سورية / الحسكة … إخراج الدواعش جرى بصفقة والترجيحات تشير إلى نقلهم للبادية … اشتباكات «سجن الصناعة» تتواصل و«قسد» تستأنف عمليات الهدم الممنهجة
الأردن العربي – الأحد 30/1/2022 م …
لا تزال تداعيات دواعش «سجن الصناعة»، ومصير الفارين منه، تحتل حيزها من التكهنات والقراءات السياسية، ولاسيما مع تواتر الأنباء عن نقل هؤلاء الإرهابيين باتجاه البادية السورية، في صفقة تهدف بالأساس إلى استجرار الجيش العربي السوري لمواجهة معهم هي متواصلة منذ سنوات.
وبعد ثلاثة أيام من إعلان «قسد» استعادة «السيطرة الكاملة» على السجن في حي غويران بمدينة الحسكة، منهية اشتباكات بدأت في العشرين من الشهر الحالي بهجوم على السجن شنّه مسلحون من التنظيم من الخارج وسجناء من الداخل، لا يزال عشرات الدواعش يتحصنون داخل قبو في السجن ويرفضون الاستسلام، في حين عادت الاشتباكات إلى محيط السجن بين «قسد» ومسلحين من التنظيم متوارين في المنطقة.
وترددت أنباء عن ظهور مسلحين دواعش أصبحوا يستخدمون الأنفاق التي كانت «قسد» قامت بحفرها في معظم مدن ومناطق محافظة الحسكة وبإملاءات من الاحتلال الأميركي قبل نحو ٣ سنوات.
وذكرت الأنباء، أن خلية داعشية مؤلفة من أربعة انتحاريين على الأقل، احتجزت مختاراً في شارع الأغوات ضمن حي غويران، برفقة ثلاثة مدنيين كرهائن في أحد الأبنية السكنية.
على خط موازٍ، واصلت ميليشيات «قسد» مزاعم البحث عن الفارين من السجن وتسللهم إلى البيوت التي هُجّر أهلها قسراً في حيي غويران والزهور، حيث قامت الميليشيات بهدم وتجريف عشرات البيوت بحجة تحصن دواعش فيها.
في الأثناء تواترت أنباء حول فرار العشرات من إرهابيي «داعش»، وفي مقدمتهم قياديون خطرون، من سجن الصناعة باتجاه البادية السورية، حيث تدور مواجهات مستمرة للتنظيم مع الجيش العربي السوري، مرجحة أن يكون هذا هو الهدف من «الخرق الأمني المفضوح» الذي تورط فيه متزعمون من «قسد».
مصادر «الوطن»، أكدت أن الترجيحات تشير حتى الآن إلى أن قياديي التنظيم الإرهابي فروا باتجاه «البادية»، مبينة بأن «داعش» لم يسبق وأفرجت عن أي من أسراها بهذه الطريقة، ومن المعروف كيف تعامل إرهابيوها على الدوام مع أسراهم، الأمر الذي يؤكد وجود صفقة، دلل عليها بيان التنظيم عقب انتهاء عملية سجن الصناعة بإعلانه عن نجاح هذه العملية، وبأن إرهابييه اليوم في مكان آمن.
مصادر «الوطن» شددت على أن تفاصيل الصفقة وما جرى لا يمكن التأكد بخصوصها حتى الآن، لكن الترجيحات تشير إلى أن نقل هؤلاء الدواعش جرى إما باتجاه البادية أو نحو «التنف» المنطقة الواقعة في نطاق سيطرة قوات الاحتلال الأميركي، معتبرة بأن ما يمكن تأكيده حتى اللحظة هو أن هذه العملية ثبتت التواجد الأميركي لفترة قادمة، وأعطت الذريعة الكافية التي تحتاجها واشنطن للاستمرار في احتلالها للمنطقة.
بالمقابل اعتبرت مصادر مقربة من «قسد» كشفت لـ«الوطن» أن إعلان الميليشيات ولأكثر من مرة عن سيطرتها على الوضع في محيط السجن وإنهاء التمرد داخله، الغاية منه التغطية على تهريب إرهابيي التنظيم من السجن وتأمين طريق الهروب تحت حماية الميليشيات في مناطق هيمنتها وصولاً إلى جيوب وجوده وخطوط تماسه مع الجيش العربي السوري.
ورجحت المصادر بأن أكثر من ١٥٠ إرهابياً من «داعش» أطلقت «قسد» سراحهم أخيراً من «سجن الصناعة» بعد عملية التفاوض بين الطرفين مقابل الإفراج عن نحو 50 عنصراً من الميليشيات كانوا محتجزين داخل السجن لدى إرهابيي التنظيم.
التعليقات مغلقة.