عيد النّكبات ( شعر ) / عمر بلقاضي
عمر بلقاضي ( الجزائر ) – الأحد 1/5/2022 م …
***
العيدُ في النّكباتِ وهْمٌ يُوبِقُ … يُدمي الجوانحَ بالهمومِ ويُغرِقُ
إذ كيفَ نفرحُ والقلوبُ جريحة ٌ… في أرضنا والمسلمون تمزَّقُوا؟
في كلِّ شبرٍ في بلادي مأتمٌ … يُذكي الهمومَ وفيه بومٌ ينعقُ
أم كيف تحلو للنُّفوس أطايبٌ … وأخو العقيدة يُسترقُّ ويُحرقُ؟
فالأرضُ مُترعةٌ بآلامِ الرّدى … والأمنُ يوءدُ في الرُّبوع ويُسحقُ
أتُراكَ تضحكُ يوم عيدك يا فتى … أم أنَّ حزنَك بالدُّموع سيسبقُ؟
حتّى وإن وَاريتَ بؤسَك باسمًا … تلك الملامحُ بالكآبة تنطِقُ
إذ كيف ينسى البائسينَ أخو هُدَى … إن كان في دعوى الأخوَّة يصدقُ؟
سوطُ الأسى في المسلمين مسلّط ٌ… يُردي سلامَ الأبرياء ويَخنقُ
فترى الظّلام يلفُّهم ويحوطُهمْ … والشّمسَ كدّرها الهوى لا تُشرقُ
فلقد تمادوا في الضَّياع وفي العمى … وتخلّفوا عن دينهمْ وتفرّقوا
صاروا لدى أهل الضّغائن لُقمة ً… وفريسة ًفي الرّازيات تُعلّقُ
ماذا أعُدُّ من النَّكائب في الحمى … فالغربُ يطويه الرّدى والمشرقُ
راياتُنا قد نُكِّستْ وتعفَّرتْ … ما في الحمى علَمٌ يعزُّ ويَخفقُ
فدماؤُنا سابتْ لكلِّ مُغامرٍ … وكنوزُنا باتت تُغلُّ وتُسرقُ
والعزُّ يبقى غائباً ومُعطَّلاً … من دون نورِ الذِّكر لا يتحقَّقُ
يا عيد إنّا غد غرقنا في الأسى … في ظلِّ لهوكَ لا يصحُّ المنطقُ
التعليقات مغلقة.