عبد الستار قاسم: سيرة مثقف عمومي / نور الدين أعرج




«أتذكر ذلك الموقف تمامًا، في عام 2014 في سجن مجدو وصل خبر الإفراج عن الدكتور عبد الستار قاسم، شعرت بغصة ما، كيف لا ونحن قبالة مفارقة رجل استطاع بحديثه البسيط ومعرفته الواسعة أنّ يجعل مني شخصًا مختلفًا فقط بعد ستة أيام من لقائه»، يقول الأسير الفلسطيني المحرر عبد الهادي أبو سنينة. «للأمانة وقتها شعرت بالانزعاج من أنني حزنت لخبر الإفراج عن الدكتور قاسم، كيف لي أن أحزن لخبر الإفراج عن أسيرٍ ما؟ بقيت منزويًا طوال اليوم، حتى عرفت من ثلاثة زملاء آخرين معي أنّ نفس الشعور قد راودهم، فأدركت وقتها أنّ المشكلة لم تكن عندي، بل كانت في قدرة ذلك الشخص في التأثير على كل من يجتمع به حتى ولو لفترة بسيطة».

بعد سبع سنواتٍ من ذلك الموقف، بالتحديد في جنازة الدكتور قاسم في شباط من عام 2021، أدرك أبو سنينة أنّ آلاف الناس التي قدمت لتشيع الأكاديمي والسياسي عبد الستار قاسم قد مرت بنفس تجربته، كيف لا وقد استطاع هذا الرجل أنّ يوحد كل قيادات الأحزاب الوطنية الفلسطينية في بيت عزائه، وبكاه طلابٌ وعمالُ وفلاحون قبل أن يبكيه قادةٌ ومسؤولون وسياسيون في يوم وفاته.

نبذة عن حياته

في قرية دير الغصون شمال محافظة طولكرم، في عام النكبة الفلسطينية، ولد عبد الستار قاسم. لم يلبث الطفل مع والدته التي فارقته وهو في عمر الثلاثة سنواتٍ فقط، إلا أنها بقيت شخصية حاضرة كان قد رسم قاسم ملامحها من قصص والده وأقاربه عنها. بعد ذلك، انتقل من المدرسة الابتدائية في قرية دير الغصون مكملًا تعليمه الإعداديّ والثانويّ في المدرسة الفاضلية في طولكرم. عاش طفولةً صعبة كسائر أبناء جيله، خصوصًا مع فقدان العائلة بعض أراضيها أثناء النكبة. فكما تضيف زوجته أمل الأحمد، عانى الطفل الذي يطمح بإكمال تعليمه من توفير ملابس تحميه برد الشتاء، ومن توفير الطعام والشراب، فكان الهدف المنشود لقاسم في إكمال مسيرته التعليمية مسيرةً لحياته رغم معوقات الحياة الصعبة. حتى أنهى قاسم مرحلة الثانوية العامة في الفرع العلميّ تحت القصف وزخات الرصاص في حرب عام 1967.

بعد سنة واحدة من انتهاء الحرب، خرج قاسم إلى الجامعة الأمريكية في القاهرة لدراسة العلوم السياسية وأنهى تخصص البكالوريوس منها في عام 1972، ثم انتقل إلى الولايات الأمريكية المتحدة، وأنهى فيها درجتين في الماجستير في العلوم السياسية وفي الاقتصاد ثم الدكتوراة في الفلسفة السياسية من جامعة ميزوري عام 1977.

عاد قاسم إلى الجامعة الأردنية مدرسًا عام 1978، ولم ينهِ سوى سنة ونصف حتى انتهت خدماته في الجامعة لأسبابٍ سياسية قبيل اجتياح اسرائيل لجنوب لبنان. فقد سُحب منه الجواز الأردني على إثر كتابته مقالًا انتقد فيه السياسات الأردنية الرسمية في التعامل مع القضية الفلسطينية، ومُنع من السفر إلى الأردن، أي من السفر خارج فلسطين، حتى وفاته كما يقول لنا ابنه فيصل. عاد قاسم إلى فلسطين مدرسًا كأستاذٍ غير متفرغ في كل من جامعة القدس وجامعة بيرزيت، حتى بدأ التدريس كأستاذ للعلوم السياسية في جامعة النجاح في عام 1980، وتقاعد منها في عام 2013.

