المحامي محمد احمد الروسان يكتب: عواصم الناتو ومسرحيات السلاح الكيماوي في الداخل الأوكراني… كيماوي أوكرانيا المرتقب وشيلدون اديلسون مموّلاً … والدو الروسي في فضح مسرحية كييف والنازيين الجدد
المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) – الأحد 27/3/2022 م …
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …
الجيش الأمريكي هو الذي يكاد يكون الجيش الوحيد في العالم الذي لا يستريح، وهو محرك الاقتصاد الأمريكي، حيث الأخير اقتصاد قائم على الحروب، وانتاج السلاح ومصالح المجمّع الصناعي الحربي الولاياتي الامريكي، وجلّ لوبي السلاح في العالم، هو المستفيد من الحرب الروسية الأطلسية الحالية في عروق الجغرافيا الأوكرانية…. وبالتالي لن تسمح روسيّا للتاريخ أن يتقيأ نفسه على عتبات منزلها ! وما يجري الان بين موسكو وعواصم الناتو: هو صراع العتبات وبوصلة استراتيجية.
انّ نواة الجيوش الأمريكية وأركان كوادرها وقياداتها، ما زالت تعتبر أنّ مجموعات القاعدة ومجتمعات الدواعش والمجاميع الأرهابية الأخرى، والان القوميون الأوكران، والنازيوون الجدد في كييف، والفاشست كذلك، في جلّ عروق الجغرافيا الأوكرانية، وفرق ما تسمى بالخوذ البيضاء القاعديّة الأرهابية، والتي أسّستها المخابرات البريطانية الخارجية، عبر أحد ضبّاطها الخبثاء ولقي حتفه في تركيا بعد ذلك، وصرفت عليها المال الكثير لغايات التدريب والاعداد، خياراً قابلاً للتحالف مع واشنطن وحلفائها الغربيين، من دول الناتو كحلف ومنظومة هجومية تدخلية بشكل مستمر، لمزيد من التحشيد العسكري في محيط روسيّا، وشيطنة موسكو والرئيس فلادمير بوتين، مع ضخ معلومات كاذبة في الميديا العالمية ومظللة لغايات تحشيد الرأي العام الأممي ضد روسيّا وزعيمها بوتين، واتهام موسكو بشكل كاذب وعبر مسرحيات ودراما هيليودية مقيتة، أنّها تعد وتهندس استخدام سلاح كيميائي وهذا كذب وافتراء وفبركة، أو بنيتها لموسكو استخدام أسلحة كيماوية في أوكرانيا، وهذا غير صحيح بالمطلق، والجيش الروسي ليس بحاجة الى استخدام هذا السلاح، فهو أخلاقي أكثر من الجيش الأمريكي الذي لا يستريح بالمطلق، وفعل الامريكي واضح في العراق وليبيا وسوريا وفي فيتنام وفي كل ساح ومساح تواجد فيه.
انّه كما قلنا سابقاً وفي أكثر من تحليل لنا، نفس السيناريو السوري عبر نفس المخرج والممول والمنفذين، مع ممثلين جدد كمنفذين كتيبة أزوف وغيرها من النازيين الجدد والفاشست في الداخل الأوكراني، خاصة بعد أن كشفت موسكو عن البرامج البيولوجية والجرثومية والمختبرات في أوكرانيا، وماذا كانت تخطط له واشنطن ازاء موسكو، وبعد أن تم كشف ما فعله هانتر بايدن ابن الرئيس جوزيف بايدن، وشركاتهما في الداخل الأوكراني بالتنسيق مع البنتاغون – في مجال المختبرات البيولوجية.
هي ذات المسرحية السورية في ادلب، عندما تم ويتم وسيتم فبركة استخدام السلاح الكيماوي هناك، لتوجيه ضربات لاحقة وقبيل معركة تحرير ادلب من الأرهاب المعولم، لضرب أركان الجيش العربي السوري والبنى التحتية الأستراتيجية له، بعد الاعداد لفبركات لمسرحيات كيميائية في ادلب ولصقها بدمشق كذباً وزوراً وبهتاناً، لتبرير لعمليات عسكرية جديدة، وهذا ما يتم الاعداد له في أوكرانيا الان، ولصق التهم بالجيش الروسي كذباً وزوراً وبهتاناً.
