عندما ينتصر المفقرون على سادة الكون : ثورة شعبية ديمقراطية كبرى بخروج بريطانيا من المجموعة الاوربية / خديجة صفوت

 

خديجة صفوت ( السودان / أكسفورد ) الجمعة 1/7/2016 م …

صوت  33.6 مليون بريطانى الخميس 23 يونيو 2016 بنسبة 52% من الناخبين لصالح الخروج من المجموعة الاوربية و صوت حوال 16 مليون بنسبة 48%  من الناخبين للبقاء في المجموعة الاوربية. و يعتبر الذين صوتوا للخروج من المجموعة هم اغلبية المفقرين الذين اهملهم مشروع المجموعة الاوربية السياسي و لاقتصادي و الثقافي جميعا. و ازعم انه عندما هزم المفقرون البريطانيون المشروع الرأسمالي المالي الصهيوني العالمي لحساب اهم و اكبر ثورة ديمقرطية شعبية لاول مرة في التاريخ الاوربي الحديث فقد انذر ذلك الانسحاب بحد ذاته بيوم تاريخي يعتقد البعض انه قد يخلق شرط انقسام بين من يريدون البقاء فى المجموعة و من صوتوا من اجل الخروج من المجموعة مخلفين ورائهم ما يسمى الوحدة الاوربية و امريكا معها في اضطراب عظيم مثلما يحدث للبط الداجن عندما يمر فوق سمائه البط البرئ حسب قول دي اوكسبيري فى كتابه الجميل “الامير”. ذلك ان امريكا تستمد بعضا من قوتها على العالم من العلاقة مع المجموعة الاوربية ودور اعضاء الاخيرة في حلف الاطلنطي فيمام يتصل بالحرب على روسيا و على مجموعة البريكس. و لعل ما قد يحيق بالوحدة الاوربية نفسها-مما اتعرض له تباعا- غير قابل لتصوره بدوره بعد.

و اجادل ان تداعيات خروج بريطانيا من المجموعة الاوربية كرست عدم الاكتراث الشعبي باللمؤسسة السياسية وبالاحزاب السياسية و بزعماء الاحزاب و بالساسة قاطبة مجددا. ذلك انه لم يبق زعيم لحزب بريطاني سوى لزعيم حزب العمال الحالي و لزعيمة الحزب الاسكتلندي الوطنى شئ من المصداقية امام قاعدة الحزب والنقابات المطلبية والعضوية الناشطة Activists. . و حيث ان مغبة نتيجة الاستفتاء قد تنذر بحروب اهلية داخل الحزبين الكبيرين لاول مرة بصورة غير مسبوقة  فلعلنا امام ظاهرة تجاوز الاحزاب السياسية تباعا مما يكون بعضنا قد لاحظه في المجتمعات العربية طويلا و بخاصة ابان ما سمى الربيع العربي. و لعل ذلك العرض مجعول لان ييسراستفراس الشعوب بمغبة مثابرة  الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية على سن القوانين و اللوائح و التشريعات المقيدة للحريات و تسويغ  نشر ما يسمى التعقب و المطاردة الشعبية Mass surveillance .

هذا وربما خلق ذلك شرط نشوء احزاب صغيرة او-و قيض صعود الاحزاب الصغيرة خصما على بعض الاحزاب الكبيرة لاول مرة منذ وقت طويل.   و لعل جماعة او شريحة اجتماعية تنشأ تباعا لتقود المجتمع البريطاني –جماعة غير معروفة من قبل ولعها هي نفسها لم تتعرف على نفسها بعد بهذا الوصف بمعنى انها قد لا تدرك انها تمثل طبقة بعينها بعد . ذلك ان الشعب كان دائما و لعله بقي حتى نتيجة ذلك الاستفتاء كان الشعب دائما محروم ممن يمثله مع كثرة من بقي يدعى ذلك مثل حزب العمال طوال حيات حزب العمال الا ما خلا فترات متقطعة حتى استفتاء الخميس 23 يونيو 2016. و لا يستثنى حزب العمال البريطاني فثمة البريطانى تنويعات عليه من احزاب الطبقات المتوسطة و الوسيطة في كل مكان تخاتلا على الشعب.

فهل نحن امام ظاهرة خروج الشعوب ثائرة بلا قيادة بعينها؟ و ما هو ذلك  الذي يقيض لها انتظام المعجز ذاك في حركات شعبية تدهش حلفائها قبل خصومها؟  ذلك انه لو كان هناك منظم او مفكر عبقري بل ملهم متنبئ  ليخطط للجماهير الخروج من الوحدة الاوربية بصورة شبه تلقائية  لما ملك ذلك المفكر الملهم القدرة على التعين على مثل ما حاق باعداء الشعب البريطاني –الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية و القبلية و حلفائها بمغبة حراك الشعب البريطاني العبقري.  و على انه من المفيد للفرد ان يتشائل ما  اذا كانت بريطانيا حرية بان تتفتت و تتجزأ  بدءا بخروج اسكتلندا بمحض بقائها التاكتيكي اصلا في المجموعة الاوربية وحده؟ ازعم انه  من المفيد تذكر ان بريطانيا تبقى مع ذلك قوية فكريا و ثقافيا وتنظيميها و اقتصاديا بوصفها سادس اقوى اقتصاد اوربي ومن  اقوى اقتصادات العالم و ان الشعب البريطاني منظم و يصدر عن ارث طويل عظيم في النضال الجماهيري هذا رغم مما قد تاخده عليه. فقد يعن لك ان تتهمه باللا اكتراث و الاستهلاكية  و  استدعاء البهجة الكاذبة و الانسياق وراء “ان كل شئ على ما يرام Everything is all right.

وكانت المجاميع التى تجاهلها رأس المال المالي تماما في وسط وشمال بريطانيا زيادة على مجاميع الشعب في الحزام حوالي لندن و مدينة لندن the city of London خاصة- و للاخيرة قصة سافرد لها تفصيل خاص بها يتصل براس المال المالي مباشرة- ان تلك المجاميع لم تنسى ما فعله بها رأس المال المالي من حيت انه نهب مقدرات المجتمع البريطاني تحت راية ما يسمى الخصخصة و التطبيع و اجبر المفقرين من الشعب قبل و دون من عداهم على ضمان Bailing المصارف الهالكة التى سرقت   اموال الشعب ابان الازمة المالية مابين 2008-2007 و تباعا.   هذا فيما غيب الناس فبقوا يجهولون و قد جهلوا طويلا عن الذين هربوا بتلك الاموال و اين ذهبت تلك الاموال الا نادرا لذر الرماد في العيون.

