لكتبة الإنذار الخليجي للبنان: “بلوه واشربوا ميتو”! / نصري الصايغ
نصري الصايغ ( لبنان ) – الثلاثاء 1/2/2022 م …
قوى مسيحية مسلحة، قوى اسلامية سنية ودرزية ايضاً، وقوى حزبية متعددة. وكان الجيش اللبناني على الحياد. الجيش ليس للقتال في الداخل، برغم عدم اسهامه في تحرير الارض من الاحتلال الاسرائيلي. توازن القوى بين المتنازعين، سمح باللجوء إلى العنف. وكان القتال، كراً وفراً، على خطوط التماس داخل بيروت وخارجها. لم يكن هناك قوة هي الاقوى، وهي التي نشأت ونمت وكبرت وحققت ما لم تحققه جيوش عربية، هزمتها اسرائيل في معاركها المتفوقة. وحده “حزب الله” في لبنان، أكره “الاسرائيلي” على الانسحاب الذليل من المناطق اللبنانية المحتلة. إذاً، توازن القوى بالترافق مع مشكلات ونزاعات واشكالات وارهاصات عنف، يسمح لهذه القوى أن تغامر لتحقيق مطلب ما او تأكيد سياسة ما. أما وأن لبنان اليوم، لديه ما لديه من القضايا المتنازع عليها؛ أما وان لبنان، قد بلغ به التباعد والتحاقد درجة غير مسبوقة؛ أما وأن لبنان يعيش حالة انهيار وطني عام، في كل القطاعات؛ أما وأن اللبنانيين مختلفون على كل شيء، كل شيء، فإن العنف ظل ممتنعاً، برغم أن السلاح موفور ومنتشر. سبب انعدام القتال، ووقوفه عند حدود مباشرته (الطيونة وعين الرمانة نموذجاً)، يعود إلى أن المعارك العسكرية محسومة النتائج. ميزان القوى طابش لمصلحة “المقاومة”. وهذه القوة هي المانع الأول والاخير. ولولا ذلك – لكان لبنان سقط في خنادق القتال. وليس من مصلحة القوى المعادية للمقاومة أن تخوض معارك خاسرة وكاسرة. وليس من مصلحة المقاومة أن تغوص في ادغال الحروب الطائفية. إقرأ على موقع 180 قائمة عربية بـ15 مقعداً في الكنيست.. هل تقصي نتنياهو عن الحكومة؟ كان من المفترض، اميركياً وخليجياً و”إسرائيلياً”، أن يُصار إلى إضعاف “حزب الله” في لبنان، ونجحت “القوى الاعلامية المسيسة جداً والمحتدمة تباعاً”، أن تروج لمعادلة آثمة. “سبب انهيار لبنان، هو سلاح المقاومة”. وراحت هذه المقولة تنتشر في اكثرية وسائل الاعلام من المحيط إلى الخليج، علماً أن الغبي والجاهل، يعرف جيداً، أن زعماء لبنان الاشاوس، أكلوا الأخضر واليابس وأتوا كالجراد بعد الحصاد. الانذار يحمل ما يلي: استسلموا تسلموا. استسلموا بسرعة. ولكن هذا مستحيل.. يا ناس، يا احزاب، يا دول، يا عالم، يا هو.. “حزب الله”، قوة اقليمية عظمى وليس ميليشيا لحروب شوارع، وميزان القوة طابش لمصلحته. وحده هزم “إسرائيل”. “حزب الله” مشتبك اقليميا مع قوى ائتلاف عظمى، في حرب اليمن وقع لبنان كله باستثناء المقاومة.. ولكن؛ لا توفروا “حزب الله” سياسياً. تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة. الذين شاركوا في انهيار لبنان، هم حلفاؤه والمحميون منه. أكانوا شيعة ام مسيحيين ام.. “حزب الله” سياسياً، ولبنانياً لا يختلف في ادائه عن المدرسة السياسية اللبنانية الطائفية، وليس هنا الآن مجال مساءلته. نترك هذه المسألة إلى زمن قادم. أما بعد؛ كان الرهان الدولي ـ الخليجي على اسقاط “حزب الله” في لبنان، واخراجه من معادلة الرعاية الداخلية ونسف المظلة التي يستظل بها طائفياً وعبر حلفائه.. كان المطلوب، تنفيذ اجندة، واضحة. ولكن ذلك فشل. ولا امكانية لخوض معركة ضده. لأن الخسارة مضمونة للمحاولة.. ليس إلا. إذاً ماذا؟ لا بد من إسقاط “حزب الله” لبنانياً عبر تعميم رغبات لم تُلبَ: لولا “حزب الله” لما وقع لبنان على ركبتيه. لما أفلس. كل ما يحصل في لبنان من كوارث من صنع “حزب الله”. مورست الشيطنة التامة، فيما تم اعفاء كلّ حلفائه الموغلين في الفساد. إذاً ماذا؟ امامكم أيها اللبنانيون ما يلي: إما تموتون جوعاً، او قهراً؛ لأن لبنان معاقب لاحتضانه المقاومة، علماً أن هذه حجة كاذبة.. ليس إلا. وعليه، جاء الانذار الخليجي، ترجمة لهذه النزاعات. إنه انذار بكل معنى الكلمة. التفاصيل غير مهمة. هناك ماكينة ضخمة لمشروع شرق اوسطي، تكون فيه “اسرائيل” واسطة العقد، والقاطرة السياسية بقيادتها. الانذار يحمل ما يلي: استسلموا تسلموا. استسلموا بسرعة. ولكن هذا مستحيل.. يا ناس، يا احزاب، يا دول، يا عالم، يا هو.. “حزب الله”، قوة اقليمية عظمى وليس ميليشيا لحروب شوارع، وميزان القوة طابش لمصلحته. وحده هزم “إسرائيل”. “حزب الله” مشتبك اقليميا مع قوى ائتلاف عظمى، في حرب اليمن. هو عصب اساسي في فلسطين. موجود في كل الكيانات ذات الاغلبية الشيعية، لأنه حزب شيعي، في بيئة مفتونة بالانقسامات المذهبية. الانذار السريع هو رفع عتب ومقدمة لعقوبات خليجية وتحميل “حزب الله” تركة الانهيار، عبر مقولة رائجة، لولا “حزب الله” لفتحت خزائن الخليج، التي ستجعل لبنان، “إمارة من إمارات المتوسط”. أيام، ويبدأ عض الاصابع. ثمن عودة لبنان إلى التعافي، أن يتقيد بخارطة طريق، تؤدي إلى التطبيع مع “اسرائيل”.. ونقطة على السطر. نصيحة: فليتجرأ أحد ما، كيان ما، دين ما، طائفة ما، ويقول لكتبة الانذار: “بلّوه واشربوا ميتو”.
التعليقات مغلقة.