامعات حين ودع موظفو الجامعة رئيسهم الذي أشغل موقع الرئيس لمدة اربع سنوات بكسر جرة فخار كبيرة بعد مغادرته مكتبه مودعاً الجامعة، وهي بظني صورة مؤلمة ،خاصة حين تكون الواقعة ضمن أسوار مؤسسة أكاديمية .

نحن لا نتحدث عن حالة واحدة بل اصبحت نمطاً سائداً في المزاج الاردني وهو اللجوء الى وسائل تعبيرية يصب بها عامة الناس ، جام غضبهم على المسؤول الراحل الذي كان سبباً في تنامي السخط لدى شريحة الموظفين أو المتأثرين بمدة بقائه في المنصب العام.

لست طبيباً نفسياً حتى أتمكن من تحليل الابعاد النفسية لهذه الظاهرة ولا يعنيني ذلك ولكني اتحدث عن نمط اجتماعي يعبر عن مخزون الغضب لدى الناس الذي يتراكم مع الوقت، دون الالتفات اليه قليلا من المعنيين أو من المراجع المختصة المشغولة بتنامي ثقافة المنتصر .

واضح أن السمات الفردية التي يأتي على اساسها المسؤول استنادا الى علاقات شخصية وصلات عامة وربما جراء ضغوط تمارس على متخذي القرار تدفع الى المواقع شخصيات تنطبق عليها مقولة احلال الرجل غير المناسب في المكان المناسب ،بما ينعكس سلباً على الاداء العام ويقود حتما الى رزمة من الاخطاء والتراكمات التي تدفع نحو الفشل والتدمير وفي النهاية عدم كسب رضا متلقي الخدمة،وهي النتيجة الحتمية للقياس في مؤسسات العمل العام والشركات الخاصة .

رغم كل الجهود الفردية التي بذلت لتحسين الاداء العام لكن بقاء الاسس الفردية دون اللجوء الى الخيارات المؤسسية كانت دوما هي السبب في تراجع الاداء وتصعيد غضب الناس وافشال المؤسسات،لذا علينا اعادة النظر في منهجية العمل بشكل عام والبحث عن خيارات جديدة برامجية تتناسب مع متطلبات العصر والاصلاح والزمن.

وعلينا الخروج من الوصفات المعلبة التي لم تعد تجدي نفعا في بناء قصص النجاح او تغيير المزاج العام .

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.