فمن المفيد تذكر ان الذين صوتوا على خروج بريطانيا من المجموعة الاوربية معظمهم من المفقرين الذين يتنشر بينهم من امراض الافقار و اعراضه ما يكاد يشارف ما تجده في المجتمعات المسماة نامية من الامية والوقوع تحت خط الفقر. ذلك ان  الامية تنتشر بين  ما قدر  منذ الثمانينات ب20% من سكان تلك المناطق فيما يعانى 50%  من اطفال تلك المناطق من الافقار و سوء  التغدية و تنتشر بين الاطفال و الكبار الجريمة و تعاطي المخدرات و ينشأ معظم الاطفال و لم ير الطفل في حياته منهم فردا من افراد اسرته يخرج للعمل وغالبا ما لا يعرف له اب طوال حياته في واحدة من اغنى المجتمعات الاوربية الغربية و ربما في العالم.

و قياسا فقد برز بوضوح الميل الشعبي للعداء للمؤسسة السياسية Anti-establishment المحلية و الاوربية لان الذين صوتوا للخروج من المجموعة الاوربية طالما شعروا بان الاخيرة خزلتهم من حيث تدني اجور اغلبيات المنتجين للحياة و الكفاف لحساب اقليات الاوليجاركيات المالية الاسراتية التى عرفت على مر التاريخ بعدم اعتبارها لجماهير العاملين زيادة على ولعها بالثراء والنجاح و بالشهرة Glamour و بالقيادة وبالسيطرة  فيما تتجاوز تلك  الاوليجاركيات التشريعات و القوانين و التحالفات او-و تعمل على ان سن التشريعات و القوانين و تقعد التحالفات لصالح ارباب وأصحاب العمل خصما على من عداها من العمال و كافة المنتيجين للحياة و الكفاف.

نهاية الحزبين الكبيرين كما نعرفهما

ازعم ان الحدث الذي هز بريطانيا واوربا والولايات المتحدة و العالم و ربما المنطفة العربية جميعا- لو ان الاخيرة تنبهت علي فداحة ما حاق بالرأسمالية المالية بفعل ثورة شعبية سلمية جائت عن طريق اقتراع على استفتاء وحسب- كما هزت حلف الاطلنطي و اسواق المال في كل مكان وكذا الاحزاب البريطانية من حزب المحافظين الذي فقد زعيمه دافيد كاميرون زعامة الحزب و رئاسة الوزارة فور اعلان النتيجة. و بالمقابل فقد نادي البليريون الليبراليون الجدد  Neo-Liberal Blairits بطرح صوت ثقة فى زعامة جيرمي كوربين  Jeremy Corbynلحزب العمال وكان كوربين حصل على تفويض غير مسبوق من العضوية  حصل عليها زعيم من قبل في تاريخ الحزب.  هذا و من المهم جدا تذكر ان كوربين مدافع عتيد عن فلسطين و معاد ناشط للحرب على العراق و ليبيا و سوريا و اليمن كما انه عميق الالمام بشئون الشرق الاوسط مما يجعله خصم للبليريين و الليبراليين الجدد بحق.

من المهم فورا ملاحظة انه فيما اجادل ان ملاحقة جيريمي كوربين تنويع على احراق الساحرات Witch hunt بين النواب داخل حزب العمال للتخلص من جيريمي كوربين فقد كان جيريمي كوربين حريا بان يرهب( مبنى للمجهول) باكرا- مثلما بقي الليبراليون الجدد و البليريون يرهبونه بغاية زعزعه قيادته منذ البدء. وقياسا تشعل حرب على جيريمي كوربين Jeremy Corbyn من قبل البليريين الليبراليين الجدد بزعامة امثال هيلاري بين ابن الزعيم الاشتراكي العظيم توني بين لحسابات ربما شخصية تصدر عن تنافس على قيادة الحزب. و قياسا يرهب الليبراليون الجدد و البليريون جيريمى كوربين حتى يتبنى-دون اقتناع منه- شعار البقاء في المجموعة الاوربية فتورط كوربين دون اقتناع منه.

 و لما صوت اعضاء حزب العمال في ويلز للخروج من المجموعة لم ينفك خصوم كوربين ان اخذوا يلومونه علي ما حدث في ويلز وغيرها مما زعموا انه اثر في نتيجة الاستفتاء. و يثابر خصوم كوربين على مطالبته بالاستقالة بذريعة انه لم يعمل بصورة كافية من اجل انجاح الاستفتاء لصالح بقاء بريطانيا في المجموعة.  و قياسا قد يوشك ان يطاح بزعامة جيرمي كوربين لحزب العمال اذا ما قيض لخصوم  جيرمي كوربين وحلفائه الذين انتخبوه استغلال اي وكل فرصة للتخلص منه سواء كان اؤلئك الخصوم عصابة البليريين الليبراليين الجدد او-و بعض المتنافسين على القيادة مثل هيلاري بين Hillary Benn  و كين ليفينجستون Ken Livingston  وغيرهما. فهناك كين ليفينجستون الذي قد يطرح نفسه منافسا لجيرمي كوربين رغم انه كان فقد عضوية الحزب جراء تورطه فيما اعتبرته الصهيونية القبلية عداءا للسامية شهر مايو الماضى.

ومن الاخيربن مجموعة الرافضين لنتيجة الاستفتاء اي جماعة البقاء فى المجموعة الاوربية ممن راح يجمع ما يفوق ثلاثة ملايين في توقيع على عريضة تطالب باعادة عقد الاستقتاء بذريعة ان الخروج من المجموعة الاوربية فاز بمحض اقلية من الاصوات كما انه جاء على خلفية  نسبة تقل عن ال60% المشروعة لذلك من الاصوات. و يقول خندق المراجعين لنتيجة الاستفتاء ان الذين صوتوا للخروج من المجموعة الاوربية مجموعة من الجهلة غير المؤهلين ممن لم يفهم جيدا مغبة خروج بريطاتيا من المجموعة الاوربية.  بل ان اعضاء خندق الثورة المضادة زاد فاتهم خيار اغلبية الشعب البريطاني  بالتخلف العقلي. و اجادل ان ذلك هو داب كل من يختلف مع الرأسمالية و بخاصة الصهيونية. فالاخيرة تتهم خصومها افراد و جماعات و شعوب بالكفر و بالجنون كما في كل مرة .

