الأسيرة الفلسطينية في يوم المرأة العالمي
احتفلت الإنسانية أمس باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من آذار/ مارس، واختارت منظمة الأمم المتحدة أن تجري احتفالات هذا العام تحت شعار “المساواة بين الجنسين من أجل غد مستدام” ومن الواضح أن هذا الخيار يشدد على جانب أول يخص ترسيخ حقوق المرأة بالمقارنة مع الرجل، وجانب ثان يشدد على دور النساء الاجتماعي عموماً وفي عمليات التنمية المستدامة خصوصاً.
وإذ تطغى هذه الأيام أخبار الاجتياح الروسي لأوكرانيا ومعها تتعاقب مشاهد التشرد والنزوح واللجوء فتحتل النساء موقع الصدارة من حيث المعاناة وتحمّل أعباء رعاية الأطفال والمسؤوليات الأسرية الأخرى الكثيرة، فإن الواجبات الإنسانية والأخلاقية والحقوقية تحتم الالتفات أيضاً إلى واحد من أشد ملفات يوم المرأة العالمي احتواء على الجور والقهر وانتهاك أبسط الحقوق، أي عذابات المرأة الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي عموماً، وأوضاع الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال ومعتقلاته خصوصاً.
ومؤخراً أصدر نادي الأسير الفلسطيني تقريراً خاصاً حول الأسيرات الفلسطينيات في سجن الدامون، والذي يعكس معظم صنوف الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في غالبية السجون والمعتقلات الأخرى، والتي تتراوح بين التعذيب والحرمان من العلاج وقطع الكهرباء والشروط غير الصحية في الزنازين وتعمد الإهمال خلال ظروف انتشار كوفيد 19-وسوى ذلك من تدابير ضمن سياسة تنكيل ممنهجة عن سابق قصد.
وقال التقرير إن الاحتلال يواصل اعتقال 32 أسيرة فلسطينية، بينهن 11 أمّاً، والأسيرة نفوذ حماد التي تبلغ من العمر 15 سنة، ومعتقلة من الأراضي المحتلة عام 1948، و6 جريحات بحاجة إلى رعاية طبية دائمة. الأبرز بينهن هي حالة الأسيرة إسراء جعابيص التي تعرّض 60% من جسدها لحروقات حادة بسبب قصف الاحتلال سيارة كانت تستقلها وانفجار أسطوانة غاز كانت بداخلها.
وكشف التقرير أن أساليب التنكيل التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسيرات تتضمن إطلاق الرصاص عليهن أثناء عمليات الاعتقال، وتفتيشهن تفتيشاً عارياً، واحتجازهن داخل زنازين متدنية الشروط، وإخضاعهن لتحقيقات تستغرق مدداً طويلة وتترافق معها أفانين التعذيب الجسدي والنفسي، والشبح بوضعياته المختلفة، والتقييد طوال فترة التحقيق، والحرمان من النوم لفترات طويلة، والعزل والابتزاز والتهديد، والحرمان من زيارة أفراد العائلة، ومنع المحامين من التواصل مع الأسيرات، وسوى ذلك.
وتقول المعطيات إنه منذ العام 1967 تزايدت اعداد النساء الأسيرات فتجاوزت 16,000، خاصة خلال انتفاضتي 1987 و2000، وأما خلال العام المنصرم 2021 فقد اعتقل الاحتلال نحو 1100 في صفوف النساء والفتيات، وشهدت مدينة القدس العدد الأكبر مع الهبة الشعبية في شهري نيسان/ أبريل وأيار/ مايو. وإذا كانت دولة الاحتلال تعتمد منهجية مماثلة بحق الأسرى الفلسطينيين عموماً، فإنّ التنكيل بالأسرى النساء تحديداً يتخذ غالباً صفة تنفيس الأحقاد وعمليات الثأر والعقاب الجماعي. وبهذا فإن الاحتفاء بيوم المرأة العالمي يستوجب أيضاً تسليط المزيد من الأضواء على جرائم الحرب الصريحة الأبشع التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها ضد المرأة الفلسطينية، ويندر أن يتوقف عند فظائعها أي من المتباكين اليوم على نساء أوكرانيا.
التعليقات مغلقة.