حتى أنتَ يا نهرُ … ؟! ( شعر ) / اسراء فرحان

إسراء فرحان ( سورية ) – السبت 22/1/2022 م …

تدور بذهنيَ الفكرُ




بدنيا لستُ أفهمها

أمانٍ في شغاف القلب مسكنها

إذا ما جئتُ أكتبها

مضى بخيانتي الحبرُ

فلي في العمر أصحابٌ

و أذكرهم.. و أحفظ عهدَ صحبتهم

و لا ذكروا .. و لا حفظوا

و لي في العمر أحبابٌ

مضوا و القلب أخرجهم

جميعاً من ليالينا

وهبناهم مودتنا

و أهدونا مآسينا

سراباً في سنين العمر قد عَبَروا

و ظلّتْ بعدهم عِبَرُ

*

و عندك أنت يا نهري

محوت الكل من عمري

فهل تدري بأنك خير أحبابي

و عندك أنت يا نهري

يصير الحب أغنية بأهدابي

و عندك أنتَ يا نهري

نسيتُ جميع أصحابي

فمعْكَ العمر يخضرُّ

و عندك تزهر الأيام

عندك ينتهي الخطرُ

لجأتُ إليك يا نهرُ

*

على الدرب

أتيت بمفردي أخطو على الدرب

و أحمل بضع شمعات

على لوح من الخشب

و حلمٌ كان يسكنني

كما سكن التَّخوّفُ قلب مرتعبِ

كما سكن الرجاء بعين مرتقِبِ

كما سكن الحنين بقلبيَ الصبِّ

كما سكن الشتاءُ به

و زادتْ بردَه الذِّكَرُ

*

و أوقدتُ المنى شمعه

ظلام الليل أتعبني

ظلامٌ لا تحاربُهُ سوى الشمعات ملتمعهْ

و ضوءُ الشمعِ مرتجفٌ

كما ارتجفت على أهدابيَ الدمعهْ

أعلّقُ ناظري فيه

و يأخذني الشرودُ معَهْ

شموعٌ صرتَ تحضنها

تهدهدها

فحاول أن تداريها

بحق الحب و اللوعهْ

*

هي الآمال في التيار مثل الدمع تنهمرُ

لقد أطفأتَ شمعاتي

و زدتَ الهم و التعبا

و صار الليل يخنقني

يزيد بخافقي رعبا

فحلم كان بين يديّ قد نُهِبا

هنا وحدي.. هنا أمشي..

و قلبي؟!!

لم أجد قلبي!!!

لقد هربا

و صار الخوف يجري بي

و يدفعني إلى الهربِ

و ما ذنبي؟!

لقد أبكيتُ صمتَ الماء و الصفصاف و الغَرَبا

فحبٌّ كان بين يديّ قد نُهِبا

*

و حتى إنتَ يا نهرُ

ظننْتُكَ أنتَ تبقى لي

إذا الأصحابُ خلوني

و إن غابوا.. و إن غدروا

و حتى أنتَ يا نهرُ

تركتَ الدمعَ أغنيةً بأهدابي

ظنَنْتُكَ خير أحبابي

و معْكَ العمرُ يخضرُّ

و عندكَ تزهر الأيام..

عندكَ ينتهي الخطرُ

و حتى أنتَ يا نهرُ

أتطعنني و تتركني

 مع الأحلام أُحتضَرُ

لماذا قل لي يا نهرُ؟؟!!!

شعر :إسراء فرحان

من كتاب قمر الزمان

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.