الرافضات للخدمة العسكرية يعرّين الاحتلال وحلفاءه!
الخميس 23/6/2016 م …
الأردن العربي … فرضت السلطات العسكرية الاسرائيلية مؤخرًا محكوميات جديدة على الرافضتين اليهوديتين تائير كامينر (للمرة السادسة) وعومري بارنس (للمرة الثالثة)، وذلك بسبب رفضهما الخدمة في جيش الاحتلال والمشاركة في اضطهاد وقمع الشعب الفلسطيني. وبهذا ستصل مجمل محكومية تائير – وهي حفيدة المناضل الشيوعي العريق رؤوفين كامينر – إلى 170 يومًا، وهي أطول فترة تُفرض على رافضة إمرأة.
منذ نحو أربعين عامًا جاهر المئات من الشباب اليهود برفض الخدمة، بمقولة سياسة واضحة: نرفض أن نكون جزءًا من آلة الحرب هذه، نرفض أن نرتكب هذه الجرائم ضد الشعوب، ننحاز لإنسانيتنا ولقيم العدالة والحرية! واليوم بالذات، عندما تستفحل الفاشية، وعندما تمعن حكومة الاحتلال في تسميم عقول وضمائر شعبها، يصدح هذا الموقف، صوتًا صارخًا في البرية: “لا”!
وبالمقابل، لا يخجل حكّام الأنظمة الرجعية من التعامل والتعاون والتواطؤ مع حكّام إسرائيل، ليس خفيةً كما كان من ذي قبل، بل في وضح النهار، وعلى رؤوس الأشهاد. فقد بات التحالف بين حكّام إسرائيل والسعودية وقطر وغيرهم من حلفاء وعكاكيز وأدوات أمريكا في المنطقة، مكشوفًا وصريحًا وسافرًا، ليس فقط في الشأن السوري واليمني، بل في القضية الفلسطينية أيضًا.
فعندما يؤكد نتنياهو وزبانيته أنهم يفضّلون تحريك “عملية إقليمية” حتى على “المبادرة الفرنسية” المنقوصة، وعندما يصوّت مندوبو أنظمة رجعية عربية لصالح تولي إسرائيل رئاسة لجنة حقوقية دائمة في الأمم المتحدة، وعندما يزوّدون بعضهم بعضًا بالسلاح والمعلومات الاستخبارية للنيل من القوى المقاومة في المنطقة، وعندما يحجّ “معارضون” سوريون إلى أحضان الصهاينة وينسّقون معهم الشاردة والواردة – تتضحّ الصورة أكثر فأكثر.
لقد أكدنا دومًا أنّ التناقض الأساسي، الجوهري، والعميق، ليس بين أبناء الشعبين في هذه البلاد؛ وإنما بين أصحاب المصلحة في تكريس الواقع القائم، وبين أصحاب الإرادة والمصلحة في تغييره. وأكدنا دومًا أنّ النضال الأممي المشترك ضد الاحتلال هو مصلحة استراتيجية للشعب الفلسطيني ومؤشر على عدالة قضيته. وأكدنا دومًا أن لا فضل لعربي على يهودي إلا بالموقف.
فكل التحية والتقدير لموقف هاتين المناضلتين الشجاعتين وكل رافضي خدمة الاحتلال والمناضلين ضده، وكل الخزي والعار للاحتلال ولحلفائه من المحيط إلى الخليج!
التعليقات مغلقة.