المفكر العربي الأردني المحامي محمد احمد الروسان يكتب: احتضار الأحادية القطبية وتساقط الأصنام … شكراً روسيّا!!
المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) – السبت 5/3/2022 م …
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …
– سويسرا تنضم للعدوان الرأسمالي ضد الفدرالية الروسيّة.
– انّها مغسلة فساد العالم وامبريالية المال المنهوب والمحمي.
– القوميون الأوكران النازيون الفاشست دواعش ماما أوكرانيا.
– الغرب دموي ومريض التفكير: ليندسي جراهام نموذج …
العنصرية الغربية الحالية وتتناسل ضد كل ما هو روسي.. تجاوزت المعتاد بشكل هيستيري جنوني وهي عنصرية مركبة، حيث أظهرت مجدداً أزمة أوكرانيا المفتعلة أطلسياً، الكراهية والتمييز لدى الغرب، والأخير هو امبراطورية الكذب والخداع والنفاق، وكما وصفه الرئيس فلادمير بوتين وصفاً دقيقاً، حيث المعيارية الغربية تصنف المدنيين درجات في سلّم البشرية.
وان كانت أوكرانيا ساحة المواجهة بين الفدرالية الروسية من جهة، والغرب وأمريكا والناتو من جهة أخرى، فانّ كل شبه الجزيرة العربية ومملكات قلقها، ستكون ساحة المواجهة بين الصين وأمريكا، في اللحظة الحرجة التي تقرر واشنطن حصار الصين غريمتها.
والغرب حتّى اللحظة، لم يستخدم القنبلة النووية الاقتصادية ضد روسيا، عبر حظر تصديرها للنفط والغاز، وتقول المعلومات أنّ ادارة جوزيف بايدن ضغطت على أعضاء مجلس الشيوخ في عدم دعم تشريع يحظر استيراد النفط والغاز من روسيا، والأوروبيون ومعهم أمريكا، يحاولون اجبار دول الخليج على تحويل صادراتهم من أسيا الى أوروبا، حيث من شأن هذا أن يغضب الصين ويعجّل بالمواجهة الأمريكية الصينية.
الجيش الأمريكي، هو الذي يكاد يكون الجيش الوحيد في العالم الذي لا يستريح، وهو محرك عروق الاقتصاد الأمريكي، حيث الأخير اقتصاد قائم على الحروب والكوارث والأزمات، التي تصنعها الدولة العميقة في واشنطن، وانتاج السلاح ومصالح المجمّع الصناعي الحربي الولاياتي الامريكي، وحرب الوكالة التي تخوضها أوكرانيا، عبر النازيوون الجدد والفاشست وداعش أوكرانيا الان، بالنيابة عن أمريكا والناتو والاتحاد الاوروبي ضد روسيّا، هي تجارية اقتصادية لصالح أمريكا من جهة، وحضارية ثقافية بالعمق من جهة أخرى.
والمفارقة العجيبة المضحكة المبكية هي: أنّ سويسرا انضمت وبشكل سريع للعدوان الرأسمالي المعولم ضد الفدرالية الروسيّة، وأضخم الكذب والافتراء، أنّ سويسرا بلد محايد، بينما هي أخطر عدو للطبقات الشعبية العالمية، كونها مغسلة فساد العالم، وامبريالية المال المنهوب والمحمي.
استراتيجية دفاعية وهجومية أمريكية، وتحديثات مستمرة لمفاصلها وتمفصلاتها الاممية وفعلها على الميدان الدولي، لثالوثها النووي البحري والجوي والصاروخي، وبالخلفية أيضاً تحديث، لمجتمعات استخباراتها وأفعالها القذرة في جلّ ساحات الخصوم والحلفاء على حد سواء – أوكرانيا الان نموذجاً، لوقف تآكل القوّة العسكرية الأحادية الشاملة، أمام الفدرالية الروسية والصين وكوريا الشمالية وايران، وهي استراتيجية تنافس من جهة، ومواجهة عسكرية ومخابراتية وسيبرانية من جهة أخرى، وحفاظاً على حيوية الأقتصاد الأمريكي وهو اقتصاد حروب.
فأمريكا تتهم كل من روسيّا والصين بتقويض قوّة الناتو، والأخير من مخلفات الماضي التليد وهو حلف عدواني لا دفاعي، ونلحظ في الكواليس وتحت الطاولة رغبة أمريكية في انهائه للناتو، لكنّ الأوروبي متمسك به، كونه يرى أنّ الأمريكي يسعى الى شطبه للأوروبي بالمعنى الأستراتيجي عبر افتعاله للمشكلة والمسألة الأوكرانية من جهة، ولأحتواء روسيّا وافشالها من جهة أخرى، والناتو يحمي أوروبا من روسيّا هكذا تفكر كوادر القارة العجوز، بالرغم من حديث سابق للرئيس الفرنسي ماكرون والذي صار بريد رسائل هنا وهناك على طول خطوط الحرب الروسية الأوكرانية الأطلسية الناتوية: أن الناتو في حالة موت سريري، وهنا وبشكل مؤقت تعمل أمريكا على احيائه للناتو، لتحقيق أهدافها عبر المسار الأوكراني ازاء روسيّا.
