من الحسين الى الحسين الى الحسين .. من الامام الى الشريف الى الملك، و”أجيال أٓسْلٓفُوا” .. الى الشعب وبالعكس – لكف الأردني العربي، عهد الله بقيادة فرسانه! تعالى الله والأردن العربي .. ولتسقط “صفقة القرن” بقرونها .. ولن تجعل هذهِ الدولُ اللَّقيطةُ عمّان ثكلى : فأما ان تكون او لا نكون .. فيا فجرَ عمّان الطويلا، عجّل قليلا – بالأذن من محمود درويش.
لكف الأردني العربي، عهد الله بقيادة فرسانه .. نعم، جعل الله إمرة فرسانه بيد القيادة العربية الاردنية .. وفي البدء، اردنيا عربيا كان العشق الهاشمي للثقافة والشعر بشهادة محمد ابن الحنفية (أبو القاسم محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي)، الاخ غير الشقيق للإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، وقد وافاه الأخير الى وادي العيص حيث كان يسكن في جنوب الأردن .. كان الحسين في طريقه إلى كربلاء وحاول اخوه محمد ان يثنيه عن ذلك فقال: “يا أخي كف عن ذهابك إلى مذبحك، ( … )، وابق معي هنا يؤنس أهل الاردن وحشتك ويهبّون لحماية عرضك ويقفون في صفك”، وأضاف ببصيرة مرتقب، مستسلم لعزيمة الحسين تملأه الثقة بانتصار الدم على السيف: “يا ابن الزهراء، إذا أنت لا بد ذاهبٌ لتحقيق مرادك، فأترك العترة معي، فهؤلاء أهل الأردن، إن بايعوك ما نكثوا وإن عاهدوك ما خذلوا” .. وختم ببيت الشعر التالي:
“إذا قيل خيل الله يوماً ألا اركبي//
وددت بكفِ الأردني انسيابها”!
يُنسب هذا البيت أيضاً لكثير عزة وان تغير بعض عجزه في قصيدته “خليليّ إنْ أمُّ الحكيم تحمَّلتْ “:
“إذا قيل خيل الله يوماً ألا اركبي//
رضيت بكفِ الأردني انسحالها”!
ويوم مرّ “المتنبي” بمدينة عمان “بالأردن” وكان أميرها آنذاك بدر بن عمار، المعروف عند العرب بالفروسًية والشجاعة – حصل أمامه موقف غريب حيث خرج أسدٌ مخيفٌ إلى وسط الشارع، وعندما بلغ الخبر الأمير بدر بن عمار هبّ مسرعاً ولم يكن يحمل سيفه فالتقط قطعة من الخشب أخاف بها الأسد وقتله. وهكذا أنشد المتنبئ قصيدة جميلة في الأمير بدر بن عمار واصفاً الموقف:
وَرْدٌ إذا وَرَدَ البُحَيرَةَ شارِباً//
وَرَدَ الفُراتَ زَئِيرُهُ والنّيلا//
الى ذلك، يشهد الشاعر عدي ابن الرقاع العاملي للأردنيين بالمرؤة وحسن الادارة، ويشيد بدورهم الإيجابي الفعال في بناء الدولة العربية الأموية مشيرا، بالأخص، الى ما بذلوه مع “مروان بن الحكم” (رابع خلفاء الدولة الأموية) في واقعة مرج راهط عام 46 للهجرة، فيقول:
“لولا الاله وأهل الأردن اقتسمت//
نار الجماعة يوم المرج نيرانا”!
كما شارك الأردنيون في تأسيس اسبانيا العربية بجيش قوامه 6,000 جندي من مختلف قبائل الأردن، وها هو ابو عبدالله الجذامي – أردني من أعيان ملقا – يقول:
“بدر الكمال الذي في القلب مسكنه//
وان نأى بي وبالاردن مطلعه”!
(بالمناسبة وبين قوسين، صادف سقوط الأندلس اكتشاف كولومبوس القارة الأميركية بتمويل عربي عام 1492!)
