الحديث عن الحزبية في الأردن خرافة / د. علي منعم القضاة

د. علي منعم القضاة ( الأردن ) – الخميس 27/1/2022 م …




أعتقد أن نقاشي هنا ربما سيكون من علامات الساعة، مناقشة حياة حزبية برامجية في الأردن، سيقودها الذين أوصلوا الأردن إلى ما نحن فيه، من حياة تشرذم، وبعثرة، وأنا أناقش وجهة نظر رئيس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان في الأردن، الذي يأمل تحقيق حلم حياة حزبية برامجية حقيقية، ولكنني أعتقد أن قيام الساعة أقرب من وجود برامج حزبية.

دكتاتوريات حزبية عربية

إن الناظر في حال العالم العربي الحزبية يعلم علم اليقين أنه لا توجد أحزاب سياسية بمفهوم الأحزاب البرامجية، وإنما يوجد دكتاتوريات بمسمى حزبي منتشرة في كل أنحاء العالم العربي. فلم تقدم تلك الأحزاب السياسية صورة ناصعة، ولا حتى بيضاء، بل قدمت لنا نماذج فقيرة جداً في العمل، أو الانتماء الحزبي.

وكذلك هو حال معظم الأحزاب الأردنية. هذه هي حال الأحزاب التي من المفترض أن تكون برامجية، وتتنافس في ميدان التنافس الحر الشريف، ولكن المرايا تعكس لنا واقعا مريراً عن التاريخ الحزبي في الوطن العربي، دون استثناء.

تراوحت علاقة الأحزاب الأردنية مع الحكومة منذ عهد الاستقلال وحتى تاريخه بين مد وجزر، حتى عام 1989، وقتها سمحت الحكومة بانتخابات حرة ومباشرة، لم تتكرر، ولن تتكرر بدرجة النزاهة نفسها، لأنها كانت مسباراً لغور القاعدة الحزبية في الأردن، وتأسيس قاعدة لسن قوانين أحزاب سياسية مشوهة الخِلْقَة.

خلع ولادة سياسي

أسس بنيان الأحزاب السياسية الجديدة في الأردن على جرفٍ هارٍ فانهار بهم فيما بعد، وقد ولدت أحزاب سياسية هزيلة على الساحة الأردنية، ما زالت تعاني من ضعف عام، وقلة خبرة سياسية، لأنها ولدت أحزاباً مبعثرة دون خطط، أو تخطيط، أو برامج سياسية، ولدت ومعها خلع ولادة سياسي، ما زالت تعاني منه جميع الأحزاب السياسية. ولن تنفعها كل الجراحات التجميلية، ولا للقوانين السياسية المتلاحقة، بل زادت الأمر غموضاً، وزادت الأحزاب تعثراً.

قوانين أنتجت لنا نشاطات سياسية جديدة، ولا أقول أحزاب؛ قام بها قدامى الساسة الذين يحملون أفكاراً وأيديولوجيات سياسية لها امتدادات خارجية، ممن جُمدت أحزابهم أعادوا تشكيلها من جديد، دون فهم حقيقي لروح الديمقراطية، ولا نضج كامل لتفهم الآخر، ولا إيمان بأنه يوجد شيء أسمه الرأي الآخر، ولذلك فإنه من الصعوبة بمكان أن نصنف حزباً سياسياً على أنه حزب برامجي ناضج.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.