العراق بين علمنة الحكم وفضاء الإسلام / محمد حسن الساعدي

محمد حسن الساعدي ( العراق ) – 15/4/2022 م …




لم يدرك بعد الأحزاب والتيارات الإسلامية التي حكمت العراق بعد عام 2003 أن الفهم والفكر للحكم غيره ما قبله وان الاليات التي اتبعتها هذه الأحزاب كانت بسيطة وتقليدية وفي بعضها لم يكن جزء من أي مفهوم للحكم والقيادة بل كانت عبارة عن تجارب ربما تخطأ وتصيب وسارت عليه كل الحكومات المتعاقبة في نظرة قاصرة للحكم سواءً في إدارة الدولة أو تشكيل الحكومات المتعاقبة.

الشعب العراقي لا يدرك حجم التحديات التي تحيط به، وبات متكئاً على الظروف وربما يعتمد في مواقفه على قيادته السياسية التي يؤمن بها، بغض النظر عن صلاحها من عدمه، وهذا ما لمسناه في أغلب المواقف السياسية التي تحتاج الى موقفه، وما التظاهرات الا انعكاس لموقف الأحزاب، ولا صورة او موقف حقيقي للشعب العراقي، وان وجد فالشي القليل الذي يتحرك بأمواج الأحزاب وحركته في داخلها.

ما يمكن ان يعيد الثقة للعراقيين أنفسهم، هو الابتعاد عن الغلو والتعصب الاعمى، والسير خلف ذوات لم يكن لهم باع في السياسية طويل، وان يعتمدوا على أنفسهم في اختيار مستقبلهم بعيداً عن الطارئين وراكبي أمواج السلطة، وتقبل الرأي الآخر والقناعة به، دون الإصرار على راي ربما يكون غير مقنعاً للأطراف الأخرى وان لا ينقبلوا عليه مستقبلاً.

التعامل مع الواقع السياسي بواقعية أكثر، بعيداً عن العاطفية التي أخسرتهم الكثير، وكانت تسبب لهم خيبات امل كبيرة من قبل السياسيين أنفسهم، فالشعب العراقي يتميز بالعاطفة في تقييمهم للأمور وباستعجال، وعندما ينكشف الواقع يشعرن بالندم على مواقفهم تلك وهذا ما انكشف في الكثير من المواقف السياسية بعد عام 2003.

الشعب العراقي كذلك عليه ان يميز بين الدين والسياسية في الحكم، فلايربط بين دينه وسياسيه وان يجعل من معتقداته مبادئاً له لا ان يجعلها أداة في رويته السياسية، لان الواقع متغير بحسب طبيعة مصالح الأحزاب المتحكمة والتي قدمت صبغة الدين ولونه على رؤاها ومبنياتها في محاولة لأقناع الجمهور والذي ربما انطلت عليه هذه الفكرة وأقتنع بها، ولكن ما هي الا أداة لإخضاع الجمهور وكسب ثقته في يوم الانتخابات فقط.

الحاجة بات ماسة جداً الى بلورة نخبة سياسية عراقية تمتلك الحرية السياسية وغير خاضعة للأهواء الحزبية الضيقة، تمتلك القدرة على التعامل مع الازمات السياسية، على ان تضع مصالح العراق العليا فوق كل المصالح الفئوية، وان تتحدث بلغة الآخر ولها القدرة على التفاوض”بالمصالح الوطنية” وان تضع مبدأ الاستقرار السياسي من واولياتها، دون جعل الامن القومي للبلاد في مهب الريح، وفي متناول الصراعات السياسية الآنية،ناهيك عن كل ما سبق مرتبط بوجود حكومة تمتلك برنامج حكومي واضح تستطيع استثمار كل هذه الفرص المتاحة لمصلحة العراق.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.