المفكر العربي الأردني المحامي محمد احمد الروسان يكتب: نتاجات المواجهة الروسية الأطلسية تعيد رسم وترسيم الكوكب

 

المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) – السبت 4/6/2022 م …




*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …

== روسيّا تنجز ميدانياً والتوظيف الأمريكي لغرب متصدّع.

== أمريكا تعمل على شطب أوروبا عبر المسألة الأوكرانية.

== كارتل حكمها يبرمج انتفاضات شعبية بعناوين اقتصادية.

== الإرهاب وداعشيته السياسية ومبادرة أوكوس خيار استراتيجي لواشنطن.

في عميق القول: يتحول كلّ شعب عربيّ لا يغلق بابه أمام مخاطر التدخل الأجنبي، إلى جندي يقاتل إلى جانب أعدائه في حرب غير تقليدية تشن عليه.

أعمدة ظلال كارتلات مفاصل وتمفصلات الحكم الأمريكي، وعبر الإدارات الأمريكية المختلفة، من جمهوري الى ديمقراطي، وديمقراطي بأجندة جمهورية كحال إدارة جو بايدن الحالية، مع جمهوري بأجندة ديمقراطية، عندما هندسة وعملت على خلق وتخليق “الداعشية” العسكرية كهدف وأجندة ووسيلة فوق استراتيجية، عبر توجيه أسباب انتاج ظروف بيئتها في المنطقة الشرق الأوسطية، هندسة وخلقت “الداعشية” الثقافية والفكرية والسياسية والإعلامية والدبلوماسية والقضائية، وجلّ المتعدد من الأخيرة، ضرورة لاستمرارية الأولى في فعلها وتفاعلاتها ومفاعيلها، والإرهاب الخيار الاستراتيجي لنواة الدولة الأمريكية، كون الاقتصاد الأمريكي، اقتصاد حرب وحروب عبر الجيش الأمريكي الذي لا يستريح بالمطلق، دفاعاً عن الدولار فقط، وقيمته كعملة أممية، والادارة الأمريكية كحكومة بلوتوقراطية في الداخل الأمريكي حكومة الأثرياء، هي صدى المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، والشركات المتعددة الجنسيات كذراع فاعل، وهي التي تمارس فن الأقناع بالإرهاب، بالمعنى الرأسي، وبالمعنى العرضي، ان لجهة الداخل الأمريكي، وان لجهة الخارج الأمريكي.

 وتعتقد الولايات المتحدة الأمريكية، وعبر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بإدارة وليام بيرنز، وباقي أجهزة مجتمع المخابرات الأمريكي الخمسة عشر جهازاً، ومعها بعض جهات عربية ذيلية، متساوقة ومتماهية معها في كلّ شيء، بأنّ فلادمير بوتين الرئيس الروسي، الذي أعاد الشعور القومي للروس، هو  غارق حتّى أذنيه في الأزمة الأوكرانية، والإيرانيين في حال تقهقر وتراجع مفرط، والى حد اتخاذ مواقف هي أقرب ما تكون الى الدفاع عن النفس، وعلى هذا الأساس والمفصل والتقييم الأمريكي والأوروبي والبعض العربي الذيلي، أنّ الطريق الى دمشق، صار آمن أكثر من أي وقت مضى، عبر الدواعش ومحاربتهم افتراضياً، وبعد بدء المواجهة الروسية الأطلسية، والذهاب من جديد الى تسخين الجنوب السوري ثانيةّ، عبر افتراضهم ان موسكو تسحب قوّاتها من سورية، لحاجتها داخل الجغرافيا الأوكرانية، وقطعا وبالقطع، هذا ليس صحيحاً بالمطلق، ولكن هي محاولات انجلوسكسونية عبر الأدوات لا الأطراف السياسية(لا يمكن أن تسمي الأداة طرف سياسي، لأنك سترفع من قيمتها)، تجيء في سياقات الضغط على الروسي فقط لا غير. 

كما تعمل واشنطن هذا الآوان، وأثناء المواجهات الحالية في الداخل الأوكراني، عبر استراتيجية الادرة من الخلف، وحرب الوكالة كحرب بروكسي، على اعادة توجيه الأرهاب الى موسكو وشمال القوقاز، عبر مجتمعات الدواعش والزواحف والقوارض، من خلال ضخ المزيد من السلاح الى الداخل الأوكراني للفاشست والنازيين الجدد، فهي(أي واشنطن)تملك شيفرة تركيبها التنظيمي وانتشارها من أجل اعادة توجيهها، وسيكون لتركيا المخفر المتقدم للناتو في المنطقة أدوار في ذلك، حيث الرعاية الخاصة لأنقرة عبر مجتمع المخابرات التركي لهذه المجتمعات الإرهابية، من الدواعش والزواحف والقوارض، منذ بدء العدوان العسكري التركي في الداخل السوري، بصورة مباشرة وغير مباشرة، مكنّها ذلك على الحصول على كل تركيبتها البنيوية وطبيعة عملها وانتشارها وتوجهاتها. 