واليوم، تأبى الاقدار الا ان تسخر من الهجمة الإعلامية الصهيوامريكية الشرسة والاستهداف المُضلل للأردن اذ يسجل فريق أردني فرنسي علمي مشترك اكتشافا يجعل من الاردن موطنا لأقدم بناء من صنع الانسان بهذا الحجم الضخم في العالم — اكتشاف منشأة حجرية مؤلفة من أقدم مجسم معماري في العالم، وأقدم مخطط للمصائد الحجرية التي تعود إلى 7 آلاف سنة قبل الميلاد في جبال الخشابية في منطقة الجفر الواقعة في البادية الشرقية الجنوبية، وتنتمي للعصر الحجري الحديث.
كما تتجلى بعض آيات الله على أرض الأردن – “أهل الكهف” سورة الكهف/ 18 نموذجا!
أكدت الأدلة اكتشاف مكان الكهف المذكور بالقرآن الكريم في منطقة الرقيم على المنحدر الصخري للسفح الجنوبي الشرقي لجبل الرقيم شرقي منطقة ابو علندا في جنوب عمان .. وقامت مجلة الشرطة العسكرية السورية التي كان يرأس تحريرها “أديب الشيشكلي” (رئيس الجمهورية فيما بعد) بتوثيق الخبر عام 1951، ويحتفظ ارشيف المجلة بأول صورة نشرت للموقع في حينه.
تعيدني السور الكريمة والروايات أعلاه بالضرورة لبعض كتاباتي السابقة حيث “كبّرت” الله وشكرته على ما هدانا:
الله اكبر، هذا اردننا، فاقرأ باسم ربك الذي خلقه أفقا عربيا، وعمقاً سوريا – ببعد كنعاني .. واستجب لندائه الاول – الاول الاول: “سندمر الهيكل”، كما بشر محمود درويش (6/3/2019)!
نحن الذين صنعنا الخبز.. ولن يكون الأردن وطنا بديلا (19/7/2018)!
من الشبيقة الى ام قيس: خبز، وهوية، و تحرير بيت المقدس.. تعالى الله والأردن.. وليبق الأردن، وقف الله – وطنا صنع أهله االخبز و قدموه للإنسانية على هذه الارض قبل 14 الف عام.. سيبقى الأردن أرض العزم، وطنا بهيا شريفاً لا نبغي ولا نرضى عنه بديلا، ولا نرضاه وطنا بديلا!
يوم الاثنين 16 تموز الحالي (2018)، أُعلن عن اكتشاف أقدم رغيف خبز في العالم ليشكل دليلًا على أن الأردنيين كانوا يصنعون الخبز قبل آلاف السنين على ميلاد الزراعة. فقد عثر فريق من علماء الاثار و الباحثين الأوروبيين من كلية لندن الجامعية وجامعة كامبردج و جامعة كوبنهاغن على بقايا رغيف متفحم في موقع الشبيقة الأثري شمال شرق الاردن يعود تاريخها إلى 14,400 سنة. وقال الباحثون إنه أقدم دليل على الخبز ويسبق تاريخه ظهور الزراعة بما لا يقل عن 4,000 سنة. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن البروفيسور دوريان فولر من معهد علم الآثار في كلية لندن الجامعية قوله إن صنع الخبز عملية تتسم بكثافة العمل الذي تتطلبه بما في ذلك فصل القشور وطحن الحبوب وعجنها ثم خبزها. وقالت عالمة الآثار أمايا أرانز اوتيغيو من جامعة كوبنهاغن ورئيسة الفريق إن وجود مئات من قطع الطعام المتفحمة في مواقد في موقع الشبيقة الأثري اكتشاف استثنائي واعطى العلماء فرصة لتحديد طابع ممارسات غذائية عمرها 14 الف سنة. وإلى جانب قطعة الخبز التاريخية التي تم العثور عليها، اكتشف العلماء اثنين من المباني، يحتوي كل واحد منهما على موقد حجري دائري كبير، عثر بداخلهما على فتات خبز متفحمة، وكانت قد أظهرت عينات الخبز التي تم تحليلها تحت المجهر علامات على وجود عمليات طحن ونخل وعجن، إذ يعتقد الباحثون أن صانعي الخبز في العصر الحجري، أخذوا الدقيق المصنوع من القمح والشعير البري وخلطوه بالجذور المسحوقة للنباتات وأضافوا إليه الماء، ثم خبزوه.
