بولندا تشكو من اعداد المهاجرين الاوكرانيين / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 4/3/2022 م …




الكل يتذكر عندما قررت الولايات المتحدة سحب بعض من قواتها من قواعد ترابط عليها في اراضي  المانيا تبرعت بولندا باستقبال تلك القوات على اراضيها ظنا منها ان واشنطن سوف تفتح حقائبها لضخ الدولارات الى دولة يتوزع شعبها في عواصم  الغرب بحثا عن رغيف الخبزمنذ قبولها في الاتحاد الاوربي .

وعندما لعبت واشنطن لعبتها القذرة  في محاولة  محاصرة روسيا اقتصاديا من خلال الضغوط التي  تمارسها على المانيا لوقف اكمال خط الغاز الروسي  السيبيري ” سيل 2″  وعرضت الغاز الامريكي على اوربا بديلا  عنه وباسعار خيالية كانت بولندا  اول من رحب بالخطوة الامريكية غير  الشريفة ازاء روسيا بينما اقر وزير الاقتصاد والطاقة الالماني حتى بعد الازمة الاوكرانية  وفرض العقوبات الجائرة وغير الشرعية  بان بلاده لايمكنها الاستغناء عن مصادر الطاقة الروسية رغم العقوبات الامريكية عليها.

 كما اعترف ارودغان حليف الغرب الانتهازي بان تركيا سوف تستمر بالحصول على الغاز الروسي فضلا عن السياحة الروسية التي تدر  ملايين الدولارات سنويا على خزينة بلاده.

بولندا التي فتحت حدودها لمرور المرتزقة والاسلحة الى اوكرانيا لمقاتلة روسيا اخذت تتذمر من انها وحدها التي تتحمل وزر الفارين من القتال في اوكرانيا علما ان هناك دولا اخرى لها حدود هي الاخرى مع اوكرانيا.

من الطبيعي ان يدفع اولئك الذين  يسعون لاستمرار الحرب في اوكرانيا ويسهلون مرور المرتزقة و الامدادات العسكرية والاسلحة من دول الغرب الاستعماري  الى اوكرانيا  وفي المقدمة بولندا لابد وان يدفعوا ثمن فعلتهم هذه لاسيما وان موسكو وفق مصادر عسكرية والتي باتت تسيطر على اجواء اوكرانيا حذرت من انها سوف توجه ضربات صاروخية للقوافل التي تعبر من حدود  بولندا الى  اوكرانيا سواء كانت محملة  بالمرتزقة او الاسلحة التي يرسلها الغرب الاستعماري لمواصلة  اطالة امد الحرب ظنا منه ان موسكو ساذجة الى هذا الحد لاسيما وان اعداد المرتزقة والشركات الامريكية اخذت تعد العدة لارسال المزيد من  المجرمين  لمقاتلة الجيش الروسي خاصة تلك  التي يطلقون عليهامسمى” شركات الحماية” التي تضم مجموعات من القتلة والمجرمين الذين سبق وارتكبوا الجرئم ضد الشعب العراقي خلال الغزو والاحتلال الامريكي عام 2003 امثال “بلاك ووتر” وغيرها.

فوق اجواء بولندا كثف حلف ” ناتو” العدواني طلعاته الجوية وعبر حدود بولندا يمر المرتزقة  والقتلة الى اوكرانيا استجابة لطلب رئيسها زيلنسكي الذي اخذ يتخبط  وسلم  كل شيئ بيد دول الغرب الاستعماري حتى ان الرئيس الامريكي بايدن اقر بوجود خط هاتفي مباشر معه في سابقة هي الاولى من نوعها .

الشيئ المثير للتساؤل ان بولنده كانت ولازالت السباقة في تاييد الخطوات الغربية المعادية لروسيا علما ان هناك دولا عديدة كانت ضمن منظومة الاتحاد السوفيتي قبل انهياره عام  1991 وانضمت الى الاتحاد الاوربي ولحلف ” ناتو”تتصرف بعقلانية ولن تنجر الى الاعيب الغرب الاستعماري في تاجيج الصراع  بالجزء الشرقي من القارة الاوربية  كما تفعل بولندا وفي مقدمة تلك الدول هنغاريا لانها ذاقت طعم انتمائها المر الى ” ناتو” و  دول الاتحاد الاوربي  وخسرت الكثير في المجالين الاقتصادي والتجاري وتوقف دولاب وضعها المالي وتردت عملتها ” الفورنت” الى مستويات متدنية مما احق ضررا  فادحا بمستوى الفرد المعيشي في البلاد مقارنة بما كانت عليه الاوضاع في السابق .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.