مسعود البارزاني: رجل أمريكا وإسرائيل الأول في العراق




الأردن العربي – الإثنين 14/3/2022 م …

شكلت الضربة الصاروخية الإيرانية بالأمس الأحد، لمقر الموساد الإسرائيلي الإستراتيجي في مدينة إربيل، جرس إنذار لسلطات إقليم كردستان العراق، بأنه لم يعد من المقبول لدى سلطات الجمهورية الإسلامية، اتخاذ الموساد لأراضي الإقليم، كساحة انطلاق وتحكم وسيطرة لعملياته الاستخباراتية ضد الجمهورية الإسلامية.

فإيران حذرت عبر مسؤوليها السياسيين والعسكريين، مراراً وتكراراً، كلاً من سلطات الإقليم ممثلة بزعيم الحزب الكردستاني مسعود البارزاني، والحكومات العراقية المتعاقبة، بضرورة منع إقامة أي نشاط معاد لها في الإقليم.

لكن على ما يبدو فإن البارزاني، لا يريد أن يستجيب لهذه التحذيرات، خاصةً وأنه يمتلك علاقات قوية بالولايات المتحدة الأمريكية، ويحتفظ تحت ستار من السرية بعلاقة وثيقة وقوية أيضاً بالكيان المؤقت. لأنهما الجهتان الوحيدتان التي تدعمانه، بتحقيق مشروعه بالانفصال عن العراق. مع أن الوقائع والأحداث التاريخية أكدت للبارزاني مراراً، أن الإدارة الأمريكية سريعة التخلي عنه وعن دعمه، وظهر ذلك جلياً خلال غزو داعش الوهابي الإرهابي للعراق. حينما دفعه التخلي الأمريكي، الى طلب النجدة العاجلة من الشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني، الذي لولا تلبيته لاستباحت عناصر داعش الإقليم.

فما هي أهم المحطات في مسيرة مسعود البارزاني؟

_ من مواليد الـ 16 من آب /أغسطس للعام 1946 في جمهورية مهاباد الانفصالية، وهو زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني (KDP) منذ العام 1979، بعد وفاة والده مصطفى الذي ورث منه العلاقات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.

_ تولى رئاسة إقليم كردستان العراق، من العام 2005 إلى العام 2017. وقد سعى الى تطوير شراكات امنية وتجارية وسياحية مع كيان الإحتلال.

_ من خلال العمل عن كثب مع شقيقه إدريس بارزاني حتى وفاته، قاتل مسعود وجماعته ومختلف الجماعات الكردية الأخرى، مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ضد صدام حسين، خلال الحرب المفروضة ما بين العام 1980 والعام 1988.

_ خلال حرب الخليج الثانية، لعب دورًا أساسياً في تطوير نظام الحكم الذاتي لإقليم كردستان، من خلال استغلال هزيمة صدام حسين.

_ في أيار/مايو للعام 1994، اندلع قتال داخلي في الإقليم، بين قوات البيشمركة التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني.

وفي 31 آب /أغسطس للعام 1996، تحالف البارزاني مع صدام حسين، لمساعدته في محاربة الاتحاد الوطني الكردستاني. واستطاع بمساعدته من السيطرة على المدن الرئيسية في الإقليم. لكن الاتحاد الوطني الكردستاني تمكن من إعادة تجميع صفوفه، واستعادة السليمانية وأجزاء من محافظة أربيل.

_ في العام 1998، تم التوصل إلى إنهاء الحرب من خلال اتفاقية وقعت في واشنطن، وقسمت على إثرها المنطقة الكردية بين الحزب الديمقراطي الكردستاني في الشمال الغربي، والاتحاد الوطني الكردستاني في الجنوب الشرقي.

_ بعد الغزو الامريكي للعراق عام 2003، أقام الحزبان الكرديان تدريجياً حكومة إقليمية موحدة. وأصبح البارزاني عضوًا في مجلس الحكم العراقي، وكان رئيسًا للمجلس في نيسان/ أبريل 2004. وانتخب كرئيس لكردستان العراق من قبل برلمان كردستان العراق في حزيران /يونيو 2005.

_في الـ 7 من حزيران /يونيو للعام 2017، أعلن البارزاني أن الإقليم سيجري استفتاء على الاستقلال في الـ 25 من أيلول /سبتمبر 2017. وكانت هذه الخطوة بتحريض من الإدارة الأمريكية، وترحيب من الكيان الإسرائيلي المؤقت.

وفي اليوم التالي للاستفتاء، أعلن أن الاستفتاء كان ناجحًا في السعي وراء الاستقلال، ودعا دول الجوار إلى الانفتاح على الحوار المستقبلي. لكن الحكومة العراقية رفضت نتائج الاستفتاء. وفي الـ 15 من تشرين الأول /أكتوبر، دخلت قوات من الحشد الشعبي ووحدات من قوات الأمن العراقية مدينة كركوك التي يسيطر عليها الأكراد، مما أجبر البيشمركة على الانسحاب وإفشال مشروع الانفصال. ما دفع بالبارزاني منذ ذلك الوقت، إلى التنحي عن منصبه كرئيس للإقليم.


 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.