وجاءت موضوعة مكافحة الأرهاب المعولم كأولوية ثانية في المسار العسكري التحديثي لواشنطن، وظهرت أمريكا في مفاصل رؤيتها العسكرية، أنّها في غاية القلق من التمدد العسكري والأقتصادي لكل من الصين وروسيا وايران في أفريقيا والشمال الأفريقي، وترى أنّ القوّة العسكرية هي الوسيلة الوحيدة لفرض الهيمنة والقرارات على العالم، فوجدت ملاذها وأخيراً في خلع القفّازات وقرع طبول الحرب لأستعادة ما فقدته من نفوذ في العالم، حيث الأستخباراتيون الأمريكان يعودون من جديد في الخارجية الأمريكية، ولمواجهة صراعاتها من تحت الطاولة ومع بريطانيا أيضاً لاحقا، ووصفت كل من روسيّا والصين كقوى رجعية، وصار جليّاً للجميع ومن خلال فواصل ونقاط الخطاب العسكري الأمريكي، أنّ واشنطن لم تحارب الأرهاب الدولي يوماً، لا بل عملت على رعايته وتسكينه وتوطينه واستثمرت فيه، ومع كل ما سبق لم تعد أمريكا في قاموس البوط العسكري وقاموس البوط الأقتصادي(باعتبار الأقتصاد الأمريكي اقتصاد حروب وقائم عليها)تتصدر القائمة، فجاءت استراتجيتها الدفاعية والهجومية الجديدة كنوع من الحنين الى ماضي الأحادية في ظل عالم ينحو نحو التعددية وحفاظاً على الأمن والسلم الدوليين، وهنا عرّت التعددية القطبية الهدف الأمريكي، فصار حلم ووهم.
أحسب وأعتقد، انّ مستقبل العالم يتقرر ضمن عقيدتين اثنتين: امّا علاقات تسودها المواجهة والهيمنة، أو بالتعاون والتنمية في ظل فرض عالم متعدد الأقطاب، بسبب الفعل الروسي والصيني وجلّ دول البريكس وعلى رأسها الهند، وعبر الحدث الأوكراني الحالي وقبله الحدث السوري وجلّ الفالقة السورية ومسارات خطوط أنابيب النفط والغاز.
يتجسّد وبتجذّر في شخص الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، ثنائية هيلاري كلنتون وباراك أوباما، وبعبارة أوضح: تجد فيه العنصرية البيضاء في هيلاري، والحقد على لون الذات في أوباما، كون المشغّل واحد(البلدربيرغ الأمريكي رغم الأنقلاب الأبيض داخل نواته، بين دولة الظل العميقة الجديدة، والتي رأت في ترامب الرئيس السابق امتداد لها، بعكس الدولة العميقة الكلاسيكية والتي ترى في بايدن ونائبته وهيلاري وأوباما امتداد لها)، وأمريكا ما زالت كما هي من الداخل لم تتغير وان تغير الرئيس، فالأخير عنوان حكومة الأتوقراطية الأمريكية الداخلية حكومة الأغنياء“طبقة الأرستقراطيين الأغنياء” وأداتهم التنفيذية المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، فأمريكا لا يغيّرها حاكم، لأنّه افراز المناخ الداخلي وتشابكاته الخارجية في البلدربيرغ، لا بل هو صدى المصالح الطبقية الحاكمة، والأخيرة يعبر عنها الكونغرس الأمريكي بكارتلات أعضائه كممثلين للشركات والمصانع.
انّ موضوعة الازدواجية في السياسات، والتي عادةً يمكن فهمها بلغة السياسة، الافتراق بين الفكر والممارسة، أو بلغة الابداع الانفصال بين الفكر والواقع، فانّ الولايات المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة التي هي الجزء الأساس في العدوان المعولم على سورية وفي سورية وما زالت، والأمم المتحدة التي دمّرت العراق وليبيا، والأمم المتحدة عفواً المرتشية من بعض العرب، والأمم المتحدة التي سلّمت السعودية رئاسة حقوق الأنسان ذات زمن، والأمم المتحدة التي خلقت الكيان الصهيوني وسلّحته نوويّاً، والأمم المتحدة الشريكة في جرائم أوكرانيا الان، التي يرتكبها النازون الجدد القوميون الأوكران الفاشست، بطريقة وبأخرى وتحت عناويين برّاقة، أما آن الأوان للتخلص من فيروسات التروتسك العربي المتصهين وغير العربي الصهيوني الآخر؟.
نعم وهو الذي أسّس لدولة مع الصهيونية هذا التروتسك، حيث يجري التثقيف على قدم وساق لمسارات الدمج المختلفة، اذاً ثمة ماركسيّة ثقافوية في اطارات التصهين والتأكرن .
نواة الجيوش الأمريكية وأركان كوادرها وقياداتها، ما زالت تعتبر أنّ مجموعات القاعدة ومجتمعات الدواعش والمجاميع الأرهابية الأخرى، وفرق ما تسمى بالخوذ البيضاء القاعديّة الأرهابية، والتي هي(أي الخوذ البيضاء)تعبير حقيقي وحي على ازدواجية السياسات الامريكية، والتي أسّستها المخابرات البريطانية الخارجية عبر أحد ضبّاطها، وصرفت عليها المال الكثير لغايات التدريب والاعداد، خياراً قابلاً للتحالف مع واشنطن وحلفائها بشكل مستمر، لتوجيه ضربات لاحقة وحالية لسوريا مع بدء معركة تحرير ادلب من الأرهاب المعولم، لضرب أركان الجيش العربي السوري والبنى التحتية الأستراتيجية له، بعد الاعداد لفبركات لمسرحيات كيميائية في ادلب ولصقها بدمشق كذباً وزوراً وبهتاناً، لتبرير لعمليات عسكرية جديدة.
وهذا ما تفعله الان في أوكرانيا، عبر فن صناعة الكذب والافتراء والمسرحيات وأفلام هوليوود، لشيطنة الفدرالية الروسية وكارتلات حكمها المختلفة وشيطنة الجيش الروسي.
الحدث الأوكراني هو نتاج الحدث السوري والدور الروسي الايجابي فيه، وبالروسي: سقوط كييف – أوكرانيا بيد الناتو وأمريكا، عبر دواعش أوكرانيا النازيون والفاشست الجدد يعني سقوط موسكو، وسقوط دمشق يعني سقوط موسكو أيضاً، ويعني سقوط طشقند في أسيا الوسطى، وسقوط غروزني في القوقاز بيد دواعش الماما الأمريكية، وفي الذاكرة الروسيّة الحيّة: ذكرى مدرسة بيسلان وذكرى مسرح موسكو حاضرتان، وموسكو وبلغه عسكرية متدرجة جديدة جديّة هذه المرة ومباشرة قالت: تعالوا نضع قواعد النظام العالمي الجديد، وأي خيار آخر يعني دوّامة الوهم التي تبتلع الكلّ في الكلّ بالكلّ، وفي لحظة الضياع الأمريكي(التواطؤ الأمريكي)الروس قالوا كلمتهم صراحةً كالشمس والقمر، وتبعهم بعض الأوروبيين، فمتى يلحق بهم البعض العربي المتردد؟.
