خواطر د.بهجت سليمان … “191”
د . بهجت سليمان ( سورية ) السبت 18/6/2016 م …
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
[ إنَّا نَسِيرُ إلى نَصْرٍ، يُضِيءُ دُنَىً …… فَالنَّصْرُ دَيْدَنُنا، والرُّوحُ سُكْنَاهُ ]
-1-
( نعم …. لدينا أخطاء )
– ما من عاقل ينكر بأن لدينا سلسلة من الأخطاء التكتيكية والإجرائية والإدارية والتنظيمية والاقتصادية ، عبر العقود الماضية ..
ساهمت في إضعاف مناعتنا بمواجهة الحرب الكونية الإرهابية على سورية ، وكان لها دور لا يستهان به في تنامي حجم التضحيات والخسائر التي منيت بها سورية..
– ولكن هذا يختلف عن محاولات الكثيرين – عن سوء أو حسن نية – تحميل سورية الأسد ، مسؤولية ما أصاب سورية ، من خلال تضخيم دور العامل الداخلي..
الأمر الذي يؤدي إلى تبرئة أطراف العدوان الدولية والإقليمية على سورية وإلى ترحيلها عن كاهلهم وتحميلها للقيادة السورية .
– وعندما يجري القبول بذلك أو السكوت عنه ، يضيع السمت ، وتختلط الأمور ، ويصبح المدافع عن وطنه مدانا ، ويصبح المعتدي بريئا ..
– حينئذ ، يصبح من واجب جميع الشرفاء ، أن يقفوا ضد الانزلاق إلى هذا الفخ ، ويصبح من الضروري جدا توضيح حقيقة العدوان المديد السافر على سورية ، وتبيان أسبابه الحقيقية التي تعود إلى سلامة الموقف الاستراتيجي لسورية الأسد ، وإلى رفضها السير في طابور التبعية الذيلية للمحور الصهيو- أطلسي ، كما هو الوضع الراهن للمحميات الأعرابية و ” العربية ” .
-2-
( بات المطلوب صهيو – أطلسياً )
هو :
* إعياء الشعب السوري ،
* وإرهاق الدولة السورية ،
* وإنهاك الجيش السوري ،
* وإلهاء هذه المُقَوِّمات السورية بما تعانيه ، لعقودٍ عديدة قادمة ..
إلى أن تتمكن ” اسرائيل ” من :
* التطبيع مع جميع الدول العربية؛
* والهيمنة على المقدرات العربية ؛
* وتكريس ” يهودية اسرائيل ” ؛
* والتصفية النهائية للقضية الفلسطينية ..
ولكنهم خسئوا ، ونقول لهم ما قاله ” الجواهري ” :
دمشقُ ، صبراً على البَلْوَى ، فَكَمْ صُهِرَتْ
سبائكُ الذهبِ الغالي ، فما احْتَرَقا
-3-
( تسلسل عناصر قوة الدولة ) :
1 – عسكرية
2 – سياسية
3 – ثقافية
4 – جغرافية
5 – ديموغرافية
6 – اقتصادية
7 – مالية ..
وهي سلسلة متكامِلة ..
وعلى سبيل المِثال : اقتصاد إيطاليا ” الكَحْيانة ” أَكْبَر من اقتصاد روسيا .. فأين قوّة إيطاليا كدولة ، من روسيا كدولة !!!… إنّه كالفرق بين الثَّرَى والثُّرَيّا..
واقتصاد اليابان يعادل أربعة أضاف حجم الاقتصاد الروسي .. فهل هناك تشابُهٌ – مُجَرَّدُ تشابُه – في قوّة الدولة بينهما ؟! . )
-4-
( صحيحٌ أنَّ سورية الأسد ليست دولة عظمى ، ولكنَّها تمتلك كُلّ صِفاتِ العَظَمة ، وهي ) :
ثِقَةٌ عارِمَةٌ بِالنَّفْس ،
وإيمانٌ لا يتزعزع بالنَّصر ،
وقدرةٌ أسطوريةٌ على الصمود ،
وطاقةٌ عجيبةٌ على تَحَمُّل المصاعب ،
وقُوّةٌ روحيةٌ هائلة ، لا مثيل لها ،
و موقعٌ فريدٌ من نوعه ،
و موقفٌ صُلْبٌ كجَبَلَيْ الشيخ وقاسيون ،
و تاريخٌ مُتَفَرِّد في التاريخ ،
و شعبٌ عملاق ،
و جيشٌ عقائِدِيٌ فَذّ ،
و أسَدٌ غَضَنْفَر .
-5-
سورية مصنع العروبة،
والعروبة صناعة سورية،
وأول دولة عربية عالمية كانت سورية ،
وأول حضارة عربية كانت سورية ،
وأول هجرة عربية كانت سورية ، سواء من أو إلى ،
واللغة العربية ترعرعت في سورية .
و سورية هي قلب العروبة ،
ولا عروبة بلا سورية ،
ولا سورية بلا عروبة ..
ومن بجد صعوبة في الاقتناع بذلك، ما عليه إلّا أن يبحث عن مكامن الخلل عنده ، في معلوماته أو في قناعاته .
-6-
( ألَمْ يَكُنْ من الأفضل لِـ سورية .. لو قَبِلَ ” الرئيس الأسد ” بِـ ” العُروض الخليجية ” ؟! )
– لو أنّ الرئيس بشّار الأسد، فكّ علاقة سورية مع “حزب الله” ومع إيران، وحصلت سورية على عشرات المليارات الخليجية السّخيّة.. ألم يكن ذلك أفضل من هذا الدمار والقتل الذي جرى في سورية الآن؟..
الجواب :
– هذا النوع من الأسئلة، يشبه سؤال: ( لو أن الفلسطينيين والعرب، ارتضوا بقرار تقسيم فلسطين بين العرب واليهود عام ” 1947″.. ألم يكن ذلك أفضل للعرب وللفلسطينيين، مما جرى في فلسطين ومع فلسطين، بعدئذ ؟ )
– هذان السؤالان وأمـثالُهُما، يُجَسُّدان نَمطاً من التفكير الذي يؤمن بِأنَّ :
/ الشعوبَ لا قيمة لها،
/ وبِأنَّ الحقّ لا مكان له،
/ وبِأنَّ الكرامةَ والإباءَ والاستقلال لا مَحَلَّ لها من الإعراب،
/ وبِأنَّ الغاية الأسمى للبشريّة، هي تحقيقُ الحاجات البيولوجية والفيزيولوجية،
/ وبِأنّ التَّبَعيّةَ للأعداء وتسليم زِمام الأمور لهم، هي الطريق السليم للبقاء،
/ وبِأنّ تماهي القيادات مع حقوق الشعوب، والتّمسّك بهده الحقوق، ليس شجاعةً بل هو حماقة،
/ وبِأنَّ التفريط بحقوق الشعوب والتّنازل المُسْبَق عنها، هو طريقُ النّجاة والسلامة الوحيد…
– ولأنّ أصحابَ هذا النمط من التفكير الانهزامي الاستسلامي، هم أصحابُ الحَلُّ والرّبط في معظم أطراف النظام العربي الرسمي.. لذلك باتوا قادرين هم وزبانِيَتهُم وابواقُهُم، على طرح مثل هذه التّساؤلات الخبيثة التي تهدف إلى:
1- تبرئة ذمّة الاستعمار القديم والجديد من المسؤولية الأولى والأخيرة عن الواقع القاسي والمؤلم الذي يعيشه الوطن العربي، منذ عقودٍ عديدة وحتى اليوم.