يقول جوزيف بايدن: اذا استخدم بوتين السلاح الكيميائي في أوكرانيا، فانّ المجتمع الدولي سوف يرد(يقصد والد بو المتوفي وهانتر بايدن، بالمجتمع الدولي: أمريكا وبريطانيا وفرنسا وباقي الجوقة وكلابها)، خاصةً وأن عناصر ما تسمى بالخوذ البيضاء، نقلت الى ادلب في الشمال السوري، والتقوا مع ذات العناصر الذين تم تهريبهم الى الكيان الصهيوني، ثم نقلوا الى ادلب عبر طائرات أمريكية حربية خاصة، وتقول المعلومات: أنّ جزء كبير من منظمة الخوذ البيضاء نقلت الى أوكرانيا مؤخراً عندما بدأت الحرب الروسية الأطلسية، للمساعدة في اخراج المسرحية الكيماوية في أوكرانيا كما تخطط واشنطن ولندن وباريس واسرائيل.
يتم الآن الأعداد لمسرحيات الفبركة في أوكرانيا، عبر غرفة عمليات استخباراتية بريطانية فرنسية أمريكية اسرائلية، بدعم واضح من ملياردير الظلام اليهودي شيلدون اديلسون، وبدفع هندسي من الموساد والمسيحيين الأنجليين في الداخل الأمريكي وكوادرهم، وتنفيذها عبر الأداة الأرهابية في الميدان الأوكراني المسماه بكتيبة أزوف والنازيين الجدد والفاشست، وبمنظمة الخوذ البيضاء وهي سوداء – تنظيم القاعدة نفسه، بالتعاون مع المخابرات البريطانية ووكالة الاستخبارات الأمريكية والموساد الأسرائيلي وباقي الأفاعي الأرهابية الأفرنجية، حيث تم تسليمهم لكتيبة أزوف وباقي الجوقة النازية، عبوات عديدة من غاز الكلور والجمره الخبيثة وغيره للقيام بالعمل الأستفزازي، لغايات شيطنة الجيش الروسي والرئيس بوتين.
والغريب هنا أنّ القطاع الخاص البريطاني والقطاع الخاص الأمريكي والأسرائيلي والفرنسي والألماني، متورطون في هذا العمل الأستفزازي الأرهابي المفبرك، والذي هو جزء من حرب هجينه على موسكو والمنطقة، وسيصار الى الكشف عن أسماء الشركات لاحقاً في تحليل قادم لنا، والكميات التي وردّتها عواصم الناتو الى الداخل الأوكراني، بجانب الموجود أصلاً في الداخل الأوكراني(الأنجلوسكسون يريدون أن تكون أوكرانيا الان رئة العالم ارهابياً والخوذ البيضاء أوكسوجينها، مع شرعنة لأدوار ارهابية لبعض القطاع الخاص، العامل في مجال انتاج المواد الكيماوية السامة لعواصم الناتو)ومؤشرات صحة كل ما ذكر وهو ما كشفته المخابرات والأستخبارات الروسية، وقاطعت معلوماتها بمعلومات المخابرات الصينية.
وبعيداً عن تصاعد لغة التهديد الأمريكي الجديدة القديمة، مع ارسال مدمراتها وقاذفاتها الى المنطقة والمحيط الروسي، لتضفي شيئاً من الجديّة فيما تذهب اليه، ولدفع التركي لعدم التساوق والتماهي مع الروسي والصيني والأيراني والسوري في ادلب، وفي أوكرانيا أيضاً الى حد ما بالنسبة للتركي.
كما يصر البنتاغون ومجلس الأمن القومي الأمريكي، على العمل وبقوّة على ضرب هياكل روسيا والصين معاً، عبر الحروب الهجينة وغيرها من الحروب غير المتماثلة، كون الأخيرتين(موسكو وبكين)ذات خطر عميق بشكل جدي على الأمن القومي الأمريكي.
لذلك فانّ الأستهداف الروسي للقوميين الأوكران والنازيين الجدد والفاشست في الداخل الأوكراني، سوف يلحق بالغ الضرر بالمشروع الأمريكي للتحالف مع هذه الزومبيات، لضرب هياكل الأمن والأستقرار في روسيّا والصين وايران وجلّ قارة أسيا.
