أمين عام حزب البعث العربي التقدمي “ في الأردن “ فؤاد دبور يكتب حول تركيا والكيان الصهيوني
السبت 2/7/2016 م …
الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي …
*تركيا العلمانية أو الإسلامية لم تخرج عن تحالفها مع العدو الصهيوني ولا تخرج من جوهر سياساتها المتحالفة معه …
*العلاقات التركية ” الإسرائيلية ” شهدت نمواً مضطرداً منذ مطلع تسعينات القرن الماضي باتفاقات عسكرية وتكنولوجية .. وتوجت مؤخراً باتفاق 28 حزيران المنصرم لمحاصرة سورية والعراق وإيران …
*القيادة التركية رهنت قرارها السيادي لأمريكا ولحلف الناتو والعدو الصهيوني ، وهي ماضية في غيها وعدائها لسورية وعبرها لكل الأمة العربية حتى لو أضرت هذه السياسة بتركيا …
*اتفاق تركي اسرائيلي باستخدام الأجواء والأراضي التركية للتجسس على الدول العربية والإسلامية وغيرها ممن تعتبرها الحركة الصهيونية معادية أو غير صديقة وبخاصة مراقبة التحركات العسكرية السورية والإيرانية والعراقية والروسية …
أكد أمين عام حزب البعث العربي التقدمي ( في الأردن ) فؤاد دبور ، أن تركيا العلمانية أو (الإسلامية) لم تخرج عن تحالفها مع العدو الصهيوني ولا تخرج من جوهر سياساتها المتحالفة مع هذا العدو .
وعرض دبور للعلاقات التركية ـ ” الإسرائيلية ” منذ البدايات حيث كانت تركيا اول دولة إسلامية تعترف بالكيان الصهيوني في سنة 1949 ، وأقامت معه علاقات فتحت ثغرة واسعة في الحصار العربي المفروض عليه، وهي العلاقات التي شهدت نمواً مضطردا حتى اللحظة .
ففي مطلع تسعينات القرن الماضي عقدت دول حلف النيتو اتفاقات مع تركيا أبعدتها عن محيطها العربي والإسلامي وتم تتويج الاتفاقيات بالاتفاق العسكري الذي تم توقيعه بين الطرفين التركي والصهيوني في شهر شباط سنة 1996م واتبع باتفاق أخر خاص بالتعاون التكنولوجي والصناعات العسكرية في 28/8/1996م.
وتضمن الاتفاق العسكري إجراء مناورات وتدريبات مشتركة ومنح الكيان الصهيوني الحق في استخدام الأجواء والأراضي التركية للتجسس على الدول العربية والإسلامية وغيرها ممن تعتبرها الحركة الصهيونية معادية أو غير صديقة وبخاصة مراقبة التحركات العسكرية السورية والإيرانية والعراقية والروسية.
واشار دبور إلى أنه تم في 28 حزيران 2016 ( أي في عهد إخونيي تركيا ) توقيع اتفاقات أمنية في العاصمة الايطالية، بهدف محاصرة الأقطار العربية والإسلامية التي تواجه المشروع الصهيوني واطماعه واستهدافاته ويأتي في المقدمة منها سورية والعراق وإيران الإسلامية، ما يعزز الإستيطان الصهيوني على الأرض العربية الفلسطينية ، وفي منطقة القدس بخاصة حيث يعمل الصهاينة على تهويدها والإجهاز على المقدسات المسيحية والإسلامية . . مثلما يسهم هذا الاتفاق في مساعدة الكيان الصهيوني على مواجهة المقاومة الفلسطينية واللبنانية المجابهتين للمشروع الصهيوني وأخطاره على المنطقة بأسرها.