و تلاحظ(ين) ان تلك الثورة المضادة تنويعة نموذجية تقليديا و ثقافيا و صهيونيا تعبر عن نفسها في الصراع السياسي بين الذين يملكون و الذن لا يملكون The haves and the have nots مما طالما برع فيه المحافظون الجدد و انغالهم الليبراليون الجدد من حيث اللجوء الى التهديد و الوعيد و و الابتزاز والتباكي على طريقة اصحاب السردية البكاءة اللوامة و باللعب على المشاعر مما يذكرك باسلوب توني بلير اكثر من يجيد اثارة المخاوف غير القابلة للاثبات كما في سردية اسلحة الدمار الشامل.  و لا يكترث اؤلئك الانغال ما اذا كان في الرجوع عن رغبة الشعب البريطاني الديمقراطية تدمير لتقليد عميق و قديم و ما في ذلك من ما يشارف الفضيحة.  

ذلك انه اذ تشعل حرب اهلية   civil warعلى هذا الصعيد فان المحافظين الجدد و الليبراليين الجدد و الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية- ولا يستبعد دور الصهيوينة القبلية بسمسراة الليبراليين الجدد وبخاصة الليبراليين- يستغل اولئك جميعا كل و اي ثغرة  ينفذون منها لاشعال ثورة مضادة على ثورة الشعب البريطاني العظيم. و الواقع هو ان جيريمي كوربين كان سيستعدى و يحارب في جميع الاحوال اي انه ان هو قرر الانضمام الى جماعة الخروج من المجموعة الاوربية او لم يعمل  بصورة كافية لانجاح الاستفتاء لصالح البقاء فى المجموعة الاوربية. على انه من المفيد تذكر ان المؤسسة السياسية العالمية لم تغفر لقاعدة حزب العمال ولا للنقابات المطلبية التصويت بتلك الاغلبية غير المسبوقة لامثال جيريمي كوربين الاشتراكى بصورة معلنة و يقال انه ماركسي بل شيوعي.

و ازعم ان الاستفتاء على عضوية الوحدة الاوربية قد يؤلف شرط نهاية هيمنة الحزبين الكبيرين اللذان بقيا يؤلفان ما اسماه نيكيتا خرتشوف ظاهرة “فردتي الحذاء” ليس الا. سوى ان  صعود جيرمي كوربين الى زعامة حزب العمال كان منذرا بنهاية نظرية فردتى الحذاء تلك. ذلك ان تلك الجماعات السمسارة لحساب الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية القبلية ما تنفك تفوز باصوات من قد لا تمثله تلك الجماعات لانها غالبا ما تسمسر في الواقع لحساب جماعات عولمية اسراتية اوليجاركية تتحكم في الحزبين الكبيرين. هذا و لم يتوقف ذلك المنوال الى ان انتخب جيرمي كوربين زعيم حزب العمال حديثا زيادة على نشوء الحزب الوطنى الاسكتلندي The Scottish National Party (SNP) منذ محض عشرة سنوات و يقود الاخير عملية خروج اسكتلندا من بريطانيا.

ذلك ان اسكتلندا شرعت الجمعة 24 يونيو 2016 صبيحة اعلان نتائج الاستفتاء في اجراءات الاستفتاء علي الاستقلال الجمعة 24 يونيو 2016. و لم ينفك البرلمان ان تعين السبت 25 يونيو 2016 على البدئ فى الاعداد للاستفتاء على مستبقل اسكتلندا الدستوري وصولا الى البقاء في المجموعة الاوربيةاو-و الى الاستقلال. و من ناحيتها فقد صوتت مقاطعة ويلز لصالح الخروج من المجموعة الاوربية رغم ان الذين صوتوا كانوا مع ذلك اعضاء فى حزب العمال الويلشى. و تنوى ايرلندا الشمالية الانفصال عن بريطانيا و صولا الى الوحدة مع جمهورية ايرلندا الجنوبية .

الزلزال واستقلال بريطانيا منذ القرن السابع عشر و صعود رأس المال المالي الصهيوني العالمي.

لحق الزلزال باسواق  المال فانخفض سعر الاسترليني بما يفوق اندي انخفاض سابق منذ الاربعاء الاسود 16 سبتمبر 1992( عندما سحبت بريطانيا الجنيه الاسترلينى من معدل السوق الاوربي للتبادل the European Exchange Rate Mechanism (ERM) لان الاسترلينى كان قد انخفض الى اقل مما قدر له. (و كان المضارب المالي جورج سوروس George Soros قد ضارب الاسترلينى فتربح جورج سوروس يومها مليار استرلينى. كذلك انخفضت معدلات سوق الداو جونز Dow Jones الامريكي و اسواق المال الاوربية.

فهل يؤلف مناخ الزلزال البريطاني للاوليجاركيات الاسراتية المالية بسمسرة المحافظين و الليبراليين الجدد ذريعة او كيمياء لفوضى “خلاقة”- من وجهة نظرهم هم- من شانها ان تيسر كالعادة العبث بالقوانين الدولية علما بان امريكا لا تملك قانونا-حسب القانون الدولي- لان تضرب سوريا؟.  و بغض النظر عن حزب المملكة المتحدة المستقلة Independence United Kingdom party (UKIP) و بوريس جونسون الخزري الذي يدعى انه تركي بفخر فان الجماهير التى صوتت للخروج من المجموعة الاوربية هي جماهير العاملين و ارباب المعاشات و المفقرين الذين اهملهم رأس المال المالي طويلا بسمسرة دولة العبودية و التقشف الكبرى للمجموعة الاوربية و البيروقراطيين الذين لم ينتخبهم احد ممن يقومون على سياسات و ينفذون المشروع الذي تتعين عليه المجموعة الاوربية متمثلا خاصة في سياسات الديون السيادية التى باتت ترتهن الدول و ممارسات التقشف خصما على الاغلبيات العددية لمن لا وجوه لهم في مجتمعات اوربا الغربية و اوربا الشرقية  ال 28- و قد باتوا 27- ممن يمثلون عضوية المجموعة التى تلحق بها عاجلا 5 دول اخري قريبا.