جاء هذا الاكتشاف ليحرك الذاكرة مرة اخرى:
في البدء كانت الكلمة .. وفي البدء استدعي كلمات كنت قد ضمنتها بعض مقالاتي السابقة يوم دخلنا “أم قيس” والأصيل له ائتلاق، لحظة تسليم الشمس روعة الامانة الی القمر .. يومها تمكنا، وبالعين المجردة، من رؤية بحيرة طبريا من جهة وهضبة الجولان من الجهة الاخری .. يومها تذكرنا أنه “هنا” انعقد مؤتمر تأسيس الدولة والكيان منذ نحو مئة عام: حوران الكبری/ شرق الاردن بجناحيه – فلسطين الی الغرب وبغداد العراق الی الشرق .. أما الرأس فشامي شامخ يمتد نحو دمشق وما بعد بعد دمشق في الشمال .. هذا حيز استنبطته الجغرافيا خدمة للتاريخ فاستخدمه صلاح الدين الايوبي (احد مؤسسي الكيان الأول) ونذر هضابه لتحرير بيت المقدس .. هذا اقليم يفقد هويته بالانفصال ولا يجدها الا بالاتحاد .. و”جند الاردن” لم يخلعوا الشام ابدا فقد عاشروها وخبروها وعرفوها ولذا فهم لم ولن يخلعوا الشام ابدا ..
ساهم جيشنا منذ النشأة الأولی في هزيمة البيزنطيين وتحول بعدها تقسيما اداريا علی يدي أبي بكر الصديق! وكان التداخل وما زال مع فلسطين وباقي بلاد الشام ثابنا ومستمرا .. كانت منطقة “جند الاردن” تتوسط حدود منطقة “جند الشام” من الشمال وحدود منطقة “جند فلسطين” من الجنوب .. ويتجلی هذا التداخل في كون مدينة طبريا عاصمة ل “جند الاردن” .. كما شملت مدن “جند الاردن” بيسان وصفوريا وعكا وحيفا وصفد والناصرة وجنين الی جانب اربد وطبقة فحل وجرش وبيت راس وابل الزيت وحرثا وام قيس بالاضافة الی مدينة صور (لبنان) ومدينة درعا (سوريا) .. وبالمقابل كانت العديد من مدن شرق الاردن ضمن “جند فلسطين” كالسلط ومادبا وعمان والكرك ومعان والطفيلة .. من هنا ترون ان الاحتلال الصهيوني يجثم علی “جند الاردن” و”جند فلسطين” في ان معا .. لنصوب البوصلة اذن، ونكثف الجهود والطاقات العلمية والعملية النضالية التحريرية الی تل ابيب ونقرأ من الآية الكريمة ١٣/ سورة الصف: “نصر من الله، وفتح قريب”!
وهنا لا بد من زيارة سريعة للثورة العربية الكبری .. فهل تم ضرب الهاشميين (سلالة النبي العربي الكريم، “ابنَاء الهواشِمِ من قُرَيشٍ، وأعز قبيلا” – والتعبير لمحمد مهدي الجواهري) في الجزيرة العربية للاطاحة بالثورة العربية الكبری؟! وهل دفع الشريف حسين ثمن اعتراضه عام 1918م علی تأسيس “اخوان من طاع الله”؟ زينبي المنبت والهوى، لم يكن الحسين ليرى الا جميلا بمرارة، بل شرف، النفي مرتين .. أراد الشريف للعرب الاستقلال والحرية منذ نهاية القرن التاسع عشر، فكان مصيره النفي إلى إسطنبول منذ عام 1893م حتى عام 1908م .. ثم جاء النفي الثاني اثر اعتراضه على مفرزات سايكس / بيكو واستنكاره لتأسيس “اخوان من طاع الله” كجمعية سياسية ترتدي العباءة الدينية، وتدعو للهجرة في سبيل الله، والحشد باسم الدين، والجهاد ضد الاخر والاغيار .. كم قلت أنهم عملوا ويعملون علی ادغام العروبة بالاسلام بحجج التماثل والتقارب والتجانس في محاولة دؤوبة لاسكان العروبة وادراجها فلجمها منذ “اخوان من طاع الله” التي قامت في سياق تنفيذ اتفاقية سايكس/ بيكو لاجهاض “حلم الثورة العربية الكبری”؛ ذلك المشروع القومي العربي في الحجاز الذي استقطب مجموعة من الثوار العرب المناضلين ضد الصهيونية والاستعمار نحو دولة قومية عربية .. وعندما رفض الشريف حسين التخلي عن “حلم الثورة العربية الكبری” وابى الانصياع لرغبة الإنجليز الاكتفاء بمملكة الحجاز، قام الإنجليز بالإيعاز لابن سعود ومساعدته بإحتلال الحجاز .. وفي عام 1925م تم النفي الثاني للشريف حسين الى قبرص حتى مرضه الأخير قبل ان يُنقل الى عمان، لتُعلن وفاته هناك، فالقدس ليوارى ثراها الطاهر!