2 – تبرئة ذمّة الصهيونية و “إسرائيل” مما جرى في فلسطين من اغتصابٍ لها وتشريدِ لشعبها، وتحميل مسؤولية ذلك لِلقوى الوطنية والقومية واليسارية الشريفة التي رفضت الانخراط في المشروع الصهيوني.
3 – تبرئة الحُكّام العرب، من المسؤولية الأساسية عن نجاح المشروع الصهيوني، عَبْرَ انخراطهم الكامل ومشاركتهم الأساسية في عملية تأمين وتنفيذ وتحقيق المشروع الصهيوني في اغتصاب فلسطين وتسليمها لليهود كي يجعلوا منها “إسرائيل” الحالية بما لها من دورٍ استعماريٍ جديد، يستهدف الوطن العربي وباقي المنطقة.
4 – تحميل المسؤولية للّذين رفضوا المشروع الصهيوني، ممّن وقفوا ضدّه منذ اللحظات الأولى، ومِمّن حملوا رايةَ رَفْضِ هذا المشروع الاستعماري الجديد، وممّن لا زالوا يحملون رايةَ رَفْضِ ذلك المشروع، بَدْءاً من “جمال عبد الناصر” مروراً بـ “حافظ الأسد” وصولاً إلى “بشّار الأسد”.
5 – تعميم وترسيخ ثقافة الخنوع والإذعان، وتشويه وتسفيه ثقافة الصمود والتّصدّي للعدوّ ولمشاريعه التدميرية، عَبْرَ تسويق المقولات التي تؤكّد بشكلٍ متواصل أنّ الاستسلام أمام العدوّ، أقلُّ خسارةً بكثير من مواجهته.
6 – وهذا النّمط من “التثقيف” الخبيث والمسموم، يهدف إلى افْتِراض السذاجة والتفريط لدى القوى الشعبية والنخبويّة العربية التي رفصت التفريط والاستسلام، وافْتِراض الحنكة والحِرْص لدى الحكّام والنُّخَب العربية الذين انْساقوا مع الاستعمار القديم والجديد، وجعلوا من أنفسِهِم أدواتٍ طَيِّعة له.
7 – والجانب الأهمّ في تعميم هذه “الثقافة” الخبيثة والمسمومة، هو افْتِراض حُسْنِ النِّيّـة لدى قوى الاستعمار القديم والجديد عامّةً ولدى “إسرائيل” خاصّةً..
سواء لدى القول بِأنَّ العرب، لو كانوا قَبِلوا بقرار تقسيم فلسطين عام “1947”، لَكانت “إسرائيل” توقَّفَت عند ذلك الحَدّ، ولكانت الحصّة الفلسطينية الواردة في قرار التقسيم، بِيَدِ الفلسطينيين حتى الآن، ولَمَا كانت الضّفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، قد احْتُلَّت عام “1967”.
أو عَبْرَ القول بأنّ “الرئيس بشار الأسد” لو قَبِل بالعروض الخليجية والتركية والفرنسية، لَمَا كان ما حَصَل في سورية من دَمَارٍ وقَتْلٍ وخَرابٍ، قد حَصَل.
8 – والحقيقة، هي أنَّ قَبولَ الفلسطينيين والعرب بقرار التقسيم حينئذٍ، كان يعني:
أوّلاً، شرعنة الاغتصاب والاحتلال الاستيطاني الدائم، وكان يعني:
ثانياً، تسهيل مهمّة الاحتلال والاغتصاب الصهيوني الاستيطاني، وتعبيد الطريق له، واختصار الزّمن أمامه في تحقيق وتنفيذ المشروع الصهيوني الذي يقول (أرْضُك يا إسرائيل، من الفرات إلى النّيل).
لا بل، لو حدث ذلك وقَبِلَ العربُ بقرار التقسيم، واستسلم الشعبُ الفلسطيني لِجَلَّادِهِ الإسرائيلي.. لَكان مشروع “إسرائيل من الفرات إلى النيل” قد تحقّق كما تحقَقَ اغتصابُ فلسطين، ولكان الوضعُ العربي “السّيّء الآن” أسوأ بكثيرِ ممّا هو عليه الآن.
9 – ولو قَبِلَ الرئيس “بشّار الأسد” بِـ “الإغراءات!!!!” الخليجية والتركية والفرنسية، لَكانت سورية الحالية قد زالت من التاريخ، ولَكان قد سَهَّلَ لهم ولأسْيادِهِم في المحور الصهيو – أمريكي قَبْلَهُمْ، تحويلها إلى عشرات الكانتونات المتصارعة والمتقاتلة والمتذابحة، إلى أن تنتهي سورية الحالية..
وذلك على عكس عمليات التسويق المُخادعة والمنافقة التي تقول بِأنّ سورية كانت ستصبح “هونكونغ” العرب و”سنغافورة” وغيرها.
10 – كيف ؟ ولماذا ؟ :
أوّلاً : لأنَّ الوعود الاستعمارية هي وعودٌ عرقوبية..
وثانياً : لِأنّ الغايةَ من تلك الوعود، هي الاستفراد بسورية من خلال فَصْلِها ليس فقط عن حلفائها وأصدقائها، بل فَصْلُها عن تاريخها وعن مبادئها وعن قَيَمِها وعن مصالحها وعن طموحاتِ أبْنائها..
وثالثاً : وعندما يجري الاستفراد بسورية، تجري مساعدتها مالياً، سنواتٍ قليلة إلى أنْ يجري التحكُّم والسيطرة الكاملة عليها مِنَ قِبَلِ المحور الصهيو – أطلسي وأذنابه الأعرابية الوهابية الإخونجية، ثمّ يجري تفكيكُها وتفتيتها، كما جرى في يوغسلافيا.
