الانتخابات تجري بعد فوز النواب / ناجي الزعبي

 

ناجي الزعبي ( الأردن ) السبت 18/6/2016 م …

الاستقلال السياسي مرهون بداهة بالاستقلال الاقتصادي ، بالتالي فالاردن ليس مستقلا اقتصادياً وسياسيا بالضرورة ، وقرار حل مجلس النواب واجراء الانتخابات يندرج تحت عنوان الارادة السياسية المستقل .

الامر الذي يعني ضمناً ان صاحب القرار الذي املاه على سلطتنا السياسية هو من يقرر  حل مجلس النواب واجراء الانتخابات وقوانين الانتخابات بما يضمن له تحقيق مصالحه .

ان قرار اجراء الانتخابات ليس محلياً وقانون الصوت الواحد عاد  بحلة مُضللة وهو حتما سيساهم في شرخ اجتماعي عمودي وافقي .

ان جرت انتخابات نزيهة بموجب هذا القانون جدلاً سيعبر الناخبين عن وعيهم وليس عن مصالحهم ووعي شعبنا الان محكوم بالنزعات العشائرية والمصالح الفردية والولاءات مقابل المال والاسلام السياسي القوى المنظمة جيدا وسنعيد بالضرورة انتاج نفس مجلس النواب المنحل سئ الذكر وان لم تكن نزيهة .

فسنجد ما تسفر عنه الصناديق المعدة سلفاً قبل الانتخابات  كالمعتاد ، وكلا الحالتين لن تسفرا عن ممثلين حقيقين لشعبنا ( بدليل تهافت السلطة وترويجها ” للعرس الديمقراطي ” ) صاحب النتائج المعروفة سلفاً والمجربة على مدار ١٦ عشر مجلساً اوصلونا لعجز مالي يبلغ ١٠٠٪ وتطبيع وفساد وتجريد الوطن من مقومات البقاء ، فهل يعقل ان تروج السلطة للانتخابت التي تتناقض مع مصالحها !!!!!.

اما عن ايصال صوت الجماهير فلا اعتقد ان هناك حزب او قوة سياسية تدعي انها تنخرط بالجماهير وتناضل بين صفوفها وتعبر عن مصالحها ، هذه الاحزاب والقوى غير موجدة موضوعياً .

ان  شعبنا بحالة يتم سياسي  والسؤال الذي يطرح نفسه هل عبرت الاحزاب عن فلاحي الاردن وعن اعتصاماتهم بالاغوار  ، هل تبنت الاحزاب اضرابات عمال البوتاس والفوسفات والبلديات والميناء والاشغال  ،  هل تعلم الاحزاب والقوى السياسية عن بؤر الفقر والبطالة شيئاً ؟

هل تعلم الاحزاب عن التعليم الهابط والنزعات العشائرية والعنف بالجامعات ، هل تعلم عن الصحة المتردية والعلاج المفقود او فوق طاقة الفقراء ؟

هل تعلم عن الدين السياسي الذي يضخ بالجامعات والمساجد والمنابر المختلفة ،  وهل فعلت شيئاً  ازاء هذه الازمات والمخاطر ؟

 لتسمح لنا القوى التي تدعي ذلك  ان نقول لها الحقيقة  الواقع  ينفي ما تدعون.

صوت الجماهير تعبر عنه احزاب جماهيرية تعيش بين صفوف البسطاء والفقراء والعمال ومخيمات الشتات والقرى النائية والبوادي وتعرف المخاطر التي تحيق بوطننا وشعبنا وتملك برنامجاً كفاحياً مستقلاً ولا تدور بفلك رد الفعل الذي تقرره دوائر اصحاب القرار الحقيقين في المركز الاميركي .

هذه القوى والاحزاب  التي يجب ان تمتلك برامجها النضالية لا تأبه لبرامج السلطة وخططها طالما كانت سلطة تابعة غير مستقلة ولا تستجيب لسياق عمل ونضال صوري اعده اعدائنا

هذا الشكل البرلماني البرجوازي الليبرالي هو اداة راسمالية تمكن الفقراء من اختيار مضطهديهم لاربع سنوات قادمة وتمكن الكمبرادور من ايصال ممثليهم  ليشرعوا القوانين التي تحمي مصالحهم .

ان سمة الكمبرادور هي بالضرورة امنية بوليسية لحماية كضرورة لحماية مكتسباتهم ولضمان هيمنتهم وفسادهم ،  لن  تسمح هذه الطبقات مطلقاً بحياة ديمقراطية تحد من هيمنتها ومكاسبها .

ثم ان هناك امر بالغ الخطورة وهو استحقاقات وادي عربة التي تحول و بشكل يكبل حياتنا السياسية دون قيام الديمقراطية مطلقاً .

لا ننكر ان اغراء  ( منصب ) نائب يدير الراس بسبب  الرواتب الفلكية والمكارم المجزية  ،والسيارات  الفارهة والنفوذ والسلطة والنفاق  الاجتماعي  ، اقله تصدر جاهات الاعراس .

كما انه واهم من يعتقد ان صوته يساهم في ترجيح كفة نائب او ان الصندوق الذي ادلى به صوته سيكون محط اهتمام. .

الجماهير تساق للانتخابات وتنشغل بكولاساتها

والصناديق الحقيقية تأتي جاهزة من المصدر وكشف النواب المطلوبين معد قبل ( العرس الديمقراطي ).

تماما مثل جاهة العرس الطبخة مطبوخة والجاهة تمثيلية نعلم كلنا انها بلا مغزى .

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.