وعليه لم يكن باسم الله تأسيس القاعدة وداعش والنصرة واخواتهم والمشتقات والملاحق الاخری لنصرة الرأسمالية وأنظمتها وأحلافها.. ولم يكن باسم الله غسيل وتبييض القيادات فاقدة الصلاحية بقصد طرحها في الاسواق مجددا! لنذكر ان ارادة الله جاءت بالوحدة من خلال التنوع والتعددية فالتوراة والانجيل والقران والحكمة كلها خرجت من أرض العرب أو هبطت من سماء العرب تأكيدا للتنوع والغنی الثقافي والتعددية في الوحدة .. فبأي مشيئة نقوی علی مسخ التنوع طوائف ومذاهب وفئات أو فتات لتفكيك الموحد باسم او اسماء “الحرية والسيادة والاستقلال” تهجيرا للتنوع والتعددية، ونفيا للتلاقي مع الاختلاف، فدعوة للجهاد ضد الاخر والاغيار، وبالتحليل النهائي خدمة للدولة الدينية الصافية، بل المذهبية الصرفة انسجاما مع ما كتب بخط اليد الرديء لدى اجتماع “ابن سعود” ب “روزفلت” علی متن الباخرة “كوينسي” لتتوج بضرب الهاشميين، أصحاب الثورة العربية الكبری وولاتها .. اما ما كتب بخط اليد الرديء فيتلخص باعطاء فلسطين (حوالي 27,000 كم²) لليهود وانتزاعها من الخارطة العربية تنفيذا ل “وعد بلفور” فيما سماه “لويد جورج” قربانا ل “يهوة” .. وهذا ما أعاد صياغته احد ورثة “رباع الحمايل” خلال زيارته لزعيمة الدول المارقة (CRS) انصياعا لما بات يعرف ب “صفقة القرن” و هي الى “الصفعة” اقرب!
