هل فتحت صواريخ زهران علوش بوابة معركة دمشق ؟ / هشام الهبيشان

 

 

هشام الهبيشان ( الأردن ) السبت 7/2/2015 م

 

تساءل بالفترة الاخيرة بعض المتابعين ,,عن الخفايا والجهات التي تقف وراء اعطاء الاوامر لجيش الاسلام  ومتزعمه زهران علوش ,,لضرب العاصمة السورية دمشق وعلى دفعات وفي فترات زمنية متقاربة ,,مع ان الاخير وهو زهران علوش قد صرح بالفترة الاخيرة ,,عندما شعر بضغط عسكري مستمر للأن من الجيش العربي السوري على محيط بلدة دوما بعمق الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق التي يتمركز بها علوش وجيش الاسلام  ,,عن انه سوف يقوم بمفاوضة الدولة العربية السورية ,,كرد فعل منه كما تحدث على ضعف التمويل السعودي الاسرائيلي الامريكي لمعارك مقاتليه .

ولكن بالفترة الاخيرة ,,تراجع علوش عن المفاوضة وقرر التصعيد ,,ومع ان البعض يقرأ ان اهداف  هذا التصعيد ليست واضحة للأن ,,وغير معروف ما الهدف منها ,,ولكن معظم المتابعين يقرأون ان عمليات ضرب دمشق ,,تحمل دلالات خطيرة ,,ولها عدة ابعاد وخصوصآ اذا تم ربط كل ذلك بمايجري بعمق الخاصرة السورية الرخوة بالجنوب السوري ,,وربط كل ذلك بالحديث عن تشكيل جيب مسلح مدعوم من الكيان الصهيوني  بهضبة الجولان السوري على غرار تجربة جيش لحد الجنوبي بلبنان ,تكون مهمته تشكيل طوق او حزام امني يحمي ويعزل المنطقة السورية المحتلة  وتأمين منطقة عازلة حولها تمتد من ريف القنيطرة وصولآ الى المنطقة المحتلة بالجولان العربي السوري  .

بالعودة الى مايجري بالعاصمة دمشق وريفها ,, يبدو واضحآ وجود بعض التحركات الواضحة لبعض مجموعات تابعة لهذه المجاميع المسلحة الممتدة من الجنوب السوري ,, وخصوصآ بجنوب وشرق العاصمة دمشق وخصوصآ بعد التحالف الذي حصل مؤخرآ ,,وخلف الكواليس بالعاصمة دمشق وريفها بين جيش الاسلام و جبهة النصره من جهة وجبهة النصره و تنظيم داعش من جهة اخرى، والهدف كما يبدو واضحآ هو ألاستعداد لمعارك كبرى ستجري بالعمق ألاستراتيجي لارياف العاصمة دمشق كما يعتقدون بعد أن وصلتهم مؤشرات تؤكد أقتراب غزوة دمشق التي سيقوم بها مجموعات كبيرة من المسلحين قادمين من الجنوب السوري “درعا والقنيطره” باتجاه العمق الاستراتيجي لريف العاصمة دمشق الشرقي ,,مرورآ بريف دمشق الغربي الذي سخنت جبهته هو الاخر بالفترة الاخيرة , وكل ذلك بهدف فك الحصارعن غوطة دمشق الشرقية التي يتحصن ببعض مناطقها مجموعات كبيرة من المسلحين،، والهدف ليس هنا هو التقدم لمناطق جديدة ومسك ألارض بعمق دمشق وأنما هو يهدف لفك الحصار عن المسلحين ببعض المناطق بريفي دمشق  وتخفيف الضغط عن مجموعات أخرى بجبهات أخرى.