عن تجربته في جامعة النجاح

بدأ الرجل الذي سيصير معروفًا بكونه مرشحًا للرئاسة وبمواقفه المعارضة للسلطة الفلسطينية، التدريس في جامعة النجاح بعد أنَّ قدم أوراقه للجامعة فرفضته حينها، مع أنه كان يعلم أنّه لا يوجد في دائرة العلوم السياسية في الجامعة إلا مدرسٌ واحد. فطلب من كايد عبد الحق، رئيس الجامعة في وقتها، كتابًا رسميًا يوضح أسباب الرفض، فكان هذا الطلب هو المسبب الأول لإعادة قراءة أوراقه وقبوله كمدرس في الجامعة.

في بيئة صعبة، تعرض فيها لمضايقاتٍ وتهديداتٍ كثيرة، استطاع قاسم أنّ يجعل من مواقفه المؤيدة للكفاح المسلح، ومعارضته للسلطة الفلسطينية لاحقًا، مواقفًا مطروحةً على طاولة المحاضرات في كل محاضرة يلقيها. توضح مريم الديك، وهي إحدى طالباته في جامعة النجاح ذلك قائلة «كانت مواقفه ثابتة. أنا حدا بقرأ للدكتور قاسم شو بيحكي في الإعلام وشو بيكتب في الأكاديميا، ما كنت أشعر أنه مواقفه مختلفة، بالعكس كان يحكيلنا أنه مواقفه في الإعلام وفي المحاضرات الجامعية جريئة أكثر من مواقفه في الكتابات العلمية، لأنه كان يعتقد أنه الأبحاث العلمي ما بتوصل الناس، وفيها شيء نخبوي، وأن الباحث إذا ما صدر رأيه للناس وللفضاء العام وتركه فقط في الأبحاث العلمية فهو ما بأثر ولا بقدر يكون جزء من الفعل السياسيّ». هذا ما يبينه قاسم في كتابه «قبور المثقفين العرب»، معتبرًا أنّ تعريف المثقف قد تحول في سياقنا الحاليّ لوصف أولئك الناس التي تعود منفعة ثقافتهم عليهم بالنفع لا على المجتمع، رافضًا هذا النموذج من المثقفين.[1] لعل أدل مثالٍ على ذلك ما تبين من مقولة فاطمة محمد، وهي طالبة سابقة، لديه حول استقباله للطلبة في مكتبه في مدينة نابلس الذي كان مفتوحًا للجميع، سواء طلبة أو أناس عاديين يستقبلهم قاسم لأي نقاش أو حوار سياسيّ أو اجتماعيّ، حتى أنه كان يترك المفتاح في مكان يعرفه فيه طلبته في حال قدموا ووجدوا المكتب مغلقًا. وظل المكتب مفتوحًا بعد تقاعده لمساعدة الطلبة في أي استشارات دون أي مقابل ماديّ.

أصر قاسم على تصدير موقفه العلمي إلى الإعلام والشارع، ليتحول بذلك إلى مثقفٍ عمومي يستطيع الوصول إلى الناس، فتصبح معرفته العلمية مفيدة للمجتمع قبل أن تكون مفيدة له.