– أيّ أنَّ القبولَ بما يريده المحورُ الصهيو – أطلسي، لا يعني نجاةَ سورية ممّا حلّ بها الآن، كما يقول البعض، بل كان يعني تسليم سورية، بالتّراضي، لذلك المحور الاستعماري ولِأذنابه، لكي يفعلوا بها كما يريدون.
وما يريدونه لسوريّة، هو السَّحْقُ والمَحْق، شعباً ودوراً، لِأنَّ سورية تُشَكِّلُ عُقْدَةً للاستعمار القديم والجديد، لا حَلَّ لها عندهم إلاّ بالقطع، ليس فقط لأنّها منبعُ الحضارة والتاريخ وقلب العالم، بل لأنَّها أيضاً قلبُ العروبة النابض وذراعُهُا الصُّلْب، ولِأنَّها حاضِرَةُ الاسلام القرآني المحمّدي المستنير، ولِأنَّها قلعةُ المسيحية المشرقية الأصيلة..
ولذلك كانت سورية ولا زالت تُشَكِّلُ عقبةً كبيرةً أمام المشاريع الاستعمارية القديمة والجديدة، فقاموا بتقسيمها وتفتيتها منذ مئة عام، من خلال سايكس بيكو، والآن يريدون تفتيتها وتفكيكها من جديد، لكي ينتهوا وإلى الأبد من هذه العقبة الكأداء التي تقف أمام أطماعهم.
– ولِأنَّ أسدَ بلادِ الشام: الرئيس بشّار الأسد، هو الممثّل الشرعي والقانوني والأخلاقي والمبدئي والنضالي، لسورية ولشعبها.. وقَفَ كالجبالِ الرّاسخات أمام ذلك المشروع التدميري لسورية، بِشِقَّيْهِ الإغرائي الاحتوائي، والإرهابي المتأسلم..
ومهما كانت الخسائرُ الحالية نتيجة مواجهة ذلك المشروع الاستعماري، والتي يمكن تعويضها عند انتهاء الحرب – كما جرى ويجري لدى جميع الشعوب الحيّة عندما تنتهي الحربُ عليها – فهي أقلُّ بِكثيرٍ مِمّا ستكون عليه، لو جرى تسليم القرار السوري لأعداء سورية، أو لو تحَقَّقَت لهم هزيمةُ سوريّة الأسد
-7-
( التعميمُ لغةُ الحمقى و لغةُ المأجورين والمرتهَنين أيضاً )
لغةُ التعميم الإعلامي و ” المثقفاتي ” التي تعمل على تحميل ” العرب ” مسؤوليّةَ المصير المخزي الذي آلت إليه الأمور في المنطقة العربية …
هذه اللغة هي الخادم الأكبر لنواطير الكاز والغاز ، ولزحفطونِيّي النظام العربي الرسمي ، وللاستعمار القديم والجديد ، ولـ ” إسرائيل ” .. لأنّ لغة التعميم هذه :
* تُبَرِّءُ ساحَتَهم عن المسؤولية الأساسية في الوصول إلى هذا الواقع المزري والمشين ، ولأنها :
* تُجَرِّم من نذروا أنفسهم وعمرهم ، للدفاع عن القضايا العربية ، حين تضعهم في كِفّة واحدة ، من حيث تحميلهم مسؤولية الواقع المخزي ..
لا بل حين تغمز أحياناً من دورهم ، وتحمّلهم المسؤولية الأكبر عن ذلك..
* وتعمل بذلك على تسفيه مَقولَتَي ” العرب ” و ” العروبة ” من خلال شيطنتهما وأبلستهما..
* و تُبَرِّىء ساحةَ الاستعمار القديم والحديد ، مِمَّا ألْحَقوه بالوطن العربي ..
* و تُبَرِّىء ” إسرائيل ” من المسؤوليّة عن الكوارث والمصائب الكبرى التي ألْحَقَتْها بالعرب .
-8-
( لو لم يكن في ” العرب ” كُلُّ الخير ) :
* لَـ ما نزلت الرسالةُ على نبيٍ رسولٍ من بينهم ،
* ولَـ ما أدى ذلك إلى أن يصبحوا سادة العالم لقرون عديدة ،
* ولَـ ما أدى إلى إسقاطهم أعظم امبراطوريتين في ذلك التاريخ ، هما الفارسية والبيزنطية ، والحلول مكانهما على قمة العالم .
** وَأَمَّا في ما يخص ” ابن خلدون ” فقد كان عالِمَ اجتماعٍ عبقرياً .. ولكنه لم يكن مؤرخاً حصيفاً ، ولم تكن مواقِفُهُ مُشَرِفَةً ، ذلك أنه تمَلَّقَ كثيراً لمن غزوا بلادَ العرب في زمانه ، لعلّهُ يحظى بمنصبٍ كبير ، ولكن لم يحالفه الحظّ .
** و أمّا ما جاء في القرآن الكريم من توصيفٍ سلبيٍ ، فهو يخص ” الأعراب ” وليس ” العرب ” .
ولو كان المقصودُ بذلك هم ” العرب ” ل ما كَرّمَهُم الله ؛ بانتشالهم من القاع ورفعهم إلى ذروة العالم ، بفضل الرسالة الإسلامية .
** و أمّا ” الأعراب ” فَهُم من وقفوا ضدّ الدعوة الإسلامية ..
** وَأَمَّا ” العرب ” فوقفوا مع رسولهم الكريم وضَحّوا بأغلى ما لديهم ، وناصروه ، حتى انتصرَ وانتصرت رسالَتُه .
-9-
( ارتفاع بعض الأصوات المنادية بأن السوريين ليسوا عرباً !!! ) ..
سواء جاء ذلك بحسن نية .. وهو الاحتمال الأقل ..
أو جاء بسوء نية .. وهو الاحتمال الأغلب ..
سوف يتحول سلاحاً بيد أعدائنا ، يستخدمونه ضدنا في هذه الحرب الدولية الإقليمية الأعرابية القائمة علينا ..
* للاستفراد بنا من جهة ؛
* ولقطعنا عن جذورنا من جهة ثانية ، بحيث نصبح كشجرة في مهب الريح ؛
* ولخلق صراعات داخلية مصيرية أبدية في أوساط السوريين ، بين من يعتبرون أنفسهم عرباً ، مع من لا يعتبرون أنفسهم كذلك …
والغاية المنشودة من ذلك ، هي استخدام جميع الأسلحة الممكنة لإلحاق هزيمة ساحقة بسورية ، لا قيام لها منها حتى يوم القيامة .