وبين دبور، أن مواقف حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم بزعامة أردوغان، المعادية لسورية والعراق وإيران، لم تقتصرعلى هذا الإتفاق، فقد كان سباقاً في العداء، حيث فتح أراضي تركيا للمجموعات الإرهابية المعتدية على سورية وقدم لها المساعدات السياسية والعسكرية ، لاستنزافها ماديا وبشريا واقتصاديا ، ولخدمة أمن الكيان الصهيوني وأطماعه في المنطقة، كما فتح أراضي تركيا لدروع صاروخية تخدم امن هذا الكيان ، وتطال من أمن روسيا الاتحادية وإيران والأقطار العربية المجاورة ، منوهاً بضلوع قادة عرب في العداء لسورية ودعم الإرهاب بالمال والسلاح والعناصر المستوردة من الخارج.
وأكد دبور أن القيادة التركية رهنت قرارها السيادي لأمريكا ولحلف الناتو والعدو الصهيوني ، وهي ماضية في غيها وعدائها لسورية وعبرها لكل الأمة العربية حتى لو أضرت هذه السياسة بتركيا، مشدداً على أن سياسة حكومة العدالة والتنمية التي تدعي الإسلام ترتب على الشعب التركي خسائر باهظة اقتصاديا وتجاريا وسياسيا واجتماعيا.
وأوضح دبور ان تركيا بعامة أسهمت في إعطاء المشروع الصهيوني بعضا من نجاحاته في احتلال أراض عربية في فلسطين ولبنان وسورية مثلما أسهمت في تثبيت الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين.. وهي لم تخرج عن تحالفها مع العدو الصهيوني وعن جوهر سياساتها المتحالفة مع هذا العدو سواء أكان الحكم فيها علمانيا أم إسلاميا.
ويستقوي الكيان الصهيوني بتركيا لإثارة مشاكل حدودية ومياه ولأجل التعاون والتنسيق المشترك للسيطرة على المنطقة والتحكم بثرواتها الطبيعية، وبغرض جعل تركيا قاعدة عسكرية وامنية تخدم اهداف الكيان الصهيوني ضد الامة العربية والاسلامية وبخاصة سورية وايران والعراق.
ويعزز اردوغان وحزبه الاخوني علاقاته مع الكيان الصهيوني ومع اطراف عربية لرفع وتيرة الضغط على سورية وايران والمقاومتين الفلسطينية واللبنانية ، واجبارهم على الاستسلام للمشاريع الصهيونية الامريكية وحتى تثأر تركيا من الهزائم المتلاحقة التي تصاب بها في سورية والعراق ومصر (الاخوان)، حيث تدعم الارهاب تسليحاً وتدريبا وتمريراً الى الداخل السوري والعراقي.
وفيما يلي النص الكامل :
تركيا والكيان الصهيوني
كانت تركيا أول دولة إسلامية تعترف بالكيان الصهيوني الغاصب وبعد أشهر فقط من إعلان قيامه وكان ذلك في 28/3/1949 مما فتح الطريق امام إقامة علاقات دبلوماسية وسياسية واقتصادية مع هذا الكيان رغم احتلاله لأرض عربية إسلامية وتشريد شعب عربي ومسلم من أرضه ووطنه بالقوة واصبحت تركيا صديقة للكيان الصهيوني ومعادية للعرب وذلك استنادا الى دفع قادة الكيان الصهيوني تركيا نحو هذا العداء، واكد هذا الموقف الصهيوني وزير الخارجية في ذلك الوقت ايبان الذي قال عام 1950 “ان قيام علاقات اسرائيلية – تركية يمنح اسرائيل هوية شرق اوسطية، ويفتح ثغرة واسعة جدا في الحصار العربي المفروض على اسرائيل” طبعا في ذلك الوقت قبل التطبيع مع هذا الكيان الذي تمارسه العديد من اقطار الوطن العربي واستمرت العلاقات في كل العهود وبخاصة بعد دخول تركيا إلى حلف الأطلسي الحريص كل الحرص على امن الكيان الصهيوني وإمداده بالمزيد من القوة العسكرية والمالية والاقتصادية وتوفير الحماية السياسية له. عملت دول الحلف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على توقيع اتفاقات في الأعوام الأولى من تسعينات القرن الماضي أبعدت تركيا عن محيطها العربي والإسلامي وتم تتويج الاتفاقيات بالاتفاق العسكري الذي تم توقيعه بين الطرفين التركي والصهيوني في شهر شباط من عام 1996م واتبع باتفاق أخر خاص بالتعاون التكنولوجي والصناعات العسكرية في 28/8/1996م.