 و من المفيد تذكر ان خروج بريطانيا حري بان يخلق ما يشارف الزلزال منذرا بتحلل المجموعة الى عناصرها الاولي فى افضل الشروط. ويقول البليونير المضارب فى المال و السندات جورج سوروس ان التصويت على خروج بريطانيا من المجموعة الاوربية سوف يجعل من تحلل المجموعة امرا غير قابل للتراجع عنه That Britain’s vote to leave the European Union make the disintegration of the bloc “practically irreversible”..

هذا و لعل انتخابات ايطاليا و اسبانيا حريتان بان تنذرا بخروج الاخيرتين فورا من المجموعة في نفس الوقت الذي تستدعى فيه السويد فكرة الاستفتاء بغاية مراجعة وضعها في الوحدة الاوربية. و يتنبأ البعض بخروج اليونان و البرتغال تباعا فيما تهدد الجبهة الوطنية الفرنسية بالخرود من المجموعة الاوربية تحت راية السيادة الفرنسية الوطنية. و يترتب على ذلك فيما يترتب تفكك الاساس العسكري لحلف الاطلنطي مع نهاية فترة الرئيس الامريكي باراك اوباما او بداية فترة اي من المرشحين اللاحقين اما دونالد ترامب Donald Trump او هيلاري كلينتونHillary Clinton   التى سربت ويكيليكس من يومين انها اقسمت ان تدمر سوريا من اجل اسرائيل Destroy Syria for Israel. انظر(ي)  Information clearing House (ICH) 30t.6.2016.

فرسان و ضحايا  الاستفتاء:

يلاحظ كيف مايبرح الاعلام يجند و يحشد المراسلين والخبراء والمستشارين اليمينيين و الموالين للرأسمالية المالية و العولمة والصهيونية العالمية و الصحفيين المرقدين Embedded Journalists الذين يزدخم بهم الاعلام باشكاله رغم ان الخروج من المجموعة الاوربية حظي باقبال اكثر من 70% من الناخبين و هي اعلي نسبة اقتراع في تاريخ بريطانيا. و بالمقابل فقد عاملت الصحافة الصراع السياسي بين الساسة على انه صراع شخصيات بين كاميرون و جونسون. ومن المعروف ان جونسون و كاميرون كانا زميلين في كلية ايتون الارستقراطية الصفووية العريقة و قد بقيا صديقين حتى تحور جونسون الى تنويعة على بروتس الذى طعن يوليوس قيصر فى الظهر ابان الصراع على رئاسة الجمهورية الرومانية المشهور.  وقياسا فان النظر يتركز حاليا على من يسمون فرسان الاستفتاء امثال ميكل جوف  Michael Gove وزير التعليم السابق الذى يعتبر ضئيل الشعبية ان لم يكن لا شعبية له وكل ما هو معروف عنه انه صديق حميم لبوريس جونسون,

 وهناك الى ذلك جورج اوزبورن George Osborn وزير الماليةThe Exchequer  الذي تعين على ارغام المفقرين على العمل اكثر و قبول اجور الكفاف باسم التقشف الذي ياخد من الاخيرين ليغدق على الاثراء الاقوياء. و يواجه اوزبورن مستقبلا غامضا ان لم يكن مظلما وهو الذى كان يعد نفسه لان يرث زعامة المحافظين و رئاسة الوزارة بعد كاميرون.و تريزا ماي Theresa May وزيرة الداخلية التى تعينت على النأي بنفسها طوال فترة الاستفتاء فيما راحت تشكل لها مجموعة عمل استعدادا لتلميعها لزعامة حزب المحافظين. و لك ان تلاحظ ان تريزا ماي صهيونية بامتياز. ذلك انه ان دعتها اسرائيل الى القفز تسأل تريزا ماي اسرائيل الى اي علو ترديننى افقز How high do you want me to jump .

اما فارس الاستفتاء الاول بوريس جونسون الذي اعلن انه تركي و يفخر بذلك و لم يقل لنا طبعا انه خزري من القبيلة الثالثة عشر فمن المهم ادراك ان جونسون الذى تعين على لعب دور المهرج مما افاده سطحيا مع الشباب ابان حملة انتخاب عمدة لندن ان بوريس جونسون لم يعد ذلك الدور يقيض له الصلاحية التى يحتاجها رئيس حزب المحافظين بل العكس.  فسطحية حملة بوريس الانتخابية كعمدة لندن قد تقف فى طريق ذلك الطموح لغفلة بوريس جونسون عن فيفساء القبول الشعبى لاي زعيم حزب مما قد يشمل ادق تفاصيل التفاصيل بما في ذلك تسريحة شعره مثلا .

ذلك ان مايكل فوت Michel Foot  23-7-1913حتى 3-3-2010 و كان زعيم حزب العمال و المعارضة ما بين 1980 الى 1983 و كان من المتحمسين لانسحاب بريطانيا من المجموعة الاوربية الاقتصادية –وهي من بدايات المجموعة الاوربية الباكر- كان مايكل فوت خطيب  مفوه الا انه سقط في انتخابات 1983 مع ذلك لمحض ما اخذ عليه من انه لم يكن فوتوجينيك Photogenic كما اخذ عليه هندامه و تسريحة شعره.  فقد كان مايكل فوت يطلق عليه   He was not  particularly telegenic, he was also nicknamed “Worzel Gummidge” for his rumpled appearance !!.   و بالمقابل يوخذ على بوريس جونسون “نكشة” شعره وعدم جديته ولعب دور المهرج he plays the clown الخ وعليه تنطلق حملة ضد ترشيخ بوريس لرئاسة حزب المحافظين فوراعلان نتيجة الاستفتاء تحت شعار “اوقفوا وبوريس     Stop Boris“. ولعل في طرح مايكل جوف نفسه في اخر لحظة لزاعامة حزب العمال و رئاسة الوزراء بدل التضامن مع جونسون شئ من اعراض ايقاف الاخير عند حده بلطف. وعليه فلم ينفك بوريس جونسون ان تنحى عن السباق بعد اعلان صديقه الحميم مايكل جوف عزمه الترشح بمحض ساعات قليلة جدا.                   