و هكذا تم انتزاع واغتصاب السدانة على بعض الأماكن المقدسة عام ١٩٢٥بتوسل بعض “رباع الحمايل” وإسنادهم بالنيران البريطانية وبغطاء من “اخوان من طاع الله” عقب ازاحة العثمانيين – اجهاضا للثورة العربية الكبری وفي مَجْرى القضاء على “مملكة العرب” تنفيذا لاتفاقية سايكس/ بيكو لتفتيت وتجزئة وتقسيم وشرذمة وتشظية وتفكيك منطقتنا وشطب الأردن الكيان والإقليم من الخارطة وإلحاقه كفائض جغرافي (حوالي 90,000كم²) بفلسطين (حوالي 27,000 كم²) لتصبح مساحة فلسطين “الموعودة بلفوريا” حوالي 117,000 كم² (فتتواضع اسرائيل بقبولها فلسطين من البحر الى النهر – مجرد حوالي 23 % من “حقها البلفوري السايكسبيكوي” من خلال “صفقة ألقرن”!) .. كما عملوا على تفريغ المنطقة برمتها من مسيحييها وبالتالي من عروبتها تبريرا ليهودية الدولة .. وضمن السياق ذاته تمت الأطاحة بوحدة الضفتين (١٩٨٨/١٩٧٤) بلافتات وعناوين وشعارات بدت براقة حينئذ! اما اليوم، فما لبثوا يحاولون الفصل بين “الكعبة المشرفة” و”أرامكو غير المكرمة – في أسواق المال المحلية والعالمية” ويجهدون في انتزاع واغتصاب السدانة العربية الاردنية على المقدسات القدسية انسجاما مع “المصالحة التاريخية نحو اسرائيل الكبرى” ضمن لعبة/مشروع “الولايات الإبراهيمية المتحدة” ترجمةً ل “صفقة القرن” في المنطقة وما تتطلبه من محاولات دؤوبة لدفع الاردن علی ظهر او الی بطن صفيح ساخن .. وها هي اسرائيل تتمدد تطبيعا مع عدد من الدول العربية المؤثرة في السر والعلن بعد ان كان فخامة المقاوم الرئيس لحود قد اسقط محاولتهم في قمة بيروت عام 2002 ليعاودوا الكرة مع الربيع العربي ومن خلاله .. وها هو “محور الاعتدال العربي” يسقط الأردن من عضويته ليتحول وينقلب جهارا وعلانية الى “المحور الصهيواعروبيكي” ويعمل جاهدا للإطاحة بالدور الاردني فيقوم “اعرابه” بالمصالحة التاريخية سعياً لعلاقة استراتيجية مع اسرائيل تُطيح القضية الفلسطينية وتعلن تصفيتها نهائيا على حساب الشعب الفلسطيني بحقوقه ومقدساته!
خسؤوا – لن يعانق “جبل عرفات” “جبل الهيكل” في مجرى المصالحة التاريخية نحو اسرائيل الكبرى ضمن لعبة/مشروع “الولايات الإبراهيمية المتحدة”، ولن تفلح محاولات المحور “الصهيواعروبيكي” اليائسة البائسة كما ينفذها وكلاء الداخل – بدفع الأردنيين لتلقي “صفعة القرن” صاغرين! وها هم لاجئو ونازحو الأردن ولبنان والدول العربية يتأهبون للتوجه والعودة الى الجمهورية العربية الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف .. كما على ثرى الأردن كذلك في السماء، ولن تحتمل السماء “صفقة القرن” التي يصفعها الأردنيون لينال الفلسطينيون، كل الفلسطينيين، حقهم بالعودة وإزالة النكبة بإزالة أسبابها – ازالة اسرائيل، نقطة على السطر! اذكروا ان الأردن جنوب سوريا وان “جند الاردن” لم ولن يخلعوا الشام أبدا، فاخلعوا محور الشر “الصهيواعروبيكي” .. التبعيّة ليست قدرًا، والثورةَ ضرورةٌ وحتميّة رغم جدران الفصل ومسرحيات الانفاق والنفاق ودروع الشمال وتهريج “أدرعي” والقواعد والقاعدة وداعش والنصرة وأخواتهم والمشتقات والملاحق الأخرى .. نعم خسئوا فالأردن اكبر من الدور المرسوم، وهو قادر، قيادة وشعبا، على احباط “القدر المرسوم” .. وسيبقى الأردن وقف الله، أرض العزم، أفقا عربيا، وعمقا سوريا – بمدى كنعاني .. وطنا بهيا بانتظام ولايته الدستورية ومأسسة الدولة وتحصين القانون، شريفاً لا نبغي ولا نرضى عنه بديلا، ولا نرضاه وطنا بديلا! ولن تقوى قوى “الزندقة” او “الصهينة” و”الصندقة” بخشنها وناعمها على تحويل الاردن من وطن الى جغرافيا والاردنيين من مواطنين الى سكان انسجاما مع مفرزات سايكس/ بيكو ووعد بلفور بمصادقة صك الانتداب وعصبة الأمم وما رسموه للأردن من دور وظيفي قاومه الملك الحسين متمسكا باستقلال القرار السيادي وانتظام الولاية الدستورية، وعمل على تخطي الدور ومقتضياته والتحرر من الالتزامات المترتبة عليه ليرسى بذلك إرثا سياسيا لأجيال “اسلفتها” قريش “بمدرجة الفخار” فيحملوا “من الأمانة ثقلها، لا مُصْعِرِينَ ولا أَصَاغِرَ مِيلا” فهم – كما يضيف محمد مهدي الجواهري – ابنَاء “الذينَ تَنَزَّلَتْ بِبُيُوتِـهِمْ ، سُوَرُ الكِتَابِ، ورُتّلَتْ تَرْتِيلا”!!
