العالم قد يتجه نحو تعدد الاقطاب بعد الازمة الاوكرانية / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الأحد 6/3/2022 م …




اثبت تصويت الجمعية العامة  للامم المتحدة الاخير على مشروع قرار يدين العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا ان العالم سئم الاعيب الغرب وان هناك مؤشرات على تحالف روسي  صيني قد يفضي الى  بروز قطب دولي  واسع  اقتصاديا وبشريا وعسكريا  وجغرافيا  يحول دون انفراد الولايات  المتحدة بالعالم من خلال ضم العديد من الدول الى حلف  شمال الاطلسي “ناتو”.

وقد اعتبرت صحيفة  ناشونال انتريست ان رفض 35 دولة التصويت على القرار الامريكي  علامة مقلقة للولايات المتحدة التي هرولت نحو السويد وفنلندة لاضافتها الى دول  حلف ” ناتو” العدواني.

ان اكثر ما تخشاه واشنطن وفق  الصحيفة ان تساعد الصين روسيا على تجاوز مرحلة  الحظر والعقوبات التي فرضها الغرب ضد روسيا اثر العملية العسكرية في اوكرانيا

وبصرف النظركون ان الولايات المتحدة راضية لان التصويت كان لصالحها لكن بعض نتائج  التصويت كانت مثيرة للاهتمام والقلق لهدف واشنطن المتمثل في تشكيل تحالف عالمي لالحاق الاذى السياسي والمالي بالحكومة الروسية جراء عمليتها العسكرية في اوكرانيا.

وتشير المعلومات الى ان سياسة واشنطن العدائية ضد الصين وروسيا دفعت البلدين الى شراكة استراتيجية وثيقة.

لقد اثار استغراب الولايات المتحدة ان العراق لم يصوت الى جانب القرار كما ان الجزائر هي الاخرى لم تصوت له.

اما الهند فلم تحافظ على حيادها فحسب بل جلبت معها سريلانكا وبنغلادش.

وقد انتقد الرئيس الامريكي جو بايدن موقف الصين والهند بينما ذهب مسؤول في البرلمان البريطاني ابعد من ذلك عندمادعا الى معاقبة الهند جراء عدم تصويتها لصالح  مشروع القرار الامريكي الذي يدين روسيا.

حتى هذه اللحظة ورغم الكره البغيض للسياسة الامريكية المستهترة وتجميع حلفائها ضد روسيا لم تتصور واشنطن انها باتت منبوذة من شعوب ودول العالم التي تتوق للتحرر من الهيمنة الاستعمارية وان  شعب العراق الذي ترضخ سلطته  الحاكمة وبلاده للاحتلال لن يغفر للولايات المتحدة فعلتها المشينة بالتعاون مع بريطانيا غزو بلاده واحتلالها وقتل الالاف من العراقيين ونهب ثراواتهم وسرقة اثارهم التاريخية وتدمير بنية البلاد التحتية  .

اما بريطانيا الامبراطورية العجوز فلم يعد تصدق انها ” مجرد جزر بريطانية” بعد ان انحسر دورها الاستعماري وان لقبها ” الامبراطورية التي لاتغيب عن مستعمراتها الشمس لم يعد  له قيمة اللهم الا اذا استثينا انها تركت في كل بلد احتلته في السنوات الماضية بل زرعت فتنة فيه حتى تعود له متى تشاء وهذا هو ديدن لندن اليوم فتراها لاتصدق ان هناك قوى عظمى برزت على الساحة الدولية فهي لازالت تحاول ان تتعامل مع الهند الدولة النووية كمستعمرة مثلما تحاول ان   تتصرف مع الدول الاخرى الكبرى  بذات العقلية الاستعمارية البالية وهي نفسها تحولت الى مجرد خادم مطيع للاجندات الامريكية وتسخرها واشنطن كما تريد للاستفادة من خبراتها الاستعمارية القديمة على الساحتين الدولية وفي اروقة الامم المتحدة.

ان من اول افرازات نتائج العملية العسكرية الروسية  باوكرانيا  في حال تحقيق نتائجها   وفق اهداف القيادة الروسية سوف تتمثل بتشكيل تحالف دولي اقتصادي عسكري بشري واسع قوامه الصين وروسيا لتنضم اليه دول اخرى وان تصويت الامم المتحدة الاخير يؤكد ان سياسة القطب الواحد الذي تسعى له واشنطن وحلفائها  سوف يختفي و لم يعد  له قيمة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.