كيف يرفض ديمقراطيون نتيجة عملية ديمقراطية؟

انزعجت مجموعة البقاء في اروبا الموحدة وانتابها نوع من الهيستريا حيث يبدو  ان تلك المجموعة لم تقبل بنتيجة الاستفتاء و قد جمعت تلك المجموعة مليون توقيع تنادي  الحكومة بان تعيد اجراء الاستفتاء بدعوى ان عدد الذين صوتوا اقل من 60% من الناخبين و ان الفرق بين المؤيدين للخروج من المجموعة الاوربية و المنادين بالبقاء بها قليل. يالمقابل فلك ان تلاحظ ان جماعات الخروج من المجموعة الاوربية لا تؤمن في قرارة نفسها بدور بريطانيا عالميا اقتصاديا و سياسيا على حدة و بغير الوحدة الاوربية. والاهم هنا و الان هو ان ذلك الزلزال يعبر عن نفسه فيما يعتبره البعض يوم استقلال بريطانيا حقا.  فقد بقيت الاغلبيات العددية لمن لا وجوه لها  تسعى الى التخلص من اليمين المتطرف في بريطانيا الذى طالما تلفع بعباءة الليبرالية الجديدة بغاية تكريس سياسات التقشف لحساب اقليات اوليجاركية اسراتية مالية داخلية خصما على اغلبيات المفقرين في بريطانيا و في كل مكان في المقياس المدرج.

 و قياسا فان بقيت بريطانيا ترزح خارجيا تحت هيمنة امثال ستانلي مورجان Stanley Morgan و جولدمان ساكس Goldman Sacks x و بي جي مورجان P.G Morgan و غيرهم من الاوليجاركيات المالية الاسراتية التى تعينت على تخريب اليونان و يتعينون  تباعا على تخريب فينيزويلا و البرازيل و غيرها من المجتمعات الامريكية الجنوبية التى تبنى الاساس المادي للاشتراكية. ان تلك الاغلبيات العددية التى لا وجوه لها تدرك رغم افقارها ان امامها و امام بريطانيا فرصة ان تخلف تلك التراكمات العددية كما تخلف بريطانيا ورائها المجموعات والشركات و االبيزنيس الدولي الكبير   global big businessاليميني المتطرف و تتعامل مع اخرين مثل الدول الاسيوية وربما مع المجتمعات الامريكية  الجنوبية. و لعله من المفيد تذكر ان بريطانيا كانت قد بدأت تتعامل باكرا مع البريكس BRICS و مجموعة شانغهاي.  كذلك تملك بربطانيا  التجارة مع استراليا و كندا و تعدل القوانين التى تشوهت جراء الازعان لديكتاتورية بيروقراطيي المجموعة.

فان فقد الاسترليني في اليومين الاولين 6% من قيمته بالنسبة للعملات الاوربية فقد دفع ذلك و تاثير خروج بريطانيا من المجموعة الاوربية على اسواق المال دفع ذلك محافظ البنك الانجليزي المركزي بان يعد بضخ  250 مليار استرلينى لتهدئة الوضع الاقتصادي غب زلزال نتيجة الاستفتاء . و يقول البعض ان خروج بريطانيا حري بان يسارع عمليات الانقسامات داخل المجموعة مما يعتقد انه سوف يخلق شرط عودة القبلية الى القارة الاوربية. و لا غرو فقد كانت الرأسمالية  المالية قد اعادت انتاج علاقات الاقطاع و كرست ما كان قد بقي راسبا منها في بعض المجتمعات الاوربية مثلما في اعالي اسكتلندا بين الفلاحين و ملاك الاراضي المتغيبن absentee landlords مما كتبت فيه حول الازمة المالية بعنوان “خصخصة الربح تاميم الخسارة” في عدد اكتوبر 2011 لمجلة  الكلمة الاليكترونية الشهرية. 

و لعل ذلك كان حريا بان يدفع المجموعة الاوربية الى القول بان خروج بريطانيا الف ضربة قاسية للوحدة الاوربية. ومع ذلك تكابر المجموعة الاوربية فيصرح ست من وزراء المجموعة الاوربية بان على بريطانيا ان تعيين رئيس وزراء في اقرب وقت اي بان تستدعى بند ليشبونة رقم 50 Lisbon Article 50. هذا و قد بدا خروج بعض اعضاء الجماعة البريطانيا فور اعلان نتيجة الاستفتاء. و كان اولهم  اللورد روز هيل Lord Rose Hill السبت 25 يونيو 2016 من منصبه كمسئول مالي فى المجموعة الاوربية قائلا ان ما حدث لا يمكن تغييره What had been done cannot be undone

من خسر و من ربح من المجموعة الاوربية:

تربح مصرفيو و واصحاب بنوك مدينة لندن the city of London من المضاربة مع المجموعة الاوربية مما يفسر كيف صوتت مدينة لندن و ما حواليها من الطبقات العليا و الوسطى العليا و ربما الوسطى الوسطي خصما على من عداهم ممن اهملت النخب السياسية و الاقتصادية شانهم منذ الازمة المالية في 2008 و تباعا. ففيما الفت قوى العولمة المينية بطبعها والرأسمالية المالية ديمقراطية حركة المال من كل مكان الى كل مكان فقد قيدت يمينية قوى العولمة و الرأسمالية المالية حركة البشر الا ما خلا حركة العمالة الرخيصة اللامسيسة اللامنظمة خصما على قوى العمل الماهر المنظم المسيس.   بالمقابل ينبغى ادراك ان المجموعة الاوربية كانت و ما تبرح بدورها تعبر عما يمكن تعريفه بدولة العبودية الكبري the super slavery state. .

و لعله من المفيد هنا تذكر الهجرة و المهاجرين الذين لم يذكر بعد عنهم شيئا رغم ان بعض من صوت للبقاء فى المجموعة الاوربية  اما كان من الذين يتطيرون من اللاجئين و المهاجرين جراء عنصريتة و غير ذلك او-وكان من المهاجرين الذين يخشون رغم اقامتهم الطويلة و رغم جسيتهم مصير اللاجئ او المهاجر. لك ان تتذك ران عمدة  لندن الجديد يتبنى “مهرجان “تل ابيب” المزمع  في غرب مدينة لندن هذا الصيف ربما خشية تهمة العداء للسامية.  و ينسى امثاله ان الرأسمالية الصهيونية العالمية خاصة التى لا تعرف الرب و انما تجهل منه وكيل عقار منحها ارض الميعاد و انها جراء ذلك تتهم كل من يغالطها في ذلك بالعداء للسامية زيادة و على نهديد المسلمين في بلادهم بالمناداة بالقاء اسرائيل في البحر و تصمهم ان هاجرو الى بلاد الله بالعداء للسامية ان انتقدوا دولة اسرائيل.