الفدرالية الروسية لديها تصوراتها ورؤيتها حول الأهداف الأمريكية ازاء القارة الأوروبية العجوز، حيث واشنطن تسعى الى تقسيم أوروبا عبر خلق الإرهاب، ثم محاربته بشكل جماعي أو فردي، والأمريكان هم المسؤولون عمّا يجري في أوكرانيا، وتضخيم خطر مجتمعات الدواعش والزواحف والقوارض أمريكيّاً وبريطانيّاً، لدفع كثير من الدول الى المظلة الأمريكية من جديد ابتعاداً عن المظلة الروسية، ثم يصار الى توزيع مساحات النفوذ بينهما، بحيث لا يتحول التنافس بين لندن وواشنطن، الى صراع عميق يستنزف أولوياتهما وقواهما الحيّة وأدواتهما، فالروسي موجود ويتربص بهما المنون، هذا ما تعتقده واشنطن ولندن من باب التظليل والتعمية السياسية، كونهما يدركان أن هناك بينهما صراع عميق من تحت الطاولة لاستعادة مناطق وساحات ومساحات نفوذ، خسرتها لندن بعد يالطا 1 التي أنهت الحرب العالمية الثانية. 

في السياسة الكونية، تعتبر لندن وواشنطن بأنهما قوّة بحرية، أمّا روسيّا والصين والهند وحتّى ألمانيا قوّة بريّة، والهدف الرئيس للندن وواشنطن من الحرب العالمية الأولى والثانية كان السيطرة على كافة الطرق البحرية في العالم، وعلى الشواطىء البريّة القريبة من هذه الطرق، وقد نجحتا في ذلك لفترات زمنية محدودة، فمشروع الناتو الذي كان من أهدافه الأنتشار في آسيا وشق القوى العظمى فشل فشلاً ذريعاً، فمثلاً أفغانستان التي أريد لها أن تكون المحطة الأولى لهذا المشروع في نهايات العام 2014 م، ستخرج من السيطرة الأمريكية وتدخل ضمن نطاق التأثير الروسي الصيني، وهي خرجت فعلاً، بعد إعادة التموضع الأمريكي في شبه القارة الهندية وأفغانستان، وقدوم جلّ القوّات هناك الى الأردن، وانتشارها في ستة عشرة قاعدة عسكرية أمريكية، في عروق الجغرافيا الأردنية عبر اتفاقية الدفاع الأمريكية الأردنية المشتركة، ومنظمة شانغهاي المعادل العسكري للناتو بدأت بالمناورات المبكرة من أجل ذلك، قد تتبعها مناورات بالأسلحة الأستراتيجية لجلّ دول البريكس، المعادل المدني والعسكري للاتحاد الأوروبي. 

الشرق الأوسط يشكل قلب الحروب الأستراتيجية الدولية، وروسيّا تعلم وتعي أنّ القاعدة وجلّ مشتقاتها ومجتمعات الدواعش والزواحف والقوارض، تخضع للحماية الأمريكية وتشكلت في مصانع الأستخبارات الأمريكية لمواجهة الفدرالية الروسية والصين.

من جهة ثانية، تتجلّى صور الصراعات الدولية الخفية في جيوب جغرافية مختلفة في العالم، لصناعة أرخبيلات أثنية وطائفية مختلفة عبر بؤر ومسارب سياسية وعسكرية بالوكالة، ألمانيا مثلاً تعتبر العرق الكردي جزء من العرق الألماني الآري، فايران وروسيّا لعبت دوراً في معارضة ألمانيا ورغبتها في تأسيس دولة كردية مستقلة في العراق، فايران وروسيّا نجحتا في اجلاس الحليف الثاني(الكرد) لأمريكا بعد “اسرائيل” على طاولة الحوار الدبلوماسي. 

وموسكو مثلاً، وجدت في خطاب سعودي وتقدير استخباري سري وصل اليها، حول خطر وصول سلال من الدواعش غير المسيطر عليها، ومن جديد الى أوروبا وأمريكا(الفتح والضرب بالمندل السياسي)، هو خطاب استغاثة أكبر مما هو تعبير عن خطر وشيك، وفي نفس الوقت هناك تقديرات روسية بحق دواعش الماما الأمريكية، أنّ هناك خطين متوازيين لا يلتقيان: يتمدد داعش الماما أحياناً، وينكمش أو ينكفأ أحياناً كثيرة، على وقع خط يدفع دول المنطقة، بما فيها ايران وسورية الى معمارية استراتيجية محددة، بعد اعادة النظر بالبنى التي شاخت أو تخلخلت أو تداعت.  