تعرض قاسم لمحاولتي اغتيال، أولاهما في عام 1995 من قبل مجهولين أطلقوا عليه الرصاص فأصابته أربع رصاصات إلا أنها لم تستطع إنهاء حياته. تقول زوجته أمل إن تهديدًا وصل قاسم قبل هذه الحادثة، وعلى أثر هذا التهديد قامت العائلة بتعيين حرس شخصي له لمدة أسبوع، لكن وبعد أنّ سرّح قاسم الحرس، تمت محاولة الاغتيال وهو في طريق العودة من الجامعة. «نعلم أنّ السلطة الفلسطينية هي من كانت وراء الحادثة، ذلك بسبب التهديدات التي وصلته قبل عملية الاغتيال، ونعلم أسماء الأشخاص لكن نرفض التصريح عنهم»، تقول زوجته. وفي عام 2014 تعرض لإطلاق نار من قبل مجهولين في مركبته برفقة زوجته، إلا أنه نجا للمرة الثانية.

في نفس هذه الفترة من تدريسه في جامعة النجاح تعرض لمضايقاتٍ عدة، سواء من السلطة الفلسطينية أو من الاحتلال الإسرائيليّ. فقد تم اعتقال الدكتور عبد الستار قاسم من قبل السلطة الفلسطينية سبعة مرات، في أعوام 1996 و1999 و2000 و2008. ثم مجددًا عام 2009، على تهمة ذم رجال أمن اعتدوا على الناس في مدينة نابلس، ثم عام 2011 على خلفية انتقاداته لسياسات جامعة النجاح، وتم فصله منها إلى حين أصدرت المحكمة قرارًا ببراءته وعاد إلى الجامعة في نفس العام. وأخيرًا تم اعتقاله عام 2016 بتهمة التحريض على قتل الرئيس محمود عباس. كما أُحرقت سياراته ثلاث مرات من قبل أفرادٍ في الأجهزة الأمنية على خلفية معارضته السياسية، وتلقى عشرات التهديدات.

شهدت المرحلة التي كان قاسم فيها مدرسًا في الجامعة ترشحه للانتخابات الرئاسية الفلسطينية عام 2005، إلا أنه انسحب منها قبل إجراء الانتخابات، فعدم انتمائه لأي حزبٍ فلسطينيّ، عنى أنه لم يتلق دعمًا ماديًا حزبيًا، مما جعله لا يتحمل تكلفة الانتخابات، كما تقول زوجته.

أنهى الدكتور هذه المرحلة من حياته في عام 2013 كمدرس رسمي، وبقي يدرس في جامعة النجاح ثلاث سنوات كمدرس غير متفرغ. إلا أنّ تجربته لم تنته بعدها، إذ بقي على احتكاك دائم مع طلبة الجامعة سواء داخل أو خارج أسوار الجامعة، فنظم عشرات الندوات المحاضرات وكان حاضرًا لأي نقاشٍ سياسيّ، وترك في طلبته فكرًا منحازًا للكفاح المسلح وللمهمشين على حد سواء، كما يقول لنا بعض طلبته، فكانت تجربته في جامعة النجاح تمثل سيرة مثقف عمومي.

عبد الستار قاسم شابًا مع والده عام 1976، ومع أطفاله في الثلج عام 1992. بإذن من العائلة.

«إسرائيل» ايضًا

لم يكن كتاب «مقدمة في التجربة الاعتقالية في المعتقلات الصهيونية»[2] الذي أصدره قاسم مع بعض طلبته في عام 1986 مجرد وصفٍ للسياسات الإسرائيلية تجاه المعتقلين الفلسطينيين، وبالتأكيد لم يكن الكتاب مجرد تجربة شخصية قد دونت بعد انتهائها، وإنما كانت تجربة شخصية سيعيشها الكاتب لكن بعد نشر الكتاب. فلربما أثر هذه الكتاب بشكلٍ رئيسي في تعزيز صمود قاسم في السجون الإسرائيلية، وهو الذي رصد كل تفاصيل التعذيب والاعتقال من خلال أسرى محررين قبل أنّ يتم سجنه أصلًا. اعتقل قاسم عدة مرات في السجون الإسرائيلية منها أربع اعتقالات إدارية[3] خلال انتفاضة عام 1987، واعتقال آخر في عام 2014 دام لمدة أسبوع، شارك بعد أقل من شهر من خروجه منه في ندوة في جامعة بيرزيت نظمتها الكتلة الإسلامية، متحدثًا عن حرب غزة وداعمًا للكفاح المسلح دون أي تخفيف من حدة الرأي والقول. بالإضافة إلى ذلك تم اعتقال الدكتور قاسم عدة مرات متفرقة لفترات بسيطة شملت تحقيقًا في الزنازين الإسرائيلية. كما قامت قوات من الجيش الإسرائيلي بالاعتداء على سيارته عام 2005.