كما تضمن الاتفاق العسكري إجراء مناورات وتدريبات مشتركة ومنح الكيان الصهيوني الحق في استخدام الأجواء والأراضي التركية للتجسس على الدول العربية والإسلامية وغيرها ممن تعتبرها الحركة الصهيونية معادية أو غير صديقة وبخاصة مراقبة التحركات العسكرية السورية والإيرانية والعراقية والروسية.
جاء الاتفاق الذي تم توقيعه في العاصمة الايطالية روما يوم الثلاثاء 28/6/2016 وغيره من الاتفاقات الأمنية الأخرى الموقعة بين الصهاينة وتركيا بهدف تطويق الأمة العربية والنيل من صمودها ومساعدة الصهاينة في تحقيق مشروعهم المعادي للعرب والمسلمين مثلما يهدف إلى محاصرة الأقطار العربية والإسلامية التي تواجه المشروع الصهيوني واطماعه واستهدافاته ويأتي في المقدمة منها سورية والعراق وإيران في ظل الثورة الإسلامية ويسهم هذا الاتفاق مع الكيان الصهيوني في تنفيذ مشروعه في استيطان ارض فلسطين العربية بعامة ومنطقة القدس بخاصة حيث يقوم الصهاينة بتهويد القدس والإجهاز على المقدسات المسيحية والإسلامية وبخاصة المسجد الأقصى المبارك مثلما يسهم هذا الاتفاق في مساعدة الكيان الصهيوني على مواجهة المقاومة العربية والإسلامية للمشروع الصهيوني وأخطاره على المنطقة بأسرها.
جاءت حكومة حزب العدالة والتنمية الاخواني ممثلة بالثلاثي عبد الله غول واردوغان واغلو لتضيف إلى الكيان الصهيوني ومشروع الحركة الصهيونية المزيد من الإمكانية على تحقيق أهداف مشروعها وذلك عبر وقوفها في مواجهة سورية العربية الصامدة المواجهة للمشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة لأنها تدعم المقاومة التي تواجه هذا المشروع وتتصدى له حيث فتحت أراضيها إلى المجموعات الإرهابية التي تعتدي على سورية في محاولة لإضعاف سورية ودورها المقاوم خدمة لأمن الكيان الصهيوني وأطماعه في المنطقة مثلما تقوم حكومة حزب العدالة والتنمية بتقديم كل المساعدات وبأقصى ما تستطيع في المجالات السياسية والعسكرية من اجل زعزعة امن سورية واستقرارها وحصارها واستنزافها ماديا وبشريا واقتصاديا رغم أن مثل هذا العمل يعكس نفسه سلبا على تركيا نفسها اقتصاديا وامنيا، وقد شاهدنا بالأمس ما اصاب تركيا بسبب سياسة اردوغان الرعناء من عملية ارهابية طالت مؤسسة حيوية سياحياً واقتصادياً (مطار أتاتورك الدولي في اسطنبول) وسياسيا حيث يقوم الشعب التركي باحتجاجات وتحركات ضد سياسة اردوغان مثلما تطورت العمليات العسكرية لحزب العمال الكردستاني في الداخل التركي، لكن هذه القيادة التي رهنت قرارها السياسي والسيادي للولايات المتحدة الأمريكية ودول حلف الناتو وللعدو الصهيوني ماضية في غيها وعدائها لسورية وعبرها لكل الأمة العربية حتى لو أضرت هذه السياسة بتركيا، كما فتحت أراضيها لدروع صاروخية تخدم امن الكيان الصهيوني وتطال من امن روسيا الاتحادية وإيران والأقطار العربية المجاورة.