موسكو تعلم أنّ واشنطن دي سي توظف مجتمعات الدواعش والزواحف والقوارض لحروب جديدة، وخدمة لمصالحها عبر ضرب قوى المقاومة الشاملة في المنطقة، عبر صناعة الكذبة في سورية من جديد، وفي أوكرانيا أيضاً، حيث الحدث الأوكراني قلنا ومنذ 8 سنوات هو نتاج الحدث السوري، وما عمل الوحدات الخاصة الأمريكية، وكلاء الحرب الأمريكية في سورية من بعض العرب، مفاهيم الاغتصاب للنساء وقتل الأطفال ومكافحة الإرهاب لتشريع عمليات الاحتلال العدواني القادم، تماماً كما حدث من قبل في أفغانستان المحتلة، العراق وليبيا المحتلين، ويكاد أن ينجح في الحدث السوري والحدث الأوكراني…. الخ. 

الولايات المتحدة الأمريكية تخوض وبقوّة حروب سريّة، لم يقرّها ولن يقرّها الكونغرس الأمريكي، وقطعاً ليس للمورد البشريّ السكّاني لتلك الدول، التي ستسحق حياتهم وأجسادهم أي دور في منعها، فمن أجل تحقيق خدمة الأهداف الإستراتيجية للسياسة الخارجية الأمريكية، بل من أجل هندسة نستولوجيا تلك الأهداف، لتصبح أهداف ما فوق إستراتيجية، فانّ وحدات القوّات الخاصة الأمريكية، تقوم بتنفيذ(لب)وجوهر العقيدة الأمريكية ومعتقدها الراسخ والذي لا يخضع لأي ديناميات مراجعات، والقائم على أحقية القيام بالاغتيالات السياسية، التسلل عبر الحدود السيادية للدول، وزعزعة استقرار و\أو تقويض أنظمة الحكم، دون إعارة أي اعتبار لجهوزية مؤسسات الدولة ونسقها السياسي المراد استهدافها وذات السيادة، للتغير أو رغبتها فيه أصلاً. 

هذا وقد اختارت متمنهجةً عليه، العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، أسلوب قديم بذات الأدوات لبعض أنواع من الحروب، ولكن آثاره وتداعياته وشدّته في الألفية الثالثة للميلاد كبير جداً، ويقلب الأمور رأساً على عقب، ويغير أمزجة الرأي العام الدولي والإقليمي والمحلي، بخبر وصورة وخلال لحظات، وعبر عمليات البروباغندا السوداء وكواليسها والفبركات: قناة الجزيرة القطرية خير مثال على ذلك، فهي تخدم الأجندة الأمريكية الإسرائيلية ليس في المنطقة بل وفي العالم. 

ومثل الذي يقطع أنفه نكايةً بوجه، صارت واشنطن تستخدم أدواتها الحربية الشاملة من المورد البشري السكّاني للدولة المراد استهداف نسقها السياسي، ومن موارد بشرية من دول جواره المحلي والإقليمي، حيث جميعها تشترك باللغة والدين والأخلاق والقيم والأهداف، وبالعادات والتقاليد والمشاعر وبعلاقات نسب وقربى، ويؤدي جلّ العمل ذاك إلى تدمير الدولة ونسقها السياسي بأبنائها وأبناء دول جوارها، والحال هذا خير مثال عليه ما يجري بالحدث السوري وتشعباته المختلفة، عبر إحداث انحراف بجهاز مناعة الدولة المستهدفة ونسقها، لكي يقوم جهاز المناعة الخاص بالدولة بمهاجمة الأنسجة السليمة، بعبارة أخرى كيف يتم جعل الدولة تدمر نفسها بنفسها وعبر مساندة من محيطها؟! وهذا ما جرى ويجري في الحدث الاحتجاجي السوري، وعبر وكلاء السي أي ايه من بعض العرب، ومن الغرب ومن بعض الداخل والخارج السوري . 

انّه أسلوب حرب العصابات، استخدام القتلة، المتمردين، المخربين، حرب بالكمائن بدلاً من المواجهة، عبر التسلل بدلاً من الهجوم، انّه نصر عبر تقويض العدو وإنهاكه بدلاً من الاشتباك معه، حرب تترصد الاضطرابات وإحداث فوضى خلاّقة وغير خلاّقة. 

ويؤكد جلّ الخبراء النفسيين الإعلاميين الأستخباريين، والذين يعملون في أجهزة الاستخبار العسكرية والمدنية – المخابراتية – الشرطيّة، أنّ اللجوء إلى أكاذيب التعذيب والاغتصاب كبنى تحتية لأي عملية بروباغندا، وعبر وكلاء حربيين لتخدم هدف محدد، وهو خلق بيئة تساعد على خلق ظروف تقود في النهاية إلى الحرب. 

