اوكرانيا واسئلة مشروعة – وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (الحج – 22) ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (ال عمران – 182) / ديانا فاخوري
ديانا فاخوري ( الأردن ) – الجمعة 25/2/2022 م …
– الم تُنصِّب امريكا نفسها حاكماً اوحداً للعالم وتغنصب “حقها” بالتصرف كدولة فوق القانون!؟
– هل يحق لامريكا أن تغزو أفغانستان والعراق وكافة زوايا الكرة الارضيّة انى شاءت وكيف شاءت فتنشر قواتها في أكثر من مئة دولة،!؟
– هل يجوز لامريكا ان تُقسِّم فيتنام وكوريا الى دولتين وتفصل تايوان عن البر الصيني!؟
– ثم ماذا عن الحرب الأميركية على يوغوسلافيا، وغزوها للعراق بذرائع ملفقة مكشوفة ومن خارج إطار الأمم المتحدة!؟
– وماذا عن الاحتلال الامريكي لأجزاء من سوريا بحجة محاربة داعش من خارج إطار الأمم المتحدة لتعترف لاحقاً أن قواتها إنما جاءت للسيطرة على ثروات سوريا النفطية!؟
– الم تقم أمريكا بِسَن هذه الشرائع وترسيخ هذه النماذج والمفاهيم والمنطلقات والأسس في السياسة الدوليّة .. أوَليست هذه سمات السياسة الخارجية الأميركية التي يتباهى بها المفكرون والسياسيون الصهيوامريكيون ولم يعترض عليها يوماً منتقدو بوتن وروسيا التي تتخوف من “تحوير” أوكرانيا (الدولة ـ التوأم) الى مستعمرة اطلسية!؟
– وهل قدّم بايدن بمحاولته احتواء روسيا وحشرها في زاوية السيطرة الاميركية — هديةً لبوتن يقود بها حرب تحرير اوروبا من “الاستعمار الأطلسي”!؟
– وماذا عن سوء إدارة الصراع مع الصين؟! وهل يدفع ذلك التنين للانقضاض على تايوان فالباسيفيك حيث الخاصرة الرخوة لامريكا فيدب الهلع والارتياع في زوايا الفلبين وكوريا الجنوبية الى جانب اليابان!؟
– هل يذهب بوتن بالوجود الصهيوامريكي الجاثم على النفط والقمح في الشرق الأوسط الى الجحيم من خلال الميدان السوري!؟
– وهل يسترد الله بعضاً من صلاحياته فتتم الصفقة بين البيت الأبيض والكرملين في طهران او من خلالها اثر خروج الدخان الابيض من فيينا!؟
وكنت، في الربع الأخير من العام المنصرم، قد طرحت ما أسميته حينها أسئلة حائرة (هل كانت حائرة حقاً؟):
– هل نشهد الحرب العالمية الثالثة ونهاية العالم كما يسعى ( بل ربما “يكوبس” بفبركة “مسادا” / “مسعدة” ثانية) اصحاب اللوثة التوراتية في العقل السياسي والعقل العسكري!؟
– هل تموت دبابات الأطلسي بين الثلوج بتكرار اخطاء نابيلون بونابرت وأدولف هتلر!؟
– ماذا يعني التصعيد الامريكي المصطنع بنبرة عالية في الملف الاوكراني!؟ هل يخفي بين ثناياه تنازلات في الملف النووي الإيراني – تنازلات تهز دولة الاحتلال الاسرائيلي وتثير فيها الرعب الجنوني والهياج الشديد!؟ وهل يعود بِنَا هذا لكوبا عام 1962 وقصة (بل فضيحة) خليج الخنازير، ولهول ما جرى أيامها بين أمريكا والاتحاد السوفياتى!؟
– هل يقوم الأميركي العاجز عن تحقيق انتصارات فعلية في زمن التراجع الاستراتيجي — هل يقوم بتصنيع معارك وهمية لتظهير إنتصارات على الورق، مثل اتهام روسيا بمشروع غزو أوكرانيا والصين بمشروع غزو تايوان والإيحاء أن التهديد الأميركي منع حدوث ذلك!؟
– وهل نحن على ابواب احياء الاتفاق الامريكي الإيراني من ناحية، وصفقة ثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا وربما مؤتمر “هلسنكي جديد” للمساكنة على نحو ما تم عام 1975 بين المعسكرين الشرقي والغربي من ناحية اخرى!؟
– متى نرى بايدن وبوتن وجينبينغ حول الطاولة المستديرة في يالطا جديدة حيث لا مكان للأطلسي على تخوم روسيا، ولا مكان ل”أوكوس” في بحر الصين الجنوبي!؟
– ثم ماذا بعد بوتن!؟
ديانا فاخوري
كاتبة عربية أردنية
التعليقات مغلقة.