يا أهلي في يعبد / فلسطين … أما من رجل رشيد بينكم ؟!
الخميس 30/6/2016 م …
الأردن العربي – كتب عاطف ( اليعبداوي ) …
مخيفة ومريبة ومفزعة هي الأخبار القادمة من مدينتي ومسقط رأسي ( يعبد ) .
حتى كتابة هذه السطور تقول الأخبار المنشورة على مواقع التواصل وبعض المواقع الإلكترونية أن ثلاثة قتلى سقطوا نتيجة خلاف بين عشيرتين كريمتين من ( قرامي ) يعبد القسّام والمناطق التابعة لها ، وأن هناك أيضا عددا من الجرحى يفوق العشرة أشخاص .
القتلى كما علمت من عشيرة ( القبها ) الكريمة المنتشرة في يعبد والعديد من القرى في محيطها ( طورة الغربية ، الخلجان ، أم دار ، برطعة ، ظهر العبد ، عين السهلة ,,, وغيرها ) ، وأن القتلة من عائلة العمارنة الكريمة ، والتي لا يقلّ انتشارها وتمددها عن عشيرة القبها ، والعشيرتان جارتان منذ مئات السنين ، وبينهما من وشائج القربى والمصاهرة والنسب ما لا يمكن حصره … وفي يعبد بالذات ، بيوت العائلتين متداخلة وتسكنان في ذات الحيّ ( شمال غرب وغرب يعبد ) .
لست قاضيا لأحدد من المسؤول عن بداية الخلاف ، ولكن قلبي ينزف ألما وحسرة على افتقاد زعامات تقليدية يعبداوية لعبت في الماضي دور الإطفائي لتجاوز كل ما ينشب بين عائلات يعبد من خلافات .
كانت تلك الزعامات من مختلف العائلات تستطيع بما لها من ( مونة ) على الجميع أن لا تجعل الأمور تتطوّر إلى حد القتل .وأستذكر في هذه المناسبة كيف نشب في ثلاثينيات القرن الماضي خلاف بين نفس العشيرتين ، وقبل أن تتطور الأمور إلى حد إسالة الدماء ، وحسب الرواية المتداولة ، تدخّل أحد أهم زعامات البلدة ( المرحوم / نجيب الحاج محمد زيد الكيلاني ) الذي ورغم مرضه الشديد ، ( وكان له حظوة لدى العشيرتين ) ، غادر بيته محمولا ووقف وسط المتشاجرين مستندا إلى أبناءه رافعا عصاه إلى الأعلى ومقسما بالله أنه لن ينزلها حتى يضع الجميع عصيّهم وما يحملونه من أسلحة أخرى ( بيضاء وناريّة ) … فوضع الجميع سلاحه وتمّ الصلح بين العشيرتين في نفس موقع الشجار في حارة العمارنة .
والآن أتساءل : أما من عقلاء في يعبد ؟!
أما من زعامات في عشيرة العمارنة تشبه المرحومين : مصطفى الحاج ناصر ومصطفى حسين الأعمر وحسين أحمد ( ابو رفقي ) ؟
هل أصبح العنف المجتمعي جزءا أصيلا من ثقافتنا ؟
ومن المسؤول عن كل هذا العنف ؟
هل هو تراخي السلطة وعدم حزمها بما يخصّ تجاوزات في اقتناء السلاح غير المرخّص ؟
أم هو عدم إدراك المواطن الفلسطيني أن هناك عدوّا يتربّص به ويغذّي فيه روح العصبية العشائرية بديلا للعصبيّة الوطنية والقومية ؟
أم نسينا أن بلادنا محتلّة وأن الواجب والإلتزام الوطني يحتّم علينا أن نكون في نفس الخندق الوطني المقاوم المناهض للإحتلال ؟
أهلي في يعبد …
أفيقوا ، فوالله إن التاريخ وشعبنا الفلسطينيّ لن يسامحانا في أيّة قطرة دم تسيل في غير مكانها وزمانها الصحيحين .
أناشد عقلاء يعبد وحكماءها ونخبها الملتزمة والمثقفة والمسلّحة بالوعي الوطني أن يعملوا جميعا لإيقاف هذا النزيف الدامي والرجوع إلى العقل ومحاولة التهدئة بين العشيرتين الكريمتين .
وجميل أن عشيرة العمارنة رفعت الغطاء العشائري عن القتلة من أبناءها وتبرأت من أفعالهم ، مما سيساعد بالتأكيد أن يأخذ القانون وتنفيذه مجراه .
في الصورة المرفقة بعض الزعامات التاريخية لمدينة يعبد في النصف الثاني من القرن المنصرم ، وهم :
= وقوفا من اليمين ( حسب ما تسعفني الذاكرة ) :
مصطفى حسين الأعمر ( العمارنة )
محمد نجيب زيد الكيلاني ( آل زيد الكيلاني )
أبو هارون ( البرّي )
عبد اللطيف حمزة منصور ( ابو بكر )
زهدي الداوود ( العمور )
كمال طاهر الحاج محمد ( آل زيد الكيلاني )
احمد اسعد الشايب ( العطاطرة )
يوسف الناجي ( الحمارشة )
عبد الرحمن هريس ( العمارنة )
مروّح أنيس القاسم ( الحمارشة )
= وجلوسا … من اليمين :
عارف الذيب ( البرّي )
مصطفى الحاج ناصر ( العمارنة )
** وهناك من الزعامات التاريخية من لا يمكن للذاكرة اليعبداوية نسيانها أو التغاضي عنها :
سليم العبد ( ابو عمر ) ابو بكر
أنيس القاسم ( ابو مروّح ) الحمارشة
فضل الطاهر ( ابو نبيل ) الطاهر
توفيق محمد اليونس ( ابو صبري ) ابو بكر
عبدالله الحاج محمود ( ابو يعقوب ) زيد الكيلاني … الخ
أردت أن أقول أن أرحام نساء يعبد ولاّدة ، وقد أعطت الكثير من الرجال الرجال على مرّ العصور والأزمان … فهل أجدبت وأقفرت هذه الأرحام … أما من رجال راشدون ؟!!
التعليقات مغلقة.