يبدو أن العالم ذاهب إلى استمرار الصراع عبر الحدث الأوكراني وقبله السوري، حيث ثمة رعاية أمريكية عبر ادارة جوزيف بايدن لفكرة الأصولية التي تنتشر كالنار في الهشيم في كل المذاهب والأيدولوجيات وتغزو العالم، وثمة هلال سلفي لا هلال شيعي، تبدأ ملامحه من مشيخات الخليج وصولاً الى شمال أفريقيا، الانسان يريد أن يقتل أخيه الانسان لأنه مّل دعوات المحبة والأخوة والمساواة في الخلق، ويريد أن يعود إلى طباع جده الأول قابيل القاتل المنتصر على أخيه هابيل، فما يشهده عالمنا اليوم من قتل وانتهاك واستعداء وكراهية يدل على ذلك، في حين أن هذه الأشياء تعتبر الغذاء الأشهى للنزعات الأصولية، لتتقوى ويشتد عودها في كل الأديان و المجتمعات، والمتابع اللمّاح يدرك هذا جيداً، حيث أنّ انحباس الأحقاد وكبت الكره أصبح ظاهرة خطيرة تهدد العالم، أكثر من ظاهرة الاحتباس الحراري، ويمكن تلمّس أثارها بدءً من شمال العالم، مروراً بالشرق الأوسط، وصولاً إلى جنوب الكرة الأرضية.
وأمريكا تعود بقوّة إلى سلفيتها و أصوليتها المعهودة، وتخصصها في مجال الإبادات الجماعية وإراقة الدماء، أنّهم مولعون بإشعال فتيل الحروب، قاموا بإبادة الهنود الحمر معلنين بداية جديدة، واليوم يسعون وراء إبادة جماعية أخرى لشعب أوكرانيا عبر النازيون الجدد القوميون الأوكران، علّهم يعلنون بداية عالم جديد بدأوا يتحسّسون أنه يخرج عن سيطرتهم، أجدادهم الأوربيين حدّث ولا حرج، يلهثون اليوم لخوض أي حرب تحفظهم من التشتّت والتفتّت وضياع دولهم، لذلك هم يصرّون بقوّة على تخريب أوكرانيا نكاية بروسيا، كما يصرون على تخريب سورية قلب الشرق وتاجه، ودعم الأصوليين والسلفيين مشابهيهم في الطباع والصفات.
واشنطن تعاني من HOMESICK لماضيها الدموي شوقاً وحنيناً، وروسيّا تتمسك بالشرعية الدولية وقواعد القانون الأممي وعمليتها في أوكرانيا عملية عسكرية خاصة مشروعة وجودية للقضاء على النازيين الجدد والفاشست ولمنع حرب عالمية ثالثة قد تكون نووية، وتعرف أنّ الهدف النهائي هي بالأساس ومعها الصين وايران وترد هنا وهناك وفي كل الساحات وعلى كافة المسارات سرّاً وعلناً، وتحظى باسنادات صينية تتعاظم لدرجة تموضعات صينية عسكرية قادمة ولكن بهدوء.
العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، هي عاصمة طبقة مجرمة ارهابية في عروق مجتمع كارتلات الحكم الولاياتي في الداخل الأمريكي، تستخدم الحروب لتحصد دماءَ الأمريكيين والضحايا لأدواتها من الشعوب الأخرى، لتشنَ حروباً خارجية للهيمنة على الموارد والسيطرة السيكولوجية الداخلية، بحيث يتم تطبيق إجراءات حربية بشكل روتيني بهدف خداع الجماهير وتركها في حالة من الصدمة والتحرك الدائم باتجاه الاستعمار الخارجي ضد مجموعات مستهدَفة، ترغب واشنطن وشركات النفط الغربية في الاستيلاء على مواردها الطبيعية، وسرقة أراضي شعوب العالم الثالث لتمرير خطوط الأنابيب الاستراتيجية عبر آسيا الوسطى.
يعمل قادة واشنطن بشكل روتيني على استحضار فكرة وجود مخاطر خارجية تهدد الأمة في محاولة ساخرة لبناء عقيدة لدى الجمهور الأمريكي، يتم من خلالها تفحص موارد الأمم الأخرى(من قبل العقائد التنفيذية)بصفتها ملكاً للأمريكيين، وتعمل أرباح شركات الأسلحة على نقل الثروة من القطاع العام إلى القطاع الخاص، وتفرض الضرائب على غالبية الطبقة العاملة والوسطى، بينما يعاني الفقراء والمحرومون من البطالة لغياب فرص العمل.