هذه المتغيرات  بمجملها  وخصوصآ  ما يجري  بعمق الغوطة الشرقية وتسخين جبهة الغوطة الغربية بعد فترة هدوء نسبي طويلة نوعآ بالغوطة الغربية ,,القت بظلالها وتأثيرها   على العاصمة دمشق ,وخصوصآ اذا ربطنا كل ذلك بما يجري ميدانيآ بالخاصرة الجنوبية  السورية الرخوة  ,,فهذه العوامل والتداخلات الميدانية الجديدة  في الفترة ألاخيرة أظهرت بشكل واضح أن العاصمة دمشق وريفها تتحضر لمعارك كبرى وهناك مؤشرات كبرى توحي باقتراب معركة دمشق الكبرى، وهنا يظهر واضحآ بأستشعار القيادة العسكرية السورية بخطورة الوضع بالجنوب السوري وأثره المستقبلي على العاصمة دمشق وريفها، ولهذا شاهدنا بالفترة الاخيرة تحركات واضحة للجيش العربي السوري بعموم مناطق دمشق وريفها,وبخطط استباقي  منذ صيف عام 2014,وحتى مطلع عام 2015، واسفرت عن حسم جملة أهداف تمثلت بالمليحه، حتيتة الجرش، وادي عين ترما، عدرا البلد – العمالية ، الدخانية، وبعض القرى والبلدات الصغيرة خصوصا بريف دمشق الشرقي، وما زالت العمليات مستمرة بعموم مناطق العمق الأستراتيجي للغوطة الشرقية بريف دمشق، وحي جوبر الدمشقي .
 

وامتدادآ لمايجري بالعاصمة دمشق وريفيها الشرقي والغربي ,فالجنوب السوري هو الاخر يشهد الآن معارك كبرى وخصوصآ بمدن وبلدات تتصل جغرافيآ مع العاصمة دمشق وريفها، فهناك بمدن درعا والقنيطرة وريفهما تدور معارك كبرى،، والهدف هو الوصول الى ريفي العاصمة دمشق،، ويبدو واضحآ بهذه المرحلة قوة التحالف بين جبهة النصرة وجيش المجهادين كبرى الفصائل المسلحة بالجنوب السوري وبين الاسرائيليين،، الذين يديرون ويتحكمون ويدعمون ويمولون ويسلحون معارك بعض المجموعات المسلحة ومن ضمنها جبهة النصرة وجيش المجهادين بالجنوب السوري وخصوصآ بمدينة القنيطرة وريفها وذلك بدأ واضحآ من خلال معارك جبل الشيخ ألاخيرة، التي حاولت جبهة النصره من خلالها أحداث أختراق يتيح لها التقدم بأتجاة العاصمة دمشق، بالإضافة الى الدعم السعودي الى بعض فصائل مسلحة “الجبهة الاسلامية وبعض الفصائل ألاسلامية الاخرى” المتواجدة بمدينة درعا وريفها، وكل ذلك يتم بمرجعية ورؤية أستراتيجية امريكية، وهذا ما نتج عنه أقتراب المسلحين ومن يدعمهم من الوصول ألى هدفهم ألاستراتيجي بالوصول الى ربط أرياف درعا مع أرياف القنيطرة والتوسع بأتجاه أسقاط ماتبقى من مدينتي القنيطرة ودرعا، والهدف هو الوصول ألى ربط العمق ألاستراتيجي لريفي العاصمة دمشق مع مجموع المناطق التي تقع تحت سيطرتهم بمدن الجنوب.

وكل هذا اصبح واضحآ بعد سلسلة عمليات سريعة وخاطفة قامت بها مجموعات مسلحة منذ مطلع الربع الاخير من عام 2014 ” ومن هذه المجاميع “جبهة النصرة، الجبهة الاسلامية، لواء بني أمية، وبعض الفصائل الاخرى”و نجحت هذه المجموعات المسلحة بأسقاط قرى وبلدات بريف درعا الغربي ومحيطها “نوى -الشيخ مسكين – اللواء 82- اللواء 112 -مجموعة تلال أستراتيجية تحيط بهذه المواقع “وسط تراجع ملحوظ لعناصر الجيش السوري المتواجدين بهذه المواقع والبلدات” ألاستراتيجية “، والتي تعتتبر من طرق ألامداد الرئيسية للجيش العربي السوري بأتجاه مدن الجنوب السوري، من خلال طريق دمشق -درعا، وهو مايفتح الباب أمام هذه المجاميع المسلحة للسيطرة على طرق وخطوط أمداد الجيش العربي السوري المتجهة الى الجنوب السوري.