-10-
( إذا كان ” الأب ثيودوروس ” ليس عربياً ، ولا يعتبر نفسه عربياً ، فهذا حَقُّهُ)..
ولكن ليس من حقه أن يعتبر أن السوريين ، ليسوا عرباً ..
ومن واجبه أن يفرِّق بين ” العرب ” وبين ” الأعراب ” الذين فرّق القرآن الكريم بينهم..
ولا يمكن لرسالةٍ سماوية نزلت على الرسول العربي الكريم ، أن تعتبرَ العربَ والأعرابَ ، شيئاً واحداً ..
ولذلك فَرَّقَ بينهما عندما نزلت آيتان قرآنيتان عن الأعراب:
* الأولى تصفهم بأنهم منافقون ” قالت الأعراب آمنا ، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ، ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ” ..
* والثانية تصفهم بأنهم الأشدُّ كفراً ونفاقاً ” الأعراب أشَدُّ كفراً ونفاقاً ” ..
وأما نحن السوريين ، بأغلبيتنا ، فكُنَّا وسنبقى عرباً وأرومة العروبة وقلبها وعقلها ووجدانها وضميرها ، منذ بداية الخلق حتى قيام الساعة .
-11-
( اتَّعِظُوا يا أولي الألباب )
هناك خطران ” ثقافيان ” يَصُبّانِ في خدمة الحرب الصهيو – أطلسية – الوهابية – الأعرابية على سورية :
الأول : هو الإصرار على أن السوريين ليسوا عرباً ” وقد تحدثنا عنه ” .
والثاني : هو اعتبار المنظمات الإرهابية التكفيرية الداعشية الوهابية ” كالقاعدة وطالبان و داعش والنصرة وباقي التكوينات الإرهابية المتأسلمة ” بأنها تعبّر تعبيراً صحيحاً عن الإسلام ، وبأنها هي التي تجسّد الإسلام ، و بأنها تستمدّ مشروعيتها من الدين الإسلامي !!!
والحقيقة ، هي أنّ هذا النمط من الطرح خاطىءٌ كلياً ، ولا يَمّتُّ للإسلام القرآني المحمدي التنويري بِصِلَة ..
مهما جرى التقاطُ وقائعَ عابرة في التاريخ العربي والإسلامي للبناء عليها ، ومهما جرى اجتزاءُ آياتٍ معينة وإخراجُها من سياقها التاريخي ..
ولكن الأخطر من كل ذلك ، هو أنّ هذا النمط الخطير جداً من الطرح :
* يمنح تلك المجاميعَ الإرهابية المتأسلمة ، الشرعيةَ التي تتوق للحصول عليها ..
* ويمنحها المشروعيةَ التي تحتاجها ، للاستمرار في تنفيذ مشروعها الدموي التدميري التفتيتي الإلغائي ..
* ويمنحها أهَمَّ سلاحٍ في التاريخ وهو الاعتراف لها بأنها هي التي تُمَثِّلُ الإسلام ، وبأنّ كُلَّ مَنْ يختلف معها ، يُصْبِحُ حِينَئِذٍ مُعادِياً للإسلام ، ويَحِقُّ لها إقامة الحد عليه .
فاتعظوا يا أولي الألباب .
-12-
( ” العروبة ” قديمَةٌ قِدَمَ التاريخ .. وَأَمَّا القومية العربية ” فظهَرَت حديثاً ، في ” عَصْرِ القوميات ” )
– مَنْ لا يَرَوْن إلاّ السَّلبيّات في ” العروبة ” ، يحتاجون إلى تغيير نَظّاراتِهِم.
– ذلك أنّ ” عَصْرَ القوميات ” بدأ حديثاً مع ” عصر النهضة ” في أورُبَّا .
– وَأَمَّا أنّ هذا المفهوم وُجِد عام 1900 ، فهذه مُغالَطَة كبرى ، تخلط بين ” القومية العربية ” وبين ” العروبة ” ..
– كذلك ظَهَرَت ” القومية العربيّة ” ، مع أو إْثْرَ مجيء ” عصر النهضة ” و ” عصر القوميّات ” في أورُبَّا ..
– وَأَمَّا ” العروبة ” فهي موجودة منذ فجر التاريخ .
-13-
( هل ” العروبة ” كِذْبَة ؟!!! )
– عندما يُقال بِأنّ ” العروبة كِذْبَة ” .. فذلك يَعْنِي العمل على إزاحةِ الحاجز الأكبر والعائق الأَهَمّ ، من أمام المشروع الصهيوني العنصري الإلغائي الاستيطاني. .
– ولا حاجَةَ للتذكير بِأنّ العروبَةَ ليست مسألةً عرقيّةً ولا إثْنِيّة ، بل هي ” عروبة حضاريّة وثقافية “
14-
( ” رجالُ المعارضة .. مُقَدَّسُون ” و ” رجالُ السلطة .. مُنَجَّسُون ” !!!! )
تلك هي المقولة التي قام الأخطبوط الإعلامي الصهيو – أطلسي وأذنابه الأعرابية ، بتسويقها في مختلف أرجاء العالم ، لكي يتمكنوا من إيصال زواحفهم ورخوياتهم وقوارضهم ومستحاثاتهم التي تنتحل إسم ” معارضة ” إلى سُدَّة الحكم ، في البلدان غير التابعة للمحور الصهيو – أطلسي أو لا تدور في فلكه …
وهنا – أي في البلدان التابعة – يجري تسويق العكس ، فتصبح المقولة ” رجال السلطة .. وطنيون ” و ” رجال المعارضة .. إرهابيون ” .
وقد بُنِيَ ” الربيع العربي !!! ” على هذه القاعدة … ولكن انكشاف مدى تبعية ودناءة و سقاطة و سفالة معظم ” المعارضات ” التابعة للخارج ، خلال السنوات الماضية … أجهض فاعلية هذه المقولة وكشَفَها وعَرّاها من معظم مساحيق التجميل التي ” تَمَكْيَجَتْ ” بها .
-15-
( أسْقَطُ مُعارَضاتٍ على وجْهِ التاريخ )
– الرخويّاتُ والطّحالِبُ والزَّواحِف والقوارض المعارضاتية ، المتوزّعة التّبعية بَدْءاً من التّبعيّة لِ :
دول الاستعمار الأورو – أمريكي الجديد ،
مروراً ب سلطنة الطورانيين العثمانيين الإخونجيين ،
وأخيراً وليس آخِراً : الأفاعي الاسرائيلية من متأسْلِمِي ” نُصـرة ” القاعدة ، والليبراليين الجُدُدْ .