ليندسي جراهام السيناتور الأمريكي، دعى لأغتيال فلادمير بوتين، كونه مفطوم هذا الليندسي، على أكذوبة أنّ بوتين وحده يحكم روسيا، وباغتياله تتغير روسيا، هكذا تعود اعلام وثقافة وآكاديميا الغرب، بأنّ عدوها فرد تراه ديكتاتوراً، لقد بدؤا بجمال عبد الناصر وصدّام حسين والأسد والقذافي واليوم فلادمير بوتين، انّ الغرب مريض التفكير…. ونذكر ليندسي جراهام بتاريخ دولته في هذا الملف ونقول:
إنّ قتل واغتيالَ المدنيين، حدث روتيني في عقيدة الحرب على التمرد المضاد، فقد اغتالت “سي آي إيه”، أو خططت لاغتيال، أكثر من 50 زعيماً أجنبياً، في تشيلي، والعراق، وليبيا، وبَنما، والسلفادور، وسوريا، وفلسطين المحتلة، ولبنان، وروسيا، وايران. ويمكن للاغتيالات، أو مؤامرات اغتيال القادة والكوادر، أن تأخذ أشكالاً مثل أساليب تفجير الطائرات التي تتواجد على متنها شخصيات مستهدفة من قبل “سي آي إيه”، أو دعم الفصائل العسكرية التي يدفعها كرهها للجنرالات الذين يتمتعون بشعبية كبيرة إلى محاولة اغتيالهم، كما تستخدم “سي آي إيه” فرق الموت لقتل المعارضين السياسيين والقادة الدينيين الداعمين للفقه التحرري من أمثال الأسقف روميرو، لكنها تشارك أيضاً في عمليات اغتيال وحشية لسياسيين وجنرالات يقاومون، أو لا يتماشون مع أهداف السياسة الخارجية للمجمع العسكري- الصناعي أو الشبكة النقابية الإجرامية لمافيا “سي آي إيه”، من أمثال رافايلو تروجيللو (جمهورية الدومينيكان)، ونغو دينه دييم(فيتنام). إنّ “سي آي إيه” تعمل كملحق للآلة الحرب الإجرامية الجماعية وتقوم بحماية ثروات النخب المهيمنة على “وول ستريت”، يتم قتل المدنيين الأبرياء مع استهتار كبير بحقوق الإنسان والسيادة، إذ يتم ذبح النساء والأطفال من قبل الجيش الأمريكي و “سي آي إيه” التي تعمل على اغتيالهم من خلال أساليب على غرار “عملية فينيكس” التي تقوم على برامج معسكرات الاعتقال ومكافحة التمرد، كما تعمل عبر البنتاغون على الأبادة الجماعية بحجة محاربة داعش، كما جرى في الرقّة السورية وفي محيط دير الزور وفي قريتي الشعفة وهجين السوريتين.
إنّ معاداة الأشتراكية والشيوعية هي المحرك الرئيس للسياسات الأمريكية في العالم، التي تعمل على قتل بلدان العالم الثالث الأصلية، هذا فضلاً عن التدخل في عملياتها الانتخابية و تدمير بناها التحتية. إنّ صفقات الأسلحة عامل روتيني في شرح هذه العملية، حيث تتم التضحية بحقوق السكان الأصليين لصالح الأرباح المتأتية من بيع الأسلحة، والغزو الأوروبي العرقي، والحرب الدائمة تحت الراية الوطنية التي ترفرف فوق فرق القتل التي تذبح المدنيين من أجل الدولارات الملوثة بالدماء التي يجنيها المساهمون.
كما يطال القبح الذي يميز الحرب الإمبريالية الأمريكية التعذيب في نظام سري في القواعد حيث يتم تعذيب الرجال بلا أية محاكمات أو إجراءات قانونية في ظل الدستور الأمريكي.
كما أن القنابل الأمريكية عامل روتيني آخر في زهق الأرواح البريئة، وتبين كيف يعمل دافع الربح على تقويض أي قيمة للأعراق الأخرى بصفتها زائدة عن الحاجة. أمّا المحتجون الذين يتجمعون بالقرب من مواقع قواعد الطائرات الآلية، حيث تعمل أنظمة القيادة والسيطرة على القتل الروتيني للمدنيين في باكستان واليمن والصومال وأفغانستان والعراق والفيليبين والنيجر وسورية، فيتم التعاطي معهم بصفتهم مجرمين حيث يواجهون أحكاماً بالسجن، بينما يبقى المجرمون المرضى الذين ينفذون أوامر مجرمي الحرب في الدولة طلقاءَ يقتلون المدنيين الذين لم يروا وجوههم أبداً.
تستخدم الدولة البوليسية الحجج العقلانية في إبادتها للمجموعات الأخرى بناءً على أعراقها، وتعمل على تعميم الفكرة القائلة إن الهجمات موجهة ضد عرق أشبه بالحيوانات أو الحشرات بحيث يتم تقنين التفكير العقلاني في دوائر ضيقة تتوجه نحو القتل ونهب الثروات أو احتجاز تلك المجموعات في معسكرات الاعتقال.
فقد أنفق البنتاغون ملايين الدولارات على إطلاق عملية مكافحة الإرهاب الداخلي في الولايات المتحدة على شكل فرق شبه عسكرية تشمل عدة وكالات فدرالية وحكومية ومحلية.
ويمكن أن تهدف الخطة إلى معالجة الاضطرابات الداخلية لقمع الشعب الأمريكي في حرب إبادة على غرار الحالة التاريخية في بلدان العالم الثالث بإشراف الدولة البوليسية الأمريكية الإمبريالية.
فقد عمل “مكتب السلامة العامة” بمثابة واجهة لوكالة الاستخبارات الأمريكية وهو فرع من “يو إس إيد”، التي تدير برامج النشاطات المدنية التي تشكل غطاءً لاختراق “سي آي إيه” للمجموعات المستهدَفة التي تقاوم الإبادة الإمبريالية الأمريكية.
ويتم إعطاء الأوامر لشبكات المخبرين باستهداف واغتيال القادة الثوريين بشكل عام.
العبودية والحرب متشابهان، كما في حالة معتقلي غوانتانامو، حيث تم بيع الكثير من هؤلاء الرجال إلى الولايات المتحدة والناتو من قبل أمراء الحرب التابعين لحلف شمال الأطلسي.
ولا يزال هؤلاء الرجال في معسكرات الاعتقال في “باغرام” و “غوانتانامو” ومواقع سرية في الصومال, حيث يتم تعذيبهم بالإغراق بالماء والإطعام القسري.
إنّ الدولة المهددة بالحرب على الدوام لا تتماشى مع الحكم الدستوري، كما أنها لا تنسجم مع المجتمع الديمقراطي. إنّ خلق الأعداء الدائمين وتحريك الشعب ضدهم بشكل متواصل يولد الخوف والكراهية والتسلح، حيث يتم اختبار الأسلحة الجديدة على المجموعات المستهدفة سواء في العراق، أو بنما، أو فيتنام، أو أفغانستان أو في سورية أو في لبنان حالياً ولاحقاً.