فصوفيوا وكالة المخابرات المركزية الأمريكية(البرابرة الجدد)يهدّدون روسيّا والصين وايران، وضرب هياكل الأمن القومي في هذه الدول وجلّ أسيا ضمن استراتيجية الأستدارة بعد الأفراغ من السيناريو السوري، والأخير يهدد الأمن القومي الروسي من قبل البرابرة الجدد صوفيو المخابرات الدولية وعلى رأسها الأمريكية، فمن الواضح أن سورية هي حقل التجارب الجديد لتدمير مفهوم الدولة، وقد ظهرت نتائج هذه التكنولوجيا في(ليبا والعراق ويوغوسلافيا)، وأنّ مصير كل من روسيّا وإيران والصين واليمن وحتى الاتحاد الأوربي، يتوقف على نجاح أو فشل هذه التجارب، فسورية أصبحت الخط الأمامي المتقدم الذي يسعى الكل للحفاظ عليه ولكن كل حسب مصالحه، روسيّا تحاول الحفاظ على سوريا كدولة، لأن الوجود الروسي العسكري في سورية وبالقاعدة العسكرية في طرطوس وحياة الآلاف الروس الذين يعيشون في سورية، والمصالح الاقتصادية والعسكرية على المحك، إن لم نقل مستقبل روسيّا نفسها على المحك وأمنها القومي.
لذا الروس دخلوا بقوّاتهم سورية بطلب من الدولة الوطنية السورية وتحت راية العلم الروسي، حتّى لا تقول أمريكا والناتو وثكنة المرتزقة اسرائيل أنّ هذا كاسر للتوازن العسكري في المنطقة، وهناك مبدأ هام في العلوم العسكرية تدركه موسكو والصين وايران يقول: اذا لم تتمكن من منع الحرب فعليك المبادرة الى شنّها، فعدم مبادرة روسيّا وايران والصين الى شن الحرب على صوفيي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومن تحالف معها، سوف يتيح للناتو استلام الزمام ونقل الحرب الى حدود روسيّا والصين وايران وجلّ أسيا وضرب هياكل الأمن القومي فيها، لذلك موسكو حاولت منع الحرب على الساحة الأوكرانية وعندما لم تحقق ذلك، دخلت في عملية عسكرية خاصة في الداخل الأوكراني، من أجل شطب صوفيوا المخابرات الغربيه والأمريكية في أوكرانيا.
في حين نرى واشنطن والعواصم الغربية، يدافعون عن مصالحهم عن طريق محاولة شطب سورية أو على الأقل كسر سورية لتكون دولة فاشلة للحفاظ على ثكنة المرتزقة اسرائيل وأمنها، كما يفعلون الان مع الفدرالية الروسية بشكل ساذج وسطحي للغاية، من خلال التزييف الإعلامي والحرب الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية، وإضعاف الموارد البشرية والمادية، ناهيك عن الدعم العسكري المعلن لبرابرتها الجدد دواعش الماما الأمريكية في الداخل الأوكراني، صوفيو المخابرات الدولية الذين يحاولون كسر الدولة الروسية من خلال القتل والتفجيرات، كما فعلوا في الداخل السوري من قبل ويفعلون.
فحسب استراتيجية البلدربيرغ الأمريكي جنين الحكومة الأممية ورمزه الجمجمة والعظمتين، أنّه بعد اضعاف سورية عبر حدثها، ومحاولة تحييد إيران عبر العودة الى اتفاق عام 2015 م، فإن احتمال الحرب في القوقاز وآسيا الوسطى كبير جداً، فالناس الذين يحملون النسخة المحرّفة من الإسلام سيكونون موجهين ضد روسيّا والصين وأوروبا أيضاً، لشطبها واعادة صياغتها والتفجيرات الأرهابية في داخل أوروبا في السابق، حيث صارت مغناطيس جاذب للأرهاب على مدار أكثر من عشرة أعوام خلت، وخاصة في باريس وبلجيكا، خطوة أولى على طريق ارهابي طويل سيضرب هياكل الأمن القومي الأوروبي، وجاءت الحرب الأطلسية الروسية الحالية على الجغرافيا الأوكرانية لتؤكد المؤكد، وفي أيدي هؤلاء الناس مخزونات ضخمة من الأهداف، فروسيّا والصين هنا ضمن استراتيجية البلدربيرغ الأمريكي، لذلك دخلت موسكو في عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا لشطب صوفيي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والغربية وعلى الصين أن تدعمها وبعمق.