– فَهَل يُوجَد على مَرِّ التاريخ ، مُعارَضاتٌ بهذه الصّفاقة والخِسّة والسَّفالة!!!!.
ومع ذلك لا تخجل هده المعارضات المُغـرِقة في التّبعيّة، من ادّعاء الحرية والديمقراطية !!!!!!.
-16-
( هل ساهَمَت سوريّة الأسد، في خَلْقِ البيئة الملائمة للتيّارات المتأسلمة ؟! )
– منذ أكثر من نصف قَرْن ، أيضاً ، والخطاب الرسمي التونسي ، خطاب علماني مئة بالمئة ، وأبْعَدُ ما يكون عن الدين الإسلامي ، ولم تَبْنِ الدولة التونسية جامِعاً ولا معهداً لتحفيظ القرآن الكريم .. فماذا كانت النتيجة ؟
كانت هي أنّ تونس تفوّقَت على معظم البلدان العربية في تخريج المتأسلمين الإرهابيين .
لماذا ؟
– لأنّ أيّ معالجة موضِعِيّة ، لن تفِيَ بالغرض المنشود ..
ونحن نعيش في حوضٍ استراتيجيٍ وجيوسياسيٍ مشترك في المنطقة ..
والأفكار المتأسلمة تَعْبُرُ الحدود ولا تستأذن أحداً ..
وأيّ معالجة لا تكون منظومية وكاملة وشاملة لمختلف بلدان المنطقة ، لن تحقّق الغاية المنشودة في القضاء على الإرهاب المتأسلم وفي هزيمة التيّارات الظلامية التكفيرية ..
– ولذلك ، يبقى اتّهامُ سورية الأسد بأنّها ساهَمَت في بِيِئَةِ التيارات المتأسلمة وفي خَلْقِ المُناخ المناسب لها ، لأنّها بَنَتْ آلاف الجوامع وافتتحت آلاف معاهد تحفيظ القرآن الكريم ، اتّهاماً مُغْرِضاً أو ساذجاً .
-17-
( ” الجيوش تزحف على بطونها ” – نابليون )
– صحيح أنّ نابليون قال : ” الجيوش تزحف على بطونها ” ، ففسرها الآخرون بأنّها إذا لم تأكل ما يكفي من الطعام ، لا تقاتل …
– ومن الطبيعي أنّ زَحْفَ الإنسان يكون على البطن وليس على الظهر .. لكن زحف الجيوش، يعني التقدم لملاقاة العدو، بمختلف الوسائل والسبل العسكرية، الكفيلة بتحقيق النصر …
– ومن البديهي والواجب والضروري أن يتناول المقاتلون من الطعام ما يكفيهم وزيادة …
– ولكن ما لا يدركه كثيرون هو أنّ المقاتل الحقيقي، لا يفكّر إلّا بكيفية تحقيق النصر، والباقي تفاصيل، سواءٌ اكتفى من الطعام، أم لِظُروفٍ قاهرة، لم يكتف من الطعام.
-18-
( أعضاء الكونغرس الأمريكي الـ ” 535 ” : منهم ” 344 ” عضواً فقط!!! .. مجرمون )
في الأيام القليلة الماضية وُزّع في الولايات المتحدة بيان يقول:
( 36 ) منهم مُتَّهَمون في قضايا عنف منزلي.
( 7 ) منهم سبق أن أوقفوا بتهم تزوير.
( 19 ) منهم سبق أن اتهموا في قضايا شيكات بلا رصيد.
( 117 ) منهم أفلسوا مباشرةً أو مداورةً ، عَمَلَيْنِ اثنين على الأقل.
( 3 ) منهم أمضوا عقوبة بتهم اعتداء.
( 71 ) منهم – نعم 71 منهم – لا يحقّ لهم الحصول على بطاقة ائتمان لأسبابٍ قضائية.
( 14 ) منهم سبق أن أوقفوا بتهم متعلقة بمخدرات.
( 8 ) منهم سبق أن أوقفوا بتهمة السرقة.
( 21 ) منهم يخضعون حالياً لمحاكمات كمتهمين. و
( 84 ) منهم سبق أن أوقفوا بتهمة القيادة ثَمِلِينْ…
كل ذلك خلال العام الماضي فقط…
إنهم أعضاء الكونغرس الأميركي الـ ( 535 ) .
-19-
( واجِبُنا الوطني والأخلاقي ، في الحروب والأزمات ، و مهما كان الجَوُّ مكفهِراً ومُغْبَراً ومسموماً ومذموماً ) :
أن نَشْحَذَ الهِمَمَ ،
ونرفع المعنويات ،
ونَشّدَّ الأَزْر ،
ونَعْجِمَ العِيدان ،
ونبثّ الثقة العارمة بالنفوس ،
وأن لا نسكت عن الخطأ ،
وأن لا نخلط بين صوابِ السَّمْتِ الإستراتيجي والعثَراتِ التكتيكيّة والإجرائية.
-20-
( هناك تحدّيات كبرى تواجه الجمهورية العربية السورية ) :
هي :
1 – تحدّي وقف الإرهاب والإرهابيين وتسليحهم وتمويلهم من قِبَل الأعراب والأغراب .
2 – فكّ الحصارات الظالمة والشّائنة ” السياسية والاقتصادية والمالية والدبلوماسية ” التي فرضها الأوربيون والأعراب على سورية .
وهذان أمْران ، خارجيّان، وخارجان عن الإرادة الداخلية ..
وهناك الموضوع الجغرافي .. والموضوع الاجتماعي :
3 – التمزيق الجغرافي الذي قامت به العصابات الإرهابية الخارجية والمحلّية ، والذي يحتاج إلى وضع حدّله ، وسيوضع له حدّ
4 – التفسّخ والتهتّك والتآكل والاهتراء والتسميم والتلغيم في البنية الاجتماعية والنفسية ، التي تحتاج إلى ترميم وتصنيع وتخليق وبناء جديد ، يحتاج إلى ما لا يقلّ عن جيلٍ من الزمن .
-21-
( الصراع التاريخي هو بين ” الصهيونية ” و ” العروبة ” )
– الصراع الوجودي منذ قرن من الزمن حتى اليوم ، هو الصراع المصيري بين ” الصهيونية ” و ” العروبة “..
– وللأسف ، فقد باتت محميات الكاز والغاز الأعرابية في خندق الصهيونية ، ضد العروبة . .
– وللأسف ثانيةً ، فقد باتت الدول التي وقعت ” اتفاقيات سلام !!! ” مع ” اسرائيل ” في خندق الصهيونية ، رغم رفض أكثرية شعوبها لذلك ..
