ماذا ينتظر الأردنيون..وماسر تزامن استهداف المؤسسة العسكرية والأمنية ؟! / هشام الهبيشان
هشام الهبيشان ( الأردن ) الخميس 30/6/2016 م …
أجزمُ إن غالبية المتابعين للشأن الأردني الداخلي والخارجي على السواء، تفاجئوا، بتوقيت ونتائج التقرير الأخير لـ “صحيفة النيويورك تايمز “ الأمريكية ، حول اعتقال الأردن لعناصر في المخابرات، تورطت في فضيحة بيع أسلحة مخصصة، لِما يُسمى بالمعارضة السورية وصلت للأردن من أمريكا والسعودية.
هذا التقرير بهذا التوقيت، وبهذهِ النتائج الصادمة، يؤكد حقيقة أن الأردن بكلّ أركانه، بات تحت مجهر الاستهداف من الاصدقاء قبل الاعداء ، “أقصد اصدقاء النظام وحلفائه “، واعتقد إنّ هنالك طبخة إقليمية – دولية ، جديدة تستهدف الأردن الرسمي والشعبي ،وهذهِ الطبخة لها لوبي بالداخل الأردني، مدعوم بالطبع بإجندةٍ خارجية.
وهنا أليس من الغريب أن تظهر هذهِ التقارير تزامناً مع عملية “عين الباشا “ ضدّ مكتب المخابرات العامّة، وعملية “الركبان” ضدّ حرس الحدود على الحدود السورية – الأردنية، تزامناً مع مايجري بذيبان وغيرها، وتتزامن كلّ هذهِ الأحداث مع إقرار تعديل دستوري، يجعل تعيين وعزل شاغليّ المناصب الأمنية بمعظمها بيد الملك، هنا يمكن أن اقرأ وبتحليلٍ خاص. إنّ هنالك قوى داخلية مدعومة بأجندةٍ خارجية تستهدف بعض شاغليّ المناصب الأمنية في الأردن، للضغط على الملك نحو عزل هؤلاء الذين ينتمون بمعظمهم للمدرسة القديمة التي تتسم بالنزاهة والوطنية والانتماء للوطن ،وعزل هؤلاء سيُسهل بشكلٍ أو بآخر، بتنفيذ مشاريع خارجية تستهدف الأردن.
وبالعودة لموضوع هذا التقرير لنيويورك تايمز، والذي هو الأول الذي يتحدث بسقفٍ مرتفع عن خصوصيات الداخل الأردني، ولا اعتقد أنهُ سيكون الأخير، وهنا أتوقع بالقادم القريب من الايام، أن نجد تقاريراً إعلامية غربية، وبشكلٍ مكثف، ستكشف خبايا وخفايا كثيرة للرأي العام الأردني والعالمي ،وهذا كلّه يندرج كما تحدثت ضمن ما يخطط للأردن بالمستقبل القريب لأحداث الفوضى في الأردن، ولتعزيز مصطلح انعدام الثقة بين المواطن والمسؤول في الأردن.
في المستقبل القريب ،سنسمع عن تقاريرٍ غربية، تتحدث عن ممارساتٍ خاطئة، يمارسُها النظام الأردني اتجاه الشعب الأردني، وسنسمع باليوم الواحد عن العشرات من التقارير والدراسات المحلية والعربية والدولية التي ستؤكدُ إن الأردن خلال العقد الأخير على الأقلّ، بدأ يتراجعُ بشكلٍ كبير على سُلّم الترتيبات والتصنيفات العالمية للدول الديموقراطية، وهنا لا أنكر أن هنالك اليوم حالةٌ غير مسبوقة من التعديات على حرية الاراء والتعبير، وغيابٌ شبهُ كامل للممارسة الديموقراطية الشعبية ، وكلُّ هذا يتم وسط حالة من التضييق الأمني والسياسي على حرية الإعلام والإعلاميين.
بالنسبة لي كمواطن مسلم عربي أردني ،لو كنت مكان صُنّاع القرار في الأردن، لاستبقت وأسقطت كلّ المشاريع الخارجية التي تستهدف الأردن، عبر البدء بمسارٍ إصلاحي واضح على الأقل، يجب أن يبدأ بمحاكمة الفاسدين والمفسدين، والمتورطين بقضايا عطاء المطار وأراضي معان وسكن كريم وشركات البوتاس والإتصالات وأمنية والفوسفات والكهرباء والأسمنت وميناء العقبة و أمانة عمّان والبلديات والملكية الاردنية، وبيع مبنى مديرية التنمية الاجتماعية، وصفقات دبي كابيتال، وعطاء مصفاة البترول، وشركة توليد الكهرباء وكهرباء اربد، وفضائح الأستثمار وأراضي الديسي والجفر ، وحصص الحكومة من الأسهم في كلّ من بنك الأسكان وبنك القاهرة – عمّان ، وبنك الصادرات والتمويل، وبنك الإنماء الصناعي واراضي ألاغوار ، ومصنع رب البندورة في الأغوار، والألبان الأردنية والبتراء للنقل، والأجواخ الأردنية، والدباغة الأردنية والخزف الأردنية، والعربية الدولية للفنادق، والأردنية لتجهيز الدواجن ومصانع الورق والكرتون، والمؤسسة الصحفية الأردنية، والكازينو ومؤسسة سكّة حديد العقبة، وقضايا المخدرات، والرشى، والعطاءات الحكومية، والفساد الإدراي، والتنفيع ، واستغلال الوظيفة العامّة ، و… ألخ.
نعم مكافحة الفساد ،هي الخطوة الأولى في مسار الإصلاح الشامل ،وهنالك خطوات عدّة يجب أن تتزامن مع هذه الخطوة منها الإشراك الحقيقي للشعب في الحكم، والعمل على تحقيق مبدأ الحكم الرشيد،هذهِ الخطوات اعتقد أنها ستكون كافية على الأقل لرسم طريق واضح المعالم لمستقبل الدولة الأردنية.
وهنا على كل مواطن أردني أن ينظر لحقيقة أن الأردن بات ضمن دائرة الاستهداف ،وأن هناك أجندات خارجية، تستهدف ضرب الاستقرار في الأردن تدعمها قوى موجودة في داخل الأردن، هدفها خلق فوضى داخلية،خدمة لمشاريع تستهدف الأردن والمنطقة بمجموعها.
خِتاماً ، على كل أردني ،أن يتذكر حديث المرشحة للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، عندما قالت بعدم معرفتها بما سيؤول إليه مستقبل الأردن ،هذا المستقبل الذي بات اليوم بين مطرقة الوضع المتردي الداخلي وسندان مشاريع الخارج ،على كل حال كان الله بعون الشعب الأردني على ما يعيشه اليوم وعلى ما ينتظره.
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.
التعليقات مغلقة.