اسرائيل المرتعشة تقصف أرض فضاء فى غزة .. والمبادرة لاتزال بيد الفلسطينيين ومحور المقاومة / مجدى حسين
مجدي احمد حسين ( مصر ) – الثلاثاء 19/4/2022 م …
ردت اسرائيل على قصف المقاومة الفلسطينية لمستوطنة اسرائيلية بصاروخ ، ردت بغارة جوية تقصف فيها أراضى زراعية مفتوحة حتى لا تتورط فى إصابة أو قتل اى فلسطينى ولا حتى تدمير بناية .
هذا المشهد يرمز للحالة الاستراتيجية العامة لموازين القوى . اسرائيل بدأت تدرك جيدا أنها الطرف الأضعف فى الصراع وأن عليها أن تسير على قشر البيض بطريقة لا تسمح بتكسره كما يقول المثل الشعبى . فغزة ليست وحدها وهى محمية بعد صواريخها ومقاومتها الباسلة التى طورت تسليحها برا وبحرا وجوا كجيش شعبى حقيقى ، هى محمية بعد ذلك بمقاومة الشعب الفلسطينى المتصاعدة فى الضفة الغربية ، والمد الشعبى فى أراضى فلسطين المحتلة عام 1948 . ومحمية بعد ذلك بالمقاومة اللبنانية ، ثم المقاومة العراقية ، ثم المقاومة اليمنية وأخيرا محمية بإيران كخط دفاع نهائى . وبالتالى نحن لا نلقى الكلام على عواهنه . وبرجاء مراجعة ما يكتبه الاعلام الاسرائيلى.
التقدم الجديد الذى حدث فى الشهور الأخيرة
فى الصراع الوجودى المرير بين أمتنا وبين الكيان الصهيونى لا توجد لحظة سكون ممتدة أو مرحلة جمود استاتيكى ، فإما يكون الوضع لصالح هذا الطرف أو ذاك .. بمعنى يتطور لصالح هذا الطرف أو ذاك . وقد تحدثنا من قبل عن التطورات لصالح المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة بمناسبة حرب مايو الماضى بين غزة والكيان .. وبمناسبة انتصار الحوثيين على حلف عدوانى اسرائيل طرف اساسى فيه .. وبمناسبة هزيمة أمريكا الساحقة فى أفغانستان . فما الجديد اليوم ؟
عندما يميل الميزان إلى جانب فمن الطبيعى أن يزداد رجحان الكفة بواقع الثقل الأكبر الذى تراكم فى مراحل سابقة . فى الشهور الأخيرة حدث أكثر من تطور خطير .
أولا : الحرب العالمية الثالثة التى تفجرت فى أواخر فبراير الماضى فى أوكرانيا . وأمتنا أكثر المستفيدين منها باعتبارها أكثر المضارين من نظام القطب الواحد الذى يريد الأمريكان له أن يستمر . ومسح كرامة أمريكا و تمريغ أنفها فى التراب ، حسب التعبير الأثير للإمام الراحل آية الله الخمينى ، شرط ضرورى للتحرر . فاسرائيل لاتقوى ولا تعيش إلا بالمساندة الأمريكية .
ثانيا : ولكن تطور الأحداث أدى إلى أثر مباشر على قضايانا العربية وعلى رأسها فلسطين . فحدثت وقيعة حقيقية بين روسيا واسرائيل ، عندما أضطرت اسرائيل للوقوف إلى جانب أمريكا ليس بالتصويت فى الأمم المتحدة فحسب بل بالحديث عن جرائم حرب لروسيا فى اوكرانيا . راجع التفاصيل فى فيديو عيد الحميد العونى بعنوان بداية حقيقية للقطيعة بين روسيا واسرائيل – المدونة . وقد كتبت كثيرا عن أن التحالف مع روسيا فى المراحل السابقة كان مفيدا فى صراعنا مع اسرائيل ليس فى مرحلة عبد الناصر فحسب بل حتى الآن .. من خلال التحالف مع إيران وسوريا . ومن خلال السلاح الروسى الذى يتسرب بكثافة إلى حزب الله وإلى المقاومة الفلسطينية فى غزة . وعلى رأسه صاروخ كورنيت مدمر الدبابات الاسرائيلية . كذلك فإن هذا التحالف يمتد إلى كوريا الشمالية .