على خلاف ما يعتقد الكثيرون حول الغزو الأمريكي لأفغانستان، لم يكن الغزو يستهدف أولئك الذين نفذوا هجمات أيلول، بل لبناء خط أنابيب لنقل نفط بحر قزوين من تركمستان، عبر أفغانستان، وإلى الموانىء الباكستانية بالقرب من المحيط الهندي.
فبين سورنة الحدث الأوكراني، وأكرنة الحدث السوري، وبين الروسنة الروسيّة والأمركة الأمريكية، والأيرنة الأيرانية، باشتباكات متعددة وعلى مدارج الخطوة خطوة من الصيننة بشراسة صامتة، وسعي عميق من فلسفة ومسارات الأتركة، وغياب قصري وذاتي كلي للعرب، حيث الطبخة أمريكية والحطب تركي والوضع بوضعيات الكاماسوترا عسكرياً في الشمال السوري وفي الشرق السوري – شرق نهر الفرات بالقرب من قاعدة التنف، حيث واشنطن تسعى لأنشاء اقليم شرق نهر الفرات بحكم ذاتي موسّع بوجود عسكري سعودي اماراتي، وبالتالي المنطقة مفتوحة على كلّ شيء الاّ الاستقرار(الان يتم تسخين الجنوب السوري). حيث ميليشيا ما تسمى بقوّات سورية الديمقراطية(قسد)تسيطر على مناطق شرق نهر الفرات، والبالغ مساحتها 28 ألف كم أكثر من ثلاثة أضعاف مساحة لبنان بدعم اليانكي والكابوي الأمريكي، وعبر ما يسمى بالتحالف الدولي غير الشرعي الذي تقوده واشنطن(الأردن جزء منه)، تحالف البرغر كينج والماكدونلدز، وانسحبت منه بلجيكيا والنرويج.
وحسب اتفاقيات منع التصادم الروسيّة الأمريكية، تم التفاهم على تقاسم العمل الميدان العسكري، بحيث شرق نهر الفرات لأمريكا، وغرب نهر الفرات لسورية وحلفائها، فعبرت ميليشيا قسد نهر الفرات وسيطرة على الطبقة وسد الطبقة بدعم أمريكي مثير، مقابل عبور القوّات السورية والحليفة والرديفة والصديقة النهر والسيطرة على مدينتي البوكمال والميادين.
ارتكب ما يسمى بالتحالف الدولي بقيادة واشنطن مجازر عديدة، منها مجزرة في قرية الشعفة بريف دير الزور استشهد فيها أكثر من 30 مدنيا معظمهم من النساء والأطفال، وذكرت مصادر أهلية أنّ ما يسمى بطيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من خارج مجلس الأمن بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، قصف منازل الأهالي في بلدة الشعفة بريف دير الزور الشرقي، وتسبب باستشهاد أكثر من 30 مدنيا أغلبهم من النساء والأطفال وهذا ما أكّدته تقارير منظمة العفو الدولية مؤخراً.
ولفتت المصادر الى أن حصيلة الشهداء قابلة للارتفاع نتيجة لحجم الدمار الذي خلفه اعتداء طيران ما يسمى بالتحالف الدولي في منازل وممتلكات أهالي القرية، حيث يتعاون الأهالي على إزالة الأنقاض بالوسائل البسيطة المتاحة لانتشال جثامين الشهداء والبحث عن ناجين.
كما استشهد خلال ارتكاب تلك المجزرة، أكثر من(100)مدنياً، جلّهم من الأطفال والنساء في قرية الشعفة وبلدة هجين، بحجة استهداف ما يسمى بطيران التحالف الدولي لإرهابيي “داعش” في المنطقة.
هذا وطالبت كل من سورية وروسيا والصين وايران مرارا، وعبر عشرات الرسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن بالتحرك الفوري لوقف الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها طيران ما يسمى بالتحالف الدولي غير الشرعي بقيادة الولايات المتحدة، واتخاذ ما يلزم لإنشاء آلية دولية مستقلة ومحايدة للتحقيق في هذه الجرائم ومعاقبة مرتكبيها.
وتزعم واشنطن التي شكلت ما يسمى بالتحالف الدولي من خارج الشرعية الدولية ودون موافقة مجلس الأمن منذ آب 2014م، بأنها تحارب الإرهاب الدولي في سورية، على حين تؤكد الوقائع أنها تعتدي على البنية التحتية لتدميرها وترتكب المجازر بحق المدنيين، وعملت على ابادة الرقة وريف دير الزور الآن.
أمريكا تربط إعادة اعمار سورية بالانتقال السياسي بشرط اصلاحات دستورية محددة، وترسل مجموعات دبلوماسية للعمل بجانب العسكريين الأمريكيين في مناطق في الرقّة وفي مناطق شرق نهر الفرات لتأسيس اقليم شرق نهر الفرات بحكم ذاتي موسّع، لذا تعمل على زيادة تسليح ميليشيا قسد ورفع عددها من 25 ألف الى 35 ألف عنصر وتدريبها، لتغيير دورها ووظيفتها، لتتحول الى جيش نظامي.
كما تعمل على تقوية المجالس المحلية المدنية التي تحكم المناطق المحررة من داعش كما تزعم واشنطن، فكان مجلس الطبقة ومجلس الرقّة ضمن التصور الأمريكي والغربي المستقبلي لهذه المناطق، وتدعوا حلفائها الأغنياء من العرب(السعودي والاماراتي)ومعهم بعض الغربي لاعادة اعمار الرقة عبر التحالف الذي تقوده من جديد، بعد أن أبادة الرقّة عن بكرة أبيها عبر تحالفها غير المشروع، ولغايات التغطية على جرائمها هناك، لتحويلها الى لاس فيغاس الشرق، وتحذيرات روسية متصاعدة للغرب من التعمية والتظليل على ما جرى من حرب ابادة بحق الرقة وبحق دير الزور وريفها وشعبها هناك بحجة محاربة داعش.