المهم فورا ينبغي تذكر ان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية التى هي مشروع رأسمالي مالي بامتياز تحتاج علاقات العمل القنى او-و العبودي حسب مرحلة تطور رقيق الهوامش لمحض تكريس مفهوم و مبدأ تقسيم العمل الدولي.  فنحن ما نبرح نصدر لهم سلع غذائية وفاكهة و ازهار في جميع المواسم ليس و حسب بماء العطاشى و لكن بعلافات الانتاج العبودي. هذا  كما  تحتاج الرأسمالية الاقنان في قلب المتروبول اي العواصم الامبريالية المالية الكووموبوليتانية.و اجادل ان ذلك يعبر عن نفسه رغم اللوحة الخماسية التى لم نفهمها حتى اليوم, فى سياق الرأسمالية السلعية و بخاصة الراسمالية المالية الماثلة منذ منتضف القرن التاسع عشر ان لم يكن منذ سقوط الخلاقة العباسية. (انظر(ي) الاقتصاد السياسي لخلق الانجيل والقران:المعتزلة و المعتزلة الجدد :مختصر تاريخ كل شئ تقرييا” للكاتبة- يعد للطبع وكان متوقعا صدور الكتاب قبل سقوطي مريضة بانخفاض خطير في ضعط الدم بمغبة الجهد او الشدة  STRESS نهاية سبتمبر 2015). وانتهز كما افعل في كل مرة تسنح الفرصة للاشارة الى ان ذلك البحث الذى اخذ منى اكثر ن 8 سنوات و ما برحت اعمل عليه كلما سمح لي الاعياء كان قد سرقه نوري الجراح حيث ارسلت له نسخا باكرة بناء على طل منه بوصفه ناشر .

المهم اعتقدنا ان اللوحة الخماسية تقول بان كل مجتمع يمر بمرحلة من مراحلها على حدي. الا انه بامعان النظر قليلا يتضح بصورة صادمة و محزنة  كيف اضعنا العمر وراء الامل في بناء الاساس المادي للاشتراكية ليس بالضرورة في مجتمعاتنا نحن و انما في مجتمعات عملنا فيها شبابا مثل موزانبيق و زيمبابوي ونيكاراجوا  مثلا. الا انه يتضح اليوم اكثر من اي وقت اخر كيف ان الرأسمالية المالية خاصة في تنويعتها الصهيونية تتعين بالضرورة و النتيجة على نفي شرط حلول بناء الاساس المادي للرأسمالية السلعية الفطيرة. فالرأسمالية المالية الصهيونية العالمية  تمدمر كل مجتمع يرفع رأسه كيما ينهض من التخلف الذي تخلقه هي و كانت قد خلقته منذ سقوط غرناطة في القرن السادس عشر. ذلك انه ان كان قد تبدى لنا ممكنا اقامة الاساس المادي  للرأسمالية السلعية على عهد البرجوازية الصناعية الا ان ذلك لم يكن سوى وهم كان قد  قيضه الزمن الضائع للرأسمالية الصناعية التى وصمتها الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية  باكر بالاقطاع النغل Bastard Feudalism.. وما تبرح الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية خاصة تنعت الرأسمالية السلعيةو ازعم انها كانت تقصدها حين اعلن فرانسين فوكوياما -احد عبيدها المعتقين او المقاتلين- الذى جأر ب”نهاية التاريخ و الايديولوجية”. وحيث كان ذلك قد تساوق وسقوط المنظوم الاشتراكية فقد ظن معضمنا ان فرانسيس فوكوياما كان يعنى بذلك الاشتراكية. الا انه وضح لمن يمعن النظر انه كان يعنى الرأسمالية الصناعية و السلعية بانواعها حين وصفت الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية الرأسمالية السلعية ب”المسخ” اي ذلك الشئ الذى لا يعبر عنه اسمه Oxymoron . وازعم ان ذلك يصدر عن تطير الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية من اعادة التوزيع التى تصدر عنها الرأسمالية السلعية الذى يعتبره المحافظون الجدد و الجمهوريين امثال جون ماكين خيانة عظمى.

و من هنا يات المهاجرون و اللاجئون الذين بنى الاتراك و اليونان منهم المانيا بعد الحرب العالمية الثانية و بقوا حتى اليوم مواطنين من الدرجة الثانية و ادنى. و يات السوريون و الافغان و الصومال و الاريتريين المهاجرين و اللاجئين في الوقت الحاضر ليقوموا بالعمل الخطر و القذر و الرخيص.انظر(ي) 

Nick Harris: 2001: Thinking the Unthinkable: The Immigration Myth Exposed.

و لك ان تسافر على لوفتهانزا لتر بعينيك كيف يعامل غير البيض بمالهم في مطارات المانيا حيث لا يجدون مقدعدا يجلسون فوقه اثناء ترانزيت الساعات و لا احد يجيب على اسئلتهم و ان وجد فان المساعد اكثرعنصرية من الالمان. و في بعض المدن الالمانية فان قد لا تجد  مقعدا في حافلة الا و معه شئ من المذلة اوالعنف العاطفي الغامض.