وما “صفقة القرن” الا جزء من مشروع صهيواعروبيكي في المسار التّصْفَوِيّ عينه .. وما إقحام “ترامب” ل”نابليون بونابرت” في حينه الا تعبير عقله الباطن عن تهاوي صفقة القرن بقرونها سيما وان “بونابرت” كان قد اطلق صفقة القرن بصيغتها الاولى عام 1799 ليندحر على أسوار عكا وتسقط معه صفقته وإعلانه معاً .. وها هي إرهاصات وعلامات انتهاء الدور الوظيفي ل”اسرائيل” تؤشّر لبدء انقراض دولة “إسرائيل”!
الله اكبر، هذا اردننا، فاقرأ باسم ربك الذي خلقه أفقا عربيا، وعمقاً سوريا – ببعد كنعاني .. وطنا بهيا بانتظام ولايته الدستورية ومأسسة الدولة وتحصين القانون، شريفاً لا نبغي ولا نرضى عنه بديلا، ولا نرضاه وطنا بديلا .. وردد مع الامام الحسين: “ألا وإنّ الدعي بن الدعي (يعني ابن زياد) قدْ ركز بين اثنتين، بين السلة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحُجور طابت وحجور طهرت، وأُنوف حمية، ونفوس أبية، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، ألا وإنّي زاحف بهذه الأسرة على قلّة العدد وخذلان الناصر” .. “فسُحقاً لكم يا عبيد الأمّة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ومحرّفي الكلم، وعصبة الإثم، ونفثة الشيطان، ومطفئي السنن”.
نعم هيهات منا الذلة، وها هم المقاومون العرب والأردنيون – من على مختلف المنصات وفي شتى الميادين – يدينون التطبيع ويعلنون “القدس الشريف”، لا “القدس الشرقية”، عاصمةً لدولة فلسطين رغم محاولات دول المحور “الصهيواعروبيكي” المستميتة والمتذاكية في آن معا، ورغم استمرار واستشراس الحملة الإعلامية البغيضة على الاردن وانغماس بعض النخب والمثقفين وانخراطهم في الهجمة!
تعالى الله والأردن العربي .. ولتسقط “صفقة القرن” بقرونها .. ولن تجعل هذهِ الدولُ اللَّقيطةُ عمّان ثكلى: فأما ان تكون او لا نكون .. فيا فجرَ عمّان الطويلا، عجّل قليلا – بالأذن من محمود درويش!
نعم، لكف الأردني العربي، عهد الله بقيادة خيله .. نعم، جعل الله إمرة فرسانه بيد القيادة العربية الاردنية:
“إذا قيل خيل الله يوماً ألا اركبي// وددت بكفِ الأردني انسيابها”!
ويبقى “سيف القدس” مسلولاً في مواجهة مشروع “الولايات الإبراهيمية المتحدة”، وتبقى “حسّان” حاملةً الآية الكريمة 17 من سورة الانفال، لتبلي البَلاء الحَسَن كما فعلت يوم خطفت أبصار العالم من شرق أوكرانيا الى شمال فلسطين: 40 دقيقة من تاريخ المقاومة و70 كيلومترًا من الجغرافيا العربية الفلسطينية لتستحضر دولة الاحتلال قرب نهايتها!
الدائم هو الله، ودائم هو الأردن العربي، ودائمة هي فلسطين .. وها هي “حسّان” بصحبة “سيف القدس” المسلول وأيام المقاومة تهز العالمين!
نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..
ديانا فاخوري
كاتبة عربية أردنية
التعليقات مغلقة.