وتعمل واشنطن على تعزيز الخدمات والبنية التحتية والأفادة من الموارد الطبيعية الموجودة في الرقّة وفي مناطق شرق نهر الفرات، وتتمثل في مصادر النفط والغاز والزراعة والمياه، حيث ميليشيا قوّات قسد كمرتزقة تسيطر على أهم حقول النفط والغاز وأكبر السدود السورية المائية، كما تعمل على تدريب الأجهزة الحكومية والقضائية السورية هناك.
وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية تسعى الى تواجد عربي عسكري عبر السعودي والأماراتي في شرق نهر الفرات، ولذلك دلالات ذات عمق: حيث الحكومة السورية اليوم أقوى من أي وقت مضى وهي قادرة مع حلفائها القضاء على التنظيم الإرهابي الداعشي شرق الفرات، ولكن الواضح أن واشنطن لا تريد أن يتحقق ذلك فتخرج أمريكا من سوريا ذليلة وكأنها لم تفعل شيئاً، وفي الوقت نفسه لا تريد واشنطن المزيد من الخسائر هناك على المستوى المادي وعلى مستوى الأرواح، لذلك وجدت في القوات العربية(السعودية والأماراتية)ملاذاً آمناً لإكمال خطتها في زعزعة الاستقرار داخل سوريا، فهي من ناحية توفر تمويل القوات هناك وتخلق حالة فوضى جديدة في الجسد العربي وتأجج الخلافات بين الدول العربية، خاصة وأن هذه القوات تتواجد على الأراضي السورية حتى دون أخذ الإذن من دمشق لدخول أراضيها.
والقوات العربية التي تسيطر عليها كل من الإمارات والسعودية أدركت أن الأمور لم تعد في مصلحتها، وأن كل المال الذي قدمته للجماعات المسلحة في سوريا ذهب هباءً منثوراً واختفى أثر هذه الجماعات تقريباً، وفي نفس الوقت علاقتها مع دمشق لم تعد كسابق عهدها وأصبحت معدومة تقريباً، لذلك أقدمت كل من الإمارات والسعودية على أمرين: الأول: التواصل مع دمشق عبر قنوات سرية(الاماراتي لاحقاً علناً وأقام سفارته في دمشق)وحسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، فإنه بعد مرور عشر سنوات على إقصاء سوريا من المشهد، تستعيد دمشق بهدوء وضعها السابق بصفتها مُحَكِّماً أساسياً في الصراع الإقليمي للسيطرة على الممرات الاستراتيجية في الشرق الأوسط.
فعلى سبيل المثال أعلنت دولة الإمارات أنها استعادة العلاقات كاملة مع الحكومة السورية، وهذا ما تم حيث هناك سفارة وسفير اماراتي، وبفتح معبر نصيب على الحدود بين الأردن وسوريا بشكل كامل هذا الاوان، افتتاحه كاملاً على جانبي الحدود منذ اندلاع الحرب السورية، أصبح يمرّ عبر سوريا الآن طريقٌ يصل تركيا بالأردن .الثاني: إرسال قوات إلى سوريا – من السعودية والامارات، كنوع من التهديد الضمني في حال لم تقبل دمشق إعادة العلاقات وتطويرها مع هاتين الدولتين، أو ربما يتحوّل ذلك فيما بعد كشرط لإخراج القوات من سوريا.
الأمر الأهم هو أن هاتين الدولتين تبحثان عن إخراج إيران من المشهد السوري بأي طريقة كانت، والأمر الآخر أنهما لا تريدان لقطر وتركيا أن تتمكنا من اقتسام الكعكة دون أن يكون لهما حصة بها.
احتواء الأزمة السياسية العالقة على هذا النحو ليس بالأمر الجيد خاصة وأنه يأتي بشروط تعجيزية الجميع يعلم بأن دمشق لن تقبل بها وبالتالي الأحرى بهذه الدول ترك الشعب السوري يقرّر مصيره ويختار مستقبله بنفسه.
الأمريكي وعبر حلفائه يعمل على توفير حماية حيوية لهذه المناطق شرق نهر الفرات في مواجهة الخطر الأيراني عليها، مع ابقاء القواعد العسكرية هناك، خمس قواعد بعدد 3000 بين جندي وخبير، مع مجموعات دبلوماسية تزيد عن 200 دبلوماسي مخابراتي، وتأسيس غرف عمليات مشتركة مع ميليشيا قسد، كل ذلك لتوفير الأعتراف العسكري والسياسي والدبلوماسي والقضائي لهذه المناطق مع تطويرات لمطار اميلان العسكري، حيث لا مركزية لهذه المناطق مع دمشق والهدف اضعاف المركز في العاصمة.
كما تدفع واشنطن باتجاه مشاركة ميليشيا قسد والجسم السياسي لأقليم شرق نهر الفرات في العملية السياسية في جنيف وتحت اشراف الأمم المتحدة، وهذا ما تعارضه تركيا بعمق، حيث لا تقبل أي مشاركة لقوّات الحماية الكردية وذراعها السياسي حزب الأتحاد الديمقراطي الكردي في أي دور سياسي، والولايات المتحدة بجانب توفير الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي لأقليم شرق نهر الفرات وسيطرة ميليشيا قسد عليه، تعمل على توفير حماية لأقليم عفرين ومنبج لتحقيق سلّة أهدافها من تأسيس اقليم شرق نهر الفرات، والتي تتموضع في التالي: التأكيد لإيران أنّ واشنطن لن تقبل تسليمها سورية وشرقها، وتحسين الموقف التفاوضي مع دمشق وموسكو حول العملية السياسية الجارية، وتقوية الموقف التفاوضي للكرد كتروتسك صهيوني خوزمتجي مع دمشق بقبول روسي لهذا الأمر، مما يؤشّر على اقامة علاقات تخادم مصالح بين ميليشيا قسد والجيش الأمريكي والجيش الروسي، حيث العلاقات طيبة بين ميليشيا قسد والجيشين الأمريكي والروسي.
