لماذا ينتصر أنصار الله ؟ / مجدى حسين

 




مجدى احمد حسين ( مصر ) – الأحد 6/2/2022 م …

** ” الأردن العربي ” ينشر المقال كوجهة نظر خاصة به، مع احتفاظنا بوجهة نظر مخالفة لما ورد في متن المقال من بعض التفاصيل.

يتجه أنصار الله فى اليمن إلى الانتصار المبين خلال فترة قصيرة قادمة بإذن الله .الوقائع على الأرض تثبت ذلك .

لماذا وكيف تمكنوا من الاقتراب من النصر فى هذه المواجهة العالمية ضدهم.

إن الذى حاربهم بشكل مباشر حلف خماسى أمريكى – بريطانى – اسرائيلى – سعودى – إماراتى ومن خلفهم عدد أكبر من الأنظمة العربية والغربية.

وكان الاعلام الغربى ومعظم الاعلام العربى يصفهم بأنهم مجرد شرذمة إرهابية وميليشيات وعملاء لإيران ينفذون ما تطلبه طهران وليس لهم من الأمر شيئا .

والآن وبعد 7 سنوات أصبحوا يسيطرون على 77 % من اليمن ، وكل الشمال بحيث لم تبق إلا مدينة واحدة خارج السيطرة هى مأرب ، وهى محاصرة وتنتظر السقوط فى أى لحظة .

فما هى أسباب هذا الانتصار ؟ ودراسة هذه الأسباب مهمة كدرس عملى واقعى حدث أمام أعين الجميع درس لكل العرب والمسلمين الذين لايزالوا يرسفون فى أغلال التبعية للحلف الصهيونى الأمريكى.

أولا : تنظيم أنصار الله تنظيم عقائدى والعقيدة هى السلاح الأول للانتصار فى أى موقعة وأى صراع .

لم يكونوا تنظيما براجماتيا بمعنى تنظيم يأخذ بالأسباب العملية دون أى مرجعية عقائدية كما تفعل كثير من الحركات الاسلامية وعلى رأسها حركة الاخوان المسلمين فى البلاد العربية ولذلك هزمت بنجاح ساحق من المحيط إلى الخليج ونستثنى حركة حماس فى فلسطين التى حررت غزة من الاحتلال الصهيونى وتقود الجهاد فى عموم فلسطين .

كما نستثنى من الفشل مع حماس حركة الوفاق الوطنى فى البحرين التى لم تتمكن من النجاح فى الثورة لأن موازين القوى كانت مختلة بشدة ضدها لوجود القاعدة العسكرية الأساسية لأمريكا فى الخليج على أراضيها ، وتدخل الجيش السعودى ، وتخلى عموم الوضع العربى عنها باعتبارها حركة شيعية ، رغم أن ثورة البحرين شارك فيها السنة مع الشيعة وكانت تستهدف تحقيق ملكية دستورية ولم تدع لإسقاط النظام بصورة كلية .

وواقع أن أغلبية الشعب البحرينى شيعة بحوالى 60 % فهذا ليس لإيران علاقة به فهذا واقع تاريخى .

فى حواراتى فى السجن مع ممثلى تيار القاعدة وداعش كانوا شديدى العداء لإيران وكان من بين أدلتهم على المخطط الإيرانى الشيعى للهيمنة على عالم السنة ما يفعلونه فى البحرين .

وكنت أقول لهم إن الجمهورية الاسلامية الايرانية لاعلاقة مباشرة لها بذلك فهذا واقع تاريخى منذ مئات السنين واقع أن جل سكان البحرين من الشيعة الإمامية الاثنى عشرية وإن آخر الاحصاءات تقول أن الشيعة لا يقلوا عن 60 % حتى 75 % من السكان . تاريخيا جاء فى كتاب ياقوت الحموى معجم البلدان الصادر عام 1224 أى فى القرن 13 أن كل أهل البحرين شيعة . وهذا ما أكده ابن حجر العسقلانى المتوفى عام 1449 فى كتابه الدرر الكامنة .

بعد هذا الاستثناء نقول إن حركة أنصار الله حركة عقائدية تستند لمنظومة تاريخية من العمل الدعوى فى صفوف أتباع المذهب الزيدى والتى تبدأ بالكتاتيب وتنتهى إلى مدارس ومعاهد عليا .