– وللأسف ثالثةً ، فقد جرت مصادرة الدين الإسلامي ، عبر ” الوهابية ” و ” خُوّان المسلمين ” لتوظيفه ضد كل من يتبنّى العروبةَ ويقاتل دفاعاً عن حقوقها ، بدءاً من جمال عبد الناصر ، مروراً ب حافظ الأسد ، وصولاً إلى الأسد بشار . .
– وللأسف رابعةً : إن عمليات التشكيك بعروبة سورية ، حتى لو كانت حسنة النية لدى البعض ، تَصُبُّ في خدمة الخندق المعادي ل سورية .
– ومن غير أسف ، بل بثقة ، ستنتصر العروبة طالما بقي قلبها الشامي ينبض بالحياة ويقاتل لإحقاق الحق العربي ، مهما كانت التضحيات ومهما طال الزمن .
-22-
( بِرَسْمِ أُمِّيِّي الإعلام والثقافة، ومرتزقة الكلمة من الجَهَلَة )
( الشهيد ) :
هو من مات دفاعاً عن الوطن أثناء القيام بواجبه الوطني والأخلاقي والمهني ، وهم بعشرات الآلاف من مُقاتِلي الجيش السوري و من أبناء الشعب السوري .. و
( الاستشهادي ) :
هو مَنْ أعَدَّ نفسه مُسـبَقاً للشهادة دفاعا عن الوطن والقضية ، وزَنَّرَ نفسه بما هو كفيلٌ بِإلحاق خسائِرَ جسيمة في صفوف العدوّ ، بحيث تؤدّي تلك العملياّتُ الاستشهاديّة إلى تغييرِ مسارِ الحرب أو المعركة ، والتعجيل في هزيمة العدوّ وتحقيق النصر ..
وخيرُ مثالٍ على ذلك ، هو قيام عملية استشهادية واحدة في عام ” 1983 ” ضدّ قوّات المارينز الأمريكية في لبنان ، أوْدَتْ أوّلا :
بِحياة ” 242 ” جندي وضابط أمريكي ، وأدّت ثانياً :
إلى انسحاب القوات العسكرية الأمريكية من لبنان .
وما لا يعرفه الجَهَلة والبُلَهاء ، هو أنّ :
” الشهادة ” جماعية ، بمعنى تشمل عشرات الآلاف ومئات الآلاف ، بل والملايين من الشهداء الذين قضَوا دفاعاً عن الواجب ، وأمّا :
” العمليّات الاستشهاديّة ” فهي حالة أو حالات فردية ، يقوم بها أشخاصٌ مُحدَّدون أو قِلّةٌ ، بالعشرات أو بالمئات ، ولكنّهم غالباً ما يُغَيِّرون وجْهَ التاريخ .
وَأَمَّا : ( الانتحاريّ ) :
فهو مَغْسولُ العقل والدّماغ ، يتَحّرّك بِ ” الرّيموت كونترول ” وتُديرُهُ غرائزُهُ ، ويُفَجِّر نفسه للوصول إلى ” الحُور العِين ” .
وأَمَّا : ” البُلَهاء “
فَهُمُ الذين لا يَفَرّقون بين الاثنين : ” الاستشهادي ” و ” الانتحاري ” .
-23-
( لا بُدَّ من ” تَفَهُّم ” سُعار الرافضين لـ” ثقافة الاستشهاد ” )
– أولئك الذين ثارت ثائرتهم وفقدوا أعصابهم ، من طرح وتعميم ” ثقافة الاستشهاد ” فضحوا أنفسهم وتعرّوا حتى من ورقة التوت …
سواءٌ أدركوا ذلك أو لم يدركوه ،
وسواءٌ كانت تهجُّماتُهُم وسمومُهُم ، واضحةً وجليّة ، كَقَوَارِضِ الخارج ،
أو جاءت تحت ستار ادّعاءِ الحرص ومحاولةِ ارتداءِ قناعٍ مُزَيَّف ، كَخَفافِيش الدّاخِل ..
– وما أفْقَدَهُمْ صوابَهُمْ ، هو مدى نجاعة سلاح ” الثقافة الاستشهادية ” القادرة على صنع المعجزات.
– ولذلك هم ” معذورون !!!! ” ونتفهّمُ سبَبَ حنقِهِم وغضبِهِم واستنكارِهِم ورفضِهِم لتعميمِ وتعميقِ ” ثقافة الاستشهاد ” …
فَهؤلاء يقومون بـ ” واجبهم ” المناط بهم ، سواءٌ كانوا خارجَ الوطن أو داخله.
-24-
( نغمة أو مقولة ” استخدام سورية الأسد ل القضية الفلسطينية ك شَمّاعة لإضفاء مشروعية على نظامها !!! ” )
غايتها :
* إيجاد المبرر المطلوب للخلاص النهائي من القضية الفلسطينية وتصفيتها..
* وتسليم المنطقة بكاملها للكيان الإسرائيلي ..
* والدوران في فلك ” شعب الله المختار !! ” والتفرغ لخدمته على حساب شعوب المنطقة .
-25-
( الحواراتُ الفارغة ، إلاّ من السُّموم )
– في أيّ حوار ، عندما يجري التشكيكُ في البديهيٌات وقَلْبُ الحقائق ، تكون النتيجةُ اسْتدْراجَ الحوار وتزليقَه إلى مناقشة الأعراض والجزيئات والتفاصيل الصغيرة ، بحيث يجري طَمـسُ المسائل الأساسية والجوهرية وَ المفصلية ..
– لا بل تجري المساواةُ بين الجانبين ، وصولاً إلى تجريم البريء وتبرئة المجرم ، بحيث تضيعُ الخطوط والخيوط وتتداخل الاتّجاهات وتُخـلَط الأوراق …
– مِثْلُ هذه الحوارات ، عَدَمُ وجودِها .. أفـضَلُ بِكثيرٍ من وجودِها .
-26-
( القول بأنّ ” التدخل الروسي ” في سورية ، منع سقوط الأسد… )
يشبه القول بأنّه لولا الحرب الروسية السوفيتية في الحرب العالمية الثانية ، ضد هتلر وقواته؛ لَمَا بقيت لندن ولا تشرشل..
ولبقيت باريس تحت الاحتلال النازي ، وَلَمَا عاد ديغول إلى فرنسا ولبقي ضابطاً مغموراً.
بل ولانْهَزَمَت أميركا أيضاً.
هذا الكلام لا مكان له في الحروب ، فالحلفاء يؤازر بعضهم بعضاً وتتكامل أدوارهم ومواقفهم.. وكُلٌ منهم يُشَكِّلُ دعماً للآخر وسنداً وحمايةً له من الفشل.