الأرهابيون، والمسلّحون الأرهابيون في أدلب هم جيش العاصمة الأمريكية واشنطن الجديد والآداة المتجددة للبلدربيرغ الأمريكي، عمودهم الفقري كل من جبهة النصرة ونور الدين زنكي وأشرار الشام(اخوان الصفا السوري وكمال الليبواني)، وهم هؤلاء الأداة الأسلامية لواشنطن في الغزو وتغيير الوقائع وموازين أخرى، حيث الهدف انتاج خرائط وترسيمات حديثة تلبي مصالح العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، لكي تضمن سيطرتها وتفردها في ادارة العالم، وهزيمة كل من يقف في وجه مصالحها، أو مشاغلته واستنزافه في الحد الأدنى كخصم وعدو(فالطبخة أمريكية والحطب تركي بامتياز).
سورية بديكتاتورية جغرافيتها السياسية، وموردها البشري ونسقها السياسي وجوهره “توليفة” حكمها السياسي، تعد بالنسبة للغرب بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية وعبر حلف الناتو الحربي، المدخل الأستراتيجي للسيطرة وبتفوق على المنظومة العسكرية الأممية الجديدة المتشكّلة بفعل المسألة السورية، ولأحتواء الصعود المتفاقم للنفوذ الروسي الأممي، والنفوذ الصيني وتقاطعهما مع ايران، والساعون جميعاً الى عالم متعدد الأقطاب عبر فعل ومفاعيل الحدث الدمشقي، وصلابة مؤسسات نواة الدولة الفدرالية الروسية ازاء ما يجري في الشام من صراع فيها وعليها وحولها، فالروس يصحون وينامون ويتسامرون على وقع أوتار ما يجري في سورية والان في أوكرانيا.
والعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي وبتوجيه من البلدربيرغ الأمريكي وعبر المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، تبني آمال كبيرة مع (تعويلاتها)الأفقية والرأسية على حليفها الشرق الأوروبي(أوكرانيا) بسلطاتها وكارتلاتها العسكرية والأقتصادية، ودورها الكبير في تهديد كينونة ووجود الفدرالية الروسيّة واعاقة صعودها الهادىء والثابت والمتواصل، عبر جعل أوكرانيا مستنقع استنزاف لموسكو، ونشر القدرات العسكرية الأمريكية المختلفة وقدرات حلفائها في الناتو، وتوظيفها وتوليفها في اشعالات للثورات الملونة من جديد، وعلى طريقة ما سمّي بالربيع العربي كي تجعل من الجغرافيا الأوكرانية وعبر حكّامها النازيون الفاشست دواعش أوكرانيا، المستنسخون الذيليون للكابوي الأمريكي، كحاجز رئيسي في الفصل بين الفدرالية الروسية وشرق أوروبا القارة العجوز المتصابية، ما بعد ضم القرم الى روسيّا عبر استفتاء شعبوي ديمقراطي نزيه، بعد خسارة واشنطن والناتو من ميزات استخدام السواحل الأوكرانية في السيطرة والنفوذ على منطقة البحر الأسود، بسبب تداعيات الضم الروسي لقرمه عبر استفتاء شعبوي عميق.
حيث تعمل الولايات المتحدة الأمريكية الآن – ادارة بايدن وبشكل صريح وواضح بالتعاون مع “اسرائيل” في أوكرانيا بعد ضم القرم، تمثل تجليات عملها العسكري والمخابراتي والسياسي والدبلوماسي، وفي المعلومات المتقاطعة: وقبل بدء الحرب الروسية الأوكرانية الأطلسية الحالية بشهرين، وعبر تسريبات اعلامية مقصودة تفيد: أنّ زيارات سريّة لكوادر وكالة الأستخبارات الأمريكية الى كييف، برفقة ضبّاط من الموساد الأسرائيلي ومن أصول روسية وأوكرانية وخبراء من شعبة الأستخبارات العسكرية الأسرائيلية، في خطوة استفزازية لموسكو وحواضن النفوذ الروسي في الداخل الأوكراني الساخن، فظهر التصعيد في مضيق كيرتش وبحر أزوف وهو بحر داخلي بالنسبة لروسيا، وتصعيد عميق كان في مناطق شرق أوكرانيا وقبل بدء الحرب الحالية، مع امتدادات لهذا التصعيد لجهة الجنوب الشرقي لأوكرانيا، وعبر استخدامات لبعض قطاعات الجيش الأوكراني المتحالف مع كارتلات اقتصادية وأمنية ذيلية لواشنطن في كييف ضد المدنيين الموالين للروس في أقاليم شرق أوكرانيا وجنوبها.
و“اسرائيل” الكيان الصهيوني، تقوم الآن بدور خطير في أوكرانيا، فالغرب وأمريكا يستخدمان أوكرانيا كدميه في اللعب الجيوسياسي مع روسيّا، كما نجح الغرب وأمريكا في جعل سلطات كييف تخوض حرب بالوكالة عنهما ضد روسيّا وأمنها القومي، تماماً كما يفعلان في الحدث السوري عبر دفع الأتراك وبعض مملكات القلق الخليجي وبعض عرب وزومبياتهم الأرهابية لتدمير الدولة الوطنية السورية.
وروسيّا تعتبر أوكرانيا – كييف بسلطاتها الجديدة ودول شرق أوروبا الأخرى، بمثابة القاعدة الأمريكية الأسرائيلية المتقدمة في استهداف موسكو من جهة، كما تؤمّن وتحفظ هذه القاعدة الأمريكية الأسرائيلية سيطرة واشنطن على الموارد النفطية الموجودة في منطقة بحر قزوين وآسيا الوسطى، وهل هو بحر مغلق ام بحيرة؟ كون تحديد وصفه هذا يبين الأساس القانوني البحري، لتقاسم الثروات وحسب مقتضيات القانون البحري الدولي والأتفاقيات بين الدول، ليصار في النهاية لتقسيم الثروات الطبيعية الزاخره في عمقه، وايران طبعاً حاضرة بقوّة بوصفها دولة مطلة على هذا البحر، الذي تفوق جودة نفطه وغازه عن جودة نفط وغاز الخليج في المنطقة العربية.