نعم عندما تحدد الامبريالية الأمريكية الأهداف المستهدفة، تصبح مفاهيم الاغتصاب والتعذيب وقتل الأطفال عبر ارتكاب مجازر، وفقاً لجداول زمنية وديمغرافية وفي الوقت المناسب، تصبح مفاهيم لمكنونات أدوات التشويه السياسي للنسق السياسي المستهدف، ليصار إلى إضفاء ملاذات شرعية آمنة لأي عدوان يقرر من قبل ما يسمّى “بالمجتمع الدولي”( أمريكا وبريطانيا وفرنسا وباقي مجتمع اللصوص). 

رأينا كيف تمّ تشريع احتلال أفغانستان وتحت مسمّى الحرب على الإرهاب الدولي، ثم تشريع احتلال العراق وتحت مسمى أسلحة دمار شامل لم تظهر حتّى اللحظة، ثم احتلال ليبيا وإسقاط نظام الزعيم البدوي العربي معمّر القذّافي، والان جل الجهود تصب في تشريع وتوظيف كل شيء لاستهداف سوريا ونسقها السياسي، واستهداف النهج الأموي في عبادة الخالق، وجاءت فكرة الدواعش الأمريكية في وقتها. 

إنّ ما جرى ويجري في سورية حرب غير تقليدية، والجانب الأقبح لتلك الحرب، بالإضافة إلى كونها خرقاً واضحاً للقوانين الدولية، التي تفرض احترام سيادة الدول و وحدة أراضيها و الحياة الإنسانية و الملكية الشخصية…الخ، هو الجهد  الحثيث والمستشرس للتأثير نفسياً على الشعب وقبله على حكومته، وإنّ هذا الجانب بالتحديد من الحرب الغير تقليدية ينافي منظومة القيم لأي أميركي عاقل. 

من بين حالات الفوضى الإقليمية والمحلية، قدمت الانتفاضات العربية في العام2011م، فرصة للمضي قدماً في نشاطات الحرب غير التقليدية في الدول المعادية، سواء أكانت شعوب تلك الدول راغبة في تغيير النظام أم لا، والأمثلة الأوضح نلحظها في إيران وليبيا والعراق وسوريا، وجميعها كانت في السنوات الماضية أهدافاً للحرب غير التقليدية بدرجات متفاوتة، والنتائج كانت متفاوتة أيضاً.

كان من المفترض أن يكون الرابع عشر من شباط لعام 2011 م قبل اثنتي عشرة من السنيين، نقطة البداية لضربة في إيران، و لكن الجمهورية الإسلامية كانت على أهبة الاستعداد نتيجة خبرتها المتأتية عن الحرب غير التقليدية التي شنت عليها بعد انتخابات الرئاسة الإيرانية في العام 2009 م. 

لقد شكل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة التي تلت تلك الانتخابات، كأداة لتنسيق الاحتجاجات و نشر الروايات مناهضة للنظام، بداية لعهد جديد من ثورة الإنترنت على نطاق العالم، لم يضيع البنتاغون الوقت، وأعلن توسيع نطاق عملياته ليشمل الفضاء الافتراضي، كما زاد بشكل ملحوظ الميزانية المخصصة للنشاطات التدميرية على الشبكة الإلكترونية. 

في حزيران من عام 2012 م كمثل حزيران عامنا هذا عام 2022 م، أعلن السلاح التكنولوجي لوزارة الدفاع المسمى اختصاراً  داربا، عن برنامج تبلغ ميزانيته الآن أكثر من نصف مليار دولار، وخاصة بعد المواجهة الروسية الأطلسية الحالية، يمكن الجيش الأميركي من ” رصد وتصنيف وقياس ومتابعة تشكل وتطور انتشار الأفكار والمفاهيم” في الشبكة الافتراضية.   

هذا وقد أسمت مجلة وايرد هذا البرنامج، بآلة البنتاغون للبروباغندا عبر المواقع الاجتماعية، وذلك بسبب خططه القائمة على ” نشر رسائل مضادة لتأثير عمليات الخصم المرصودة”، مما يسمح ” باستخدام أذكى للمعلومات لدعم العمليات العسكرية” وتجنب النتائج غير المرغوب بها. سيسمح المشروع بأتمتة العمليات  بحيث يتم “تحديد المشاركين والمستهدفين، وقياس آثار حملة الإقناع”، وليتم بالمحصلة تحقيق التسلل وإعادة توجيه الحملات المرتكزة على مواقع التواصل الاجتماعي وفقاً لما تقتضيه الحاجة. 

يبدو أن حملة الحرب غير التقليدية على إيران قد اقتصرت على التخريب التكنولوجي، وعلى الاغتيالات والتسلل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أما في ليبيا فإن الحملة ذهبت في اتجاه أكثر حديّة، يختلف السيناريو الليبي طبعاً بأنه تم بغطاء من الناتو كمنظمة هجومية ارهابية، بينما تولى العسكريون الأميركيون القيادة من خلف الستار، وكان هناك جهد حربي أوروبي كبير وعبر فرنسا إبان حكم الملك ساركا( ساركوزي).  