المهم فورا ينبغى تذكر ان المجتمعات الغربية شائخة هرمة حيث لا ينجب معظمهم ان انجب اكثر من طفل -رغم أن المفقرين قد ينجبوا اكثر من طفل تكالبا على الكفالة الاجتماعية. الا ان ذلك لا يحل لا مشكلة العمالة الرخيصة و الموسمية في حصاد الفاكهة و التعليب والتغليف وعمالة النظافة و الكناسين الخ مما لا يستحبه البريطانيون فيخلفون لك الاعمال  لتنويعات العبيد المستوردين. هذا و يشعر حتى الشباب  البريطاني انه سيحتاجون عندما يكبر في السن لمساعدة اؤلئك العييد او الاقنان سمهم ما شئت(ي) بعد ان هاجر الممرضون والممرضات وصغار الاطباء. فمعظم كبار السن اما لم ينجبوا او-وهاجر ابنائهم او ان الاخيرين لا يعيشون قريبا منهم عندما يحتاجون الى من يخدمهم بصفة يومية فيودع  كبار السن في بيوت العجزة بعدما دمرت مابعد الحداثة الاسرة و ازدرت النسوية الغربية الاصولية مؤسسة الزواج تحريرا للمرأة من مؤسسة الزواج “البرجوازية” تلك ومن الحمل و الولادة. و قياسا فقد اصبحت المساعدات اليومية التى يحتاجها كبار السن ممن يدخلون بيوت  العجزة هي ما يقدمه اللاجئون و المهاجرون الذين تصبح اسهاماتهم هي ساعدة الدولة في رعاية تلك الفئة من السكان الذين يقدر تعدادها بحوالي 30% من السكان.[1]

و اجادل انه من المفيد تعود من لم يالف مثل هذه المفهومات على مثل تلك المفهومات الذى يبدو واضحا الان اكثر من اي وقت مضى ان قاموس الثورة الديمقراطية التى تطلقها الشعوب الاوربية يعبر عنها. و ازعم ان ربما بدأ الشعب الامريكي يتعاطى تلك المفهومات باكرا  بدوره ايضا. فان لم يتضج ذلك البعد العبودي المتأصل-كما رددت مرارا في بحوث عدة-في علاقات انتاج و اعادة انتاج رأس المال المالي الصهيوني العالمي القبلي لوقت طويل الا ان البعد العبودي المتأصل في الرأسمالية المالية يتضح تباعا للكثيرين في المؤسسة المالية و الاقتصادية و السياسية الامريكية  والاوربية الغربية.

و بالمقابل اجادل ان المؤسسة المالية و الاقتصادية و السياسية الامريكية لا تسمح لممثلي الشعب الحقيقيين من اصحاب الفكر و التنظيم الاشتراكى كما نرى مع حزب العمال البريطاني عندما يقيض لا ي منهم الا ما ندر ان حدث ليتزعم  افاضل الزعماء حزب العمال مثلا او-و الحركة المطلبية.وتذكرون ما حدث لارثر سكارجيل زعيم نقابة عمال الفحم مثلا  في منتصف 1985. هذا و لعل كثيرون لاحظوا كيف ان جون سميث John Smith  زعيم الحزب الذى توفى اثر ازمة قلبية في مايو 1994. فقد اشيع ان حون سميث  قتل حتى يتاح لامثال توني بلير زعامة الحزب ابان اوج ازدهار فكر و تنظيم المحافظين الجدد و انغالهم الليبراليين الجدد المغامر بمصائر الشعب الامريكي و الشعوب الاوربية و شعوب العالم  اجمع.

و قياسا لم تكن المؤسسة الراسمالية المالية الصهونية العالمية و القبلية لتسمح  للمرشج الديمقراطي بيرني سوندرز Bernie Sanders بان يحظى بالمكانة التى قيضتها له ثورته الشعبية السياسية Political revolution. فقد كان بيرني ساندرز قاب قوسين او ادنى من الفوز كمرشح رئاسي للحزب الديمقراطي لو لم يستبق باراك اوباما-نيابة عن رأس المال المالي والصهونية العالمية و القبلية-فوز بيرني ساندرز بالترشيح اعلاه- باعلان باراك اوباما فوز المرشحة الثانية هيلاري كلينتون قبل نهاية الانتخابات الاولية عشية دورة كاليفونيا.  و ازعم ان مثل ذلك يحدث غالبا و ربما في كل مرة عشية نهاية الانتخابات الرئاسية الامريكية مما يلاحظه الناس مثلا مع ال جور Al Gore ابان دورة جورج ووكر بوش الثانية.

 المهم فورا هو ان بعض الشعوب الاوربية قد تعلن بصورة واضحة التماهي مع المشروع الشعبي الاشتراكي البريطاني الذى اطلقه الشعب البريطاني بنايجة استفتاء الخميس 23 يونيو 2016 يوم الجمعة 24 يونيو 2016. و تعلن تلك الشعوب ايضا و بداءة رفضها للعولمة التى تتعين عليها المجموعة الاوربية من حماية مصالح ارباب العمل خصما على القوى العاملة و من تبنى تيسير حركة العمالة الرخيصة  Cheap اللامسيسة politicised اللامنظمة  unionisedخصما على العمالة الماهرة المنظمة الميسيسة التى كانت قد انفقت عشرات السنين في تثوير الحركة العمالية والمطلبية الاوربية . كما يرفض خندق الخروج من المجموعة الاوربية حركة راس المال عبر الحدود و تغييب الدولة الوطنية و تجاوز الحدود الوطنية  و السيادة الوطنية لحساب اقليات لا منتخبة من الاوليجاركيات الاسراتية المالية بسمسرة بيروقراطيات لا منتخبة بدورها.

ان الشعوب الاوربية و الشعب الامريكى و شعوب امريكا الجنوبية ترفض تباعا ما يحيق بها و كان قد حاق بها عشرات ان لم يكن مئات السنين  من الاستغلال والنهب الامبريالي الشمال امريكي. فرغم محاولة انقلاب امريكا الشمالية على الثورات الشعبية و على منجزات الشعب الفينيزويلي و البرازيلي مثلما فعلت فى الارجنتين و هوندوراس و براراجواي و الاكوادور الخ الى نشر القواعد العسكرية في كلومبيا كما تفعل المثل حول و على مشارف روسيا أستدعاءا لما يشارف الحرب الباردة او-و ما يشبه ازمة خليج الخنازير بينها و بين الاتحاد السوفيتى على مشارف كوبا في ابريل 1961 فان تلك الشعوب تناضل تباعا من اجل حريتها متضامنه فيما بينها.و  قياسا تتهيا الشعوب الاوربية وشعوب العالم قاطبة اليوم لاشعال ثورات شعبية معتبرة و قد فاض بها الكيل من العولمة و من الرأسمالية المالية و سياسات التقشف ومن الديون السيادية -التى قد تفوق الناتج القومي الاجمالي GDP كما في بورتوريكو و اليونان- ومن الديون الفردية -التى ترتهن الفرد كما القن طوال حياته–و كذا من ربقة الصهيونية العالمية والقبلية جميعا.

