لماذا نساند روسيا / حسن عويسات
حسن عويسات ( الأردن ) – الجمعة 25/2/2022 م …
نساند روسيا لأننا كعرب اكثر المتضررين اذا ما تفردت اميركا وبسطت هيمنتها على العالم وبانحيازها الواضح الى جانب اسرائيل ومساندتها لها في احتلالها لفلسطين واعتداءتها على الدول العربية والعرب وهي تستهدف من وراء ذلك بسط سيطرت الرأسمالية الغربية على العالم اجمع ومن ضمنها استلاب الثروات العربية.. هل روسيا لن تكون دولة استعمارية وامبريالية كاميركا.. لا نعلم ذلك..
ما العمل اذن..؟
في هذه اللحظة التي تبدأ روسيا حربها وقد نختلف او نتفق على مدى شرعيتها.. يمر العرب بأضعف فترات ضعفهم وانحطاطهم على كافة المستويات العسكرية والسياسية والاجتماعية..
دعونا نقسم هذه الدول حسب علاقاتها مع روسيا..
سوريا حليف اساسي وقوي لروسيا وهي موقعة معاهدة دفاع مشترك مع روسيا وتستضيف عدة قواعد روسية ساهمت في ان لا تقع سوريا تحت النفوذ الاميركي من خلال الدول العربية المتحالفة بمعاهدات مشتركة مع اميركا او من خلال التنظيمات المسلحة التي تدعمها اميركا..
ونستطيع ان نقول ان روسيا وحزب الله منعا سقوط دمشق.. وهما اي سوريا وروسيا وحزب الله في تحالف استراتيجي عسكري متين اثبت فاعليته وصدقه على ارض الواقع..
الجزائر لديها علاقات قوية مع روسيا وتعتمد على السلاح الروسي وهي من اخر الدول التي تقاوم التطبيع بكل قوة وتستضيف محاولة لتوحيد الصف الفلسطيني، وهي اخر الدول العربية المحورية والقوية التي مازالت تحتفظ بالكثير من اسباب قوتها…
نأتي الى دولة عربية اخرى كبيرة ومحورية وهي مصر وهي مازالت تحتفظ كذلك بعلاقات قوية مع كل من روسيا واميركا وهي تتزود بالسلاح من جميع الدول الكبرى والسيسي يحاول ان يخوض تجربة اردوغان في اللعب بين المحاور والتناقضات العراق انهار واقرب الى الدولة الفاشلة بسبب الاحتلال الاميركي والنفوذ الإيراني والتركي… وغياب اي دور عربي هناك..
اما الدول الخليجية فهي اقرب الى المحميات الاميركية… والاردن للأسف الشديد بعد التوقيع على اتفاقية الدفاع المشترك مع اميركا حتى الاردني او الاردنية معرضين للقتل من الجندي الامبركي من دون اي مسائلة قانونية… واحد اسباب هذا الانحطاط الذي نعيشه هو عالم احادي القطب و المواجهة العربية مع دولة الاحتلال وراعيتها اميركا.. والدول العربية هي دولة مواجهة حقيقية ومباشرة للعدو الصهيوني وهي الحالة التي استفادت واعتاشت عليها كل من تركيا وايران فبعدهما عن العدو الصهيوني جعلاهما بعيدين عن الخطر الصهيوني…هذا ومن المعلوم ان وجود الاتحاد السوفيتي السابق سليل الدولة الروسية قد حافظ على وجود الدول العربية قوية نوعا ما بعيدا عن حالات الانهيار والتشظي التي اصابتها.. اذن لمصلحتنا ان يعود العالم متعدد الاقطاب..ففي ظل هذا العالم المتعدد سيبحث كل قطب عالمي عن حليف في كافة ارجاء العالم وبالتاكيد ستبحث روسيا عن حلفاء عرب تعمل على تقويتهم سياسيا وعسكري واقتصاديا..
وهذا بالتاكيد سيضع حد لحالات الانهيار والتراجع للعرب.. لأن روسيا ستعمل على تقوية حلفاءها من العرب بالذات لأهمية مواقعهم الاستراتيجية ان كانت سوريا او الجزائر او مصر وهي بالتاكيد ستعمل على اعادة بناء العراق.. في محاولة لإعادة مايسمى الحلف الشرقي او حلف وارسو لربما تتم اعادة تسميته بحلف بكين..ان اعادة تقوية الدول العربية هو مصلحة استراتيجية وتكتيكية بالنسبة لروسيا على المستوى العالمي والاقليمي…فهي تعلم الاحداق المحيطة بها من الحليف القريب لديها ايران فهناك تاريخ طويل من الحروب الإيرانية الروسية.. وما ينطبق على ايران ينطبق على تركيا فاردوغان حليف غير مؤتمن الجانب وتاريخ حروب تركيا مع روسيا اشد واطول..
لذلك فالحرب الروسية الاوكرانية الغربية هي فرصة لألتقاط الانفاس العربية من واقع الحروب والتشظي التي تعيشها.. وفرصة مناسبة لاعادة بناء قواها في جميع المجالات من خلال اجادة لعبة التحالفات والتنافضات ما بين روسيا والغرب.
التعليقات مغلقة.