يضاف إلى ذلك أن النجاح واسع النطاق لعمليات الحرب غير التقليدية لا يرجع إلى القتال وجها لوجه، بقدر ما يرجع إلى اللجوء إلى الغطاء الجوي وإلى تبادل المعلومات الاستخباراتية حول الهجمات التي كان يقوم بها ثوّار ليبيون غالباً. 

أمّا عمليات الحرب غير التقليدية في سوريا فهي مزيج من النوعين، ذلك أن قوة وشعبية الرئيس الأسد، التي تحدثت عنها السفارة الأميركية في برقية نشرتها ويكيليكس، اقتضت بدء نشاطات لتقويض هذه الشعبية قبل التدرج إلى سيناريو على الطريقة الليبية. 

ولذلك، تعمّقت وكالات الاستخبار الأمريكي المختلفة، في دراسة وضرورة اقتناص “الفرص” لكشف “نقاط ضعف” النظام السوري ودفعه باتجاه صعوبات اقتصادية، وانقسام عرقي وطائفي، وخلاف بين أجهزة الأمن و الجيش، وبحثت عمليات الدراسة والبحث أيضاً، بضرورة قيام القوات الخاصة على “استثمار نقاط الضعف السياسية والاقتصادية والعسكرية والنفسية للخصم.”

ينعكس المشهد الديمغرافي السوري: “في معظم السيناريوهات، تواجه حركات المقاومة شعباً فيه أقلية نشطة موالية للحكومة، تقابلها أقلية موازية تساند حركة المقاومة، ولكي تنجح المقاومة عليها أن تحمل الواقفين في الوسط  من غير الملتزمين، على القبول بها ككيان شرعي، أحياناً لا يحتاج التمرد المدعوم جيداً إلى أكثر من أغلبية سلبية ليستولي على السلطة.” 

وتم “استخدام البروباغندا والجهود السياسية والنفسية، لخلق جو أوسع من عدم الرضى يضعف الثقة بالحكومة.”، و يجب أن يترافق تصعيد النزاع مع “تكثيف للبروباغندا بهدف تحضير الشعب نفسياً للعصيان.” 

البداية تكون بوجود “اهتياج” على نطاق محلي أو وطني، يرافقه تنظيم لحملات مقاطعة أو إضرابات أو أي نوع من النشاطات المعبرة عن عدم الرضى، و من ثم يبدأ ” تسلل المنظمين و الناصحين الأجانب، والبروباغندا الأجنبية، والمال والأسلحة والمعدات.” 

وفي المستوى الثاني من العمليات، يتم تأسيس ” منظمات مواجهة وطنية” كالمجلس الوطني السوري)، ثم ما سمي بائتلاف المعارضة السورية في مشيخة قطر، و” حركات تحرر” مثل ما يسمّى( بالجيش الحر)، من شأنها أن تستجر أقساماً أكبر من الشعب إلى قبول “ازدياد التخريب و العنف السياسي”، وأن تشجع على تدريب ” أفراد و مجموعات على القيام بأعمال تخريب في المدن.” 

أمّا عن كيفية وماهية استجابة الأغلبية غير الملتزمة، والسلمية ظاهريا لعنف الجماعات المعارضة؟ فيقدم دليل الحرب التقليدية وسيلة سهلة لتلفيقها:

“إذا ردت الحكومة المستهدفة، فستستغل المقاومة النتائج السلبية للرد الحكومي من أجل استحواذ تعاطف و دعم شعبي أكبر، و ذلك من خلال التركيز على التضحيات و الصعوبات التي تتحملها المقاومة في سبيل الشعب، و إن لم ترد الحكومة أو كان ردها غير فعال، فبإمكان المقاومة البرهنة بذلك على فاعلية قتالها للعدو، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمقاومة إظهار تباطؤ العدو أو عدم قدرته على الرد على أنهما ضعف، مما سيقود إلى إضعاف معنويات قوات العدو و يوحي بقرب الهزيمة.” 

واليوم تحولت سياسات جو بايدن وعميق دولته، و أعيد توضيبها تحت مسمى “هيئة منع ارتكاب الفظائع” أو تحت مسمى ” التدخل الإنساني”، إلا أن الأهداف لم تتغير: زعزعة استقرار حياة الناس و الدول لخدمة المصالح الأميركية في السيطرة الاقتصادية و السياسية. 

