سلاطين الأباريق! / رولا نصراوين
رولا نصراوين ( الأردن ) الجمعة 1/7/2016 م …
يحكى أن رجلاً كانت وظيفته الإشراف على الأباريق في حمام عمومي والتأكد من أنها مليئة بالماء، بحيث عندما يأتي أي شخص يأخذ أحد الأباريق ويقضي حاجته ثم يعيد الإبريق إلى المسؤول الذي يقوم بإعادة ملئها للشخص التالي وهكذا… في إحدى المرات جاء رجلا وكان على عجلة من امره فأخد أحد هذه الأباريق بسرعة وانطلق نحو دورة المياه فصرخ به مسؤول الأباريق بقوة وأمره بالعودة إليه، فرجع الرجل على مضض ثم أمره بأن يترك الإبريق الذي في يده ويأخذ ابريق آخر بجانبه بلون مختلف فأخذه الشخص ثم مضى لقضاء حاجته، وحين عاد ليسلم الإبريق سأل المسؤول : لماذا أمرتني بالعودة وأخذ إبريق آخر مع أنه لا فرق بين الأباريق. فقال مسؤول الأباريق بتعجب إذن ما عملي هنا؟!!!
سلطان الأباريق !!! وما أكثرهم في حياتنا هذه الأيام تجدهم في كل مكان؛ في الشارع، في العمل، في مؤسسات القطاع العام والخاص، هم بشر مثلنا يحاولون أن يضعوا لأنفسهم الكثير من الأصفار الى جانب أسمائهم الرنانة لنشعر بقيمتهم المضاعفة معتقدين أن قيمتهم الإجتماعية والمادية تزداد فقط لعلو شأن وظيفتهم أو لزيادة المال في خزينتهم أو حتى لفرط المسؤولية الملقاة على عاتقهم مستخدمين اسلوب التجبر والتعالي والغطرسة على الآخر! وأكثر ما يلفت أنتباهك فيهم أنهم يفهمون في كل شي؛ في العلوم والتاريخ والسياسة والفكر والأدب والفلسفة ثم يبهرونك بإطلاقهم الفتاوي الشرعية والدينية ! ويحكمون عليك حكما لا استئناف فيه!
سلاطين الأباريق كثر في حياتنا وعقدة الشعور بالأهمية ومركبات النقص بالقوة والتحكم في خليقة الله اصبحت تأخذ حيزا كبيرا في مجتمعنا! تلك هي مع الأسف النزعة الإنسانية التي اصبحت تقود بني البشر !!
رولا فايق نصراوين
التعليقات مغلقة.