ازمة اوكرانيا واحتمالات اندلاع حرب نووية جراء نهج الغرب الاستعماري / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الأربعاء 8/6/2022 م …




كان السبب الرئيسي المباشر لاندلاع الحرب العالمية الاولى  كما هو مدون تاريخيا  اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناد وزوجته من قبل طالب صربي  يدعى عافريلو  اثناء زيارتهما سراييفو.

 بدات الحرب في البلقان  اواخر يوليو تموز عام 1918  وانتهت  عام 2014 خلفت وراءها 17 مليون قتيل و 20 مليون جريح.

اما السبب المباشر لاندلاع الحرب العالمية الثانية  عام 1939 فكان غزو المانيا النازية  بزعامة ادولف هتلر لبولونيا المجاورة لالمانيا و اوكرانيا التي تشهد حربا الان في الجزء الشرقي من اوربا   الى جانب اسباب اخرى في مقدمتها   سبب مهم هو الجانب الاقتصادي.

اورد ذلك في المقدمة ليدرك القارئ الكريم ان سببا او خطا يقع في اوكرانيا جراء مغامرات الغرب الاستعماري  ومواصلة   استمرار تقديم الدعم العسكري غير المحدود  لها  ضد روسيا خاصة من واشنطن ولندن وبقية دول ناتو  والمراهنة على حرب استنزاف  واتهامه موسكو زورا بحجب او عرقلة  صادرات القمح الاوكراني الى العالم  قد يفجر الوضع الدولي برمته.

  والشيئ الخطير والمهم ان هناك سلاح الاقتصاد الذي شهره الغرب بوجه روسيا ممثلا في العقوبات والحظر غير الشرعي الذي يستهدف  الصغيرة والكبيرة  لتركيع روسيا وشعبها بعد ان شعرت الدول الاستعمارية وخاصة الولايات المتحدة ان دورها الدولي سوف يضمحل بل ويتراجع كما تراجع دور امبراطوريات قبلها ” فرنسا و ” بريطانيا” مثالا.

 لكن الذي حصل ان الدول الغربية التي شنت حربا  اقتصادية وتجارية هجينة  ضد روسيا  شملت النفط والغاز وجميع المنتجات ارتدت تلك الحرب على الدول نفسها ايضا والحقت ضررا فادحا بالاسواق  الغربية وجعلت المواطن يتذمر من ارتفاع اسعار السلع وفقدان  بعضها من الاسواق.

روسيا  رغم كل ذلك ووفق سير عملياتها الحربية في اوكرانيا اكدت المساعدة في نقل القمح الاوكراني بعد ان توفر اوكرانيا سلامة مرور السفن والبواخر في موانئها  كما اكدت انها  لن  تتراجع عن تحقيق الاهداف التي دخلت الحرب من اجلها  وهي اهداف مشروعة تتعلق بامنها القومي الذي تجاهله الغرب الاستعماري رغم المطالب الروسية المستمرة التي لم يلتفت لها الغرب وخاصة الولايات المتحدة .

 ربما  وهذا مجرد احتمال ان موسكو اقدمت على العملية العسكرية ظنا منها ان كل الذي سيفعله الغرب هو اتخاذ موقف مشابه للموقف الذي اتخذه في حرب روسيا ضد جورجيا حول اوسيتيا  قبل سنوات لكن تطورات الاحداث  والحرب   العدوانية  الاقتصادية والتجارية الغربية ضد روسيا ودعم كييف بالاسلحة المتطورة  من جميع دول حلف ناتو العدواني  تؤكد ان الولايات المتحدة شعرت بان دورها الدولي سوف يصبح في خبر كان وانه لم يعد هناك شيئا اسمه ” سيدة العالم الحر” او مواصلة سياسة القطب الدولي الواحد فضلا عن وجود  متصهين  يحكم اوكرانيا  هو زيلينسكي ما ان تخرج موسكو منتصرة في الحرب سواء بالعمل العسكري وحتى المفاوضات بين  موسكو وكييف  التي عملت واشنطن كل ما بوسعها لافشالها.

ان تركيز الغرب واصراره على العمل العسكري في اوكرانيا سوف  يضطر روسيا الى توسعة الحرب لتشمل مراكز جديدة في اوكرانيا وهو ما اكده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فهو يصر  ايضا على انجار اهداف العملية العسكرية التي بدات في شباط فبراير الماضي وان لاتراجع عن ذلك مما يعني ان هناك احتمالين.

 اما ان تحقق موسكو اهدافها كاملة وهو احتمال منطقي   ووارد لانه من المستبعد ان تهزم اوكرانيا لوحدها  دولة عظمى مثل روسيا عسكريا  حتى لو تواصل ضخ الاسلحة الغربية عليها مما يعني اننا امام عالم جديد خال من الاستهتار الاستعماري الغربي بالشعوب والدول الاخرى.

 واما ان تتوسع الحرب جراء مغامرات الغرب ومواصلة استهتاره واستخفافه  وفبركة الروايات الكاذبة ضد روسيا لتتحول الى حرب نووية كارثية  تاتي على البشرية .

فلا منتصر بمثل هذه الحرب اذا واصل الغرب الاستعماري عدم اكتراثه بمصير البشرية و بالدول الاخرى لاسيما وان الصين اخذت تتدحرج نحو تحالف ستراتيجي مع روسيا جراء الضغوط الامريكية  حول تايوان لاسيما وان بكين اكدت مرارا ان تايوان جزء من الصين ولن تتنازل عنها حتى لو اسفر ذلك عن صدام عسكري صيني امريكي في بحر الصين.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.