لم تحقق اسرائيل هدفها من سجن قاسم، فقد كان فاعلًا سياسيًا حتى داخل السجون الإسرائيلية. فكما يقول لنا أسير سابق كان معه في السجون الإسرائيلية في فترة الانتفاضة الأولى، عمل قاسم حينها على تنظيم ندوات وجلسات نقاش وحوار حتى داخل السجن، وكان يتولى تعليم بعض الأسرى القراءة والكتابة، إضافة إلى أنه كان يستقبل أي استفسارات من الأسرى حول الأوضاع السياسية، ولم تحد جدران السجن من إكمال مشروعه السياسيّ والثقافيّ. لعل هذا يظهر جليًا في فترة ما بعد خروجه من السجون الإسرائيلية، إذ لم تنتهي تجربة السجن بالنسبة له حينها، فقد أسس الرجل بعد ذلك لشبكة علاقاتٍ ضخمة من الأسرى الذي عرفهم في فترة سجنه. وكما يضيف أفراد عائلته، فقد كان مكتبه ومنزله مقرًا لأسرى محررين كانوا في السجون الإسرائيلية في الفترة التي كان فيها قاسم في السجن، يشربون القهوة ويدخنون سجائرهم ويتناولون أطراف الحديث حول الأوضاع السياسية ويتذمرون من السياسات الفلسطينية الرسمية. إذا ما دل هذا على شيء، فهو يدل على قدرة هذا الرجل على الوصول إلى الناس والتفاعل معهم، والتأثير فيهم والتأثر بهم.

عن المثقف الذي نحتاج

في حديثها، تعود أمل الأحمد بذاكرتها وتأخذنا في جولة لها ولزوجها في سوق نابلس؛ كُثر يلقون التحية، وبائعو بسطات متجولون يسألون الدكتور عن رأيه في أحداث سياسية، وطلبة سابقون يسلمون عليه بحرارة. 100 متر من السير كانت تأخذ أكثر من نصف ساعة، هذا ما ترويه الأحمد، وهذا ما يتفق معه أكاديميون وزملاء تدريس للدكتور قاسم. يوضح لنا أباهر السقا، وهو زميل تدريس سابق للدكتور قاسم في جامعة النجاح قائلًا «لم يكن العامل الأساسي في تميز عبد الستار قاسم يتعلق بالمحتوى العلمي الذي ينتجه، بل كان يتعلق بمقولة أساسية تبناها قاسم، وهي عدم انطواء الأكاديمي على الأكاديميا، وإنما خروجها إلى أبعد من ذلك». كان ما يقصده الدكتور أباهر السقا بذلك هو إصرار ذلك الرجل على تصدير موقفه العلمي إلى الإعلام والشارع، فقد استطاع بذلك أنّ يتحول إلى مثقفٍ عمومي يستطيع الوصول إلى الناس فتصبح معرفته العلمية مفيدة للمجتمع قبل أن تكون مفيدة له.

