25 تريليون دولار من أموال السعودية فى خزائن أمريكا وأوروبا / مجدى أحمد حسين
مجدي أحمد حسين ( مصر ) – الإثنين 10/1/2022 م …
سيطرة أمريكا على بترول الخليج قصة لامثيل لها فى التاريخ الاقتصادى . فرغم أن السعودية وباقى دول الخليج بدت أنها أصبحت مسيطرة على إنتاج البترول بعد حرب 1973 ، إلا أن النهب الأمريكى أصبح مضاعفا . كيف ؟ كما ذكرنا فإنهم يتدخلون سياسيا بقوة لتحديد سعر البترول بما يفيد مصالح الشركات البترولية الأمريكية والاقتصاد الأمريكى والغربى عموما . ولتحقيق أغراض سياسية كما دفعوا السعودية فى 2014 لزيادة الانتاج لخفض سعر البترول بما يضر بروسيا التى تعتمد على تصدير البترول فى نهضتها الاقتصادية .
مع الارتفاع المستمر لأسعار النفط أصبح لدى دول الخليج فوائض مالية رهيبة خاصة عندما ارتفع سعر البرميل من أقل من 20 دولار إلى 120 دولار بعد حرب 1973 . فما كانت أمريكا بعد أن حصلت على البترول الذى تريد أن تترك هذه الأموال الطائلة فى أيدى هؤلاء العرب . فتم السطو على معظم عوائد النفط بعدة وسائل :
1 تصدير السلع الاستهلاكية والمعمرة للأسواق الخليجية والحصول على أرباح طائلة من هذا المجتمع الاستهلاكى .
2 عقد صفقات سلاح لا تحتاج لها عادة هذه الدول بما يعود على شركات السلاح الأمريكية والغربية بمئات المليارات . وقد وصل الفساد فى صفقات السلاح إلى حد دفع ثمن بعض هذه الصفقات مقدما ، ولما تمر سنوات يقترح الموردون الغربيون عقد صفقات جديدة لأن الصفقة القديمة أصبحت متخلفة ، ولايتم تسليمها رغم أن شركات السلاح قبضت ثمنها ولا ترد هذه الأموال . وكل هذا مقابل عمولات لكبار الأمراء الخليجيين .وقد انتشر فى الاعلام نبأ واحدة من هذه الصفقات الفاسدة سميت صفقة اليمامة بين السعودية وشركات السلاح البريطانية .
3 ولكن الأسلوب الأكثر خطورة فى نهب الأموال النفطية والتى سميت بترودولار ما فرضته أمريكا على حكام الخليج من وضع معظم أموال العوائد النفطية فى بنوك أمريكا والغرب أو استثمارها فى شركات ومشروعات غربية أو يشترون بها سندات خزانة أمريكية حتى لقد وصل حجم الأموال السعودية المودعة فى الخارج إلى 25 تريليون دولار كما قال ترامب فى تصريح علنى . بينما بدأت ميزانيات دول الخليج تعانى من العجز . وهى مفارقات لايكاد يستوعبها العقل السليم . ولإدراك حجم ومستوى النهب فإن ماتراه فى بلاد الخليج من مظاهر البذخ والفخامة والفخفخة والأبراج ومظاهر الحياة الحديثة ، والمتوسط المعقول لدخل كثير من المواطنين ، وما يقوم به الأمراء من شراء القصور واليخوت فى بلاد أوروبا ، كل ذلك ماهو إلا الفتات الذى تبقى لهم !
أما فى بلاد كثيفة السكان كالجزائر ونيجيريا وإيران فى عهد الشاه ، فإن معظم المواطنين ظلوا يعانون من الفاقة .
كل المعانى الاقتصادية أصبحت مقلوبة ، فشراء دول الخليج لسندات الخزانة الأمريكية يعنى أن أمريكا مدينة لهم ، ولكن ليس هذا إلا شكليا . فالواقع أن أمريكا أمرتهم بشراء هذه السندات . اما عندما تشترى الصين سندات أمريكية فتصبح دائنة فعلا ، وتملك أدوات ضغط على أمريكا . أما 11 دولة عربية اشترت السندات الأمريكية وأذون خزانة أمريكية بمئات المليارات تظل مطأطأة الراس وتابعا ذليلا للسيد الأمريكى ، بالسطوة السياسية والعسكرية ، وباختراق أمريكى لأعماق المؤسسات التنفيذية والأجهزة الأمنية والسيادية فى هذه الدول العربية .
يتبع
التعليقات مغلقة.