-27-
( الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ) :
( تسوية الأزمة السورية تتطلب وضع دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تحت إشراف الأمم المتحدة .. والرئيس الأسد وافق على ذلك . )
** والمدخل إلى تسوية الأزمة السورية ، هو القضاء على مئات المجاميع الإرهابية الدموية الظلامية التكفيرية في سورية ..
وما الذي سيقدمه دستور جديد وانتخابات جديدة ، لسورية وللشعب السوري ، وما هي الفائدة التي سيجنيها الشعب السوري .. إذا لم يجر القضاء على الإرهاب والإرهابيين ؟؟. **
-28-
( عُهْرُ مُنْتَحِلِي تسمية ” معارضة سورية ” .. لا حدودَ له )
– على خُبَرَاءِ اللغة العربية ، أن يَنْحَتوا مصطلحاتٍ لغوية ، تعبِّرُ عن حقيقة العهر السياسي والأخلاقي ل معارضات الناتو ونواطير الكاز والغاز ، التي تنتحل اسم ” معارضة سورية ” .
– وذلك لأنّ عاهرات ” البيغال ” و ” سوهو ” لا يعادلون شيئاً في ميزان العهر ، قياساً ل ما يقوم به لاعقو أحذية كل من هَبَّ و دَبَّ في هذا العالم ، من أعداء الشعب السوري ممن ينتحلون إسم ” معارضة سورية ” .
-29-
( ” داعش ” أعدى أعداء الإسلام ، مهما تبرقعت به ..
والإسلام أعدى أعداء ” داعش ” مهما قيل غير ذلك ) . .
* طالما أن المسلمين هم أكثر المتضررين مما تقوم به ” داعش ” ..
* وطالما أن الإسلام والإرهاب ، باتا مترادفين لدى الرأي العام العالمي ، بسبب سلوك ” داعش ” وباقي الدواعش السابقة والحالية واللاحقة .
فهذا يعني أن كليهما ” الإسلام ” و ” داعش ” عدو للآخر.
-30-
( معظم ” خبراء الاقتصاد ” في ديارنا ؛ متخصصون بـ ” الفانتازيا الاقتصادية “..
و معظم تشخيصاتهم وعلاجاتهم المطروحة ، لا علاقة لها بالواقع القائم ، بل ب ” الواقع ” الموجود في أذهانهم والمتكئ على تجارب اقتصادية في العالم ، لم تُعانِ ولا تعاني دولها من ظروف خارجية ، دولية وإقليمية ، مسمومة ، كما هو الأمر عندنا .. وليست مستهدفةً في وجودها ومصيرها ، كما هو حالُنا…
وهؤلاء قد يكون بَعْضُهُمْ أساتذةً ناجحين ، ولكنهم – للأسف – خبراءُ فاشلون.)
-31-
( البهائمُ الأعرابية والأجنبية التي تتحدث عن :
” انعدام فُرَص التعايش بين مكوِّنات المجتمع السوري “
تحتاج إلى :
أوّلاً : خَلْع النظارات الإسرائيلية عن عيونها .. و
ثانياً : الاطِّلاع على التعايش الحالي النموذجي والحيّ بين ملايين السوريين من ” مكوِّنات المجتمع السوري ” في محافظة اللاذقية ومحافظة طرطوس .
-32-
[ الثورات المطلوبة في العالم العربي ]
العالم العربي يحتاج إلى :
1 – ثورات على التبعية و التابعين ؛
2 – وإلى ثورات على الرجعية والرجعيين ؛
3 – وإلى ثورات على تُجّارِ الدِّين ؛
4 – وإلى ثورات على المتواطئين مع الإسرائيليين ؛
5 – وإلى ثورات على أزلام الأمريكان وعلى بيادق الأوربّيِّين وعلى دُمَى النفطيين و على ضفادع العثمانيين ؛
6 – وإلى ثورات على الفساد والفاسدين ..
تلك هي الثورات التي يحتاجها العرب ؛ قَبْلَ التَّغَرْغُر بالحديث عن الديمقراطية والديمقراطيين .
-33-
( أفضلُ عملٍ قام به الخوَنَةُ الفارّون من الجيش العربي السوري، ممن يُسَمّون بـ ” المنشقِّين “، على ندرة الأعمال الحسنة في حياتهم )..
هو أنّهم بفرارهم، ساهموا بتنظيف الجيش من كثيرٍ من القاذورات البشرية التي كانت تعيش في صفوفه …
وأقربُ مثالٍ هو قاذورة اسمها ” أحمد رحّال ” تتحدث وكأنها تعيش في عصور الانحطاط ، ولا زالت هذه القاذورة ” الرّحَّاليّة ” تجترّ المقاربات ذاتها التي باتت مَسْخَرَةً ومهزلةً ومستهجنةً ، لدى جميع الناس، كالحديث عن ” ثورة سورية !!! ” و عن ” مسؤولية النظام عن التفجيرات !!! ” .. بما في ذلك التفجيرات التي تحدث في بعض كواكب المجرَّة الشمسية !!!.
-34-
( كم يثير التقزز من تكون دولتهم ، من بابها إلى محرابها :
” زريبة ” للإسرائيليين و
” بايكة ” لنواطير الكاز و
” اسطبل ” لحلف الناتو و
” مخترة ” ملحقة ب الأمريكان ، يديرها دبلوماسي أمريكي من الدرجة الثالثة ..
ثم يتحدثون عن تحول سورية إلى قاعدة روسية ومحمية إيرانية !!!! . )
-35-
( اعْكِسْ واقْلِبْ ما يقوله الأعداءُ وأذنابُهُم ، لكي ترى الحقيقة )
– عندما تسمع أو تقرأ ما يقوله عتاةُ الاستعمار القديم والحديث وسياسيّوهُم وإعلاميوّهم ، وخاصّةً في ما يخصّ الدولَ والقوى الوطنية والمستقلّة القرار وغير التابعة للاستعمار الجديد ..
فلا تحتاج للتوقّف عنده ، إلاّ لِأمْرٍ واحد وهو أنْ تقلبه رأساً على عقب ، وأنْ تأخذ بعكس كُلّ ما ورد فيه ..
– وأمّا عندما يكون المتحدّثُ أو الكاتب ، من بيادق وزواحف ورخويّات وقوارض تلك القوى الاستعمارية الجديدة المُعادية ، أو من حَوَاشي وخَدَم وحَشَم نواطير الغاز والكاز ، فَمَا عليك إلاّ إنْ تُرْسِلَ كُلّ ما يقولوه أو يكتبوه ، إلى أقرب تواليت عامّ ، لكي يستخدمه العُموم .