إن بعض الحكومات العربية محقة، حين تتحدث عن “مؤامرة أجنبية”، إذ لم يعد هناك مجال واحد في الدول العربية الهامة لم تصل إليه “المصالح الأميركية”: بدءا من المجتمع المدني “المسالم” المليء بالمنظمات غير الحكومية الممولة أميركيا، وهي نوافذ استخباراتية في الدواخل العربية، مروراً بأجهزة الاستخبارات والجيش التابعة لتلك الدول، ووصولاً إلى صفحات الفيسبوك للمواطنين العاديين. 

وفي خضم عودة مبرمجة ومهندسة أمريكياً، لانتفاضات بعناوين اقتصادية نتاجات المواجهة الروسية الأطلسية الحالية، ستشتعل في المنطقة الشرق الأوسطية، وفي ساحات ومساحات وحارات وزنقات العرب، يتحول كل شعب عربي لا يغلق بابه أمام مخاطر التدخل الأجنبي، إلى جندي يقاتل إلى جانب أعدائه في حرب غير تقليدية تشن عليه. 

في الشكل والمضمون، وفي العمق الاستراتيجي، رسالة تحالف أوكوس: أنّ أميركا جادة بمقاومة الهيمنة الصينية، حيث الشراكة الجديدة مع أستراليا وبريطانيا تخدم المصالح الأميركية، على الرغم من الغضب الفرنسي، والصراع البريطاني الأمريكي الخفي(صفقة تزويد أستراليا غواصات أميركية تعمل بالطاقة النووية). 

قطعاً الجميع تابع ورشات الميديا العالمية للدول الخصوم، والدول الحلفاء لواشنطن على حد سواء، في استنكار صفقة كارتلات الحكم في أمريكا، عبر اعلان الناطق الرسمي باسمها في وقته، الرئيس الأميركي جو بايدن لتعميق الشراكة الاستراتيجية للولايات المتحدة مع أستراليا والمملكة المتحدة، كقوّة موازنة للصين، بحيث أشارت إلى أنّ شراكة أوكوس، بالتطوير المشترك للغواصات الأسترالية التي تعمل بالطاقة النووية، على عكس الغوّاصات التي تعمل بالديزل، والتي كانت باريس تخطط لبنائها في كانبيرا، وخسارة فرنسا بلغت جرّاء الالغاء مائة مليار يورو على الأقل.

عميق مفاصل الدولة الأمريكية الغارقة في وحل مصالحها، وشبكة مصالح المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، ترى هذه الكارتلات الاقتصادية والحربية، أنّ صعود تحالف أوكوس، يستحق التوتر، ان كان دائماً، وان كان مؤقتاً مع فرنسا، حيث تحاول الولايات المتحدة الأمريكية، الحفاظ على توازن عسكري ملائم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فأستراليا ليست جزءً من حلف الناتو، لكنها حليف للولايات المتحدة، تتعرض لضغوط قسرية من الصين، فقد فرضت بكين تعرفة جمركية على المواد الغذائية والمواد الخام الأسترالية، بعد أن دعا رئيس الوزراء الأسترالي السابق سكوت موريسون الذي خسر الانتخابات الأخيرة، إلى إجراء تحقيق في أصول فيروس كورونا، كما اعتقلت الصين مواطنين أستراليين لشبهة التجسس، وطالبت المسؤولين المنتخبين والصحافة الحرّة في أستراليا، بوقف انتقاد النظام السياسي الصيني.

رئيس الوزراء الأسترالي الحالي الليبرالي مثل سلفه السابق سكوت موريسون، لم يستسلم لتهديدات الصين بشأن التجارة معها، وأحد الدروس المستفادة لبكين هنا، هو أنّ مثل هذه التكتيكات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تكشف لدول أخرى، عن المعاملة المبيّتة لها، حيث يمتد انتشار الصين الاقتصادي والعسكري في جميع أنحاء العالم. 

 الكارتل الحربي والاقتصادي في أمريكا، يصف استراتيجية بكين المتفاقمة، بانّها سياسة فرق تسد، وتتعاون مع الفدرالية الروسية في مسارات ومسارب ذلك، ومبادرة أوكوس تظهر التضامن الغربي وتوظيفه الان في المواجهة الروسية الأطلسية، وأضاف هذا الكارتل الأمريكي الثنائي، أنّ التركيز على الغوّاصات، كمبادرة أولى يرسل كذلك الرسالة الصحيحة.  