هذا و لعله من المفيد ملاحظة ان شعوب افريقيا و الشعوب العربية -تلك التى ما تنفك تحاول مقاومة الاستعمار و الديكتاتوريات المالية شبه لاوليجاركية الاسراتية بدورها ان تلك الشعوب ترغب فى ترسيم الحدود و الدفاع عن السيادة الوطنية و الدولة الوطنية  في وجه غلواء اصحاب المال و الاوليجاركيين المحليين و الاقلميين مما تعبر عنه مثلا مقاومة الشعب المصري لما حاق بجزيرتي صنافيرو تيران في الوقت الذى قال مجلس الوزراء المصري “في بيان صدر بعد يوم من توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع السعودية إن جزيرتي تيران وصنافير الموجودتين في البحر الأحمر تقعان في المياه الإقليمية للمملكة وفقا للرسم الفني لخط الحدود”. و الى ذلك فهناك صراع سوريا من اجل البقاء دولة ذات سيادة سياسية و اقتصادية و وطنية و كذا ليبيا و العراق و اليمن.

و يلاحظ الناس في كل مكان ان ثورات شعبية ديمقراطية تعبر عن نفسها في التماهي مع التجربة الاسيوية لمقاومة الاستعمار و التوسع العسكري و الامبريالي و انتشار القواعد العسكرية في كل مكان-تلك المقاومة التى تقف فى مقدمتها في المنطقة العربية في كل من سوريا و ايران و حزب الله . كما تتعين كل من روسيا و الصين والهند وجنوب افريقيا وايران وامريكا الجنوبية و غيرها من القوى الصاعدة على انشاء و تكريس مؤسسات مالية و اقتصادية بديلة لحساب اقتصاديات تخلق  العمالة و تنتج سلعا و تعيد التوزيع على  المنتجين وتقف مع الشعوب و لا تناصب الاخيرة عداءا توراتيا ولا تعدو على حدود غيرها و لا تجترح سيادة غيرها الوطنية. و قياسا فان تلك المؤسسات البديلة تهدد فكر و تنظيم و مؤسسات ونظم تحالف ومكانة المجموعة الاوربية و الوحدة الاوربية والمنظومة العولمية

تنويعة ماثلة لطبقة الشعب و التضامن الاممي

عايشت طوال ليلة الخميس يونيو 23 2016 و فجر الجمعة 24 يونيو 2016 ثم السبت 25 يونيو 2016 نتائج الاستفتاء على بقاء بريطانيا كما نعرفها او خروجها من المجموعة الاوربية و التعليقات و التحليلات لما يعتبره البعض اكبر حدث ليس وحسب في بريطانيا و انما في اوربا و ربما في العالم بعد الحرب العالمية الثانية. واجادل -و لست وحدي في ذلك – ان نتيجة الاستفتاء على البقاء او الخروج من المجموعة الاوربية كان بمثابة استفتاء على المشروع البريطاني الاشتراكي. و لم يكن بالطبع ذلك هو الذي قصده  ديفيد كاميرون عندما وعد في مانيفيستو انتخابي بانه سوف يطرح استفتاءا شعبيا على عضوية بريطانيا للمجموعة الاوربية او عدمها. فقد كان كاميرون متفائلا بصورة شبه مطلقة من نتيجة الاستفتاء حتى انه لم يتصور سوى ان ينجح في مطلبه. و لعل رئيسا بريطانية لم يسئ التقدير مثلما اساء ديفيد كاميرون تقدير نتيجة مثل ذلك الاستفتاء سوى انتوني ايدن Antony Eden عندما اعلن العداون الثلاثي على مصر في 1956.

فقد جائت الامور عكس ما توقعه كاميرون  و كثيرون غيره مما الف مايشارف الصعقة او الصدمة و عدم التصديق بين النخب السياسية التى لا تزيد و لا تقل عن نظائرها من النخب العربية و المسلمة النغلة من حيث ان معظمها قد يؤلف جماعات موسادية عوسجية سامة Toxic Mossad parasites في نسيج المجتمعات. ثمة جماعات اخرى مشبوهة جراء تخاتل الاخيرة  او-و غفلتها اي تلك التي يعوذها الوعي الحقيقي جراء انصاف الحقائق و الاكاذيب بين من صوت للبقاء في المجموعة الاوربية. ذلك ان مدى غفلة تلك النخب و تلك الجماعات المشبوهة السياسية عما حاق طويلا و يحيق بالاغلبيات البريطانية العاملة جراء سياسات  التقشف و العولمة والاجور المتدنية و تصدير العمالة الى الخارج و اجبار المفقرين على  ضمان المصارف الهالكة خصما على مصالح المفقرين و أغلبيات الناس العاديين مثلما اتضح  من اصوات من رجح الخروج من المجموعة الاوربية على البقاء فيها بنتيجة  استفتاء 23 يونيو 2016.

 و قد راح بعض تلك النخب ينعي حظه. و يقول بوريس جونسون على طريقته الممازجة التى يقصد بها و لا يقصد بها الحقيقة و قد يقصد بها على طريقته نصف الحقيقة. يقول بوريس جونسون ان الكتل الجماهيرية لا تستحب الطبقات the masses do not like the classes .  و ازعم انه حيث ان الشعب اقنع بانه ليس طبقة فلم يقيض للشعب اي شعب  ان يتعرف على نفسه بهذا الوصف فلم تنشا  لشعب يوما طبقة الا عندما و بقدر ما يشعل ثورة شعبية تكون غالبا مؤقتة و قد تعيد النظام  الى ما  كان عليه قبل الازمة. و قياسا فلم يفصح بوريس جونسون و لا غيره عمن يقصد بالطبقات. فمثله راغب عن التصريح بانه يقصد الطبقات السياسية و الحاكمة وخاصة الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية والقبلية بوصفه خزري من غرب تركيا حسب تصريحه.

 اما المنطقة العربية فلعله من  المفيد دراسة ما يحيق بالتحالف الامريكي الروسي بشان سوريا من حيث مشروع اوباما لضرب سوريا في الاسابيع الباقية من ادارته استجابة لمذكرة ال 50 دبلوماسي و مسئول عسكري متقاعد في البنتاجون الذين عبروا عن ضيقهم من موقف امريكا من المشكلة السورية التى راحوا يلحون على اوباما بان يحلها عسكريا و يضع روسيا امام الامر الواقع

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.