-36-
– الحُبُّ ماءُ الحياة
والوَجْدِ هواؤها
والشّغَفِ تِرْياقُها
والعشقُ بَلْسَمُها ..
على جميع الصُّعُد ، الشخصية و العامة ..
– وكلما كانت الحياةُ أكثرَ صعوبةً وقساوةً ، تصبح الحاجةُ إلى الحبّ أكثرَ وأفضل.
– ولكن ليس الحُبّ بالمفهوم الشائع والمبتذَل والأناني ، بل بمفهومه الإنساني الذي يعني الغَيْرِيّة و التضحية. )
-40-
( تقتضي المصلحة الوطنية العليا ، من بعض المحسوبين على الخط الوطني وممن يعتبرون أنفسهم كذلك ، أن لا يرقصوا على أنغام أعداء الوطن ، وأن لا يرددوا مفردات ومصطلحات أعداء الوطن ، بحق الدولة الوطنية السورية ، وأن لا يجتروا سيل الاتهامات التي يلصقها أولئك الأعداء بالدولة . )
-41-
( هناك فَرْقٌ كبير بين ” العوامل الأساسية ” و ” العوامل المساعِدَة ” ..
وعندما نخلط بينهما ، نُضَيِّع السمت ، شئنا أم أبينا ..
وعندما يضيع السمت ، يصبح كل ما يمكن أن نقدِّمَهُ ، من أفكار أو مواقف أو أعمال ، هباءً منثورا . )
-42-
( عندما تطنُّ ذبابةٌ أمام أنْفِكَ ، وأنْتَ مُنْهَمِكُ في ما تقوم به .. قد تُشْعِرُكَ بالقرف ، ولكنها لا تعني لك شيئاً ..
ذلك هو حال وحالة شرفاء الوطن مع بعض المخلوقات المعتوهة والكائنات المأجورة .)
-43-
( أعداؤنا مَعْنِيّون بِـ ” المُكَوِّنات ” : ” مُكَوّنات المجتمع والدَّولة ” …
وَأَمَّا سوريّة الأسد، فَمَعْنِيَّةٌ بِـ ” المُقَوِّمات ” : ” مُقَوّمات المجتمع والدولة”.)
-44-
( قناةُ ” الميادين ” – رغم عددٍ من الملاحظات على أدائها – هي قناة النهج المقاوم والممانع ، الذي تجسّده سورية الأسد وحزب الله والجمهورية الإيرانية الإسلامية .
وجميع محاولات التشكيك فيها ؛ لا تعدو كونها محاولاتٍ بائسةً ويائسة ، لضرب هذا النهج المقاوم والممانع ، ولو تحت عنوان الحفاظ عليه . )
-45-
( من حق الشعب المصري أنّ يصاب بخيبة أمل وإحباط من التغيير ..
* خرج – أو أُخْرِجَ – عام 2011 فجاء ” خُوّان المسلمين ” ..
* وخرج – أو أخرج – عام 2013 ، فعاد” مبارك ” بإسم جديد..
* ويخشى إذا خرج مرة ثالثة ؛ أن يعود السادات أو الملك فاروق ، ولو بِحُلّة جديدة . )
-46-
( أتباع ” القاعدة ” و ” النصرة ” و ” داعش ” ومعظم التنظيمات الإرهابية الوهابية السعودية التكفيرية الظلامية الأخرى …
هم مرضى نفسيون ومنحرفون وشاذون ومجرمون …
ولا يجدون غطاء لانحرافهم وشذوذهم ، سوى التلطي باسم ” الإسلام ” البريء منهم ، براءة الذئب من دم ابن يعقوب . )
-47-
* الحكيم يضع اسوأ الاحتمالات امامه ، ويتحصن بالأمل والتفاؤل.
* و عندما يبلغ الحكيم اقصى درجات الحكمة ، يصبح مجنوناً.. فبعض الجنون قيمة عليا !
-48-
– الواثِقُ من نفْسِهِ لا يُهَدِّد ، بل المذعور هو الذي يُهَدِّد : لطمأنةِ نفسِهِ ولِتَطْمين مَنْ حَوْلَهُ ..
– و مَنْ يُهَدِّدْ لا يُنَفِّذ .. و من يريد أن ينفِّذ ، لا يهدِّد .
-49-
( كُلّ مْنْ يجزمون بِـ ” تقسيم سورية ” وبِـ ” عدم عودة أبنائها إلى ” اللُّحْمة الوطنية والتّعاضِد الاجتماعي ” ..
يتحدّثون عن رغباتهم الحقيقية وآمالِهِم الخائبة. . )
-50-
( من يستهجنون أو يستغربون التفريق ببن ” العرب ” و ” الأعراب ” :
يحتاجون إلى فهم القرآن جيداً ..
كما يحتاجون إلى تعميق وتوسيع اطلاعهم ومعرفتهم . )
-51-
( المفاهيم و المصطلحات ) :
عندما بجري الخلط في المفاهيم والمصطلحات، بين القيمة المعرفية للمفهوم أو المصطلح.. وبين الوظيفة الأيديولوجية له
تتقلّص وتنكمش الساحةُ والفضاءُ الموضوعيّان في عالم المعرفة ،
لصالح صياغاتٍ رغبوية تؤدّي وظيفةً أو وظائفَ تعبويةً، قد تقود البلادَ والعباد إلى المجهول .
-52-
( الشّامُ بَوّابَةُ العروبة ، والمَدْخَلُ إلى الإسلام المِتَنوّر ..
وَمَنْ يُحاوِلون الدخولَ عَبْرَ أبوابٍ أخرى ، هُمْ دُخَلاء لا داخِلون . )
-53-
– الواثق بنفسه ، يثق بالآخرين ، وخاصة بمن يستحقون الثقة ..
– غير الواثق بنفسه ، لا يثق بالآخرين ، وخاصة بمن يستحقون الثقة .
-54-
( البُطُونُ لا تقاتل ، سواءٌ كانت فارغةً أو ممتلئةً ، بل القلوبُ والعقولُ والسواعِدُ والضمائِرُ .. هي التي تقاتل وتنتصر . )
-55-
( مَنْ يجعل مِنَ الوطن ” حقيبة سفر ” ، يجعل الوطنُ منه ” غريباً مجهولاً ” . )
-56-
( النرجسيةُ المتورِّمة، لا تَقّلُّ خطورةً على النفس.. من خطرِ السرطان على الجسم. )
التعليقات مغلقة.