كارتلات الحكم الأمريكية وبشكل وقح وخبيث ولئيم، أوغلت بعمق، في فرض الحصارات والعقوبات الاقتصادية على روسيّا، وبدأت ترتد عليها وعلى عواصم الناتو التي تماهت وتساوقت معها، وان آلمت روسيّا قليلاً تلك العقوبات الأحادية، ثم لجأت مفاصل هذا الكارتل الحاكم، وعلى لسان الناطق باسمه جوزيف بايدن، الى اتهام الفدرالية الروسية كخصم بل كعدو، بنية استخدامه الأسلحة الكيماوية في أوكرانيا، مع العلم أنّ الروس بتاريخهم لم يستخدموا السلاح الكيماوي ولا السلاح النووي، في حين نجد أنّ أمريكا هي أول من استخدمت هذه الأسلحة في فيتنام، وما هو أخطر منها أي النووية، قبلها في اليابان، ودون وجود حاجة اليهما في الحالين، وبهدف الترهيب والشيطنة، ونزعة الانتقام التاريخية المتأصلة، وإبادة مئات الآلاف من الأبرياء.
عميق الدولة الأمريكية تراهن أن تتحول روسيا الى قوة احتلال في أوكرانيا، تغرقها في حرب استنزاف على غرار ما حدث في أفغانستان، وترسل الأسلحة لأوكرانيا، ليس لحسم هذه الحرب، وانما لإطالة أمدها، وهذا رهان ربما يكون خاسراً، لأن فلاديمير بوتين ليس بريجنيف الهَرِم، أو غورباتشوف العميل الغربي، وروسيا اليوم ليست الاتحاد السوفييتي بالأمس، فعندما يتسول زيلينسكي رئيس أوكرانيا الدمية نظيره الروسي، ويوسط طوب الأرض للاجتماع به، بحثا عن وقف لإطلاق النار، ويعلن استعداده مسبقا للتراجع عن خططه للانضمام الى حلف الناتو أو الاتحاد الأوروبي، الأمر هنا انتهى وبتوقيع الفدرالية الروسية تماماً.
جوزيف بايدن وبشكل منحدر في خطابه الى مستويات متدنية، ويصف خصمه الروسي بوتين بأنه مجرم حرب، ويحذر من قرب استخدامه أسلحة كيماوية، وهو الذي يحاصر جيشه – أي الجيش الروسي معظم، ان لم يكن كل، المدن الأوكرانية، بما فيها العاصة كييف، حرصا على أرواح سكّانها المدنيين، فماذا يعني ذلك؟ أمريكا تنكفأ أمريكا تتقوقع على ذاتها.
وحتّى لا نغرق في التفاصيل ونتوه بالمعنى التكتيكي والأستراتيجي، لا بدّ أن نطرح ما تعرف باسم نظرية المنطق في السياسة جانباً، مع تناسي علم الرياضيات السياسية وقواعد التفكير السليم في تفكيك المركب وتركيب المفكك، مع تناسي الغوص في التحليل بشكل عامودي وأفقي، لأنّ الأشياء والأمور والمعطيات لم تعد كما يبدو عليها أن تكون، وجلّ الأزمات ان لجهة المحلي، وان لجهة الأقليمي، وان لجهة الدولي، صارت أكثر تعقيداً وترابطاً، والتفاعلات والمفاعيل لمعظم الممارسات الدولية لم تعد تخضع لقانون أو قيم أو أخلاق.
واشنطن الآن تناقش نفسها بنفسها حول العلاقة بين مصالحها وموقعها من نشر الديمقراطية وحقوق الأنسان والحاكمية الرشيدة، ومتى أصلاً كانت أمريكا تقيم وزناً للمثل والقيم الأنسانية، ولحقوق الانسان والديمقراطية اذا تعلق الأمر بمصالحها الحيوية؟
نعم العنوان الرئيسي لهذه المرحلة هو الخلع الاستراتيجي من المنطقة وفي المنطقة، و المتمثل في اعادة هيكلة الوجود الأمريكي في أفغانستان وليس بالانسحاب الأمريكي من أفغانستان، بعد اعادة(هندرة)الوجود الأمريكي في العراق، والذي صار يعود من جديد عبر وتحت عنوان مكافحة الأرهاب، حيث عاد العراق أولوية أمن قومي أمريكي من جديد لغايات العبث بايران وأمنها، عبر العودة الى الاتفاق النووي، واستراتيجيات التطبيع الناعم معها، الى حين أن تلوح الفرصة المواتية، ليصار لضربها كما يريد ملياردير الظلام اليهودي شيدلون اديلسون صديق دونالد ترامب الرئيس السابق، والذي كان في مشهد افتتاح نقل السفارة الأمريكية الى القدس المحتلة، والأخير أي ترامب نفذ كل أجندة الأول حتّى اللحظة بحذافيرها، وبقيت مسألة ضرب ايران أو احتوائها عبر العودة الى الاتفاق النووي، وينفذ ذلك الان جوزيف بايدن من جديد.