ثالثا : أدى إحتدام الصراع العالمى إلى تصاعد الصدام الأمريكى الصينى الذى يتمحور حول تايوان ، وهو فى الحقيقة بسبب شعور أمريكا بالعجز الاقتصادى والعلمى والتكنولوجى أمام الصين التى تمثل تهديدا أخطر من روسيا لأمريكا من وجهة نظر بعض الاتجاهات داخل النظام الأمريكى . وبالتالى فإن ما قلناه عن التحالف العربى الاسلامى مع روسيا ينسحب إلى التحالف مع الصين العظمى . والصين جاهزة عندما تجد من يتجاوب معها ضد أمريكا . لاحظ الاتفاق الاستراتيجى بين الصين وإيران . وفى نفس الوقت يوجد إتفاق استراتيجى مواز لإيران مع روسيا . وجرت مرتين مناورات بحرية عسكرية بين الدول الثلاث : روسيا والصين وإيران .
رابعا : حدث تطور نوعى خطير على الأرض ، إذ نجحت المقاومة الفلسطينية فى فتح جبهة عسكرية جديدة ضد اسرائيل فى مجمل الضفة الغربية . ومركز هذه الجبهة فى جنين . وهذا تطور نوعى خطير . فلأول مرة مرة توجد قطعة أرض شبه محررة فى الضفة الغربية . محررة من القوات الاسرائيلية و من أمن السلطة الفلسطينية . البؤرة الثانية بعد غزة . وهى محررة من الوجود العسكرى الاسرائيلى الذى أصبح لا يستطيع إجتياحها إلا بخسائر بشرية كبيرة ، مع إحتمال لفتح جبهة غزة التى أصبحت غطاء وعمق استراتيجى من على البعد . وفى الأزمة الراهنة أعلنت غزة أنها ستضرب تل أبيب إذا تم إجتياح جنين . وجنين هى البقعة المركزية ولكنها لاتحتكر السلاح والخلايا المسلحة ، فقد أصبحت هناك شبكة فدائية فى عموم الضفة الغربية . وقد برهنت الأيام الأخيرة أن المقاومة قامت بعمل بطولى كبير من خلال تجميع وتهريب كمية لا بأس بها من السلاح ، بحيث أصبح لديها بنية تحتية للمقاومة بحد أدنى . وكل هذا بقيادة حماس والجهاد مع مشاركة مختلف الفصائل معها بما فيها الجناح الثورى لفتح . وبالتالى أصبح من المنتظر أن نرى بؤرة ثالثة محررة بعد غزة وجنين فى الضفة الغربية ، وهذا هو التحرير الحقيقى لفلسطين .
خامسا : تطور جبهة المقاومة الشعبية والمسلحة فى أراضى فلسطين المحتلة عام 1948 . نقول تطور لأن هذه الجبهة فتحت بقوة أثناء حرب مايو 2021 بين غزة والكيان . ولكن التطور النوعى الخطير يظهر فى إنخراط سكان 48 فى عمليات فدائية فردية مؤثرة وهؤلاء إذا اخرطوا فى هذا الجهاد يصعب تعقبهم أو محاصرتهم أمنيا ، بالإضافة لما يمثله تمردهم من تفكيك الكيان وهم يمثلون 20 % من السكان .
سادسا : تطور نشاط الفلسطينيين فى الشتات مع العرب والمسلمين فى شتى بقاع الأرض خاصة فى العالم الغربى حيث يسيطر اليهود على السياسة والاعلام والاقتصاد . ففى هذه البلدان تصاعد نشاط التضامن مع جهاد الفلسطينيين فى الداخل وتصاعدت حملات إدانة اسرائيل وتصرفاتها العنصرية . وقد أدى هذا النشاط إلى تطوير مواقف العديد من المؤسسات الشعبية فى بلدان الغرب : الجامعات – الكنائس – منظمات العمل المدنى .. ضد العنصرية الاسرائيلية .
سابعا : تطور الفزع الاسرائيلى وتزايد فكرة الهجرة المعاكسة إلى خارج اسرائيل . وفى عيد الفصح الحالى هرب 70 ألف اسرائيلى تحت عنوان الاحتفال بالعيد خارج اسرائيل . ولا تدرى كم منهم سيعود ؟ وكم منهم سينتظر يترقب الموقف فهم يسافرون وهم يعلمون أن خطر وقوع حرب محتمل بشكل كبير كما يقول الاعلام الاسرائيلى.
ويسألونك متى يكون النصر ؟ قل عسى أن يكون قريبا . وما النصر إلا من عند الله .
التعليقات مغلقة.