بمعنى أن سياسة حكومة العدالة والتنمية التي تدعي الإسلام ترتب على الشعب التركي خسائر باهظة اقتصاديا وتجاريا وسياسيا واجتماعيا. مثلما تلحق الأضرار بالعرب والمسلمين عامة وبسورية العربية بسبب مقاومتها للمشروع الصهيوني الأمريكي بخاصة، وقد ساعدها في هذا الموقف المعادي لسورية بعض من قادة أقطار عربية ضالعة في العداء لسورية وداعمة بالمال والسلاح عناصر الإرهاب المستوردين إلى سورية من الخارج.
نؤكد مرة أخرى بأن تركيا قد أسهمت في إعطاء المشروع الصهيوني بعضا من نجاحاته في احتلال أراض عربية في فلسطين ولبنان وسورية مثلما أسهمت في تثبيت الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين. أي أن تركيا لم تخرج عن تحالفها مع العدو الصهيوني ولا تخرج من جوهر سياساتها المتحالفة مع هذا العدو سواء أكان الحكم فيها علمانيا أم إسلاميا كما هو الحال القائم الآن في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية الاخوانية.
ولطالما ركزت قيادات العدو الصهيوني على اقامة علاقات قوية مع تركيا من اجل تأكيد التطبيع وكسر اي حصار يطالها من اقطار عربية، ومن اجل الاستقواء بتركيا لإثارة مشاكل حدودية ومياه والتعاون والتنسيق المشترك للسيطرة على المنطقة والتحكم بثرواتها الطبيعية، وكذلك من اجل جعل تركيا قاعدة عسكرية وامنية تخدم اهداف الكيان الصهيوني ضد الامة العربية والاسلامية وبخاصة سورية وايران والعراق.
والان يعزز اردوغان وحزبه الاخواني علاقاته مع الكيان الصهيوني واطراف عربية من اجل رفع وتيرة الضغط على سورية وايران والمقاومة الفلسطينية واللبنانية واجبارهم على الاستسلام للمشاريع الصهيونية الامريكية وحتى تثأر تركيا من الهزائم المتلاحقة التي تصاب بها في سورية والعراق ومصر (الاخوان)، حيث تقوم بدعم الارهاب بكل الوسائل وبخاصة التسليح والتدريب والتمرير الى الداخل السوري والعراقي. كما تهدف حكومة الصهاينة، تحقيق اهداف صهيونية بعيدة المدى في المنطقة “سورية” “ايران” توجيه ضربات لإيران.
يمثل الاتفاق الصهيوني مع اردوغان الاخواني الذي تم التوقيع عليه بالأمس في العاصمة الايطالية “روما” اختراقا استراتيجيا تحققه حكومة العدو الصهيوني في المجالات العسكرية والاقتصادية والتجارية والسياسية، مثلما يشكل اختراقا امنيا واستخباريا لصالح الكيان الصهيوني ضد سورية والعراق وايران وروسيا الاتحادية. مثلما تكون حكومة العدو الصهيوني قد حققت الانخراط اكثر في المنطقة واستخدام تركيا لتغلغل الاستخبارات واجهزة الامن الصهيونية في الاقطار العربية والدول الاسلامية وبشكل خاص سورية والعراق وايران ولبنان.
حزب العدالة والتنمية،
العدالة مع اعداء الامة العربية والاسلامية مع الصهاينة والامريكان ضد العرب والمسلمين اما التنمية، فهي تنمية مع الكيان الصهيوني عسكريا وامنيا واقتصاديا وتجاريا وسياسيا. والتنمية مع العرب والمسلمين في القتل والارهاب والدمار والخراب والاجرام، في سورية، في العراق، في ليبيا، في مصر ولبنان، وفي فلسطين حيث ان من يدعم الكيان الصهيوني في المجالات السابقة انما يزيد من قدرة العدو الصهيوني على الارهاب والقتل وتثبيت احتلاله ارض فلسطين العربية وكذلك اراض سورية ولبنانية.
فالعدو يكسب من اردوغان على حساب تركيا والعرب والمسلمين لكن لن يحقق اردوغان اطماعه. والنصر للمقاومة وسورية والعرب والمسلمين اجمعين.
الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي
فـــؤاد دبـــور
التعليقات مغلقة.