واشنطن دي سي، ترى في التعزيز البحري الصيني وخاصةً الأخير غير عادي، وطموح بكين المعلن يتصاعد، وهو السيطرة على تايوان بعد النموذج الروسي الحي في أوكرانيا، والسيطرة على المياه المتنازع عليها في غرب المحيط الهادئ، لذلك نلحظ أنّ واشنطن أنّها لا تريد الخيار العسكري مع ايران، بقدر ما تلوّح بهذا الخيار العسكري، بعبارة أخرى التلويح بالقوّة العسكرية لمواجهة الاستراتيجية الايرانية، الرامية لكسب الوقت واستثماره لاستكمال استعدادها لتملك السلاح النووي – هكذا ترى أمريكا، وما مناورات البحر الأحمر الأمريكية الإسرائيلية مع الدول المطبّعة مع الكيان الصهيوني سابقاً ولاحقاً، الاّ ضمن هذا السياق، التلويح بالقوّة كرسالة ردع لإيران، مع تقديم واشنطن وأوروبا لمسودة مشروع قرار في حاكمية وكالة الطاقة الذرية، لدفعها الى تنازلات جوهرية لا على الهامش، من شأنه أن يعقد المفاوضات ورفضته ايران وموسكو، مع دفعها الى تنازلات أخرى، في ضرورة تعديل الاتفاق النووي لعام 2015 م، وهي مناورات القلق بالنسبة لإسرائيل مما يجري في اليمن وانتصارات صنعاء في مأرب والساحل الغربي، ومناورات الضرورة بالنسبة لأمريكا، والعرب المشاركين ملحقين بها فقط، كونه أي حرب مع ايران المستفيد منها هو الصين وروسيّا، ضمن الظروف والمعطيات الحالية في المشهد الدولي، ما بعد اعادة التموضع الولاياتي الأمريكي في الأفغانستان وشبه القارة الهندية.

خلاصة الرسالة الأمريكية الموجّهة إلى أوروبا من تحالف أوكوس، هي أنّ الولايات المتحدة، جادة في مقاومة الهيمنة الصينية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وأنه لا يمكن لأوروبا أن تلعب لعبة فرق تسد الصينية بشأن القضايا الاقتصادية والاستراتيجية من دون عواقب على علاقتها مع الولايات المتحدة، والأبعد من ذلك استراتيجياً: واشنطن تريد شطب أوروبا. 

بدأت خطة أوكوس تتشكل سراً منذ أن استلم جوزيف بايدن منصبه، لكن طرحها الآن يناسب هدف بايدن بإظهار أن الولايات المتحدة لا تزال حليفاً عسكرياً قوياً، على الرغم من انسحابها الفوضوي من أفغانستان، وإنّ الهدف من المبادرة هو تعزيز الاستقرار الاستراتيجي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ ورسم كيفية تتطوره، ومن الواضح أن التركيز غير المذكور، لجهود مشاركة التكنولوجيا العسكرية الحسّاسة مع اثنين من الحلفاء الرئيسيين، يستهدفها – أي الصين وتحالفها مع الروسي.

والهدف على المدى القصير، لتحالف المحيطين الهندي والهادئ، هو مساعدة أستراليا، في الاستعداد لبناء غوّاصة هجوم نووي، والتي ستكون منصة إطلاق أسلحة خفية تحت البحر، في وقت تكون فيه السفن السطحية مكشوفة بشكل متزايد للصواريخ المضادة للسفن الصينية، وتخطط استراليا على بناء أكثر من عشر غوّاصات على مدار عقدين من الزمن قادمين.

والتأثير الأعمق هو أن الدول الثلاث ستتعاون، خارج المشروع الفرعي، على مجموعة واسعة من التقنيات العسكرية الجديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية، والصواريخ فوق الصوتية، والأسلحة السيبرانية، والأنظمة الجديدة تحت سطح البحر، ويمكن لهذا التحالف التكنولوجي الثلاثي أن يحرك قطاع الدفاع الأميركي المنعزل والبطيء الحركة أحياناً، كما يأمل فريق جوزيف بايدن.

مبادرة أو تحالف أوكوس من المفترض أمريكيّاً، أن يكون علاجاً لما يبدو أحيانًا إدماناً أميركياً لأنظمة الأسلحة القديمة، مثل حاملات الطائرات والطائرات المقاتلة، والتي ستكون لها فاعلية متناقصة ضد الجيش الصيني عالي التقنية، ومؤخراً سمعنا الجنرال جون هيتين، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، في جلسة في معهد بروكينغز، من أن البنتاغون كان بطيئاً بشكل لا يصدق في التحديث العسكري.

وحذّر الجنرال هيتين قائلاً: نحن بيروقراطيين للغاية، ونكره المخاطرة للغاية، ويرى محللو الدفاع أن هذا التباطؤ ناتج عن رغبة الخدمات العسكرية والمتعاقدين الدفاعيين وأعضاء الكونغرس في حماية الأنظمة القائمة والوظائف المصاحبة لها، وفي غضون ذلك، تسابق الصين لتحقيق ما قاله هيتين بأنه تحديث نووي غير مسبوق، إلى جانب أنظمة أسلحة جوية وبرية وبحرية وفضائية جديدة.

