قراءة في كتاب “حروب اوباما – الصراع بين الإدارة المدنية ووزارة الدفاع الأميركية” / المهندس باسل قس نصر الله
منشورات دار الكتاب العربي – بيروت – لبنان – 2011
* كتاب صدر في عام 2010 كتبه الصحفي”بوب ودورد” الحائز على جائزة بوليتزر في مجال التحقيق، وتم إطلاقه في 27 ايلول 2010.
يلقي الكتاب الضوء على الخلاف الصريح بين قائد القوات الأمريكية السابق في أفغانستان الجنرال “ستانلي ماكريستال” ونائب الرئيس الأمريكي آنذاك والرئيس بعدها “جو بايدن”، ويتكلم عن الاستراتيجية التي وضعها الرئيس أوباما لانسحاب قواته من أفغانستان قبل أكثر من عشر سنوات من الانسحاب الحالي ونفهم لماذا اتخذ “بايدن” قرار الإنسحاب عندما أصبح رئيساً.
باختصار نفهم أن القرارات التي يتم تنفيذها الآن هي قرارات تمت دراستها قبل سنوات’ وننتبه كم هيكيلية التنظيم بين التنظيمات الإرهابية في أفغانستان مشابهة لتلك في سورية.
-تتبع وكالة الاستخبارات المركزية نظاماً حصيناً بالنسبة للمصادر البشرية. فلكلٍ منهم اسمٌ سري خلص به مُختار بشكل عشوائي، مثل (MOONRISE). وإذا كان المصدر منتِجاً ويتحمل مخاطر كبرى فإن الكلام قد يكثر عنه في أروقة الوكالة. أنه ذو انجازات فائقة! لكن حين يُصبح على لسان كثير من الناس فإنه يُقتَل. وتُقام مراسم الجنازة ويحزن الجميع. ويقول رئيسه في الوكالة أن (MOONRISE) قد دفع حياته ثمناً لقيامه بالواجب. إلّا أن (MOONRISE) لم يمت فعلاً، وإنّما تغير اسمه السري. وأصبح لدى السي آي ايه مصدر آخر اسمه (SHOOTING STAR). إنه الشخص نفسه باسم جديد: (MOONRISE) هو (SHOOTING STAR) بعينه.
-توصل التقرير (دوغلاس لوت) الى أن الولايات المتحدة لا يمكنها الإنتصار في أفغانستان ما لم تتغلب على ثلاث مشاكل كبرى. أولاً، ينبغي تحسين ممارسة السلطة ومحاربة الفساد. فالرشاوى والاختلاسات كانت متفشية. ثانياً، تجارة الافيون خارجة عن السيطرة. وهذه التجارة تغذي الفساد وتمول، الى حدّ ما، أعمال حركة طالبان. ثالثاً، المناطق الباكستانية التي تجد فيها حركات التمرد ملاذاً آمنا، وهذه يجب تضييقها ثم الغاؤها في نهاية الامر. وإذا لم تحقق الولايات المتحدة هذه الأشياء الثلاثة فإنها لا يمكنها ابداً أن تنجز شيئاً في افغانستان.
-من الأسرار غير الخفية ان الاستخبارات الباكستانية هي التي انشأت (جماعة) “لشكر طيبة” (“عسكر طيبة” أي: جيش الصالحين) وتستمر في تمويلها ورعايتها. وبحسب الاستخبارات الامريكية فان فرع مخابرات القوات المسلحة الباكستانية يستغل لشكر طيبة لخلق المتاعب للهند وايذائها.
-قال يوماً “ريتشرد هيلمرز” مدير وكالة الاستخبارات المركزية بين العامين 1966 و 1973 إبان حرب فيتنام وفضيحة ووترغيت: “العمل السري يشبه الدواء الجيد. فهو فاعل، لكن إذا اكثرت منه فقد يكون مميتاً”.
-يُطلق الباكستانيون على (آصف) زرداي لقب “مستر 10 بالمئة” إذ يُقال بانه كان يبتز عمولات خفية (خوّات) حين كانت زوجته الراحلة “بينظير بوتو” رئيسة للوزراء.
-قال (رئيس الوزراء البريطاني توني) بلير: “تنظر باكستان الى دور الولايات المتحدة في أفغانستان من منظار علاقتها بالهند”. فمن المعروف أن هاجس مواجهة العدو اللدود “الهند” هو ما جعل باكستان تؤوي الإرهابيين.
-هرمية تكوين طالبان أنها ليست كتلة أحادية متراصة. فهناك عدة طبقات تنظيمية، على رأسها ملتزمون متشددون، لا يضمّون، في أعلى تقدير، أكثر من 5 الى 10 بالمئة، وهؤلاء ينبغي التغلب عليهم. وهناك في الطبقة الوسطى، مجموعة من الأشخاص دفعتهم أسباب مختلفة للإنضمام الى الحركة، فلعله كان من السهل إقناعهم واستمالتهم، لكن الأسباب الدقيقة غير واضحة. وهؤلاء يشكلون حوالي 15 او 20 بالمئة. وفي أسفل الهرم هناك حوالي 70 بالمئة من عناصر طالبان، وهم الأفراد العاديون الذين انضموا إما لتأمين لقمة العيش وإما لاعتقادهم أنهم بذلك يدفعون الأجانب خارج بلادهم. إنهم فتيان أميون غير مثقفين سُلّموا بندقية وقيل لهم: “وجهوها الى هناك”.
-في استطلاع لآراء سكان قندهار اجري بتكليف من وزارة الشؤون الخارجية والتجارة الدولية الكندية نتائج مُحزنة، وهي أن بعض السكان المحليين يشعرون بالأمان إذا ما دفعوا الرشاوى لطالبان، إذ يعتقد كثيرون من سكان المدينة أن افضل طريقة حالياً لتأمين الحماية ضد متمردي طالبان ليست في عدد أفراد الشرطة أو القوات الدولية، بل في دفع المال مقابل الحماية.
-قال (وزير الخارجية الأميركي السابق ورئيس هيئة رؤساء الأركان المشتركة سابقاً) كولن باول (للرئيس الأميركي باراك اوباما): “أنت القائد الأعلى. هؤلاء الضباط يعملون تحت إمرتك. وإذا كانوا مُجمعين على رأي فهذا لا يعني أنهم على صواب. هناك جنرالات آخرون غيرهم، أما القائد الأعلى فواحد”.
-(يقول الرئيس الاميركي باراك اوباما في 2009) إن مشكلة باكستان لا تتعلق فقط بحماية أرض الوطن والقضاء على القاعدة فهناك أيضاً الجائزة الكبرى.
-أعلن (مستشار الأمن القومي الاميركي جيمس) جونز (2010) أن الرئيس “اوباما” يطالب (من باكستان) بأربعة أشياء: تبادل المعلومات بالكامل، وزيادة التعاون في مكافحة الارهاب، وتسريع اصدار الموافقة على التأشيرات للموظفين الاميريكيين، والاطّلاع على بيانات ركاب الطائرات المدنية، علماً بأن هذا الطلب الأخير كان يُجابَه سابقاً بالرفض.
التعليقات مغلقة.