عندما هدد بوتين بتعليق رئيس جورجيا من خصيتيه .. وعندما جذب بوتين الرئيس الفرنسى من رابطة عنقه فى إجتماع رسمى ! / مجدى حسين




مجدي حسين ( مصر ) – الأحد 27/3/2022 م …

كانت أزمة جورجيا نموذجا مصغرا لأزمة أوكرانيا الحالية ، فقد صرح الرئيس الروسى ميدفيديف بعدها ب3 سنوات أى عام 2011 فى مؤتمر صحفى ردا على سؤال : لماذا لم تصل الدبابات الروسية إلى تبليسى بالقول : إن هدف تلك العملية ” الحض على السلام “التى استمرت خمسة أيام قد تم تحقيقه . لم تهدف تلك العملية إلى الاستيلاء على تبليسى أو أى مدينة أخرى . كان المطلوب فقط وقف العدوان الذى شنه ساكاشفيلى . علاوة على ذلك ، أنا لست قاضيا ولا سفاحا ، أؤكد ثانية ان تقييم ساكاشفيلى ومصيره يجب أن يقرره الشعب الجورجى عن طريق التصويت أو بطريقة أخرى .

وبالعودة إلى أحداث الأزمة وفى يوم 12 أغسطس 2008 كانت طائرة الرئيس الفرنسى فى الجو عندما ظهر أمامه على شاشات القنوات التلفزيونية الروسية ديمترى ميدفيديف وقال إن عملية ” الحض على السلام ” قد حققت أهدافها ولهذا تعتبر منتهية . ووصل ساركوزى بالطائرة إلى موسكو وقد شعر بنفسه كأنه أبله ، فقد تم تحقيق الهدف الرئيس من زيارته من دون تدخله . ولكن المقبل كان أسوأ .

فما أن بدأ مباحثاته مع ميدفيديف حتى انضم إليهما بعد 40 دقيقة فلاديمير بوتين الذى صرح فى اللقاء بأنه ينوى ” تعليق ساكاشفيلى من خصيتيه ” . ويروى ساركوزى أن بوتين بعد ذلك اقترب منه وأمسك برابطة عنقه وبدأ يهزه كى يظهر جدية نواياه . ومع كل ذلك واصل ساركوزى مهمته المكوكية بين موسكو وتبليسى ، ولكن فى المرة التالية لحضوره إلى موسكو أشترط – تجنبا للبهدلة – أن يتباحث فقط مع ميدفيديف وألا يحضر بوتين فى مكان محادثاتهما !!

وبعيدا عن ساركوزى المسكين انتهت الأزمة بعد 5 أيام على ما يبدو من خلال اتصالات مباشرة غير معلنة بين موسكو وواشنطن بعد أن حققت موسكو أهدافها الرئيسية . لم تدخل الدبابات الروسية العاصمة تبليسى وتم إقرار وقف إطلاق النار ، وتم فرض اتفاق عدم استخدام القوة من قبل جورجيا ضد الجمهوريتين أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وتم تأكيد استقلالهما فعليا . وفى يوم 26 أغسطس عام 2008 أعلن الرئيس ميدفيديف أن روسيا تعترف بأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية جمهوريتين مستقلتين . ولم يحدث ضم الجمهوريتين إلى روسيا . ولم يكن هذا ضروريا لروسيا فهما جمهوريتان صديقتان . وعادت خلال عام ونصف العام العلاقات إلى طبيعتها الدبلوماسية بين روسيا وجورجيا وتمت إعادة تسيير الرحلات الجوية بينهما ، وبعد عامين ألغت جورجيا من جانب واحد نظام تأشيرة الدخول للمواطنين الروس .

لم يعلق ساكاشفيلى من خصيتيه كما هدد القبضاى بوتين ، ولكن حدث له ماهو أسوأ من ذلك بدون تدخل بوتين أو روسيا . لقد نكل به الشعب الجورجى بنفسه ، بعد أن خرج من الحكم فى 17 نوفمبر عام 2013 . قصة هذا الرجل التافه لا تهمنا ولسنا الآن فى معرض تقديم قصة مسلية . ولكن كما قلت فى البداية لنعرف من هم أعداء روسيا كى نعرف كيف نقيم روسيا بشكل موضوعى . ولكن يوجد ما هو أهم من ذلك ، ولا تذكره الآن وسائل الإعلام فى العالم الحر !! وهو يهمنا لأنه متصل بأوكرانيا . وقد أشرنا من قبل إلى أن جورجيا فى عهد ساكاشفيلى كانت توأم أوكرانيا فى العداء لروسيا والتبعية لأمريكا .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.