انّ ما يقلق العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، هو قدرة وامكانيات روسيّا الكبيرة، في توفير خيارات استراتيجية بديلة على مجمل قطاعات المجتمع الدولي وقطاعات المجتمعات العربية ومشاكلها مع الآخر، وهذا من شأنه كما يتحدث معظم الخبراء أن يضعف الدور الأمريكي على العالم وفي الشرق الأوسط، بعبارة أخرى وكما أحسب وأعتقد، أن يضعف ويقلّل من الدور الرعوي الديكتاتوري المغلّف بغلاف الديمقراطية والحرية وحقوق الأنسان والحاكمية الرشيدة، لواشنطن على العالم وقلبه الشرق الأوسط، وقلب الأخير سورية بنسقها السياسي ودكتاتورية جغرافيتها.
وهذا القدر الروسي المتصاعد من شأنه أيضاً من الزاوية الأميركية، أن يدفع الكثير من الدول والساحات وخاصةً في العالم العربي الى العلاقات القوية والمتينة مع موسكو، وعلى قاعدة التنويع في العلاقات الدولية المتوازنة.
وما يقلق الأمريكان كذلك، أي تحالف ألماني روسي، فواشنطن وكما ذكرنا تسعى الى ابعاد أوروبا مجتمعةً عن روسيّا والعكس أيضاً وبأي طريقة، ولهذا الموقف الأمريكي أبعاد استراتيجية مركبة، فنلحظ ونرى ونلمس دفعاً أمريكيّاً لألمانيا للتورط بالحدث الأوكراني سياسيّاً واقتصادياً وأمنياً وعسكرياً، رغم مقاومة ألمانيا لهذا الدفع الأمريكي الجنوني، واجتراحها وحفرها قناة مستقلة مع موسكو بعيداً عن شقيقاتها الأوروبيات.
المعطيات والوقائع الجارية الموضوعية تتحدث بعمق، بأنّ نواة الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية(البلدربيرغ)، والمجمّع الصناعي الحربي الأمريكي والحكومة الاتوقراطية فيه، والشركات المتعددة الجنسيات التابعة له كاحدى الأدوات التدخليه في جلّ ساحات المعمورة، ان لجهة القويّة، وان لجهة الضعيفة منها، يستثمرون في تفاصيل الوقت ومنحنياته، عبر رهانت تفاقمات وعقابيل الأستثمار في دم الأيديولوجيا وحروب الوكالة لأنتاج الأرهاب، من خلال الحركات الجهادية السلفية التكفيرية، وتحالف المسيحية الصهيونية، واليهودية الصهيونية، وبعض بعض العرب والمسلمين المتصهينيين معها وستستمر بأثر مستقبلي، الى أن يحدث التفاهم الدولي على جلّ سلال المصالح المشتركة المتعددة.
ان بخصوص إيران وتداعيات التصعيد الأمريكي البايدني الصامت رغم مفاوضات فينا(نسبة للرئيس جوزيف بايدن)، واحياءات لفوبيا ايران من جديد لغايات الأستحلاب المالي لدى مشيخات القلق العربي على الخليج، والمسألة السورية وتطورات ميدانها العسكري لصالح دمشق، والمسألة العراقية وانجازات الجيش العراقي والحشد الشعبي والقوى الحليفة لهما، والمسألة الليبية بعناوينها المختلفة والفعل الروسي بمفاصلها، وعمليات اللعب في ساحات دول المغرب العربي وخاصةً الجزائر، عبر تنظيم دامس( ما يسمى بتنظيم الدولة الأسلامية في دول المغرب العربي)، وباقي المسائل والبؤر والمنحنيات الساخنة، فهم(أي الأمريكان)مبدعون بإستراتيجية الاستثمار بالوقت، على مجمل العلاقات الدولية في المنطقة والعالم من الزاوية الولاياتية الأمريكية الصرفة، وعلى طول خطوط العلاقات الروسية الأمريكية الغربية، والصينية الأمريكية الغربية ووكلاء الأمريكي في بحر الصين الجنوبي، فهناك حالات من الكباش السياسي والعسكري والاقتصادي والدبلوماسي والأمني الإستراتيجي تتعمّق بشكل عرضي ورأسي، وتضارب المصالح والصراعات على أوروبا والحدائق الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية، في دول وساحات أمريكا اللاتينية وحلفها، ومثيلتها الحدائق الخلفية للفدرالية الروسية وحلفها، والمجالات الحيوية للصين واستخدمات أمريكية جديدة للياباني ازاء الروسي بخصوص جزر الكورال المتنازع عليها بين روسيّا واليابان، مع توظيفات للفيتنامي والفلبيني والماليزي وسلطنة بروناي في مواجهات مع الصيني على السيادة على بحر الصين الجنوبي، ضمن استراتيجية الأستدارة الأمريكية نحو أسيا وغربها وجنوب شرقها، بعد أن أوغل وأدمى الأمريكي وما زال قلب الشرق سورية، بتوظيفات لوكلائه من بعض العرب وخاصةً من عرب روتانا الكاميكازيين وبعض المسلمين.
منزل – عمّان : 5674111 خلوي: 0795615721
سما الروسان في 6 – 3 – 2022 م.
هاتف المنزل: 5674111 خلوي : 0795615721
*عنوان قناتي على اليوتيوب – طالباً الأشتراك بها حيث البث المباشر اسبوعيّا عبرها لشرح اشتباكاتي السياسية، وآخر التطورات المحلية والأقليمية والدولية – ضع على محرك البحث على اليوتيوب التالي: طلقات تنويرية.
https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A
التعليقات مغلقة.