على سبيل المثال، لعل كتاب «من أوسلو العار إلى غزة الحصار»[4] لم يضف أمرًا غير مسبوق في فهم سياسات السلطة الفلسطينية أو في فهم انعكاسات اتفاقية أوسلو على الوضع السياسي الفلسطينيّ، إلا أنه ببساطة استطاع أنَّ يغير مكان المقولة فقط أو ربما أنّ يغير جمهور هذه المقولة، فنقلها من الكتاب ومن أوساط المثقفين، إلى الأوساط القريبة من الناس، وصار مرددًا لها، فدفع ثمن تجربته وموقفه الكثير في سبيل ذلك.

تبنى قاسم مواقفًا واضحةً تجاه الثورة الفلسطينية، وتجاه المقاومة المسلحة، فقد أخذت تحليلاته طابعًا بعيدًا عن التحليلات السياسية والنظريات التقليدية في تخصصه. فقد آمن بأن الوضع في فلسطين على تعقيداته قابلٌ لأن يتم تفكيكه، فالمرغوب عند الشعوب هو الممكن. هذا ما استدل به بقدرة المقاومة الفلسطينية في غزة على تطوير أسلحتها بوتيرة متسارعةٍ جدًا، رغم غياب التوقعات «العقلانية» بذلك، ورغم الحصار الخانق على القطاع.

أما عربيًا، فقد أدرك قاسم مبكرًا دخول الأنظمة العربية إلى وحل التطبيع مع «إسرائيل»، حتى قبل أنّ يعلن عن ذلك رسميًا. وعزى ذلك إلى بنية اقتصاديةٍ وسياسيّة، اتكأت على التحالفات والتمويلات الخارجية، ولم تكترث ببناء نظام اقتصادي يسد حاجتها من التمويل الخارجيّ. لاحقًا وقف قاسم مع حق الشعوب العربية في اختيار مصيرها ومع حقها في الثورة في فترة الربيع العربي، وبعد ثورة تونس توقع الأكاديمي السياسي أنّ الأمور ستندرج إلى دول عربية أخرى، وهو ما حصل فعلًا. كما وقف بقوة ضد الصورة الإرهابية السائدة عن الأحزاب الإسلامية في حينها.

عالميًا، يربط قاسم، بين البنية الاقتصادية والبنية السياسية العالمية، إلا أنه على غير المألوف، لا يرى أنّ الأزمة السياسيّ يمكن حلها من خلال إعادة تشكيل النظام الاقتصادي. فبالرغم من نقده الشرس للنظام الرأسمالي العالمي، يعتقد قاسم أنّ إعادة ترتيب البنية الاقتصادية العالمية يأتي نتاج تحرير المستوى السياسيّ، بمعنى أنه يؤمن بأن المطالبة السياسية وحريات الشعوب والعدالة السياسية هي المطلب الفاعل والأوليّ، ومن خلال تحقيقه والمطالبة به، ترمم الشعوب وترسم شكل المنظومة الاقتصادية للعالم.[5]

انتهت حياة قاسم متأثرًا بإصابته بفايروس كورونا في شباط من عام 2021 وفي جعبته ما يقارب 25 كتابًا و130 دراسة علمية، بالإضافة إلى آلاف المقالات الصحفية، تنوعت في مجالاتٍ عدة وتناولت مواضيعًا فلسطينية وعربية وأخرى عالمية. إلا أنّ حياة الرجل لم تكن فارقة لما في رصيده من كتب وأبحاث علمية فقط، وإنما لقدرته من تحويل هذه الطروحات العلمية لممارسات يومية، عاشها قاسم ودفع ضريبتها غاليةً فحارب في سبيل موقفه وانحيازه الدائم للناس، فبدأ منهم وانتهى بينهم، وأدرك ما له وما عليه كمثقف يعيش تحت الاستعمار، فكانت مشاهد جنازته في قرية دير الغصون خير برهانٍ على ما بدأه قاسم وعلى ما انتهى عليه.

اعتمد هذا المقال على مقابلات مع أفراد من عائلة الدكتور عبد الستار قاسم وأصدقاء له، وأسرى سابقين كانوا معه في السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى زملاء وطلبة سابقين في جامعة النجاح.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.