‏مرض عقدة تفوق الغربي وحرب اوكرانيا / جمانة الصانع

جمانة الصانع – الإثنين 7/3/2022 م …




أحسن صنعا مفتي سلطنة عُمان فضيلة العلامة أحمد بن حمد الخليلي باطلاقه تصريحات لاذعة ضد التصريحات العنصرية التي أطلقها مسؤولون وإعلاميون من دول غربية حول الأزمة الاوكرانية، معتبرا أن ما حدث هو درس يجب أن يعيه المسلمون، مضيفا في تغريدة على حسابه في تويتر إنه كان “للتصريحات التي أدلى بها بعض الغربيين في بيان الفرق بين المجتمعات الشرقية المسلمة، وبين المجتمع الأوكراني الأوروبي، الذي يحرصون على سلامته ومساعدته في محنته، ما يدعو أولي العقول إلى الاعتبار، متسائلا: فهل تفتحت عقول المسلمين على هذه الحقائق وتبينت هذه الخفايا؟!”.

هذه المقارنات من قبل بعض السياسيين والإعلاميين الغربيين أظهرت أن المجتمعات الشرقية في مقاييسهم متخلفة مفلسة من القيم الحضارية فلا تساوي عندهم شيئاً!

وصدق سماحة المفتي فمهما حاولوا تضليل العقول بالشعارات الزائفة التي يحملونها ويلوحون بها بين الناس من ديمقراطية وحرية ومساواة فإنهم يكنون من وراء ذلك ما يكنونه من تحقير للمسلمين وغير الاوربيين والاستخفاف بهم وعدم المبالاة بحقوقهم أو الاكتراث بمصيرهم.

فاذا كنت اوروبيا اشقر الشعر ملون العيون سيشجب العالم الاعتداء عليك وسيمدونك بالسلاح والمال والمتطوعين للقتال اما اذا كنت من دول منطقتنا المظلومة كسوريا والعراق وفلسطين فلا مشكلة في احتلالك وتهجيرك ونهب خيرات بلادك عن آخرها ثم رمي بعض الفتات لك او استقبالك كلاجئء يصرف عليك من اموال بلادك المنهوبة ثم يمنون عليك انهم يطعمونك ويسقوك.

في الازمة الاخيرة وتغطيتها الاعلامية بانت على فلتات لسانهم مشاعرهم الدفينة بالعداوة والبغضاء لكل ما هو ليس انجلو سكسوني، فمن مراسل سي بي اس نيوز الامريكية عندما وصف اوكرانيا بالاوربية المتحضرة وليست متخلفة كالعراق وافغانستان ومثل هذا الكلام خرج على العشرات من القنوات الاوربية، ومراسل بي بي سي وحتى للاسف مذيعي الجزيرة الانجليزية، ورئيس وزراء بلغاريا كلهم قالوا كلاما تفوح منه رائحة العنصرية النتنة واستبعادهم المقارنة اصلا بين عذابات الاوكرانيين وبين عذابات الفلسطينيين او العرب عموما.

عقدة تفوق الاوربي هذه فضحت عنصرية الغرب تجاه غير الاوربيين حيث ترخى الأيدي للقادمين من اوروبا لانهم يشبهونهم في اللون، وتغل ذات الايدي امام اطفال ونساء لانهم اتوا من فلسطين او العراق او سوريا او افريقيا

هي تصريحات أقل ما يقال أنها عنصرية مقيتة ومخزية تجاه كل ما هو غير أوروبي، ويجب على من يطلقونها العودة ودراسة التاريخ من جديد، بل ومراجعة الاطباء النفسيين، فهو والله مرض عقدة تفوق “الأوروبي” على الآخرين.

ناشطة حجازية ضد التطبيع

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.