من هنا تأتي أهمية إرباك المنطقة الشرق الأوسطية كحاجة أميركية للخروج من متاهاتها العميقة، عبر اعادة تموضعها وحصر أولوياتها وتنازلات هنا وهناك، للوصول الى تفاهمات مع التكتل الدولي الاخر وعنوانه موسكو…. فهل تفعلها الدولة العميقة مع موسكو؟.
فقبل الحرب الروسية الأطلسية على الساحة الأوكرانية كانت موسكو تقول: بأنّ هناك حصار تحاول الولايات المتحدة الأمريكية ضربه حولنا، من قلب أوروبا وحدودنا الحيوية في مواجهة شبكة صواريخها هناك، حتى آسيا الوسطى. فالمسألة تبدو بالنسبة إلينا كأنها استعادة أميركية كاملة للأجواء التي كانت سائدة بيننا قبل نصف قرن، لمجرد أن واشنطن أدركت فقدانها لأحادية قطبيّتها العالمية، عادت معالم الحرب الباردة، ثم لدينا مصالحنا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية في المتوسط، لم يعد لدينا موطئ قدم هنا إلا في دولتين اثنتين: الجزائر وسورية، ومن الخطأ الفادح التفريط بأي منهما، خصوصاً في سورية الدولة المركزية المحاذية لكل قضايا الشرق الأوسط والمشرق العربي، فضلاً عن القضايا الملامسة لبعدنا الاستراتيجي في أوراسيا وحدودنا الجنوبية….. وامّا الان وبعد بدء الحرب الروسية الناتوية تعمّق كل ذلك بشكل لا يمكن السكوت عنه فتمت العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا ليصار الى اصلاحها وتطهيرها من النازيين الجدد والفاشست.
الولايات المتحدة الأمريكية تخوض وبقوّة حروب سريّة، لم يقرّها ولن يقرّها الكونغرس الأمريكي، وقطعاً ليس للمورد البشريّ السكّاني لتلك الدول، التي ستسحق حياتهم وأجسادهم أي دور في منعها، فمن أجل تحقيق خدمة الأهداف الإستراتيجية للسياسة الخارجية الأمريكية، بل من أجل هندسة نستولوجيا تلك الأهداف، لتصبح أهداف ما فوق إستراتيجية، فانّ وحدات القوّات الخاصة الأمريكية، تقوم بتنفيذ(لب)وجوهر العقيدة الأمريكية ومعتقدها الراسخ والذي لا يخضع لأي ديناميات مراجعات، والقائم على أحقية القيام بالاغتيالات السياسية، التسلل عبر الحدود السيادية للدول، وزعزعة استقرار و\أو تقويض أنظمة الحكم، دون إعارة أي اعتبار لجهوزية مؤسسات الدولة ونسقها السياسي المراد استهدافها وذات السيادة، للتغير أو رغبتها فيه أصلاً.
هذا وقد اختارت العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي متمنهجةً عليه، أسلوب قديم بذات الأدوات لبعض أنواع من الحروب، ولكن آثاره وتداعياته وشدّته في الألفية الثالثة للميلاد كبير جداً، ويقلب الأمور رأساً على عقب، ويغير أمزجة الرأي العام الدولي والإقليمي والمحلي بخبر وصورة وخلال لحظات، وعبر عمليات البروبوغندا السوداء وكواليسها.
