لله أكبر .. انتصر اليمن كما بشرنا بذلك / مجدى حسين

| |

مجدى احمد حسين ( مصر ) – الثلاثاء 5/4/2022 م …




فى 3 فبراير 2022 كتبت ” قضى الأمر .. وانتصر الحوثيون ” واستغرب البعض كيف أقول هذا والقذائف تدك كافة أنحاء صنعاء وسائر المدن اليمنية بغارات وحشية من السعودية والامارات بعضها بطيارين اسرائيليين .

اليوم أصبح النصر ساطعا لايملك أحد أن يمارى فيه .. فقد فرض اليمنيون شروطهم على هدنة لمدة شهرين .. وهى فك الحصار البحرى والجوى عن مطار صنعاء وميناء الحديدة حتى وإن أدعو أن هذا فك جزئى للحصار ، فليس هذا سوى البداية ، بل هو ذر للرماد فى العيون . فتسيير رحلات جوية تجارية للقاهرة وعمان يعنى أن المسافر يمكن أن يذهب إلى أى مكان آخر بعد ذلك . وفتح ميناء الحديدة يعنى حل مشكلات الوقود والسلع الضرورية. وفتح المطار والميناء ولو جزئيا كما يقولون يعنى حل مشكلات الدواء والعلاج فى الخارج .

وعندما يتوقف إطلاق النار فهذا يعنى أن يواصل الحوثيون وحلفاؤهم من مختلف الفصائل الوطنية العمل على تطوير وإعادة بناء اليمن والذى بدأوه بالفعل تحت النيران . ويعنى تعزيزسلطاتهم ومشروعاتهم للتنمية على مساحة تبلغ قرابة 90 % من مساحة اليمن الشمالى بحيث لم تبق مدينة اساسية خارج سيطرتهم سوى مأرب المحاصرة من كل الجوانب . بالإضافة للتوسع فى أجزاء من اليمن الجنوبى . وبالتالى فإن وقف إطلاق النار يعنى إطلاق أكبر مشروع لتعمير وبناء اليمن فى العصر الحديث . فقد برهن الحوثيون على وعيهم بأهمية النهوض الصناعى والزراعى والتعدينى والاهتمام بالبحث العلمى والتكنولوجية ليس فى المجال العسكرى وحده . والتصنيع الحربى الناجح هو مدخل طبيعى للتصنيع المدنى ، وهذا ماحدث فى مختلف البلدان الناهضة .

أما بالنسبة لليمن الجنوبى فهو يحتاج لمباحثات وحوارات سلمية جادة لإعادة دمجه بالوطن الموحد ، ولابد من استبعاد الحل العسكرى معه لأنهم أصبحت عندهم عقدة حقيقية من الشمال الذى طالما أهملهم ، ولم يشركهم حقا فى الحكم فى عهد على عبد الله صالح وفى غيره من العهود .

ولا أتصور أن حكام السعودية والامارات بعد أن ذاقوا ويلات الصواريخ الدقيقة اليمنية التى أفزعت من دقتها اسرائيل نفسها حتى تحسست رقبتها ، لا أتصور أن يعودوا إلى الخداع مرة أخرى ومعاودة التدخل العسكرى المباشر . وشعار الحوثيين جاهز : وإن عدتم عدنا .

قلنا إن الحوثيين انتصروا لأنهم تبنوا مشروع متكامل للتحرر الوطنى يقوم على أساس الاستقلال ورفض النفوذ الصهيونى الأمريكى ، وأنهم بنوا تنظيما عقائديا ملتزما مجاهدا ، وانهم أقاموا جبهة وطنية متحدة مع مختلف القوى الوطنية اليمنية ، وانهم أقاموا تحالفات إقليمية صحيحة مع القوى المناهضة للهيمنة الأمريكية وعلى رأسها إيران .

وقد تنبأت بالنصر بعد أن أصبح قاب قوسين أو أدنى ولكننى كنت موقنا به فى داخلى قبل أن يتاح لى إمكانية الكتابة . وقد تنبأت به بناء على التحليل السابق وقبل إندلاع الأزمة الأوكرانية . ولكن الأزمة الأوكرانية جاءت لمصلحة اليمن . وليعلم الجميع على كل الجبهات أن إحتدام الصراع بين أمريكا والتحالف الروسى الصينى يهيىء فرصا أكبر لتحرر كل الأمم المستضعفة الواقعة تحت النفوذ الأمريكى الصهيونى . واليمن مثال على ذلك .

فالأزمة الأوكرانية التى كشفت الضعف الأمريكى بعد الانسحاب المخزى من أفغانستان ، أدت إلى حدوث شرخ فى التحالف الأمركيى العالمى ، فهناك شرخ حقيقى يحاولون التعمية عنه بين أمريكا وأوروبا وهناك شرخ أمريكى أكبر بين أمريكا والتابعين لها فى مختلف أنحاء العالم . وفى منطقتنا وجدنا حكام السعودية والامارات يلبسون جلود النمر ، ويرفعون قبضاتهم فى مواجهة السيد الأمريكى رغم وجود قواعد عسكرية أمريكية فى البلدين . رغم أن دوافعهم ليست طيبة ، فهم يريدون أمريكا أكثر عدوانية ضد إيران ، ويريدونها أكثر دعما للعدوان على اليمن . لا يهمنا الدوافع هنا ، فالمهم أن الشرخ قد حدث وأصاب أمريكا فى مقتل إلى حد التمرد على طلباتها فى مجال السياسة النفطية . وأن الدولتين الخليجيتين وبكل ما تملكه من احتياطيات نفطية انحازت لإتفاقها مع روسيا فى أوبك بلس وضد المطلب الأمريكى بزيادة الانتاج لخفض السعر . حتى ان هيلارى كلينتون طالبت بالتصعيد ضد الدولتين لأن أمريكا تعانى من أزمة وجودية !!

صدقت والله يا مسز كلينتون إنها أمريكا – وليست إسرائيل فحسب – فى أزمة وجودية . والملاحظ أن تعاون السعودية والامارات تزايد بالتدريج وبشكل متواصل مع الصين وروسيا فى الأعوام الأخيرة ولم يكن الأمر مفاجئا .

اسرائيل فى نفس ورطة نظامى السعودية والامارات ، وكل المتغطى بأمريكا عريان .. وهى مقولة لمبارك وليس لفيلسوف متطرف معاد لأمريكا!

وبالتالى هذه لحظة مواتية لكل حركات التحرر الوطنى وعلى رأسها المقاومة الفلسطينية أن تضرب ضربتها فى اتجاه النصر المبين .

وكان الحوثيون سينتصرون بدون هذه الأزمة بل لقد اقتربوا من النصر وأمريكا تقدم كل الدعم للسعودية والامارات . ولكن عندما تتصدع العلاقات مع أمريكا فإن النصر يكون أسرع وأقل تكلفة . مع التأكيد على الحذر واليقظة ومواصلة الاستعداد العسكرى، ولا أعتقد أن الحوثيين يحتاجون لهذه النصيحة .

ألف مبروك للشعب اليمنى .. وألف مبروك لفلسطين ومقاومتها العنيدة السلمية والعسكرية .. فالنصر آت لا محالة .. ألا إن نصر اله قريب .

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.