من يقف وراء قرار سعد الحريري بالإنتحار / حليم خاتون
حليم خاتون – الثلاثاء 25/1/2022 م …
ماذا حمل الوزير الكويتي إلى الجزء الأميركي من السلطة في لبنان؟
اغنية النأي بالنفس واحترام قرارات الشرعية الدولية، لم تكن إلا رأس جبل جليد من العفن الرسمي العربي… كلمات المسؤول الكويتي الذي ألغى نظامه من القرآن كل ما لا يعجب اميركا لم تكن ضبابية على الإطلاق…
المطلوب رأس المقاومة في لبنان لقاء جزرة قد لا تكون أكثر من سمك في البحر؛ أما في الحالة المعاكسة، الويل من غضب مجنون الرياض وعصابته ممن يتحكم برقاب شعب الجزيرة العربية…
المسؤول الكويتي ليس سوى صفحة من كتاب أميركي صهيوني كبير…
ماذا عن سعد الحريري؟
ما هو دوره في صفحة أخرى من هذا الكتاب الأميركي الأسود..؟
هل اعتكاف سعد موقف ساذج من قبل رجل ساذج لا يعرف أن الطامعين بالتحكم بالطائفة السنية كثر..؟
سعد الحريري يعرف أن اعتكافه هو الدخول في كوما سياسية قد لا يخرج منها أبداََ…
السعودية وأميركا قد مهدوا الطريق لأكثر من وريث من داخل العائلة، ومن خارجها…
الكل تقريبا يسبح باسم اميركا ومحمد بن سلمان…
حاول سعد الحريري البقاء حياََ في الميدان، يوم أعلن نيته تأليف الحكومة خلفا لحسان دياب… استند إلى الرئيس بري وإلى وليد جنبلاط… وفرنسا…
لكن الطعنات في الظهر جاءت مرة أخرى من سمير جعجع، ومن كل الأطراف السنية التي تسن أسنانها من أجل قضم حصة في الطائفة السنية…
بالتأكيد أن سعد الحريري ليس الى تلك الدرجة من السذاجة…
سعد الحريري مقاول ويعرف أن الخروج من السوق سوف يجعل المحافظة على حصته من هذا السوق صعبة جداً، وسوف يجعل عودته لاحقاً أكثر صعوبة… وسوق السلطة في لبنان كثير الحساسية، ورخيص جدا أمام الدولار…
لكن شيئاً ما يُطبخ في المطبخ الأميركي الخليجي…
مئات الملايين من الدولارات التي كانت تُعطى لتيار المستقبل كي يقود ١٤ آذار، لن تُعطى له هذه المرة…
لقد أُفهم سعد أن البيغ بوس، استغنى عن خدماته بعد فشله في مهمة التصدي لحزب الله ولو أدى ذلك إلى حرب أهلية…
الساحة المسيحية شبه مضمونة عبر سمير جعجع، وعبر منظمات المجتمع الأهلي التي يبدو أن معظمها صناعة أميركية بامتياز، على طريقة جورج سوروس والثورات الملونة، وعبر إغراء العونيين ووعدهم بالعسل إن هم تركوا التفاهم وعادوا إلى موقع ١٥٥٩، الذي لم يغادره الكثيرون منهم اصلاََ…
كان هناك رهان على الساحة السنية التي تحتوي الكثيرين من خدم السلطان وعبيده…
كان الحديث يجري عن مجتمع اهلي سني مع بهاء الحريري وأشرف ريفي ولفيف من أعداء المقاومة الذين اخترقوا حتى بعض المواقع التي كان حزب الله يعتبرها من عظام الرقبة…
هؤلاء، جميعاً يتميزون عن سعد الحريري بالاستعداد لدفع الأمور إلى حرب من أجل إرضاء أولياء الأمر…
صحيح أن سعد الحريري ليس قديساََ، لكن الصحيح أيضاً أن الحريري الابن ليس مستعدا لدخول مغامرات يعرف أنه سوف يدفع ثمنها غاليا من جلده… وهذا أمر لا يعرفه الباقون في الطائفة السنية…
سعد الحريري يعرف أن أي مغامرة مما يطلبه الاميركيون والسعوديون سوف ينتهي إلى نهاية الطائف ونهاية السنية السياسية، وهذا أمر تجهله بقية الطفيليات عند السنة…
لذلك تم فرض إزاحة سعد الحريري من أجل ضمان أن يخترق سُنُة ١٥٥٩ الساحة…
وليد جنبلاط المطمئن إلى أن الرئيس بري سوف يحميه دوما، والمستند إلى زعامة إقطاعية داخل الطائفة الدرزية لا زالت تنبض… لم يمانع في السير في ١٥٥٩ جديدة يتم التمهيد لها…
إذاََ المطلوب الوصول إلى نفس وضعية لبنان سنة ٢٠٠٥…
مقاومة محاصرة…
تحالف مسيحي سني درزي يطلب رأس هذه المقاومة…
ناي حركة أمل بنفسها دون إعلان ذلك…
هل ينجح هذا السيناريو؟
سنة ٢٠٠٥، كان الجماعة يظنون أن بالإمكان استيعاب حزب الله عبر إدخاله في عسل السلطة…
سنة ٢٠٠٨، أثبتت المقاومة أنها قد تراعي ولكنها قطعاً لن تمشي في طريق خيانة فلسطين وخيانة القضية هذا…
صحيح أن حركة أمل لن تمشي في هكذا مشروع خيانة… لكنها قد تنظر إلى الجهة الأخرى تلافياََ لحرب داخل الطائفة…
في كل هذا، سوف يضطر حزب الله للقتال الداخلي كما تم إجباره على تصفية أوكار المخابرات في السابع من أيار…
بالتأكيد سوف ينتصر الحزب…
اميركا سوف تترك المخبولين الذين مشوا في خطتها يجرّون أذيال الخيبة وينتهون إلى المقابر أو إلى الهرب…
اميركا البراغماتية سوف تتصرف وكان شيئا لم يحصل…
لكن هل سوف يبقى لبنان…؟
هنا هو السؤال…
التعليقات مغلقة.