ومثل الذي يقطع أنفه نكايةً بوجه، صارت واشنطن تستخدم أدواتها الحربية الشاملة من المورد البشري السكّاني للدولة المراد استهداف نسقها السياسي، ومن موارد بشرية من دول جواره المحلي والإقليمي، حيث جميعها تشترك باللغة والدين والأخلاق والقيم والأهداف، وبالعادات والتقاليد والمشاعر وبعلاقات نسب وقربى، ويؤدي جلّ العمل ذاك إلى تدمير الدولة ونسقها السياسي بأبنائها وأبناء دول جوارها، والحال هذا خير مثال عليه ما يجري بالحدث السوري ومستنقعاته وتشعباته المختلفة، عبر إحداث انحراف بجهاز مناعة الدولة المستهدفة ونسقها، لكي يقوم جهاز المناعة الخاص بالدولة بمهاجمة الأنسجة السليمة، بعبارة أخرى كيف يتم جعل الدولة تدمر نفسها بنفسها وعبر مساندة من محيطها؟! وهذا ما جرى ويجري في الحدث الاحتجاجي السوري وعبر وكلاء السي أي إيه من بعض العرب، ومن الغرب ومن بعض الداخل والخارج السوري، ويتم تطبيق ذلك بحذافيره في الداخل الأوكراني.
انّه أسلوب حرب العصابات، استخدام القتلة، المتمردين، المخربين، حرب بالكمائن بدلاً من المواجهة، عبر التسلل بدلاً من الهجوم، انّه نصر عبر تقويض العدو وإنهاكه بدلاً من الاشتباك معه، حرب تترصد الاضطرابات وإحداث فوضى خلاّقة وغير خلاّقة.
ويؤكد جلّ الخبراء النفسيين الإعلاميين الأستخباريين، والذين يعملون في أجهزة الاستخبار العسكرية والمدنية – المخابراتية – الشرطيّة، أنّ اللجوء إلى أكاذيب التعذيب والاغتصاب كبنى تحتية لأي عملية بروبوغندا، وعبر وكلاء حربيين لتخدم هدف محدد، وهو خلق بيئة تساعد على خلق ظروف تقود في النهاية إلى الحرب.
نعم عندما تحدد الإمبريالية الأمريكية الأهداف المستهدفة، تصبح مفاهيم الاغتصاب والتعذيب وقتل الأطفال عبر ارتكاب مجازر، وفقاً لجداول زمنية وديمغرافية وفي الوقت المناسب، تصبح مفاهيم لمكنونات أدوات التشويه السياسي للنسق السياسي المستهدف، ليصار إلى إضفاء ملاذات شرعية آمنة لأي عدوان يقرر من قبل ما يسمّى “بالمجتمع الدولي”( أمريكا وكلابها الإفرنجية المنبوذة في أوروبا وفي منطقتنا).
رأينا كيف تمّ تشريع احتلال أفغانستان وتحت مسمّى الحرب على الإرهاب الدولي، ثم تشريع احتلال العراق وتحت مسمى أسلحة دمار شامل لم تظهر حتّى اللحظة، ثم احتلال ليبيا وإسقاط نظام الزعيم البدوي العربي معمّر القذّافي، والان جل الجهود تصب في تشريع وتوظيف كل شيء لاستهداف سوريا ونسقها السياسي، واستهداف النهج الأموي، كما يتم استهداف روسيا عبر المسألة الأوكرانية وشطب أوروبا، بل استهداف الإسلام الشامي مقابل التمسك بالإسلام الوهابي.
وجميع خطوط حلف الناتو وأيضاً الخطوط الأمريكية، تقوم على أساس اعتبارات أن الممر الاستراتيجي السوري، هو العامل الحاسم لجهة تحقيق التفوق العسكري الجيو ـ استراتيجي في كافة مسارح العمليات، في مناطق الشرق الأدنى وشرق المتوسط وشمال أفريقيا، والبحر الأحمر وصولاً إلى القرن الأفريقي حيث الدور الصهيوني المتصاعد فيه، إضافة إلى مناطق الجزيرة العربية والخليج حيث يصار الى تسخين ساحات بعضها هذا الأوان وجعلها(سورية 2 – وأوكرانيا 2)لاحقاً، وآسيا الوسطى والبحر الأسود، ومناطق القوقاز الجنوبي والقوقاز الشمالي وصولاً لكل مناطق نفوذ المجال الحيوي الروسي، وهذا استهداف صارخ للآمن القومي الروسي، لذلك تمت العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا وهي مستمرة حتّى تحقق كامل أهدافها.
*عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:
https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A
منزل – عمّان : 5674111
خلوي: 0795615721
سما الروسان في 27 – 3 – 2022 م.
التعليقات مغلقة.