لقاء الرعد بالبروق والأمطار .. الأسد على مائدة الأسود / نارام سرجون

 

نارام سرجون ( سورية ) الثلاثاء 28/6/2016 م …

هذه الصورة التي تجمع الرئيس مع الجنود والعسكر حيث المسافة بين القائد وجنوده تصبح صفرا .. وحيث الكتف الى الكتف .. كما يجتمع الرعد مع البرق والمطر .. هذه الصورة لايمكن التعليق عليها بسهولة ويتراجع الكلام أمام هيبتها ..

هذه صورة لايمكن أن نفصل لها قميصا من الكلام الملون والموشى بالقصب على مقاس جسدها البهي .. لأن الصور التي تجمع القادة الأبطال بالفرسان الابطال لايمكن أن يكتب عنها الا شعراء الالياذة الاغريق الذين يصفون أبطالا كأبطال حرب طروادة ..

وهذه صورة لايجوز أن يرافقها الكلام أو البيان لأنها مثل وجه امرأة جميل تسيء الى جماله الأصباغ وأقلام الكحل والحمرة .. ولأنها صورة عفوية وطبيعية مثل منظر طبيعة عذراء خلابة اذا ماامتدت اليها يد انسان أو بستاني هدمت عفويتها ونالت من عذريتها وتحولت الى غابة صناعية ..

وهذه صورة لايجوز أن يرافقها كلام لأنها تماما كقطعة موسيقا صافية لايجوز أن تحمل على جناحيها أي كلمة .. ولايجوز أن يسكن الكلام بين شقوق لحنها .. أو أن يتسلل صوت انسان الى صوت أمواجها المنسابة في القلب والروح ..

وهذه صورة لايجوز أن نحاصرها بالكلام لأنها مثل قصيدة معلقة على جدار الكعبة تأبى أن تتزوج لحنا بشريا أو أن تصبح أغنية تتداولها حناجر المغنين .. لأن المعلقات المنسوجة من مخمل الشعر وذات الأعمدة الرخامية تأبى أن تنزل عن عليائها الى موائد النبيذ وساحات الرقص والغناء ..

وهذه صورة لايمكن أن يختلط معها حرف أو كلمة .. لأنها مثل المطر الغزير لايقبل أن يرافقه الا صوت الرعد ولمع البرق .. مهما تحذلق الشعر والوتر وتلوّى اللحن ليقنعنا أنه أفضل رفيق لهطول المطر ..

لذلك سأعتذر وأقول ان لاكلام يمكن أن يطاول علوّ هذه الصورة ولا مديح يمكن أن يرتقي اليها .. وسأخشى أن أمد يدي أو ريشتي على الطبيعة الخلابة وأن أضع أية اصباغ من الحبر على وجه هذه الصورة البهية كبهاء فينوس .. وسأرتجف ان همست لها وشرخت انسياب موسيقاها .. ولن أجرؤ على أن انزلها من على جدار الكعبة لتسكن جدران أغنية .. بل سأكتفي بانحناءة طويلة .. طويييييييلة .. أنا وقلمي .. وأنا أرى القائد مع العسكر .. كتفا بكتف .. يقتسمون الرغيف اليابس والحساء البارد بتواضع في شهر التواضع .. والبنادق بينهم كأنها فرد منهم .. فماذا عساي أفعل الا أن أنحني انحناءة طويلة دون أن أنبس ببنت شفة .. أمام الرعد وهو يلتقي بالبروق والأمطار ؟؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.