المناضل المصري مجدى أحمد حسين يكتب: سحقا لهذا العالم : ينتفض من أجل موت 3 مقيمين بالامارات ولا يأبه بإبادة شعب اليمن بأسره!!




مجدى أحمد حسين ( مصر ) – الأربعاء 2/1/2022 م …

رغم أن تقدير الموقف هذا يمس الاقليم بأسره أى ما يسميه الغرب الشرق الأوسط ونسميه نحن قلب الأمة العربية والاسلامية أو المستطيل القرآنى ، بمعنى الجغرافية القرآنية أى المواقع الجغرافية الحصرية التى ذكرت فى القرآن الكريم والتى تبين أنها محصورة فى الوطن العربى الآسيوى + مصر ، رغم أن تقدير الموقف يمس هذه المنطقة ككل إلا أننا سنبدأ باليمن لأنه هو الحدث الأهم والأبرز فى هذه اللحظة ليس بالمعنى الصحفى والاعلامى ، بل لأن الحدث اليمنى هو تحديدا الآن الذى ينقل الوضع بصورة نوعية من نقطة إلى نقطة أعلى . وهذا يتضافر ولا يتعارض مع أولوية وضرورة التضامن مع الشعب اليمنى فى وقت مات فيه العرب إلا قليلا فلم تر الأغلبية ضرورة الاحتجاج بكل الوسائل على المجازر التى ترتكبها السعودية والامارات بقيادة أمريكا واسرائيل وبريطانيا وكل هؤلاء الخمسة لهم قوات على الأرض اليمنية . وعندما يطلق الحوثيون بعد سنوات من الصبر مجموعة صواريخ على مدى 3 مرات فقط على الامارات نجد العالم المنافق يقف على أطراف أصابعه فى مجلس الأمن والجامعة العربية وخارجهما لإدانة العمل الإرهابى الخسيس الذى قتل اثنين من الهنود ومواطن باكستانى . بينما لم نسمع أى صوت عدا اعلام جبهة المقاومة يحتج على إبادة ثلث مليون يمنى على مدار 7 سنوات الأغلبية الساحقة منهم مدنيين ومن النساء والأطفال . وعندما كانت هذه البيانات الاحتجاجية تصدر لإدانة 3 مجموعات من الصواريخ أطلقها الحوثيون على أبى ظبى ودبى ، كانت الطائرات السعودية والاماراتية تقصف الأحياء السكنية فى صنعاء والحديدة وغيرهما وتقصف السجون والمستشفيات والمساجد فى شتى أنحاء اليمن . رأوا أن مقتل 3 مقيمين فى الامارات أهم من مقتل ثلث مليون يمنى . والعجيب الغريب أن الأمم المتحدة كانت قد أصدرت تصريحات على لسان الأمين العام تدين هذا القصف السعودى الوحشى . وكذلك بعض الجهات الرسمية والشعبية فى الغرب فى عهد ترامب . ووصل الأمر إلى حد إتخاذ قرارات فى ألمانيا وغيرها بوقف تصدير السلاح للسعودية . ولكن منذ جاء بايدن ورغم أن وقف حرب اليمن كان فى مقدمة برنامجه الانتخابى إلا أنه تراجع فور وصوله للسلطة وهى عادة رديئة عند كل رؤساء أمريكا ، أقصد عادة عدم الالتزام بالوعود الانتخابية . وبالمناسبة تراجعت كل الأصوات فى الغرب التى كانت تضغط على السعودية لتوقف مجازرها التى وصلت إلى حد قصف مآتم العزاء وحفلات الأعراس والزواج . ثم فجأة استيقظت ضمائر العالمين عندما توفى اثنان من الهنود وواحد باكستانى ويعلم الله كم أحب الباكستان والهنود . وأؤمن بما جاء فى القرآن الكريم من أن قتل إنسان واحد يعنى قتل الناس جميعا : من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ,

ولكن تجاهل مقتل ثلث مليون يمنى أمر مروع لا تكفى الكلمات لإدانته . ناهيك عن الحصار الذى يمنع الغذاء والدواء والوقود وإغلاق مطار صنعاء طوال هذه الأعوام وميناء الحديدة وهو الشريان الأساسى للواردات بوضعه تحت الحصار الخانق بأسوأ من حصار غزة .وتدمير النبية التحتية الضعيفة أصلا لليمن .