مبادرة أوكوس تهدف إلى تعزيز الحلفاء في آسيا، والبدء من أستراليا، الذين يواجهون ضغوطاً شديدة من الصين التي تسعى إلى الهيمنة الإقليمية، بينما تراجعت أستراليا، ردت بكين برد فعل اقتصادي حاد وبالتدخل في السياسة الأسترالية، وضغطت أستراليا على البيت الأبيض، بعد فترة وجيزة من تنصيب جوزيف بايدن، لا تتركونا وشأننا في الميدان يا واشنطن وعلى الفور تقدم فريق جوزيف بايدن بسرعة، بعد التشاور مع بوريس جونسون ومجلس اللوردات في لندن، الذي يروّج لبريطانيا أممية من جديد، عبر صراع لندن واشنطن الخفي، وصولاً ليالطا جديدة رقم 2 .

تتطلب الغوّاصات التي تعمل بالطاقة النووية، تقنيات متطورة لم تشاركها الولايات المتحدة إلا مع بريطانيا بموجب اتفاقية 1958م، بحيث تحرس البحرية الأميركية بحرص شديد على هذه الأسرار، وكانت مترددة في البداية في مشاركتها مع دولة أخرى.

وعلى الرغم من أن تحالف أوكوس يربط ثلاث دول ناطقة باللغة الإنكليزية بجذور أنغلو – سكسونية، إلاّ أن الإدارة الأميركية تخطط كذلك لتعميق علاقاتها مع الشراكة الإستراتيجية المعروفة باسم الرباعية، والتي تضم الهند واليابان بالإضافة إلى أستراليا والولايات المتحدة، ويعقد مدراء الاستخبارات في هذه الدول الأربع اجتماعات دورية سريّة.

الاستراتيجية الأمريكية ازاء الصين، لها وجهان لا ثالث لهما، تشبه إلى حد كبير موقف الصين تجاه الغرب، فعلى الجانب التصالحي، اتصل بايدن بالرئيس الصيني شي جينبينغ مراراً، للتأكيد على رغبة الولايات المتحدة في التعاون مع الصين في المجالات التي تتلاقى فيها مصالحهما، مثل تغيّر المناخ ووقف الانتشار النووي، لكن لاحقاً، أعلن جوزيف بايدن عن تحالف عسكري جديد يهدف إلى ردع القوة المتنامية للصي- أوكوس. 

أوكوس كمشروع وتحالف عميق، يحظى هذا المشروع بدعم قوي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وهذه إشارات قوية ستساعد في جعل تعهد إدارة جوزيف بايدن بتعزيز الردع الأمريكي في غرب المحيط الهادئ، في أعقاب اعادة التموضع الأمريكي في أفغانستان، والذي سمّاه الامريكي  بالانسحاب الكارثي من أفغانستان، أكثر واقعية، لكن هذا التأكيد ظهر مشكوكاً فيه، بعد الخروج الفوضوي العجول من كابول، لكنه أصبح أكثر تماسكاً الآن مع التحركات الدفاعية الجديدة في آسيا، وأقصد مبادرة أوكوس. 

 والذي يثير حفيظة واشنطن هو ذاك الصاروخ الصيني، الذي يفجّر نبضة كهرومغناطيسية قادرة على شل الأقتصاد الأمريكي، حيث يعمل علماء صينيون في الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا مركبات الإطلاق، على تصميم صاروخ قادر على إنشاء صدمة أو نبضة كهرومغناطيسية قوية جداً، قادرة على شل الاقتصاد الأمريكي بحسب مصادر استخبارات دولية.

وينطلق الصاروخ الجديد بسرعة تفوق 6 ماخ(ماخ – سرعة الصوت) وقادر على قطع مسافة تقدر بنحو 3000 كم في 25 دقيقة من الطيران، وبحسب معلومات استخبارية تكنولوجية دقيقة، يبحث العلماء منذ خمسينيات القرن الماضي، في مجال التأثيرات الكهرومغناطيسية للأسلحة النووية على الاتصالات والأنظمة الكهربائية(ثمة نجاح في كوريا الشمالية في سياق هذه التقنية).

وقطعت بعض الدول، بحسب المعلومات، مثل أمريكا وروسيا والصين وكوريا الشمالية خطوات واسعة في البحث والتطوير لأنظمة أسلحة النبضات الكهرومغناطيسية، لكن الإضافة الصينية الجديدة تمنح بكين ميزة على منافسها اللدود الولايات المتحدة الأمريكية. 

*عنوان قناتي على اليوتيوب – طالباً الاشتراك بها حيث البث المباشر اسبوعيّا عبرها لشرح اشتباكاتي السياسية، وآخر التطورات المحلية والإقليمية والدولية – ضع على محرك البحث على اليوتيوب التالي: طلقات تنويرية.

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

[email protected]

منزل – عمّان : 5674111     خلوي: 0795615721

سما الروسان في : 5 – 6 – 2022 م.

هاتف المنزل: 5674111   

خلوي : 0795615721

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.