يقول البخيتى أحد رموز أنصار الله إن مسار الحركة لا يتحدد باعتبارات سياسية أو عسكرية ولكنه ينضبط بالأساس إلى المرجعية الالهية القرآنية .

وقد توقفت كثيرا عند هذا القول ، فهذا ما كتبته كثيرا فى مقالاتى التى تنتقد ممارسات الإخوان المسلمين وبعض الحركات الاسلامية التى تصورت أن العمل السياسى يعنى التحرر من ضوابط القرآن والسنة وفرقوا بين ماهو دعوى وما هو سياسى وهذا منهج معظم الجماعات السلفية .

هذا الالتزام العقائدى يحقق الأمرين معا:

1 أن يرضى عنك الله ويوفقك .

2 أن يلتف المؤمنون – الشعب – حولك

عملا بالآية الكريمة : يا أيها النبى حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين – الأنفال 64

وهذا ما حدث على أرض الواقع اليمنى ،وأنصح بمتابعة الفضائيات اليمنية الموالية لأنصار الله.

وكان البخيتى فى مرحلة سابقة منخرطا فى حركة الاخوان المسلمين – حزب الاصلاح، الحزب الذى سقط فى مستنقع الحكم السعودى وحارب تحت رايته وصادق الأمريكان، لذلك أخزاه الله . وكثير منهم يفكر الآن فى الإلتحاق والتحالف مع صنعاء ، وأنصار الله يمد أياديه للجميع .

وهذا ينقلنا إلى النقطة التالية فى أسباب النصر:

ثانيا: إقامة أوسع جبهة وطنية وفتح الباب للتعاون مع كل يمنى بغض النظر عن الانتماءات السياسية أو المذهبية . حتى لقد فتحوا الباب للتعاون مع الرئيس على عبد الله صالح وحزبه المؤتمر الشعبى حتى خانهم وعاد إلى تحالفه القديم مع السعودية . وأنصار الله يتسامحون حتى مع الذين قاتلوهم وعلى رأسهم الرئيس السابق صالح الذى حاربهم عدة حروب فى صعدة بالتعاون مع السعودية فى السنوات الأخيرة لحكمه .

وهم الآن يصدرون العفو تلو العفو على كل من حاربهم ويضمونهم إلى صفوف المقاتلين ، وهم ينجحون فى هذه السياسة لأنهم مخلصون فيها ولا يناورون . ويجتمع الجميع تحت شعار استقلال اليمن .

ثالثا : الأخذ بأسباب القوة فى مواجهة المعتدين المسلحين بأحدث الأسلحة الأمريكية والغربية . وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة – الأنفال 60 حتى لقد قفز أنصار الله باليمن من بقايا تخلف العصور الوسطى إلى أرقى أشكال التصنيع الحربى : الصواريخ الدقيقة والمسيرات وأنظمة الدفاع الجوى . ولطالما تساءلت فى زياراتى الأولى لليمن : لماذا ينشغل اليمنيون بالتجارة أكثر من إهتمامهم بالتطور الصناعى مع الاستفادة من الكشوف البترولية فى ذلك . واليمنيون شعب فى منتهى الذكاء . وعندما أرى بشائر التصنيع الحربى اليمنى أتذكر الآية الكريمة : ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض . البقرة 251 .وأقول لولا هذا العدوان والمقاومة التى نشأت ضده لما تطور أخذ اليمنيون بأسباب التقدم التكنولوجى بهذه السرعة

رابعا : إقامة التحالفات الخارجية الصحيحة . وقد قلت دوما إن كل بلد عربى يسعى إلى الاستقلال والتنمية المستقلة لابد أن يتحالف ويتعاون مع إيران التى كانت سباقة فى المشروع الحضارى المستقل ، وأيضا التعاون مع ماليزيا الاسلامية ومع كل العرب والمسلمين المؤمنين بضرورة الاستقلال . ولكن إيران هى الدولة الإسلامية فى المنطقة والداخلة فى المعترك الأساسى ضد تحالف العدوان الامريكى الصهيونى . كان لابد من هذا التحالف مع إيران وتجاهل سخافات وسفسطة المنبطحين الذين يفضلون التعاون مع اسرائيل .والتبعية لأمريكا عن إيران وسائر أمة العرب والمسلمين

هذه باختصار الأسباب الأربعة للنصر الذى يقف أنصار الله ومعهم الشعب اليمنى على أعتابه .

اللهم بلغنا النصر المبين عن قريب.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.