ولم يسأل أحد من هؤلاء نفسه : ما علاقة السعودية والامارات بما يجرى فى اليمن وبأى شرع أو شريعة يسمح لهم بالتدخل السافر بقواتهما المسلحة فى صراع داخلى . قد تقوم القوى العربية بدعم هذا الجانب أو ذاك مع وضع ذلك تحت التقييم . ولكن التدخل السافر بقوات برية و طائرات وقطع بحرية ثم التحدث باسم أحد الطرفين اليمنيين فى هاتين الدولتين واصطناع حكومة فى فنادق السعودية والامارات ويطلقون عليها الحكومة الشرعية . وتكشف تطورات الصراع أن هؤلاء الشرعيين لا يغادرون غرف فنادقهم الفاخرة 5 أو 7 نجوم إلا إلى لوبى الفندق أى صالة الاستقبال وعلى الأكثر يمكن أن يتحركوا فى الرياض أو دبى . وكانت هذه الشرعية المزعومة قد اختارت عدن كمقر لها فى اليمن ولكل الوزارات والبنك المركزى ولكن المجلس الانتقالى الجنوبى التابع للامارات سيطر على جنوب اليمن وبالتالى أصبحت الحكومة الشرعية متمركزة طول الوقت فى الرياض . ثم دخل هذا المعسكر البائس تحت وطأة نزاع سعودى إماراتى لامبدئى حول مراكز النفوذ والفوز بالجزء الأكبر من كعكعة اليمن غير السعيد أو الفوز بالكعكة كلها وحدثت معارك بالسلاح بين المعسكر السعودى والمعسكر الاماراتى على أرض اليمن باستخدام الطرفين لمجموعات من المرتزقة اليمنيين . ولا زالت بقايا هذا الخلاف مستمرة حتى الآن وتتأرجح من وقت لآخر ومن مكان لآخر . الحلف الصهيونى الأمريكى يدعم هذا المعسكر المنفلت الذى لايملك أى برنامج أو رؤية لليمن ، بل ينفذون تعليمات أسيادهم. المرتزقة ينفذون تعليمات الرياض وأبى ظبى . والامارات والسعودية ينفذون طلبات أمريكا واسرائيل وكانت أمريكا التى تعادى الحوثيين لعلاقتهم بإيران وشعاراتهم معروفة : الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ، كانت قد وصلت إلى علاقات مستقرة مع نظام على عبد الله صالح ، و عندما قامت الثورة الشعبية اليمنية تحركت أمريكا فى اليمن كما تحركت فى كل بلدان ثورات الربيع العربى لإحتواء هذه الثورات للحفاظ على المصالح الأمريكية فى كل بلد على حدة . وفى كل بلد كان لأمريكا تصرفات مختلفة حسب الظروف . وعندما تأزم الوضع فى اليمن تم عقد إجتماع معروف ضم : على عبد الله صالح ونائبه منصور عبد رب هادى وممثل لحزب الاصلاح الاخوانى والسفير الأمريكى وتم الاتفاق على تسليم صالح السلطة لنائبه هادى واعتزال السياسة وتم إعلان أن الثورة انتصرت وانتهى الأمر . ولكن الثوار الحقيقيين رفضوا هذه الطبخة المسمومة وواصلوا نضالهم فى الشوارع ومن هنا ظهر دور حركة الحوثيين التى شاركت الثوار رفض هذا الاتفاق ، واستولت على السلطة فى صنعاء ومعها جبهة من الأحزاب السياسية وانشقاق من حزب المؤتمر الحاكم وانشقاق من الجيش والحقيقة ليس لدى معلومات دقيقة عن نسبة الذين ألتحقوا بالحوثيين من حزب المؤتمر ومن الجيش فى هذه اللحظة فقد كنت فى ذلك الوقت أتنقل بين السجون المصرية . وليس من المهم العدد فالمسألة مسألة مبادىء ومن يختار الطريق الصحيح . كان ذلك فى النصف الثانى من عام 2014 وكنت فى ذلك الوقت فى مستشفى سجن مزرعة طرة بعد إجراء عملية تركيب دعامات فى شرايين القلب فى مستشفى القصر العينى ، وجودى فى هذا السجن لمدة 5 شهور أتاح لى الاطلاع على الصحف العامة والخاصة والعربية وهذا لم يكن متيسرا فى سجن العقرب الذى كنت فيه أصلا . وتابعت من بين ما تابعت ما يجرى فى اليمن وكتبت فى مذكراتى التى لم يقرأها أحد حتى الآن أشياء كثيرة ولكنها كانت حديثا مع النفس . فما كان بإمكانى أن يصل صوتى لليمن ، ولو وصل لن يأخذ أحد برأى هذا المصرى البعيد رغم أن الأطراف جميعا تعرفنى . قلت فى مذكراتى إن تصرف الحوثيين تصرف سليم تماما وثوريا وانقاذا للثورة التى كادت أن تضيع . وقلت إذا اتخذ حزب الاصلاح الاخوانى كممثل للسنة الشافعية وكحزب كبير موقفا مساندا ومتعاونا مع الحوثيين ذوى الاتجاه الزيدى لحسم الأمر وانتهى واستقر الوضع فى اليمن وتكون الثورة قد نجحت . لم أكن ساعتها أعلم بحكاية هذا اللقاء المشبوه مع السفير الأمريكى ، والذى كان إيذانا بإندفاع إخوان اليمن نحو الهاوية . ولم أكن أستوعب فى تلك اللحظة عمق العلاقات الاخوانية الامريكية على مستوى اليمن وعلى مستوى العالم بأسره عدا حماس فى فلسطين. المهم ماذا حدث بعد ذلك ؟

حاشية : ماسبق هو مقدمة ضرورية لتقدير الموقف الحالى فى اليمن وتحليل لماذا انتصر الحوثيون أو فى طريق الانتصار المكتمل بإذن الله قريبا

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.