ومن هنا نقرأ ,وخصوصآ بعد معارك القنيطره الاخيرة بخان أرنبة ومدينة البعث ,والتي انطلقت بمطلع الربع الثالث من عام 2014، كاامتداد لمعارك أرياف درعا، انطلاقآ الى معارك تلال المال و الحارة الاستراتيجيان وصولآ الى المعارك التي دارت معبر نصيب الحدودي مع الاردن، الى معارك جبل الشيخ، ووصولآ الى معارك ريف درعا الغربي، فهذه المعارك بمجموعها توضح أن هذه المعارك تدار برؤية أستراتيجية من قبل من يدير هذه المجاميع المسلحة المعارضة للنظام السوري،، والهدف هو الوصول الى العمق الاستراتيجي لريفي العاصمة دمشق، وفق رؤية القائمين على هذا المخطط.

وخصوصآ بعد سلسلة الانتكاسات التي تعرض لها الجيش العربي السوري بمدن وارياف درعا والقنيطرة بالفترة الأخيرة،، ومن هنا بدأت القيادة العسكرية السورية تشعر بخطورة ما هو قادم من الجبهة الجنوبية التي تعول عليها واشنطن وحلفائها في تل أبيب والرياض كهدف أول يتيح الوصول ألى مسار عسكري يضمن على ألاقل تعديل مسار التوازنات العسكرية على الأرض السورية،، ولذلك بدأت القيادة العسكرية السورية بوضع خطط الردع للمحافظة على الاقل على بعض ما تبقى لها من مواقع عسكرية بمدن الجنوب السوري، والقيام بعمليات عسكرية بعمق الغوطتين الشرقية والغربية لريف دمشق، للقضاء على أي فرصة قد تسمح بأختراق قد يتيح لهذه المجاميع المسلحة وصل ريف دمشق الغربي والشرقي ببعض المناطق التي يتمركز بها المسلحين بارياف درعا والقنيطرة.

وبالنهاية،، هناك تأكيدات من قبل ألاجهزة المختصة بالجيش العربي السوري،، أن كل هذه السيناريوهات وهذه التكهنات تؤخذ بالحسبان وأن هناك مجموعة عمليات مشابهة لهذا السيناريو المفترض قد حصلت فعلآ،، وأن هذه المجاميع المسلحة قد أستطاعت بفترات ماضية وخصوصآ بمنتصف الربع الاخير من عام 2013 من أحداث أختراق وبدعم أستخباراتي أسرائيلي -سعودي واسع واستطاعت الوصول الى اطراف بعض المناطق بريف دمشق الشرقي و الغربي،، وان الجيش السوري حينها أستطاع أن يستوعب الضربة الاولى لهذه المجاميع المسلحة،، وبعمليات نوعية وخاطفة نجح بصد هجمتها بعد ان كبدها خسائر فادحة، ومن هنا يؤكد القادة الميدانيين بالجيش العربي السوري أستعدادهم الكامل لضبط أيقاع أي معركة قادمة من الجنوب باتجاه دمشق مع حديث عن احتمال شن هجوم مضاد ,,سيحبط أي مخطط يستهدف العاصمة دمشق من جهة الجنوب،، ومن هنا سننتظر ألاسابيع القليلة المقبلة علينا لتعطينا أجابات واضحة عن كل مايتم الحديث عنه ألان من أقتراب لغزوة دمشق….

كاتب وناشط سياسي – الأردن.

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.