“خنساء فلسطين” تلتقي بأبنائها الشهداء الخمسة
الخميس 23/6/2016 م …
الأردن العربي …
توفيت الحاجة فاطمة يوسف إبراهيم الجزار (أم رضوان الشيخ خليل)، والملقبة بـ “خنساء فلسطين”، أثناء رحلة علاج لها في المستشفيات المصرية.
ورحلت خنساء فلسطين مساء أول أمس الثلاثاء، عن عمر يناهز الـ75 عامًا، قضتها في طاعة الله واتباع شريعته وسنة نبيه، وهي صابرة ومرابطة ومحتسبة في تربية أبنائها، معتبرة تقديمهم شهداء قربانًا إلى الله تعالي.
ولقبت الحاجة أم رضوان الشيخ خليل “خنساء فلسطين” بعد أن قدمت خمسة من أبنائها شهداء قضوا من أجل فلسطين، وهم أشرف وشرف ومحمود ومحمد وأحمد، وهم قادة في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
وقضى شقيقها خضر الجزار، وأحفادها رائد وخالد الغنام وحسن أبو زيد وفراس أبو زيد، وزوج ابنتها خالد عواجة، شهداء في سبيل الله من أجل الدفاع عن وطنهم فلسطين.
قدمت 5 شهداء
قدمت “خنساء فلسطين” أول شهيد من أبنائها الخمسة وهو أشرف الذي ارتقى شهيدًا في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على حدود فلسطين الشمالية بتاريخ 1/7/1991، فيما ارتقى شرف شهيدًا في اشتباك مسلح مع البحرية الإسرائيلية وسط البحر بالقرب من مخيم نهر البارد بتاريخ 2/1/ 1992.
واستشهد محمود بعد أن قامت طائرة استطلاع إسرائيلية باستهدافه بصاروخ أطلقته على منزله في مخيم يبنا بمحافظة رفح بتاريخ 17/10/ 2004، فيما ارتقى محمد والملقب بـ”الهشت” والذي كان يقود سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بعد استهدافه بصاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية على سيارته بتاريخ 25/9/ 2005، في حين ارتقى أحمد شهيدا بعد 6 أعوام في عملية اغتيال نفذتها طائرات حربية إسرائيلية بتاريخ 29/10/2011.
وتعد الحاجة أم رضوان “خنساء فلسطين” من الأمهات الذين سطرن بصبرهن وعطائهن أسمى معاني التضحية فداء لوطنها الغالي فلسطين، التي طالما حلمت أن يتمكن أبنائها من تحريرها من المحتل الإسرائيلي المغتصب.
تمنت الشهادة
ويقول شريف الشيخ خليل (50 عامًا) أحد أبنائها :”أن والدته أكملت حياتها بعد رحيل أخوتي الخمسة وهي صابرة ومحتسبة ذلك عند الله تعالى، وكانت لديها غزة، وقامت بتربيتنا وهي تعتمد على نفسها بعد أن رحل والدنا عن الدنيا ونحن في مقتبل عمرنا في عام 1983.”
ويضيف وعلامات الحزن تبدو على وجهه “استطاعت والدتي أن تربينا أفضل تربية، فكانت تأمرنا بالصلاة وعمل الخير، وزرعت في نفوسنا حب الوطن والتضحية من أجله.”
وتابع الشيخ خليل :”والدتي كانت تحاول في كل تصرفاتها جعلنا أن نمضي على طريق الشهادة، ولم تترد يومًا في دعم أشقائي الشهداء، وكانت تردد دائما “أسأل الله أن يحلقني بهم شهيدة عن قريب”، من شدة حبها للشهادة.
واستطرد :”كانت والدتي تتمنى الشهادة، وفي آخر أيامها سهل الله لها الخروج للعلاج من كسرٍ في زرها إلى أحد المشافي المصرية، وذلك بعد سنة وثلاثة أشهر من المعاناة والألم التي كان يلازمها، حتى تمكن من الخروج قبل بداية شهر رمضان المبارك بيوم إلى مصر بغية العلاج، فأصيبت بنزلة معوية حادة.”
وكتب الله لـ “خنساء فلسطين” أن تنال شهادتين، شهادة الغريب فهي توفت في دولة مصر، وشهادة المبطون حيث أنها توفيت بسبب النزلة المعوية التي أصيبت بها.
من أعظم نساء فلسطين
بدوره، نعى الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور رمضان شلّح فقيدة فلسطين والأمة الحاجة أم رضوان الشيخ خليل التي توفيت مساء الثلاثاء (16 رمضان) أثناء رحلة علاجية في جمهورية مصر العربية.
وفي كلمة مؤثرة للدكتور شلّح، وصف أم رضوان بأنها واحدة من أعظم نساء فلسطين والأمة في هذا العصر.
التعليقات مغلقة.