مسألة الديموقراطية / الراحل مهدي عامل
الراحل مهدي عامل ( لبنان ) الإثنين 4/7/2016 م …
*لمن يدافع عن خوض الانتخابات النيابية ليقرأ ما يقوله مهدي عامل …
ان المكتسبات الديمقراطية، حتى في الديمقراطية البرجوازية، هي وليدة الصراع الطبقي ووليدة نزعة التسلط والهيمنة، والديكتاتورية الملازمة للنظام البرجوازي، انها وليدة النضال الجماهيري لا سيما في مرحلة صعود البرجوازية، وفي اطار من التحالفات تقيمها هذه البرجوازية مع قوى شعبية محددة.
اما في مرحلة الازمة، فتظهر نزاعات متجددة لضرب المكتسبات الديمقراطية، وبالتالي يصبح الحفاظ على هذه المكتسبات الديمقراطية البرجوازية، وتعميقها، نتيجة نضال دائم، مثابر ، مستمر، ينتج عن هذا منهجيًا، ضرورة النظر في مشكلة الديمقراطية، حتى بمعناها البرجوازي، من زاوية الصراع الطبقي ومن موقع النضال الجماهيري. هذه الملاحظة الاولى حول الديمقراطية البرجوازية العامة.
2-الملاحظة الثانية: هي ان الديمقراطية البرجوازية التي نسميها كولونيالية، نعني الخاصة ببرجوازيات مجتمعاتنا العربية، ومثال عليها الديمقراطية الطائفية [نموذج لبنان] كل ما كان ممكنًا في الديمقراطية البرجوازية في مفهومها النظري، ليس ممكنًا في الديمقراطية البرجوازية الكولونيالية، او في اطار الرأسمالية التبعية، كما في مجتمعاتنا.
وخاصة الشيء الثاني: الديمقراطية البرجوازية في هذه المجتمعات لا تسمح بتكون النقيض الطبقي لها كقوة سياسية مستقلة، وفي حزب ثوري، وسبب ذلك ان البرجوازية لم تقم في بلادنا بثورتها كما قامت بها في المجتمعات الاخرى، ولم يكن ممكنًا ان تقوم بثورتها هذه، لانها اتت الى التاريخ متأخرة بعد ان دخلت الرأسمالية في طور ازمتها.
اذ يمكن الكلام على طورين بالنسبة لتاريخ كل نمط من الانتاج:
أ_طور صاعد، تكون فيه الطبقة حاملة في صيرورتها طبقيًا هذا النمط من الانتاج، طبقة ثورية.
وب_طور هابط: او طور الازمة، حين تطرح ضرورة الانتقال الثوري الى نمط آخر من الانتاج.
اذن الرأسمالية في مجتمعاتنا عرفت طورًا واحدًا، هو طور ازمتها. تلاحم طور تكونها بطور ازمتها، وفي اطار ازمة الامبريالية وازة النظام الرأسمالي العالمي في زمن الانتقال الثوري الى الاشتراكية. لذلك، ولهذا بالذات كانت الديمقراطية البرجوازية، بما تعنيه من فسح امكانية التكون السياسي المستقل للنقيض الطبقي في مجتمعاتنا، امرًا يكاد يكون مستحيلاً، ان لم اقل مستحيل في مبدئه.
التعليقات مغلقة.